تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 4 من 4 الأولىالأولى 1234
النتائج 61 إلى 79 من 79

الموضوع: دعوة لمدارسة منظومة ابن أبي العز في السيرة

  1. #61
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: اتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (حصري للمجلس العلمي)

    وأما عن الأسرىٰ: فعن عمر رضي الله عنه قال: فَلَمَّا أَسَرُوا الْأُسَارَىٰ، قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم لِأبي بَكْرٍ وَعُمَرَ: «مَا تَرَوْنَ فِي هَؤُلَاءِ الْأُسَارَىٰ؟» فَقَالَ أبو بَكْرٍ: يَا نَبِيَّ الله هُمْ بنو الْعَمِّ وَالْعَشِيرَةِ، أَرَىٰ أَنْ تَأْخُذَ مِنْهُمْ فِدْيَةً فَتَكُونُ لَنَا قُوَّةً عَلَىٰ الْكُفَّارِ، فَعَسَىٰ الله أَنْ يَهْدِيَهُمْ لِلْإِسْلَامِ، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَا تَرَىٰ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ؟»، قُلْتُ: لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ الله مَا أَرَىٰ الَّذِي رَأَىٰ أبو بَكْرٍ، وَلَكِنِّي أَرَىٰ أَنْ تُمَكِّنَّا فَنَضْرِبَ أَعْنَاقَهُمْ، فَتُمَكِّنَ عَلِيًّا مِنْ عَقِيلٍ فَيَضْرِبَ عُنُقَهُ، وَتُمَكِّنِّي مِنْ فُلَانٍ – نَسِيبًا لِعُمَرَ- فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ، فَإِنَّ هَؤُلَاءِ أَئِمَّةُ الْكُفْرِ وَصَنَادِيدُهَا ، فَهَوِيَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم مَا قَالَ أبو بَكْرٍ، وَلَمْ يَهْوَ مَا قُلْتُ، فَلَمَّا كَانَ مِنْ الْغَدِ جِئْتُ فَإِذَا رَسُولُ اللهصلى الله عليه وسلم وَأبو بَكْرٍ قَاعِدَيْنِ يَبْكِيَانِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله أَخْبِرْنِي مِنْ أَيِّ شَيْءٍ تَبْكِي أَنْتَ وَصَاحِبُكَ، فَإِنْ وَجَدْتُ بُكَاءً بَكَيْتُ، وَإِنْ لَمْ أَجِدْ بُكَاءً تَبَاكَيْتُ لِبُكَائِكُمَا، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «أَبْكِي لِلَّذِي عَرَضَ عَلَيَّ أَصْحَابُكَ مِنْ أَخْذِهِمْ الْفِدَاءَ، لَقَدْ عُرِضَ عَلَيَّ عَذَابُهُمْ أَدْنَىٰ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ» – شَجَرَةٍ قَرِيبَةٍ مِنْ نَبِيِّ الله صلى الله عليه وسلم- وَأَنْزَلَ الله تعالى:{ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض}إِلَىٰ قَوْلِهِ:{فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا}[الأنفال: 67- 69] فَأَحَلَّ الله الْغَنِيمَةَ لَهُمْ([1]). ففدىٰ النبي صلى الله عليه وسلم الأُسارىٰ بمال. وجاء في بعض الروايات أن قدر الفدية كان أربعة آلاف درهم([2]). وعن أَنَس بن مَالِكٍ أَنَّ رِجَالًا مِنْ الْأَنْصَارِ اسْتَأْذَنُوا رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: ائْذَنْ لَنَا فَلْنَتْرُكْ لِابْنِ أُخْتِنَا عَبَّاسٍ فِدَاءَهُ، قَالَ: وَاللَّهِ لَا تَذَرُونَ مِنْهُ دِرْهَمًا([3]). وقال النَّبِيُ صلى الله عليه وسلم في أُسَارَىٰ بَدْرٍ: «لَوْ كَانَ الْمُطْعِمُ بن عَدِيٍّ حَيًّا ثُمَّ كَلَّمَنِي فِي هَؤُلَاءِ النَّتْنَىٰ لَتَرَكْتُهُمْ لَهُ»([4]). فضائل من شهد بدرًا من الصحابة والملائكة: عَنْ رِفَاعَة بن رَافِعٍ الزُّرَقِيِّ – وهو مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ- قَالَ: جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَىٰ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: مَا تَعُدُّونَ أَهْلَ بَدْرٍ فِيكُمْ؟ قَالَ: «مِنْ أَفْضَلِ الْمُسْلِمِينَ» – أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا- قَالَ: وَكَذَلِكَ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنْ الْمَلَائِكَةِ([5]). وقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب لما قَالَ للنبي صلى الله عليه وسلم - في قصة حاطب بن أبي بلتعة- دَعْنِي يَا رَسُولَ الله أَضْرِبْ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ، فَقَالَ له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا، وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ الله اطَّلَعَ عَلَىٰ أَهْلِ بَدْرٍ، فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ»([6]). وجاء عبد لِحَاطِب يَشْكُو حَاطِبًا للنبي صلى الله عليه وسلموقَالَ: يَا رَسُولَ الله لَيَدْخُلَنَّ حَاطِبٌ النَّارَ، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «كَذَبْتَ لَا يَدْخُلُهَا فَإِنَّهُ شَهِدَ بَدْرًا وَالْحُدَيْبِيَ ةَ»([7]). وأُصِيبَ يَوْمَ بَدْرٍ حارثة وَهُوَ غُلَامٌ، فَجَاءَتْ أُمُّهُ إِلَىٰ النَّبِيِّ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ الله قَدْ عَرَفْتَ مَنْزِلَةَ حَارِثَةَ مِنِّي، فَإِنْ يَكُنْ فِي الْجَنَّةِ أَصْبِرْ وَأَحْتَسِبْ، وَإِنْ تَكُ الْأُخْرَىٰ تَرَىٰ مَا أَصْنَعُ؟ فَقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وَيْحَكِ أَوَهَبِلْتِ أَوَجَنَّةٌ وَاحِدَةٌ هِيَ إِنَّهَا جِنَانٌ كَثِيرَةٌ وَإِنَّهُ فِي جَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ»([8]).

    ([1]) صحيح: أخرجه مسلم (1763)، كتاب: الجهاد والسير، باب: الإمداد بالملائكة في غزوة بدر وإباحة الغنائم.
    ([2]) «مجمع الزوائد» 6/90، وقال الهيثمي: رواه الطبراني في «الكبير»، «الأوسط» ورجاله رجال الصحيح.
    ([3]) صحيح: أخرجه البخاري (4018)، كتاب: المغازي، باب: (12).
    ([4]) صحيح: أخرجه البخاري (4024)، كتاب: المغازي، باب: (12). قال النبي صلى الله عليه ذلك وفاءً للمطعم، فالمطعم كان ممن مزقوا صحيفة قريش الجائرة وأخرجوا النبي صلى الله عليه وسلم من شعب أبي طالب، وأيضًا هو الذي أدخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة في جواره بعد عودته من الطائف.
    ([5]) صحيح: أخرجه البخاري (3992)، كتاب: المغازي، باب: شهود الملائكة بدرًا.
    ([6]) متفق عليه: أخرجه البخاري (3983)، كتاب: المغازي، باب: فضل من شهد بدرًا، مسلم (2494)، كتاب: فضائل الصحابة، باب: من فضائل أهل بدر وقصة حاطب بن أبي بلتعة.
    ([7]) صحيح: أخرجه مسلم (2495)، كتاب: فضائل الصحابة، باب: من فضائل أهل بدر وقصة حاطب بن أبي بلتعة.
    ([8]) صحيح: أخرجه البخاري (3982)، كتاب: المغازي، باب: فضل من شهد بدرًا.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  2. #62
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: اتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (حصري للمجلس العلمي)

    قوله:
    ووجبت فيه زكاة الفطر

    من بعد بدر بليال عشر

    قَالَ ابْنُ جَريِرٍ الطَّبَرِيُّ رحمه الله:
    وَفِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ أَمَرَ النَّاسَ بِإِخْرَاجِ زَكَاةِ الْفِطْرِ, وَقِيلَ: إِنَّ النبي صلى الله عليه وسلم خَطَبَ النَّاسَ قَبْلَ يَوْمِ الْفِطْرِ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ، وَأَمَرَهُمْ بِذَلِكَ([1]).
    وَقَالَ ابْنُ سَيِّدِ النَّاسِ رحمه الله:
    وَفِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ فُرِضَ زَكَاةُ الْفِطْرِ قَبْلَ الْعِيدِ بِيَوْمَيْنِ([2]).

    [1])) ((تاريخ الطبري)) (2/ 418).

    [2])) ((عيون الأثر)) (2/ 352).
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  3. #63
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: اتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (حصري للمجلس العلمي)

    قوله:
    وفي زكاة المال خلف فادر

    . . . . . . . . . . . . . . . . . .

    أي: هناك خلاف بين أهل التاريخ في وقت فرض زكاة المال, وقد قيل إنها غرضت في العام الثاني – أيضًا – مع زكاة الفطر.
    قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ رحمه الله:
    وَفِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ فُرِضَتِ الزَّكَاةُ ذَاتُ النُّصُبِ، وَفُرِضَتْ زَكَاةُ الْفِطْرِ([1]).

    [1])) ((البداية والنهاية)) (5/ 312).
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  4. #64
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: اتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (حصري للمجلس العلمي)

    قوله:
    . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

    وماتت ابنة النَّبِيِّ البر
    رقيةُ قبل رجوع السفر

    زوجة عثمان . . . . .

    وقبل رجوع النبي صلى الله عليه وسلم من بدر ماتت ابنته رقية رضي الله عنها.
    عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ، قَالَ: لَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَدْرٍ بَعَثَ بَشِيرَيْنِ إِلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ؛ بَعَثَ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ إِلَى أَهْلِ السَّافِلَةِ، وَبَعَثَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ إِلَى أَهْلِ الْعَالِيَةِ؛ يُبَشِّرُونَهُم ْ بِفَتْحِ اللَّهِ عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَافَقَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ ابْنَهُ أُسَامَةَ حِينَ سَوَّى التُّرَابَ عَلَى رُقْيَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقِيلَ لَهُ: ذَاكَ أَبُوكَ حِينَ قَدِمَ، قَالَ أُسَامَةُ: فَجِئْتُ وَهُوَ وَاقِفٌ لِلنَّاسِ ، يَقُولُ: قُتِلَ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَشَيْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَأَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ، وَنُبَيْهٌ, وَمُنَبِّهٌ, وَأُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ، فَقُلْتُ: يَا أَبَتِ، أَحَقٌّ هَذَا ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَاللَّهِ يَا بُنَيَّ([1]).

    [1])) أخرجه الحاكم في ((المستدرك)) (4959), وقال: «هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ»، والبيهقي في ((الدلائل)) (3/ 187).
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  5. #65
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: اتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (حصري للمجلس العلمي)

    قوله:
    . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

    . . . . . وعرس الطهر
    فاطمةٍ على عليِّ القدر

    . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

    وفي السنة الثانية من الهجرة بنى عليُّ رضي الله عنه بفاطمة رضي الله عنها([1]).
    عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: لَمَّا تَزَوَّجَ عَلِيٌّ فَاطِمَةَ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَعْطِهَا شَيْئًا»، قَالَ: مَا عِنْدِي شَيْءٌ، قَالَ: «أَيْنَ دِرْعُكَ الْحُطَمِيَّةُ؟ ([2])».
    فكان هذا هو مهر بنت خير الخلق صلى الله عليه وسلم.

    [1])) ((البداية والنهاية)) (5/ 313).

    [2])) صحيح: أخرجه أبو داود (2125)، والنسائي في ((الكبرى)) (5542)، وأبو يعلى في ((مسنده)) (2439)، وابن حبان في ((صحيحه)) (6945)، والضياء في ((المختارة)) (281)، وصححه الألباني ((صحيح أبي داود)) (6/ 350).
    ((الحُطميَّة)): نسبة إلىٰ بطن من عبد القيس، يقال لهم: حُطَمة بن محارب، كانوا يعملون الدروع.
    وقيل: من الحطم وهو الكسر؛ لأنها تكسر السيوف .
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  6. #66
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: اتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (حصري للمجلس العلمي)

    قوله:
    . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

    وأسلم العباس بعد الأسر

    أي: أن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قد أسلم بعدما أُسِرَ في غزوة بدر.
    هكذا جزم الناظم رحمه الله.
    وقد اختلف أهل التاريخ في وقت إسلام العباس رضي الله عنه.
    قال محب الدين الطبري رحمه الله:
    ((قال أهل العلم بالتاريخ: كان إسلام العباس قديمًا وكان يكتم إسلامه([1]), وخرج مع المشركين يوم بدر, فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ لَقِيَ مِنْكُمُ الْعَبَّاسَ فَلَا يَقْتُلْهُ؛ فَإِنَّهُ خَرَجَ مُسْتَكْرَهًا([2])», فأسره أبو اليسر كعب بن عمرو, ففادى نفسه, ورجع إلى مكة ثم أقبل إلى المدينة مهاجرًا.
    قال أبو سعيد: وقيل إنه أسلم يوم بدر فاستقبل النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح بالأبواء, وكان معه حين فتح مكة وبه ختمت الهجرة.
    وقال أبو عمر: أسلم قبل فتح خيبر([3]), وكان يكتم إسلامه, وَيَسُرُّهُ ما يفتح الله على المسلمين([4]), وأظهر إسلامه يوم فتح مكة, وشهد حُنَيْنًا, والطائف, وتبوك.
    ويقال: إن إسلامه كان قبل بدر, وكان يكتب بأخبار المشركين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم, وكان المسلمون بمكة يثقون به([5])))ا ه.

    [1])) أخرج ذلك محمد بن سعد في ((طبقاته)) (4/ 31)، من طريق الواقدي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: ((أَسْلَمَ الْعَبَّاسُ بِمَكَّةَ قَبْلَ بَدْرٍ)).

    [2])) أخرجه أحمد في ((فضائل الصحابة)) (1782)، وابن أبي عاصم في ((الآحاد والمثاني)) (347)، والحاكم في ((المستدرك)) (4988)، وقال: «صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ», وأبو نعيم في ((معرفة الصحابة)) (6298)، والبيهقي في ((الدلائل)) (3/ 104)، جميعهم من طريق ابن إسحاق عن العباس بن عبد الله بن معبد عن بعض أهله، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما, به، سوى الحاكم, فقد جاء في روايته: عن العباس بن عبد الله بن معبد, عن أبيه؛ فلو صحت رواية الحاكم لكان رجال السند جميعهم ثقات, سوى ابن إسحاق, وهو صدوق, وفي الحديث أيضًا عنعنة ابن إسحاق.

    [3])) وهذا القول لا يعارض قول من قال: إنه أسلم قبل بدر، وكذلك لا يعارض قول من قال: إنه أسلم يوم بدر؛ لأنه من أسلم قبل بدر أو يومها، فقد أسلم قبل خيبر؛ إلا إنْ قصد صاحب هذا القول أنه أسلم قبل خيبر بقليل، وليس في كلامه ما يدل على ذلك.

    [4])) وسروره هذا بفتح الله تعالى على المسلمين؛ مما يشهد أنه كان مسلمًا قبل خيبر؛ روى الإمام أحمد (12409)، وعبد الرزاق في ((المصنف)) (9771)، والنسائي في ((الكبرى)) (8592)، وعبد بن حميد (1288)، وأبو يعلى في ((مسنده)) (3479)، وابن حبان في ((صحيحه)) (4530)، والضياء في ((المختارة)) (1807)، جميعهم بسند صحيح, عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قَالَ: لَمَّا افْتَتَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْبَرَ قَالَ الْحَجَّاجُ بْنُ عِلَاطٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي بِمَكَّةَ مَالًا، وَإِنَّ لِي بِهَا أَهْلًا، وَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ آتِيَهُمْ، فَأَنَا فِي حِلٍّ إِنْ أَنَا نِلْتُ مِنْكَ، أَوْ قُلْتُ شَيْئًا؟ فَأَذِنَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقُولَ مَا شَاءَ، فَأَتَى امْرَأَتَهُ حِينَ قَدِمَ فَقَالَ: اجْمَعِي لِي مَا كَانَ عِنْدَكِ، فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَشْتَرِيَ مِنْ غَنَائِمِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَصْحَابِهِ، فَإِنَّهُمْ قَدِ اسْتُبِيحُوا وَأُصِيبَتْ أَمْوَالُهُمْ، قَالَ: فَفَشَا ذَلِكَ بِمَكَّةَ، فانْقَمَعَ الْمُسْلِمُونَ، وَأَظْهَرَ الْمُشْرِكُونَ فَرَحًا وَسُرُورًا قَالَ: وَبَلَغَ الْخَبَرُ الْعَبَّاسَ فَعَقِرَ، وَجَعَلَ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَقُومَ، قَالَ مَعْمَرٌ: فَأَخْبَرَنِي عُثْمَانُ الْجَزَرِيُّ، عَنْ مِقْسَمٍ قَالَ: فَأَخَذَ ابْنًا لَهُ يُقَالُ لَهُ: قُثَمُ، فَاسْتَلْقَى فَوَضَعَهُ عَلَى صَدْرِهِ وَهُوَ يَقُولُ:
    حِبِّي قُثَمْ شَبِيهُ ذِي الْأَنْفِ الْأَشَمّْ
    نَبِيِّ ذِي النَّعَمْ بِرَغْمِ مَنْ رَغِمْ

    قَالَ ثَابِتٌ: عَنْ أَنَسٍ: ثُمَّ أَرْسَلَ غُلَامًا إِلَى الْحَجَّاجِ بْنِ عِلَاطٍ: وَيْلَكَ مَا جِئْتَ بِهِ، وَمَاذَا تَقُولُ؟ فَمَا وَعَدَ اللهُ خَيْرٌ مِمَّا جِئْتَ بِهِ, قَالَ الْحَجَّاجُ بْنُ عِلَاطٍ لِغُلَامِهِ: اقْرَأْ عَلَى أَبِي الْفَضْلِ السَّلَامَ، وَقُلْ لَهُ: فَلْيَخْلُ لِي فِي بَعْضِ بُيُوتِهِ لِآتِيَهُ، فَإِنَّ الْخَبَرَ عَلَى مَا يَسُرُّهُ، فَجَاءَ غُلَامُهُ فَلَمَّا بَلَغَ بَابَ الدَّارِ، قَالَ: أَبْشِرْ يَا أَبَا الْفَضْلِ, قَالَ: فَوَثَبَ الْعَبَّاسُ فَرَحًا حَتَّى قَبَّلَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، فَأَخْبَرَهُ مَا قَالَ الْحَجَّاجُ، فَأَعْتَقَهُ, ثُمَّ جَاءَهُ الْحَجَّاجُ، فَأَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِ افْتَتَحَ خَيْبَرَ، وَغَنِمَ أَمْوَالَهُمْ، وَجَرَتْ سِهَامُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي أَمْوَالِهِمْ، وَاصْطَفَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ فَاتَّخَذَهَا لِنَفْسِهِ، وَخَيَّرَهَا أَنْ يُعْتِقَهَا وَتَكُونَ زَوْجَتَهُ، أَوْ تَلْحَقَ بِأَهْلِهَا، فَاخْتَارَتْ أَنْ يُعْتِقَهَا وَتَكُونَ زَوْجَتَهُ.
    وَلَكِنِّي جِئْتُ لِمَالٍ كَانَ لِي هَاهُنَا، أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَهُ فَأَذْهَبَ بِهِ، فَاسْتَأْذَنْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَذِنَ لِي أَنْ أَقُولَ مَا شِئْتُ، فَأَخْفِ عَنِّي ثَلَاثًا، ثُمَّ اذْكُرْ مَا بَدَا لَكَ قَالَ: فَجَمَعَتْ امْرَأَتُهُ مَا كَانَ عِنْدَهَا مِنْ حُلِيٍّ وَمَتَاعٍ، فَجَمَعَتْهُ فَدَفَعَتْهُ إِلَيْهِ، ثُمَّ انْشَمَرَ بِهِ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ثَلَاثٍ أَتَى الْعَبَّاسُ امْرَأَةَ الْحَجَّاجِ، فَقَالَ: مَا فَعَلَ زَوْجُكِ؟ فَأَخْبَرَتْهُ أَنَّهُ قَدْ ذَهَبَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا، وَقَالَتْ: لَا يَحْزُنُكَ اللهُ يَا أَبَا الْفَضْلِ، لَقَدْ شَقَّ عَلَيْنَا الَّذِي بَلَغَكَ, قَالَ: أَجَلْ لَا يَحْزُنِّي اللهُ، وَلَمْ يَكُنْ بِحَمْدِ اللهِ إِلَّا مَا أَحْبَبْنَا: فَتَحَ اللهُ خَيْبَرَ عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَرَتْ فِيهَا سِهَامُ اللهِ، وَاصْطَفَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ لِنَفْسِهِ، فَإِنْ كَانَتْ لَكِ حَاجَةٌ فِي زَوْجِكِ فَالْحَقِي بِهِ، قَالَتْ: أَظُنُّكَ وَاللهِ صَادِقًا, قَالَ: فَإِنِّي صَادِقٌ، الْأَمْرُ عَلَى مَا أَخْبَرْتُكِ.
    فَذَهَبَ حَتَّى أَتَى مَجَالِسَ قُرَيْشٍ وَهُمْ يَقُولُونَ إِذَا مَرَّ بِهِمْ: لَا يُصِيبُكَ إِلَّا خَيْرٌ يَا أَبَا الْفَضْلِ, قَالَ لَهُمْ: لَمْ يُصِبْنِي إِلَّا خَيْرٌ بِحَمْدِ اللهِ، قَدْ أَخْبَرَنِي الْحَجَّاجُ بْنُ عِلَاطٍ أَنَّ خَيْبَرَ قَدْ فَتَحَهَا اللهُ عَلَى رَسُولِهِ، وَجَرَتْ فِيهَا سِهَامُ اللهِ، وَاصْطَفَى صَفِيَّةَ لِنَفْسِهِ، وَقَدْ سَأَلَنِي أَنْ أُخْفِيَ عَلَيْهِ ثَلَاثًا؛ وَإِنَّمَا جَاءَ لِيَأْخُذَ مَالَهُ، وَمَا كَانَ لَهُ مِنْ شَيْءٍ هَاهُنَا، ثُمَّ يَذْهَبَ, قَالَ: فَرَدَّ اللهُ الْكَآبَةَ الَّتِي كَانَتْ بِالْمُسْلِمِين َ عَلَى الْمُشْرِكِينَ، وَخَرَجَ الْمُسْلِمُونَ، وَمَنْ كَانَ دَخَلَ بَيْتَهُ مُكْتَئِبًا حَتَّى أَتَوُا الْعَبَّاسَ، فَأَخْبَرَهُمُ الْخَبَرَ، فَسُرَّ الْمُسْلِمُونَ وَرَدَّ مَا كَانَ مِنْ كَآبَةٍ أَوْ غَيْظٍ، أَوْ حُزْنٍ عَلَى الْمُشْرِكِينَ.

    [5])) ((ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى)) (191).
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  7. #67
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: اتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (حصري للمجلس العلمي)

    قوله:
    وَقَيْنُقَاعُ غَزْوُهُمْ فِي الْإِثْرِ

    . . . . . . . . . . . . . . . . . .

    كَانَ مِنْ أَمْرِ يَهُودَ بَنِي قَيْنُقَاعَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمَعَهُمْ بِسُوقِ بَنِي قَيْنُقَاعَ، ثُمَّ قَالَ: ((يَا مَعْشَرَ يَهُودَ، احْذَرُوا مِنَ اللَّهِ مِثْلَ مَا نَزَلَ بِقُرَيْشٍ مِنْ النِّقْمَةِ، وَأَسْلِمُوا؛ فَإِنَّكُمْ قَدْ عَرَفْتُمْ أَنِّي نَبِيٌّ مُرْسَلٌ، تَجِدُونَ ذَلِكَ فِي كِتَابِكُمْ وَعَهْدِ اللَّهِ إِلَيْكُمْ)).
    قَالُوا: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّكَ تَرَى أَنَّا قَوْمُكَ! لَا يَغُرَّنَّكَ أَنَّكَ لَقِيتَ قَوْمًا لَا عِلْمَ لَهُمْ بِالْحَرْبِ، فَأَصَبْتَ مِنْهُمْ فُرْصَةً؛ إِنَّا وَاَللَّهِ لَئِنْ حَارَبْنَاكَ لَتَعْلَمَنَّ أَنَّا نَحْنُ النَّاسَ.
    فَمَا نَزَلَتْ هَؤُلَاءِ الْآيَاتُ إِلَّا فِيهِمْ:{قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ اِلْتَقَتَا}آل عمران: ١٢ - ١٣ ؛ أَيْ: أَصْحَابَ بَدْرٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقُرَيْشٍ؛ {فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ} آل عمران: ١٣.
    فَكَانَ بَنُو قَيْنُقَاعَ أَوَّلَ يَهُودَ نَقَضُوا مَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَحَارَبُوا فِيمَا بَيْنَ بَدْرٍ وَأُحُدٍ.
    فَلَمَّا قَالُوا مَا قَالُوا حَاصَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى نَزَلُوا عَلَى حُكْمِهِ، فَقَامَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيِّ بْنِ سَلُولَ، حِينَ أَمْكَنَ اللَّهُ َرَسُولَهُ مِنْهُمْ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَحْسِنْ فِي مَوَالِيَّ - وَكَانُوا حُلَفَاءَ الْخَزْرَجِ - فَأَبْطَأَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
    فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَحْسِنْ فِي مَوَالِيَّ.
    فَأَعْرَضَ عَنْهُ.
    فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِي جَيْبِ دِرْعِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
    فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَرْسِلْنِي))، وَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى رَأَوْا لِوَجْهِهِ ظُلَلًا([1])، ثُمَّ قَالَ: ((وَيْحَكَ! أَرْسِلْنِي)).
    قَالَ: لَا وَاَللَّهِ لَا أُرْسِلُكَ حَتَّى تُحْسِنَ فِي مَوَالِىَّ، أَرْبَعُ مِئَةِ حَاسِرٍ([2]), وَثَلَاثُ مِئَةِ دَارِعٍ([3]), قَدْ مَنَعُونِي مِنَ الْأَحْمَرِ وَالْأَسْوَدِ، تَحْصُدُهُمْ فِي غَدَاةٍ وَاحِدَةٍ، إِنِّي وَاَللَّهِ امْرُؤٌ أَخْشَى الدَّوَائِرَ.
    فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((هُمْ لَكَ)).
    وَأَمَرَ أَنْ يُجْلَوْا مِنَ الْمَدِينَةِ، وَتَوَلَّى ذَلِكَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ، فَلَحِقُوا بِأَذْرِعَاتٍ([4]).

    [1])) الظلل: جمع ظُلة، وهو في الأصل السحابة، فاستعارها هنا لتغير وجه النبيصلى الله عليه وسلم.

    [2])) الحاسر: الذي لا درع له.

    [3])) الدارع: لابس الدرع.

    [4])) ((أَذْرِعَات)): بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَسُكُونِ الذَّالِ الْمُعْجَمَةِ، وَكَسْرِ الرَّاءِ، وَعَيْنٍ مُهْمَلَةٍ, وَآخِرُهُ مُثَنَّاةٌ؛ كَأَنَّهُ جَمْعُ أَذْرِعَةٍ، جَمْعُ ذِرَاعٍ, جَمْعُ قِلَّةٍ: وَهُوَ بَلَدٌ فِي أَطْرَافِ الشَّامِ. ((معجم البلدان)) (1/ 130).
    وَهِيَ الْيَوْمَ قَرْيَةٌ مِنْ عَمَلِ «حَوْرَانَ»، دَاخِل حُدُودِ الْجُمْهُورِيَّ ةِ السُّورِيَّةِ، قُرْبَ مَدِينَةِ «دَرْعَةَ» شَمَالًا يَدَعُهَا الطَّرِيقُ يَسَارًا وَأَنْتَ تَؤُمُّ دِمَشْقَ، وَهِيَ مِنْ أَعْمَالِ مَدِينَةِ دَرْعَةَ. ((معجم المعالم الجغرافية في السيرة)) (22).
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  8. #68
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: دعوة لمدارسة منظومة ابن أبي العز في السيرة

    وَذَكَرَ ابْنُ هِشَامٍ سَبَبًا آخَرَ لِلْغَزْوَةِ, فَقَالَ:
    كَانَ مِنْ أَمْرِ بَنِي قَيْنُقَاعَ: أَنَّ امْرَأَةً مِنَ الْعَرَبِ قَدِمَتْ بِجَلَبٍ([1]) لَهَا، فَبَاعَتْهُ بِسُوقِ بَنِي قَيْنُقَاعَ، وَجَلَسَتْ إِلَى صَائِغٍ بِهَا، فَجَعَلُوا يُرِيدُونَهَا عَلَى كَشْفِ وَجْهِهَا، فَأَبَتْ، فَعَمِدَ الصَّائِغُ إِلَى طَرَفِ ثَوْبِهَا فَعَقَدَهُ إِلَى ظَهْرِهَا، فَلَمَّا قَامَتْ انْكَشَفَتْ سَوْأَتُهَا، فَضَحِكُوا بِهَا، فَصَاحَتْ, فَوَثَبَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى الصَّائِغِ فَقَتَلَهُ، وَكَانَ يَهُودِيًّا، وَشَدَّتْ الْيَهُودُ عَلَى الْمُسْلِمِ فَقَتَلُوهُ، فَاسْتَصْرَخَ أَهْلُ الْمُسْلِمِ الْمُسْلِمِينَ عَلَى الْيَهُودِ، فَغَضِبَ الْمُسْلِمُونَ، فَوَقَعَ الشَّرُّ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ بَنِي قَيْنُقَاعَ.
    قُلْتُ: قَدْ يَكُونُ كِلَاهُمَا حَدَثَ. وَاللهُ أَعْلَمُ.
    وُتَوَلَّى قَبْضَ أَمْوَالِهِمْ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ.
    قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: وَاسْتَعْمَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمَدِينَةِ فِي مُحَاصَرَتِهِ إِيَّاهُمْ: بَشِيرَ بْنَ عَبْدِ الْمُنْذِرِ، وَكَانَتْ مُحَاصَرَتُهُ إِيَّاهُمْ خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً.
    تَبَرُّؤُ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه مِنْ يَهُودِ بَنِي قَيْنُقَاعَ:
    قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: لَمَّا حَارَبَتْ بَنُو قَيْنُقَاعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَشَبَّثَ بِأَمْرِهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيِّ بْنِ سَلُولَ، وَقَامَ دُونَهُمْ, وَمَشَى عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ أَحَدَ بَنِي عَوْفٍ، لَهُمْ مِنْ حِلْفِهِ مِثْلُ الَّذِي لَهُمْ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ، فَخَلَعَهُمْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتَبَرَّأَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَإِلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ حِلْفِهِمْ، وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتَوَلَّى اللَّهَ وَرَسُولَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُؤْمِنِين َ، وَأَبْرَأُ مِنْ حِلْفِ هَؤُلَاءِ الْكُفَّارِ وَوِلَايَتِهِمْ .
    قَالَ: فَفِيهِ وَفِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ نَزَلَتْ هَذِهِ الْقِصَّةُ مِنَ الْمَائِدَةِ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} المائدة: ٥١ - ٥٢ ؛ أَيْ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ, وَقَوْلِهِ: إِنِّي أَخْشَى الدَّوَائِرَ؛ {يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ} المائدة: ٥٢ ، ثُمَّ الْقِصَّةُ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}الما دة: ٥٥. وَذَكَرَ لِتُوَلِّي عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاَلَّذِينَ آمَنُوا، وَتَبَرُّئِهِ مِنْ بَنِي قَيْنُقَاعَ وَحِلْفِهِمْ وَوِلَايَتِهِمْ : {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}ا مائدة: ٥٦.([2])

    [1])) الجلب: بتحريك اللَّام: كل مَا يُجلب إلى الأسواق ليباع فِيهَا.

    [2])) انظر هذه التفاصيل: ((مغازي ابن إسحاق)) (313- 315), و((سيرة ابن هشام)) (2/ 47- 50), و((مغازي الواقدي)) (1/ 176- 180), و((عيون الأثر)) (1/ 343, 344).

    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  9. #69
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: دعوة لمدارسة منظومة ابن أبي العز في السيرة

    قوله:
    . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

    وَبَعْدُ، ضَحَّى يَوْمَ عِيدِ النَّحْرِ

    قَالَ ابْنُ سَيِّدِ النَّاسِ رحمه الله:
    ((وَفِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ: ضَحَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ، أَحَدُهُمَا عَنْ أُمَّتِهِ، وَالآخَرُ عَنْ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ([1]))).
    وَعَنْ أَنَسٍرضي الله عنه، قَالَ: ضَحَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ، فَرَأَيْتُهُ وَاضِعًا قَدَمَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا، يُسَمِّي وَيُكَبِّرُ، فَذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ([2]).
    وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما، قَالَ: شَهِدْتُ الْأَضْحَى مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمُصَلَّى، فَلَمَّا قَضَى خُطْبَتَهُ أَتَى بِكَبْشٍ فَذَبَحَهُ بِيَدِهِ، وَقَالَ: «بِسْمِ اللهِ, وَبِاللهِ، اللهُمَّ إِنَّ هَذَا عَنِّي، وَعَمَّنْ لَمْ يُضَحِّ مِنْ أُمَّتِي([3])».

    [1])) ((عيون الأثر)) (2/ 352).

    [2])) متفق عليه: أخرجه البخاري (5558)، ومسلم (1966).

    [3])) صحيح الإسناد: أخرجه أبو داوود (2795،2810)، والترمذي (1521)، وقال: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الوَجْهِ، وابن ماجه (3121)، وأحمد (14895)، والدارمي (1989)، وابن خزيمة (2899)، وقال الألباني في ((الإرواء)) (4/349): صحيح الإسناد.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  10. #70
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: دعوة لمدارسة منظومة ابن أبي العز في السيرة

    قوله:
    وَغَزْوَةُ السَّوِيقِ . . . . .

    . . . . . . . . . . . . . . . . . .

    وَكَانَتْ غَزْوَةُ السَّوِيقِ فِي ذِي الْحَجَّةِ مِنَ الْعَامِ الثَّانِيِ لِلْهِجْرَةِ([1]).
    ((وَكَانَ أَبُو سُفْيَانَ حِينَ رَجَعَ إلَى مَكَّةَ، وَرَجَعَ فَلُّ([2]) قُرَيْشٍ مِنْ بَدْرٍ، نَذَرَ أَنْ لَا يَمَسَّ رَأْسَهُ مَاءٌ مِنْ جَنَابَةٍ([3]) حَتَّى يَغْزُوَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَرَجَ فِي مِائَتي رَاكِبٍ مِنْ قُرَيْشٍ؛ لِيَبِرَّ يَمِينَهُ، فَسَلَكَ النَّجْدِيَّةَ، حَتَّى نَزَلَ بِصَدْرِ قَنَاةٍ إلَى جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ: ثَيْبٌ، مِنَ الْمَدِينَةِ عَلَى بَرِيدٍ أَوْ نَحْوِهِ، ثُمَّ خَرَجَ مِنَ اللَّيْلِ، حَتَّى أَتَى بَنِي النَّضِيرِ تَحْتَ اللَّيْلِ، فَأَتَى حُيَيَّ بْنَ أَخْطَبَ، فَضَرَبَ عَلَيْهِ بَابَهُ، فَأَبَى أَنْ يَفْتَحَ لَهُ بَابَهُ وَخَافَهُ، فَانْصَرَفَ عَنْهُ إلَى سَلَّامِ بْنِ مِشْكَمٍ، وَكَانَ سَيِّدَ بَنِي النَّضِيرِ فِي زَمَانِهِ ذَلِكَ، وَصَاحِبَ كَنْزِهِمْ([4])، فَاسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ، فَأَذِنَ لَهُ، فَقَرَّاهُ([5]) وَسَقَاهُ، وَبَطَنَ([6]) لَهُ مِنْ خَبَرِ النَّاسِ.
    ثُمَّ خَرَجَ فِي عَقِبِ لَيْلَتِهِ حَتَّى أَتَى أَصْحَابَهُ، فَبَعَثَ رِجَالًا مِنْ قُرَيْشٍ إلَى الْمَدِينَةِ، فَأَتَوْا نَاحِيَةً مِنْهَا، يُقَالُ لَهَا: الْعُرَيْضُ([7])، فَحَرَقُوا فِي أَصْوَارٍ مِنْ نَخْلٍ([8]) بِهَا، وَوَجَدُوا بِهَا رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ وَحَلِيفًا لَهُ فِي حَرْثٍ لَهُمَا، فَقَتَلُوهُمَا، ثُمَّ انْصَرَفُوا رَاجِعِينَ، وَنَذِرَ بِهِمْ النَّاسُ, فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَلَبِهِمْ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَى الْمَدِينَةِ بَشِيرَ بْنَ عَبْدِ الْمُنْذِرِ، وَهُوَ أَبُو لُبَابَةَ، حَتَّى بَلَغَ قَرْقَرَةَ الْكُدْرِ([9])، ثُمَّ انْصَرَفَ رَاجِعًا، وَقَدْ فَاتَهُ أَبُو سُفْيَانَ وَأَصْحَابُهُ، وَقَدْ رَأَوْا أَزْوَادًا مِنْ أَزْوَادِ الْقَوْمِ قَدْ طَرَحُوهَا فِي الْحَرْثِ يَتَخَفَّفُونَ مِنْهَا لِلنَّجَاءِ، فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ، حَيْنَ رَجَعَ بِهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتَطْمَعُ لَنَا أَنْ تَكُونَ غَزْوَةً؟ قَالَ: «نَعَمْ».
    قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ غَزْوَةَ السَّوِيقِ، لِأَنَّ أَكْثَرَ مَا طَرَحَ الْقَوْمُ مِنْ أَزْوَادِهِمْ, السَّوِيقُ([10])، فَهَجَمَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى سَوِيقٍ كَثِيرٍ، فَسُمِّيَتْ غَزْوَةَ السَّوِيقِ([11]))).


    [1])) ((سيرة ابن هشام)) (2/ 44).

    [2])) الفَلُّ: المنهزم، والجميع: الْفُلُول والفُلَّال. ((معجم العين)) (8/ 316).

    [3])) قال السهيلي في ((الروض الأنف)) (5/ 271): ((فِي هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ الْغُسْلَ مِنَ الْجَنَابَةِ كَانَ مَعْمُولًا بِهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ بَقِيَّةً مِنْ دِينِ إبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ كَمَا بَقِيَ فِيهِمْ الْحَجُّ وَالنّكَاحُ))ا ه.

    [4])) يقصد المال الَّذي كَانُوا يجمعونه لنوائبهم وَمَا يعرض لَهُم.

    [5])) قراه: أَي صنع لَهُ الْقرى، وَهُوَ طَعَام الضَّيْف.

    [6])) أي: أعْلَمَهُ من سرهم.

    [7])) الْعُرَيْضُ: تصغير عَرْض أو عُرْض، وهو وادٍ بالمدينة. ((معجم البلدان)) (4/ 114).

    [8])) أَصْوَارِ:، هِيَ جَمْعُ صُورٍ, وَالصُّورُ نَخْلٌ مُجْتَمَعَةٌ. ((الروض الأنف)) (5/ 272).


    [9])) قَرْقَرَةُ الكُدر: بفتح القاف، وضم الكاف, والقرقرة: قاع قبيل خيبر مما يلي المدينة على ستة أكيال من خيبر يطؤه الطريق، ويشرف عليه من الغرب جبل الصهباء، وهما في سواء الحرة، حرة النار المعروفة اليوم بحرة خيبر. انظر: ((معجم البلدان)) (4/ 326)، و((المعالم الأثيرة في السنة والسيرة)) (224).
    قال السهيلي ((الروض الأنف)) (5/ 270): ((الْقَرْقَرَةُ: أَرْضٌ مَلْسَاءُ, وَالْكُدْرُ: طَيْرٌ فِي أَلْوَانِهَا كُدْرَةٌ؛ عُرِفَ بِهَا ذَلِكَ الْمَوْضِعُ)).

    [10])) السويق: أن تُحَمَّصَ الحنطة أو الشَّعير ثم تُطحن، وقد تمزج باللبن والعسل والسمن تُلَتُّ به.

    [11])) ((سيرة ابن هشام)) (2/ 44, 45).
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  11. #71
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: دعوة لمدارسة منظومة ابن أبي العز في السيرة

    قوله:
    . . . . . . . . ثُمَّ قَرْقَرَهْ

    . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

    أي: ثم بعد غزوة السويق كانت غزوة قَرْقَرَةِ الْكُدْرِ, إِلَى بَنِي سُلَيْمٍ وَغَطَفَانَ, لِلنِّصْفِ مِنَ الْمُحَرَّمِ، عَلَى رَأْسِ ثَلَاثَةٍ وَعِشْرِينَ شَهْرًا، غَابَ خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً.
    وَكَانَ الَّذِي هَاجَهُ عَلَى ذَلِكَ: أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ بِهَا جَمْعًا مِنْ غَطَفَانَ وَسُلَيْمٍ. فَسَارَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلَيْهِمْ، وَأَخَذَ عَلَيْهِمُ الطَّرِيقَ حَتَّى جَاءَ, فَرَأَى آثَارَ النَّعَمِ وَمَوَارِدَهَا، وَلَمْ يَجِدْ أَحَدًا، فَوَجَدَ رِعَاءً فِيهِمْ غُلَامٌ يُقَال لَهُ يَسَارٌ، فَسَأَلَهُمْ عَنْ النّاسِ فَقَالَ يَسَارٌ: لَا عِلْمَ لِي بِهِمْ، وَإِنّمَا نَحْنُ عُزَّابٌ([1]) فِي النَّعَمِ.
    فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ ظَفَرَ بِالنَّعَمِ، فَانْحَدَرَ بِهِ إِلَى الْمَدِينَة، وَاقْتَسَمُوا غَنَائِمَهُمْ، وَكَانَتِ النَّعَمُ خَمْسُمَائَةِ بَعِيرٍ، فَأَخْرَجَ خُمُسَهُ، وَقَسَّمَ أَرْبَعَةَ أَخْمَاسِهِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، فَأَصَابَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ بَعِيرَيْنِ، وَكَانُوا مِائَتَيْ رَجُلٍ، وَصَارَ يَسَارٌ فِي سَهْمِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْتَقَهُ، وَذَلِكَ أَنَّهُ رَآهُ يُصَلِّي، وَغَابَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً([2]))).

    [1])) عزب الرجل بإبله إذا رعاها بعيدًا من الدار التي حل بها الحي. ((لسان العرب)) (1/ 597).

    [2])) ((مغازي الواقدي)) (1/ 182، 183)، و((عيون الأثر)) (1/ 347).
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  12. #72
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: دعوة لمدارسة منظومة ابن أبي العز في السيرة

    جزاكم الله خيرا
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  13. #73
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: دعوة لمدارسة منظومة ابن أبي العز في السيرة

    وجزاكم مثله
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  14. #74
    تاريخ التسجيل
    Feb 2012
    المشاركات
    16

    افتراضي رد: دعوة لمدارسة منظومة ابن أبي العز في السيرة

    وفقك الله يا شيخ محمد، ونفع بك.. فلتستمر على هذا النهج، أدام الله عليك نعمته وفضله.

  15. #75
    تاريخ التسجيل
    Feb 2012
    المشاركات
    16

    افتراضي رد: دعوة لمدارسة منظومة ابن أبي العز في السيرة

    وثمة فائدة عند قوله رحمه الله في خاتمة منظومته:
    وإبراهيم مات في العام الأخير والبجلي أسلم واسمه جرير
    والسؤال: لماذا جاء النصُّ على جرير بن عبد الله البجلي -رضي الله عنه- دون غيره؟
    والجواب: فيه نكتةٌ فقهيةٌ لطيفة، لعلنا نتدارسها - بإذن الله تعالى - إذا جئتَ على شرح هذا البيت.
    وفقنا الله وإياك والمسلمين لطاعته ومرضاته.

  16. #76
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: دعوة لمدارسة منظومة ابن أبي العز في السيرة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أطايب الزهر مشاهدة المشاركة
    وفقك الله يا شيخ محمد، ونفع بك.. فلتستمر على هذا النهج، أدام الله عليك نعمته وفضله.
    بارك الله فيك، ونفع بك
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  17. #77
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: دعوة لمدارسة منظومة ابن أبي العز في السيرة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أطايب الزهر مشاهدة المشاركة
    وثمة فائدة عند قوله رحمه الله في خاتمة منظومته:
    وإبراهيم مات في العام الأخير والبجلي أسلم واسمه جرير
    والسؤال: لماذا جاء النصُّ على جرير بن عبد الله البجلي -رضي الله عنه- دون غيره؟
    والجواب: فيه نكتةٌ فقهيةٌ لطيفة، لعلنا نتدارسها - بإذن الله تعالى - إذا جئتَ على شرح هذا البيت.
    وفقنا الله وإياك والمسلمين لطاعته ومرضاته.
    نتشرف بمدارستك معنا
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  18. افتراضي رد: دعوة لمدارسة منظومة ابن أبي العز في السيرة

    أكمل بارك الله فيك وليتك بعد الإنتهاء من الشرح تقوم بجمعه في ملف pdf أو على الأقل word إن لم يتيسر pdf
    من فضلك

  19. #79
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: دعوة لمدارسة منظومة ابن أبي العز في السيرة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله عمر المصري مشاهدة المشاركة
    أكمل بارك الله فيك وليتك بعد الإنتهاء من الشرح تقوم بجمعه في ملف pdf أو على الأقل word إن لم يتيسر pdf
    من فضلك
    إن شاء الله سأفعل ذلك
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •