تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الدرس السادس عشر من دروس شرح متن قطر الندى.

  1. #1

    افتراضي الدرس السادس عشر من دروس شرح متن قطر الندى.

    الدرس السادس عشر



    تعدد الخبر

    الأصل أن يخبر عن المبتدأ بخبر واحد، وقد يخبر عنه بخبرين فأكثر.
    تقول: زيدٌ قويٌّ غنيٌّ، فزيدٌ مبتدأ، وقوي: خبر أول لزيد، وغني: خبر ثان لزيد.
    مثال: قال الله تعالى: ( وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ ) هو: مبتدأ، الغفور: خبر أول، الودود: خبر ثان، ذو: خبر ثالث، العرشِ: مضاف إليه، المجيدُ: خبر رابع، فعال: خبر خامس، اللام: حرف جر، ما: اسم موصول بمعنى الذي في محل جر، يريد: فعل وفاعل مستتر والجملة صلة والعائد محذوف والتقدير فعال للذي يريده.

    أنواع تعدد الخبر
    تعدد الخبر على نوعين:
    الأول: أن يكون متعددا في اللفظ والمعنى جميعا، وعلامته صحة الاقتصار على بعض الأخبار.
    مثل: زيدٌ قويٌ غنيٌّ، فهنا لو اقتصرت على أحدهما وقلت: زيدٌ قويٌّ صح.
    ويجوز في هذا النوع العطف بأن تقول: زيدٌ قويٌّ وغنيٌّ.
    الثاني: أن يكون متعددا في اللفظ دون المعنى، وعلامته عدم صحة الاقتصار على بعض الأخبار.
    مثل: الرمانُ حلوٌ حامضٌ، فهنا ليس المقصود أن الرمان بعضه حلو وبعضه حلو بل المقصود أنه اجتمع فيه الوصفان معا فكان طعمه بين الحلاوة وبين الحموضة فالخبران معا بمنزلة خبر واحد.
    فهذا النوع لا يجوز فيه العطف فلا تقل الرمانُ حلوٌ وحامضٌ لأن مجموع الخبرين بمنزلة خبر واحد.
    وليس من تعدد الخبر قولك: الزيدانِ كاتبٌ وشاعرٌ لأن المقصود أن أحد الزيدين كاتب والثاني شاعر، فهنا لا يوجد خبران لمبتدأ واحد بل مبتدءان وخبران فهذا النوع يجب أن يؤتى فيه بحرف العطف فلا تقل: الزيدان كاتب شاعرٌ.
    وكذلك ليس من تعدد الخبر قولك: زيدٌ طبيبٌ ماهرٌ، إذا قصدت أنه ماهرٌ في الطب، فماهر صفة لطبيب.
    أما إذا قصدت أنه ماهر في أمور كثيرة فهو خبر ثان.

    تقديم الخبر على المبتدأ

    الأصل في الخبر أن يتأخر عن المبتدأ، ولكنه قد يتقدم عليه إما جوازا أو وجوبا.
    أولا: يتقدم الخبر جوازا في مثل قولك: في الدارِ زيدٌ، في الدار: جار ومجرور متعلقان بخبر مقدم محذوف، زيدٌ: مبتدأ مؤخر، ويجوز تأخره على الأصل نحو: زيدٌ في الدار، وكذا: عندَكَ زيدٌ، وزيدٌ عندكَ، مما كان المبتدأ معرفة والخبر شبه جملة.
    ثانيا: يتقدم الخبر وجوبا في المواضع التالية:
    1- أن يكون المبتدأ نكرة والخبر شبه جملة.
    مثل: في الدارِ رجلٌ، وعندَكَ كتابٌ.
    2- أن يكون الخبر مما له الصدارة في الكلام.
    مثل أسماء الاستفهام فهي لا يجوز أن تتأخر بل تقع في صدر الجملة فيقال: أينَ زيدٌ، ولا يقال زيدٌ أينَ، وكيف ماتَ عمروٌ ولا يقال ماتَ عمروٌ كيف.ففي قولنا: أينَ زيدٌ، أينَ: اسم استفهام مبني على الفتح في محل رفع خبر مقدم، زيدٌ: مبتدأ مؤخر.
    وضابط معرفة إعراب أسماء الاستفهام هو النظر إلى جواب الاستفهام، ففي قولنا: أينَ زيدٌ ؟ يقال: زيدٌ في الدارِ مثلا فقولنا في الدار خبر وهو يقابل ( أينَ ) فدل على أنها خبر أيضا، وفي قولنا: مَنْ في الدارَ ؟ يقال: في الدارِ زيدٌ، فزيد هنا مبتدأ وقد وقع مقابلا لـ ( مَنْ ) فدل على أنها مبتدأ أيضا.
    3- أن يكون في المبتدأ ضمير يعود على بعض الخبر.
    مثل: في الدارِ صاحبُها، فهنا في الدار: خبر مقدم، وصاحبها: مبتدأ مؤخر، ولا يجوز أن تقول: صاحبها في الدار؛ لأنه سيعود الضمير على جزء الخبر وهو الدار وهو متأخر لفظا ورتبة وهذا لا يجوز.
    توضيحه:
    الأصل في الضمير أن يعود على متقدم عليه تقول: زيدٌ ضربتُه فتعود الهاء على زيد المتقدم عليها، فإن عاد على متأخر عنه في اللفظ نظرنا فإن كانت رتبته متقدمة فذلك جائزٌ مثل: حملتْ ثمارَها الشجرةُ، فالضمير ( ها ) في ثمارها عائد على الشجرة التي هي الفاعل، وهذا جائز لأن رتبة الفاعل متقدمة على رتبة المفعول به أي أن الأصل أن يأتي الفعل ثم الفاعل ثم المفعول به، فإذا قدمنا المفعول به واشتمل على ضمير عائد على الفاعل المؤخر فذلك جائز لأن الأصل هو حملت الشجرة ثمارها.
    أما إذا عاد على متأخر في اللفظ وفي الرتبة فهذا لا يجوز فلو قلنا: صاحبها في الدار، فصاحب مبتدأ وفي الدار خبر، وقد عاد الضمير في المبتدأ على الخبر، ومعلوم أن رتبة الخبر متأخرة على المبتدأ أي أن الأصل أن يأتي المبتدأ ثم بعده الخبر، فإذا قلنا صاحبها في الدار عاد الضمير على الخبر وهو متأخر في النطق ومتأخر في الرتبة وهذا لا يجوز فلذا كان تقديم الخبر هنا واجبا فنقول: في الدارِ صاحبها فيعود الضمير في صاحبها على متقدم عليه في اللفظ ومتأخر عنه في الرتبة وذلك جائز.

    حذف المبتدأ و الخبر

    يجوز حذف كلٍّ من المبتدأ والخبر عند وجود دليل يدل على المحذوف منهما.
    تقول لشخص: مَنْ أنتَ ؟ فيقول: زيدٌ، أي أنا زيدٌ، فزيد: خبر لمبتدأ محذوف.
    وتقول لشخص: مَنْ عندَكَ ؟ فيقول: زيدٌ، أي عندي زيدٌ، فزيدٌ مبتدأ خبره محذوف.
    وقد اجتمع حذف المبتدأ والخبر في قوله تعالى: ( إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلامًا قالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ ) أي سلامٌ عليكم، أنتم قوم منكرون، فسلام: مبتدأ والخبر محذوف، وقوم: خبر والمبتدأ محذوف. والحذف في كل ذلك جائز وليس واجبا.

    مواضع حذف المبتدأ وجوبا
    يحذف المبتدأ وجوبا في أربعة مواضع هي:
    1- بعد النعت المقطوع مثل: مررتُ بزيدٍ الكريمُ برفع الكريم على أنه خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: هو الكريمُ.
    توضيحه: من المعلوم أن النعت يتبع المنعوت في رفعه ونصبه وجره مثل مررتُ بزيدٍ الكريمِ، وهنالك حالة أخرى وردت عن العرب يجيزون فيها حالة تسمى بالقطع وهي أن لا يتبع النعت المنعوت في الإعراب مثل: أكرِمْ عليًا الشجاعُ فإذا نصبت الشجاع كان على الإتباع وإن رفعته فهو على القطع فحينئذ ماذا نعربه ؟ والجواب: يكون خبرا لمبتدأ محذوف وجوبا والتقدير هو الشجاع ففي هذا الموطن لا يجوز ذكر المبتدأ بل يجب حذفه.
    2- إذا كانَ الخبر دالا على القسم مثل: في ذمتي لأساعدنَّك، ففي ذمتي: جار ومجرور متعلقان بخبر مقدم ، والمبتدأ محذوف والتقدير: في ذمتي يمين، واللام: واقعة في جواب القسم، أساعدنَّ: فعل مضارع مبني في محل رفع والفاعل مستتر، والكاف مفعول به.
    توضيحه: عبارة ( في ذمتي ) قد لا تدل على قسم مثل قولكَ: في ذمتي دينٌ لفلان، فهنا الجار والمجرور متعلق بخبر مقدم تقديره موجود، ودين مبتدأ مؤخر، ولكن في قولك: في ذمتي لأفعلنَّ كذا تدل على قسم هنا بدليل قولك لأفعلَنَّ فإن وقوع اللام في الجواب تشعر بوجود قسم فإن هذه اللام هي اللام التي تقع في جواب القسم نحو واللهِ لأفعلنَّ كذا، فإذا علم ذلك فقولك: في ذمتي خبر، ومبتدؤه محذوف وجوبا تقديره يمين أو قسم ، ولا يجوز أن يظهر فلا يقال في ذمتي يمين لأفعلن لأن جواب القسم أغنى عن ذكر المبتدأ.
    3- إذا كان الخبرُ مصدرا مرفوعا نائبا عن فعله، مثل قوله تعالى: ( فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ) صبر: خبر لمبتدأ محذوف، تقديره: صبري، جميل: صفة للخبر.
    وتوضيحه: صبر مصدر للفعل صبَرَ يَصْبِرُ، والمصدر قد ينوب عن فعله أي يحل محله ويدل عليه، تقول: أَصبرُ صبرًا جميلًا، فصبرا: مفعول مطلق، ويجوز أن ننشأ جملة أخرى بمعناها فنقول: صبرٌ جميلٌ.فأصل صبرٌ جميلٌ: أصبرُ صبرًا جميلا، فحذف الفعل أصبر، وأقيم المصدر الصبر مقامه وغير من النصب إلى الرفع ليكون خبرا لمبتدأ محذوف وجوبا والتقدير صبري صبر جميل.
    ومثل: أَضربُ ضربا شديدا فهذه جملة فعلية يمكن أن نحولها إلى جملة اسمية بمعناها تكون أخصر وتغني عن التلفظ بها فنقول: ضربٌ شديدٌ أي ضربي ضربٌ شديد.
    4- إذا كان الخبر مخصوصَ نِعْمَ وبِئْسَ وهو مؤخر، مثل: نِعْمَ الرجلُ زيدٌ، فزيد: خبرٌ لمبتدأ محذوف وجوبا تقديره هو.
    فإن تقدمَ وقيل: زيدٌ نِعْمَ الرجلُ، فزيد: مبتدأ، والجملة بعده خبر.
    توضيحه: نِعْمَ وبِئْسَ فعلان ماضيان الأول لإنشاء المدح والثاني لإنشاء الذم، فيحتاجان إلى شيء مخصوص بالمدح والذم فقولنا نِعْمَ الرجلُ زيدٌ، المخصوص بالمدح هنا هو زيد، فنِعْمَ: فعل ماض لإنشاء المدح مبني على الفتح، الرجل: فاعل مرفوع ، بقي زيد ماذا نعربه؟
    والجواب: هو خبر لمبتدأ محذوف وجوبا والتقدير: هو زيدٌ.فإذا تقدم المخصوص بالمدح أو الذم مثل: زيدٌ نِعْمَ الرجلُ، فحينئذ يكون زيدٌ مبتدأً والجملة بعده خبرا.
    وهنالك وجه إعرابي آخر في قولنا: نِعْمَ الرجلُ زيدٌ، وهو : نعم الرجل: جملة في محل رفع خبر مقدم، وزيدٌ: مبتدأ مؤخر وعلى هذا الوجه فلا حذف.

    مواضع حذف الخبر وجوبا
    يحذف الخبر وجوبا في أربعة مواضع هي:
    1- إذا وقعَ الخبرُ قبلَ جوابِ لولا الامتناعية، مثل: لولا الهواءُ لَهلكَ الحيوان، فلولا: حرف شرط غير جازم مبني على السكون، الهواءُ: مبتدأ، والخبر محذوف تقديره موجود، اللام: واقعة في جواب الشرط، هلكَ: فعل ماض، الحيوان: فاعل.
    توضيحه: لولا حرف شرط يدل على امتناع لوجود أي امتناع تحقق جواب الشرط لوجود فعل الشرط، مثل: لولا الهواءُ لهلكَ الحيوانُ، فجملة فعل الشرط: الهواء موجود، وجملة الجواب: هلك الحيوان، والمعنى هو امتنع هلاك الحيوان لوجود الهواء.
    فإذا علم هذا فبعد لولا يأتي اسم مرفوع هو مبتدأ، ويكون خبره محذوفا وجوبا يقدر بموجود ، وجملة الجواب تكون جملة فعلية. وحذف الخبر هنا واجب فلا تقل: لولا الهواء موجودٌ لهلكَ الحيوانُ.
    2- إذا وقع الخبرُ قبلَ جوابِ القسم الصريح، مثل: لعمرُ اللهِ إنَّك صادقٌ، اللام: لام الابتداء حرف مبني على الفتح، عمرُ: مبتدأ مرفوع وهو مضاف، والله: لفظ الجلالة مضاف إليه،والخبر محذوف تقديره:قسمي، إنكَ صادق:جملة الجواب.
    توضيحه: القسم الصريح هو ما يعلمُ بمجرد لفظه كون الناطق مقسما به، مثل لفظ لعَمْر، وأَيْمُن، وهو مبتدأ وخبره محذوف وجوبا يقدر قبل جواب القسم مثل: لعمرُ الله لأفعلنَّ كذا، وأيْمُنُ اللهِ لأفعلن كذا، أي لعمر الله قسمي، وأيمن الله قسمي.
    وأما القسم غير الصريح فهو الذي يستعمل في القسم وغيره مثل: عهد الله، فقد لا يراد به القسم مثل: عهدُ اللهِ يجبُ الوفاءُ به، وقد يراد به القسم مثل: وعهدُ اللهِ لأفعلنَّ كذا، ففي هذه الحالة يحذف الخبر جوازا والتقدير هنا وعهدُ اللهِ عليَّ، ويجوز أن تظهره بلا إشكال.
    3- إذا كان المبتدأ مصدرا عاملا وبعده حال يمتنع أن تكون خبرا، مثل: ضربي زيدًا قائمًا، فضربي: مبتدأ وهو مضاف، والياء مضاف إليه في محل رفع فاعل للمصدر، قائمًا: مفعول به منصوب للمصدر، قائما: حال منصوب، والخبر محذوف والتقدير ضربي زيدًا حاصلٌ إذا كانَ قائما.
    توضيحه: المصدر قد يعمل عمل الفعل مثل: يعجبني فهمُكَ الدرسَ أي أنْ تفهمَ الدرسَ، فكما أن الدرس مفعول به للفعل فكذلك المصدر.
    ثم إنه قد جاء بعد المصدر ومعموله ( ضربي زيدًا ) كلمة منصوبة تعرب حالا ولا تصلح أن تكون خبرا فلا يقال: ضربي قائمٌ لأنه لا معنى له فالضرب لا يكون قائما، بل الخبر محذوف والتقدير ضربي زيدا حاصل إذا كان قائما أو إذا وجد قائما.وكذا إذا قلنا تكريمي عمرا ناجحا أي تكريمي عمرا حاصل إذا كان ناجحا.
    فإذا وقع المبتدأ مصدرا عاملا وبعده اسم يصلح أن يكون خبرا فيجب رفعه ليكون خبرا نحو : ضربي زيد شديد. فلا تقل ضربي زيدا شديدا لأن الضرب يوصف بالشدة فيصلح أن يكون هو الخبر.
    4- إذا وقع الخبر بعد واو المصاحبة الصريحة، مثل: كلُّ رجلٍ وعملُهُ، فكل: مبتدأ، رجل: مضاف إليه، و: حرف عطف، عمل: اسم معطوف على كل، والخبر محذوف تقديره كل رجله وعمله مقترنان.
    توضيحه: واو المصاحبة أي المقارنة هي التي تفيد معنى مع بحيث إذا حذفنا الواو ووضعنا محلها مع صح المعنى مثل: كلُّ إنسانٍ وخلقُهُ، أي مع خلقه فيكون الخبر محذوفا تقديره مقترنان، ومثل: كل تاجر ومتجره أي مقترنان أو متلازمان.
    فإذا لم تكن الواو صريحة في المصاحبة جاز ظهور الخبر وجاز حذفه مثل: زيدٌ وجارُه مقترنان فهنا الواو ليست صريحة في المعية لأن الإنسان لا يلازم جاره دائما أو في أغلب الأحوال فحينئذ يجوز أن تظهر الخبر ويجوز أن تحذفه وتقول: زيدٌ وجارُهُ، ويفهم الخبر من الاقتصار على المتعاطفين لأنه يدل ويشعر بالاقتران والتلازم بينهما فيكون الخبر محذوفا هنا جوازا وتقديره مقترنان.
    وهذا بخلاف كل رجل وعمله فإن الإنسان مقترن بعمله في أكثر الأحيان ومنشغل به.

    ( شرح النص )

    وقد يتعددُ الخبرُ نحوُ: ( وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ )، وقدْ يتقدمُ نحوُ: في الدارِ زيدٌ، وأينَ زيدٌ، وقدْ يحذفُ كلٌ من المبتدأِ والخبرِ نحو (سَلامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ ) أي عليكم أنتم.
    ويجبُ حذفُ الخبرِ قبلَ جوابي لولا، والقسمِ الصريحِ، والحالِ الممتنعِ كونُها خبرًا، وبعدَ واوِ المصاحبةِ نحو: ( لَوْلا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ )، ولعَمْرُكَ لأفعلَنَّ، وضربي زيدًا قائمًا، وكل رجلٍ وضَيْعَتُهُ
    .
    ......................... ......................... ......................... ......................... ...................
    لازلنا في الحديث عن أحوال المبتدأ والخبر، فالمبتدأ قد يكون له أكثر من خبر كما قال المصنف ( وقد يتعددُ الخبرُ نحوُ: وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ) فالغفور والودود خبران لـ هو، ( وقدْ يتقدمُ ) الخبر ( نحوُ: في الدارِ زيدٌ، وأينَ زيدٌ ) أشار بالمثال الأول إلى حالة جواز التقدم إذ يجوز أن تقول: زيدٌ في الدار، وأشار بالمثال الثاني إلى حالة وجوب التقدم لأن أينَ اسم استفهام وهو له الصدارة ( وقدْ يحذفُ كلٌ من المبتدأِ والخبرِ ) جوازا للعلم به ( نحو سَلامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ أي عليكم أنتم ) سلام: مبتدأ خبره محذوف تقديره عليكم، وقومٌ: خبر لمبتدأ محذوف تقديره أنتم.ولم يتكلم المصنف على حالات حذف المبتدأ وجوبا وقد تكلمنا عليها في الشرح، وأما حالات حذف الخبر وجوبا فقد بينها بقوله ( ويجبُ حذفُ الخبرِ قبلَ جوابي لولا، والقسمِ الصريحِ ) أي يجب حذف الخبر قبل جواب لولا الشرطية نحو لولا اللهُ ما اهتدينا، أي لولا اللهُ موجودٌ، وقبل جواب القسم الصريح مثل: لعمرُ اللهِ لأفعلنَّ كذا، أي لعمر الله قسمي، واحترز بقوله والقسم الصريح عن القسم غير الصريح وهو الذي يستعمل في القسم وغيره نحو وعهدُ اللهِ لأفعلن كذا فيجوز أن تظهر المحذوف وتقول: وعهدُ الله عليَّ لأفعلن كذا ( والحالِ الممتنعِ كونُها خبرًا ) أي وقبل الحال التي لا يصح من حيث المعنى أن تكون خبرا نحو ضربي زيدًا قائما فإن قائما حال ولا يصح أن تكون خبرا لضربي لأن الضرب لا يتصف بالقيام فحينئذ يكون الخبر محذوفا وجوبا والتقدير ضربي زيدا حاصل إذا وجد قائما ( وبعدَ واوِ المصاحبةِ ) أي التي تفيد معنى مع مثل: كلُّ عالمٍ وعلمُهُ أي مقترنان، ومن الأمثلة التي تزال في عرفنا على هذه الحالة قولهم: كلُ واحدٍ وشطارتُهُ أي مقترنان ويقصدون بالشاطر الماهر في عمله وهذا معناه في العرف وأما في اللغة فيأتي بمعنى مغاير وهو الخبيث الفاجر.ثم أخذ يمثل لحالات حذف الخبر الأربع على الترتيب بقوله ( نحو: لَوْلا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ ) أي لولا أنتم موجودون لكنا مؤمنين ( ولعَمْرُكَ لأفعلَنَّ ) أي ولعمرك قسمي لأفعلنّ ( وضربي زيدًا قائمًا ) أي ضربي زيدا حاصل إذا كانَ قائما وكان هنا بمعنى وجد ( وكل رجلٍ وضَيْعَتُهُ ) الضيعة هي الصنعة والتقدير كل رجل وضيعته أي صنعته مقترنان.

    ( تدريب )
    أعرب ما يلي:
    1- لِمَن الْمُلْكُ الْيَوْمَ للهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ.
    2- لا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمانِ.
    3- لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ.

  2. افتراضي رد: الدرس السادس عشر من دروس شرح متن قطر الندى.

    هل تم جمع هذه الدروس في كتاب ؟؟ مثل الآجرومية

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •