بسم الله الرحمن الرحيم
ما تيسر عن كيفية تحقيق مذهب الصحابي وغيره من أهل العلم
الحمد لله تعالى،والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
تحقيق الفتوى أمر مهم لا ينتبه إلى أهميته كثير من طلاب العلم في وجهة نظري؛ لذلك فإنا نرى أن كثيرا من الكتب العلمية الحديثة تنسب أقوالا للعلماء في الحقيقة لم يقصدوها؛وهذا بسبب عدم اكتراثهم أو انتباههم لأهمية التريث والنظر المتأني للفتوى قبل نسبتها لأي عالم.
والمتصفح لأسفار الفقه الإسلامي سيرى أن بعض العلماء ينسب أقوالا للصحابة لا تصح نسبتها إليهم؛ والدليل أن الباحث يرى أن عالما آخر نسب قولا يضاد القول الذي نسبه الأول لصحابي معين ،أويختلف عنه إذا صح التعبير،ولا أقصد أن أنسب الإهمال للعلماء الأفاضل،ففي الحقيقة هم لهم عذرهم بسبب كثرة الإنتاج، وإهمال النساخ وطول المدة.
وهذا الواقع يدعو الباحث إلى التريث والبحث الجاد، وإن كان الحديث فيما سبق عن أقوال الصحابة،فلا يعني أن التابعين وأصحاب المذاهب وغيرهم من العلماء سلموا من هذا الأمر.
والناظر في فتاوى العلماء لابد أن ينتبه لحال العصر الذي كان فيه هؤلاء العلماء وإلى أعرافهم في ذلك الوقت ؛ فهذا مهم لمعرفة مقصدهم وتحقيق فتاواهم ولا سيما الصحابة رضوان الله عليهم.
وبسبب هذا الواقع أدعو طلاب العلم إلى عدم الاعتماد على معاجم فقه السلف في نسبة الفتاوى للصحابة رضوان الله عليهم؛لأن هذه المعاجم هدفها جمع المادة،وليس تحقيقها.
وهناك أمثلة وأدلة لما سبق ذكره يجدها المتصفح الجاد في الكتب.
فلينتبه.
والله أعلم وأحكم.
وفيما يلي سأعرض الأمثلة بإذن الله تعالى: