( " تَنَقَّ وتَوَقَّ " أي تخير الصديق ثم احذره ، والحديث مرسل ، ومعناه صحيح )
" تَنَقَّ وتَوَقَّ "


وهذا الحديث أخرجه البارودي في المعرفة من حديث سنان كما قال السيوطي في الجامع الصغير من حديث البشير النذير ، وأعله المناوي المناوي بالإرسال في الفيض والتيسير ، وفي الإصابة : سنان: غير منسوب ، روى الباوردي من طريق أبي خالد الأحمر عن يونس بن أبي إسحاق عن أبيه عن سنان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر: " تنق وتوق " .


وله عدة معان :
1 / تخير الصديق ثم احذره .
2 / اتق الذنب واحذر عقوبته .
3 / تبق بالباء أي ابق المال ، ولا تسرف في الإنفاق .


والمعنى المتبادر إلى الذهن هو المعنى الأول ، قال السخاوي في المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة :
وقد أخرج الطبراني عن ابن عمر رفعه ( يا أبا بكر تنق وتوق ) ، وهو عند أبي نعيم في المعرفة عن سنان غير منسوب ، وللخرائطي في المكارم من حديث يحيى بن المختار عن الحسن قال : تنقوا الإخوان والأصحاب والمجالس ، وأحبوا هونا وأبغضوا هونا ، فقد أفرط أقوام في حب أقوام فهلكوا ، وأفرط أقوام في بغض أقوام فهلكوا ، إن رأيت دون أخيك سترا فلا تكشفه اهـ .


وقد ورد الحديث بلفظ آخر : « تَنَقَّهْ، وَتَوَقَّهْ » ، والحديث أخرجه أخرجه العقيلي في الضعفاء ،والطبراني في المعجم الكبير والصغير ، وأبو نعيم في الحلية ، وتمام في الفوائد ، وأبو محمد الخلدي في جزء من فوائده ، وأبو العباس بن المنير في المجلس الخامس من الأمالي ، والرامهرمزي في المحدث الفاصل وفي الأمثال ، وأبو الحسن الزعفراني في فوائد أبي شعيب ، والخطابي في غريب الحديث ، وغيرهم .
وفي مجمع الزوائد : رواه الطبراني في الصغير والكبير ................... ، وفيه عبد الله بن مسعر بن كدام وهو متروك اهـ .


وبعض العلماء يفرق بين الروايتين ، والبعض الآخر يجعلهما بمعنى واحد ، وفي الفيض والتيسير قال المناوي :
(تنقه وتوقه) الهاء للسكت أي استنق النفس ولا تعرضها للهلاك وتحرز من الآفات .
وقال علي بن أحمد بن محمد العزيزي الشافعي المتوفى سنة 1070 هـ في السراج المنير على الجامع الصغير : ( تنق وتوق ) أي تخير الصديق ثم احذره ، وروي بالباء بدل النون أي أبق المال ولا تسرف في الإنفاق وتوق في الاكتساب .............. ( تنقه وتوقه ) بهاء السكت وهو بمعنى ما قبله .
وقال محمد بن سالم الحنفي في حاشيته على السراج المنير : ( تنقه وتوقه ) هو كالحديث السابق ، وإنما زاد هاء السكت فقط ، ومعنى الحديثين تخير الصديق وتحذر منه .