الموضوع: قول الإمام البُخاري (( فيه نظر )) للمدارسة .

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين محمد بن عبد الله وعلى أله وصحبه أجمعين وبعد /
مَن تتبع منهج الإمام البُخاري عَلم مدى ورع الإمام - رضي الله عنهُ - في الجَرح فتَجدهُ يُطلق عباراتٍ لطيفةٍ في جرح الرواة كأن يقول في الراوي : (( فيه نظر )) وقد اختلف العُلماء في مُراد الإمام البُخاري مِن حيث كَون هذه العبارة جرحاً شديداً او جرحاً خفيفاً فذهب جُملةٌ منهم كالعوني وحبيب الرحمن الأعظمي وأبي غدة والجديع والشيخ السعد مُستدلين بقول الإمامين ابن عدي وقد ضعف ابن عدي رواةٍ قال فيهم الإمام البُخاري (( فيه نظر )) ، وقد قرن الحافظ ابن حجر قولهُ فيه نظر مع قولهم ضعيف وكذاب ووضاع ، إلا أن أبي غدة وحبيب الرحمن الأعظمي جَعلوها قاعدةً مُطردةً فتعجبوا من قول الحافظ الذهبي من أنهُ في الغالب يريد بها الضعف الشديد ، وقد عمدت إلي الدراسة وخُلاصة ما وصلت إليه إلي أنهُ يريد الضعف الشديد ! وأن إطلاقاتهِ - رضي الله عنهُ - ويريد فيها خلاف الراوي على وجوهٍ قليلةٍ كقوله في صعصعة بعد ذكر حديث " وفيه نظر " ولذلك يعلم الناظر إليه أنهُ يريد الحديث لا الصحابي ، وأما قوله : " فيه صحبته نظر " ، " في موته نظر " ، " في خبره نظر " ، " في إسناده نظر " فتلك عباراتٌ تختلفُ في مدلولها عن قوله " فيه نظر " وإن أتين غير مُجرداتٍ إلا أن فيها بيانٌ للعلةِ التي يريدها الإمام البُخاري كجَرح " صحبته " أو " موته " أو " خبره " فيعلهم ! فما رأي المشيخة ؟.

نفع الله بكم أخي أبا زرعة ، وقد بحث الموضوع في ملتقى أهل الحديث ، فلعلك تراجعه .

الأخ الشيخ الحَبيب / أبو مالك المديني - وفقه الله - .
قد طالعتُ كُل ما كُتب في المُلتقى العَامر - أعادهُ الله - ولكن أحببت أن يكون لنا مِن النقاش نصيبٌ فحبذا لو كَان لديكَ في المسألة ما يفيدنا فاطرحهُ عَلك تَحمل شيئاً لم يَقم بطرحهِ طَلبة العِلم والمشيخة في الملتقى .

يرفع نَفع الله بكم .

يرفع نَفع الله بكم .

يرفع نَفع الله بكم .

ما زلنا ننتظر مَن ينفعنا بعلمه نفع الله بكم جميعاً وعلمنا وإياكم العلم النافع.

للأخ هيثم حمدان جمع طيب للرواة الذين قال فيهم البخاري فيه نظر
وقد عزا تراجمهم إلى الكتب الأصلية ونبه على ما لكل منهم من عدد الأحاديث في الكتب التسعة
وجمعه هذا مرفوع على موقع ملتقى أهل الحديث

الأخ الحبيب اللبيب النبيه / أبو عبيدة الكاتب - نفع الله بك - .
قد طالعت جَمع الأخ الفاضل هيثم حمدان - نفع الله به - ورأيتهُ قوياً في بابهِ إذ أنهُ بين فيه مالهم من الأحاديث وفي الغالب تجد أن المَجروح مِن الإمام البُخاري بقوله : (( فيه نظر )) ، مجروحٌ بجرح قوي من غيرهِ ولهُم من الحديث قليل ومَن وصفهم الحافظ ابن حجر بلفظ صدوق وقال الإمام البخاري فيهم عبارته لم ينفرد بذلك الإمام البخاري ، بل إنك ولا يخفاك أن الحافظ ابن حجر يقول فيمن اختلف في أمره " صدوق " ، ولكنيَّ رأيتُ في 80 راوٍ تقريباً من التاريخ الكبير والضعفاء وقارنتُ قولهُ مع الأئمة فوجدتُ أن غلبة فيه نظر يريد بها الجرح إلا أن هُناك من خالف في تقريره فما رأيكم أريد أن أستفيد من علمكم.

نقل الذهبي في سيره أن البخاري قال:" إذا قلت فلان في حديثه نظر، فهو متهم واه"

قال المزي: "قد قال (أي البخاري) في التاريخ كل من لم أبين فيه جرحه فهو على الاحتمال وإذا قلت فيه نظر فلا يحتمل"

فالمسألة واضحة بارك الله فيكم

الأخ الحبيب الغالي / عبد الله السبري - نفع الله بك -
سؤالي عن قَول الإمام البخاري : (( فيه نظر )) ، لا عَن قوله : (( في حديثه نظر )) ، وأما قولهُ : (( فيه نظر لا يحتمل )) فهذا مَعناهُ أن الراوي ممن لا يحتمل حَديثه وهذا مفادهُ جَميلةٌ ومدلولهُ هو المَطلوب ، ففي حديثه نظر تختلف عَن فيه نظر والعبرة بحال الرواةِ الذين قال فيهم الإمام البُخاري قوله هذا ولابد من المُقارنة بين أقواله - رضي الله عنه - وبين أقوال الأئمة لأنك تعلم أن هُناك اختلاف في مَدلول اللفظ عند جمعٍ مِن العُلماء الأفاضل المُباركين ، فعلى وضوحها فإن هُناك من يعتبرها جرحاً خفيفاً ولذلك فإننا نُريد أن نعرف ما هو موقف طلبة العلم والمشيخة هُنا من إطلاق الجرح الخفيف على قوله فيه نظر.

من أهل العلم من لا يفرق بين "في حديثه نظر وفيه نظر" في شدة الجرح ويذكرون العبارتين في سياق واحد بمعنى واحد كقول ابن حجر":((البخاريُّ في كلامه على الرجال في غاية التحري والتوقي، ومن تأمل كلامه في الجرح والتعديل علم ورعه وإنصافه، فإنَّ أكثرَ ما يقولُ:منكر الحَدِيث، سكتوا عنه، فيه نظر، تركوه ونحو هذا، وقلَّ أن يقولَ: فلان كذاب، أو يضع الحَدِيث، بل إذا قَالَ ذلك عزاه إلى غيره بقوله: كذبه فلان، رماه فلان بالكذب، حتى أنه قَالَ: من قلتُ فيه في حديثه نظر فهو متهم، ومن قلتُ فيه منكر الحَدِيث فلا تحل الرواية عنه)) وقول الذهبي في ترجمة عثمان بن فائد : ((قال البخاري : "في حديثه نظر" ، وقلَّ أن يكون عند البخاري رجلٌ فيه نظر إلا وهو متهم ))

وكلام البخاري نفسه واضح لكن بعض المتعالمين في هذا العصر كالعوني ونحوه يريدون الخروج على ما قرره أهل العلم حتى ينفردوا بالرأي والتدقيق

الأخ الكريم الفاضل / عبد الله السبري - غفر الله لك - .
ما هكذا تورد الإبل يا سعدا ولا أقبل أن تصف الشيخ العَوني بتلك الأصاف فلم ينفرد بذلك القول لوحده ! ، وأما قولهُ في حديثه نظر أو فيه نظر فتلك عباراتان مُتقاربتان في المراد إلا أن هُناك استثناءات قال الإمام البخاري فيها عبارته فيه نظر وأراد بها إسناد الحديث إلي الصحابي لا الصحابي ! وأما أن تَقول مثل ما قلت يا رعاك الله فلا أقبله ولا أنصحُ بأن تُناقش في المسألة أبداً فإن كان لديك ما تقدمه بأدب مع العُلماء فإفعل وإلا فلا تفعل - سامحك الله وعفا عني وعنك - .

بارك الله فيكم و نفعنا بعلمكم

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو زُرعة الرازي

قد طالعت جَمع الأخ الفاضل هيثم حمدان - نفع الله به - ورأيتهُ قوياً في بابهِ إذ أنهُ بين فيه مالهم من الأحاديث وفي الغالب تجد أن المَجروح مِن الإمام البُخاري بقوله : (( فيه نظر )) ، مجروحٌ بجرح قوي من غيرهِ ولهُم من الحديث قليل ومَن وصفهم الحافظ ابن حجر بلفظ صدوق وقال الإمام البخاري فيهم عبارته لم ينفرد بذلك الإمام البخاري ، بل إنك ولا يخفاك أن الحافظ ابن حجر يقول فيمن اختلف في أمره " صدوق " ، ولكنيَّ رأيتُ في 80 راوٍ تقريباً من التاريخ الكبير والضعفاء وقارنتُ قولهُ مع الأئمة فوجدتُ أن غلبة فيه نظر يريد بها الجرح إلا أن هُناك من خالف في تقريره فما رأيكم...

أراني أميل إلى ما ذكرتموه أخي الفاضل
وإن كان الموضوع لم يبحث فيما رأيت بحثا مرضيا شاملا يطمئن القلب إلى نتائجه
فإنه يحتاج إلى ناقد ذي نفس قوي في الجرح والتعديل ومعرفة واسعة بمناهج النقاد وطرق الجمع وقرائن الترجيح كحال ذهبي العصر المعلمي رحمه الله

وبعض البحوث التي اطلعت عليها ينقصها النظر في الأحاديث التي رواها أولئك الرواة وخاصة المقلون منهم
وبالنسبة للرواة الذين فيهم جهالة وقال فيهم الإمام البخاري ((فيه نظر)) يحسن بنا أن نستحضر قول المعلمي أن المجهول إذا روى خبرين لا يتابع عليهما فهو تالف

كما يلاحظ على تلك البحوث مثلا ما تفضلتم به ـ زادكم الله فضلاـ من المسارعة إلى تطبيق قاعدة الحافظ ابن حجر رحمه الله في (تنزيل الراوي المختلف فيه إلى منزله الصدوق) دون النظر في القرائن المحتفة بكل اختلاف في حال الراوي

ولعل من المناسب أن تجمعوا هنا عناوين أو روابط البحوث التي تطرقت إلى المسألة حتى تسهل المتابعة على من يريد المشاركة في هذا الموضوع

بارك الله فيك يا شيخ أبا زرعة ونفع بعلمكم :
الذي يظهر -والله أعلم- أن مذهب الحافظ الذهبي ومن تبعه أدق .
قال الذهبي – رحمه الله - في الموقظة ( ص30) : «وكذا عادته- يعني البخاري- إذا قال : «فيه نظر» بمعنى أنه متهم ، أو ليس بثقة ، فهو عنده أسوأ حالاً من الضعيف ».
وقال في الميزان (2/34) : «قال البخاري : فيه نظر ، ولا يقول هذا إلا فيمن يتهمه غالباً» .
والله اعلم

وقال الشيخ المعلمي - رحمه الله - في التنكيل (1/270) : «وكلمة "فيه نظر" معدودة من أشد الجرح في اصطلاح البخاري» .
والعلامة المعلمي - رحمه الله - له باعه الكبير في علم الرجال وفي كتاب " التاريخ الكبير " للبخاري - رحمه الله - .

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شتا محمد

بارك الله فيكم و نفعنا بعلمكم

الأخ الحبيب الغالي الفاضل / شتا محمد - نفع الله بك - .
ولك بمثل ما دعوت لنا وأحسن إليك ونفع بك ، جُزيت كُل خيرٍ وبركة ورفع الله شأنك وبارك فيك.

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبيدة الكاتب

أراني أميل إلى ما ذكرتموه أخي الفاضل
وإن كان الموضوع لم يبحث فيما رأيت بحثا مرضيا شاملا يطمئن القلب إلى نتائجه
فإنه يحتاج إلى ناقد ذي نفس قوي في الجرح والتعديل ومعرفة واسعة بمناهج النقاد وطرق الجمع وقرائن الترجيح كحال ذهبي العصر المعلمي رحمه الله

وبعض البحوث التي اطلعت عليها ينقصها النظر في الأحاديث التي رواها أولئك الرواة وخاصة المقلون منهم
وبالنسبة للرواة الذين فيهم جهالة وقال فيهم الإمام البخاري ((فيه نظر)) يحسن بنا أن نستحضر قول المعلمي أن المجهول إذا روى خبرين لا يتابع عليهما فهو تالف

كما يلاحظ على تلك البحوث مثلا ما تفضلتم به ـ زادكم الله فضلاـ من المسارعة إلى تطبيق قاعدة الحافظ ابن حجر رحمه الله في (تنزيل الراوي المختلف فيه إلى منزله الصدوق) دون النظر في القرائن المحتفة بكل اختلاف في حال الراوي

ولعل من المناسب أن تجمعوا هنا عناوين أو روابط البحوث التي تطرقت إلى المسألة حتى تسهل المتابعة على من يريد المشاركة في هذا الموضوع

الأخ الحبيب النبيه اللبيب / أبو عبيدة الكاتب - وفقه الله - .
بارك الله تعالى فيك على ما قررت وكتبت نفع الله بك وعلمنا الله وإياكم العلم النافع .

الأخ الشيخ الحبيب الغالي / ضيدان بن عبد الرحمن اليامي - نفع الله بك -.
أحسنتم المقال وأفدتم وأجدتم نفعنا الله بكم وبعلمكم ، ما أضفتموه إلي المسألة قد تم ذكرهُ في رسالتنا المتواضعة والتي سأقومُ بإخراجها إن شاء الله إلي النُور عقب تنقيحها وتدقيق عباراتها ، فجزيتم عن أخيكم وتلميذكم كُل خيرٍ وبارك فيك.