احتمال أن يكون ابن صياد هو الدجال

السؤال
ما الذي يمنع أن يكون ابن صياد هو الدجال، فقد يكون ظهر في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ثم يخرج في آخر الزمان؟
الجواب
جاء عن أبي سعيد وغيره أنه مات والله أعلم، وأما إذا كان لم يمت، وأنه فقد فيحتمل أن يكون هو، ويحتمل أن يكون غيره.
التوفيق بين خبر (أن الدجال موثق في جزيرة) وبين خبر (أنه يخرج من أصبهان)
السؤال
جاء في قصة الدجال أنه في جزيرة، لكن ذكرنا أنه يخرج من أصبهان وهي ليست بجزيرة، فكيف التوفيق بين ذلك؟
الجواب
ربما إذا أطلق في آخر الزمان أن يذهب إلى ذلك المكان ويخرج منه.
عجز التطور العلمي عن معرفة مكان الدجال
السؤال
هل يمكن البحث الآن عن الدجال لرؤيته، لاسيما مع التطور العلمي؟
الجواب
إذا شاء الله عز وجل أن يعمي أمره على الناس عمى عليهم أمره ولم يهتدوا إليه، ولو حصل ذلك التطور العلمي، وهذا كما بقي بنو إسرائيل أربعين سنة يتيهون في الصحراء ومع ذلك ما اهتدوا هم، ولا علم بهم أحد مدة أربعين سنة.
فكذلك بالنسبة للدجال، فيمكن أن الناس يعمى عليهم أمره فلا يهتدون إليه.
هل قول ابن صياد (أشهد أنك رسول الأميين) يدل على أنه الدجال؟
السؤال
ألا يدل قول ابن صياد: (أشهد أنك رسول الأميين) أنه هو الدجال؛ لأنه نفس اللفظ الذي سأل عنه الدجال في قصة تميم بن أوس الداري حين قال: خرج نبي الأميين؟
الجواب
هذا ليس بلازم، فهذا دجال وهذا دجال، وكل واحد قال كلاماً.
الحكم إذا ثبت أن ابن صياد أسلم
السؤال
إذا ثبت أن ابن صائد قد أسلم فكيف يسوغ لنا أن نقول عنه إنه دجال؟
الجواب
أقول: إذا ثبت أنه أسلم فهو دجال في زمانه، أي: في زمان دجله وكذبه، فليس بلازم أن يموت على الكفر وادعاء النبوة، لكن هل ثبت أن ابن صياد أسلم؟ الله أعلم.
حكم إطلاق لفظ الدجال على رءوس المبتدعة
السؤال
ما رأيكم في إطلاق لفظ الدجال في عصرنا على رءوس المبتدعة؟
الجواب
المبتدعة الذين يظهر منهم الكذب والافتراء، لاشك أن للفظ ينطبق عليهم، والمحدثون يذكرون أن من أشد صيغ التجريح هي: كذاب، ودجال، أو أكذب الناس، أو إليه المنتهى في الكذب، أو ركن الكذب، فكل هذه من أشد صيغ التجريح.
ما جاء في خبر ابن صائد من شرح سنن ابي داود –العباد-
حكم من يتبع الدجال
السؤال
هل كل من يتبع الدجال ويفتن به يكون مصيره إلى النار خالداً مخلداً فيها؟
الجواب
كل من صدقه يكون كافراً، ولا شك أن الكفار مخلدون في النار، لكن بعض الذين يتبعونه قد يكونون مسلمين ولكنهم يفتنون به، فمثل هؤلاء لا يصلون إلى حد الكفر؛ ولهذا أرشد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أن من أدركه فليعمد إلى النار التي معه فإنه سيجدها ماء، ولا يعمد إلى الماء الذي معه فسيجده ناراً، وهذا يشعر بأن بعض المسلمين قد يكونون معه، فأرشدهم الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الأخذ بالشيء الذي باطنه خير وإن كان ظاهره شراً، وهذا يدل على أنه ليس كل من يكون عند الدجال يكون كافراً؛ لأنه أرشد إلى أن من وجد كذا فليأخذ كذا وليترك كذا، وهذا ليس خطاباً للكفار، وأما من صدقة وقال: إنه إله فلا شك أنه كافر
معنى كون عين الدجال طافية
السؤال
ألا ينافي قوله في الحديث: (إن عينه مطموسة ليستة بناتئة ولا جحراء) ما جاء بأنها: (عنبة طافية)، فالطافية بمعنى الناتئة؟
الجواب
لا تفسر بالناتئة؛ لأن هذا يخالف ما جاء في هذا الحديث، لكن تفسر بتفسير يطابق ما جاء في هذا الحديث، فيكون معنى طافية أنها منكمشة، ومعلوم أن العنبة إذا كانت على هيئتها ونضرتها فإنها تكون بارزة، وإذا كان فيها مرض أو اضمحلال وضمور فلا تكون على وجه حسن.
حكم من أنكر أحاديث خروج الدجال
السؤال
ما حكم من أنكر خروج الدجال حيث يقول في بعضهم : إن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر عن خروج الدجال في زمانه فقال: (يوشك) ومع ذلك لم يخرج الدجال، فدل على أنه لا يوجد دجال؟
الجواب
أحاديث الدجال موجودة في الصحيحين، وبعضهم عندما ذكر حديث المهدي قال: حديث المهدي لم يأت في الصحيحين كأحاديث الدجال، فهذا الكلام الذي ينقل عن بعضهم ما أدري ما صحته، والرسول عليه الصلاة والسلام لم يعلم بالوقت الذي يخرج فيه الدجال، وقد جاء في بعض الروايات أنه قد يخرج وهو موجود؛ ولهذا قال: (إن يخرج وأنا فيكم)، ولذلك كان يظن أن ابن صياد هو الدجال، وبعد ذلك أطلعه الله عز وجل بأنه يكون في آخر الزمان، وأنه يأتي قبله كذا، وبعده كذا، كما جاء ذلك مبيناً في الأحاديث الصحيحة، فيكون النبي صلى الله عليه وسلم قد قال بعض أحاديث الدجال قبل أن يعلم بوقته، كما أن الأنبياء من قبله -ومنهم نوح- حذروا من فتنة الدجال، وهم لا يعلمون الوقت الذي يخرج فيه، وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم في أول الأمر حذر منه قبل أن يعلم أن خروجه يكون في آخر الزمان، ولكنه بعد ذلك جاءت عنه نصوص صحيحة ثابتة تدل على أن خروجه في آخر الزمان، وأنه لن يخرج في زمانه عليه الصلاة والسلام، وكان قبل ذلك يظن أو يخشى أن يخرج في زمانه؛ ولهذا قال: (فإن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه)
وإنكار أحاديث الدجال أمر خطير، فهي متواترة ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكثير من الناس في هذا الزمان ينكرون أحاديث الدجال وهي في الصحيحين، ومنهم محمد فريد وجدي صاحب (دائرة معارف القرن العشرين)، فإنه في هذا الكتاب تكلم على أحاديث الدجال وقال: إنها كلها موضوعة مختلقة وليست بصحيحة! وأتى بكلام ساقط في هذا، وكذلك غيره من المفتونين الذين لم يوفقوا بالأخذ بما جاءت به النصوص عن رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.
وممن أنكرها محمد عبده وكذلك الشيخ محمد رشيد رضا في تفسير المنار، وقال: إن خروج الدجال رمز لظهور الباطل، ونزول عيسى وقتله الدجال رمز لانتصار الحق على الباطل! وهذا كلام باطل غير صحيح، والشيخ الهراس رحمة الله عليه كتب كتاباً في نزول عيسى عليه الصلاة والسلام، وكان كلامه موجهاً إلى الشيخ محمد رشيد رضا وما جاء في تفسيره المنار، وقال: إن الإنسان الذي يقول هذا مخاطر بدينه
وهل معنى هذا أن الدجال يكون مستقراً في فلسطين، حيث إن باب لد في فلسطين؟ ليس هناك دليل يدل على هذا، ولكن تكون نهايته أو آخر أمره في ذلك المكان الذي يقتل فيه، وإلا فإنه يطوف في الدنيا، ويخرج من خلة بين الشام والعراق، ومعه سبعون ألفاً من يهود أصبهان عليهم الطيالسة، وهم أكثر أتباعه، ثم يأتي إلى المدينة فيمنع منها ولا يدخلها، وكما جاء في الحديث: (ترجف ثلاث رجفات، فيخرج إليه كل كافر وكافرة، وكل منافق ومنافقة)، وفي النهاية يكون في ذلك المكان الذي يقتل فيه
]الجمع بين قوله (أرأيتم ليلتكم هذه لا يبقى على وجه الأرض)، وبقاء الدجال
السؤال
ما هو وجه الجمع بين قول النبي صلى الله عليه وسلم لما خرج قبل موته: (أرأيتم ليلتكم هذه، لا يبقى على وجه الأرض)، وبقاء الدجال؟
الجواب
هذا مستثنى، فمسيح الهداية عليه السلام موجود في السماء، ومسيح الضلالة موجود في الأرض، فهذا مستثنى من هذا الحديث.
فتنة الدجال تعم الأحياء دون الأموات
السؤال
هل فتنة الدجال تعم الأحياء والأموات، والجن والإنس؟
الجواب

الأموات -كما هو معلوم- ليس لهم علاقة بالفتنة التي تكون في الدنيا؛ لأنهم في قبورهم، ومن كان في قبورهم فهو إما في نعيم وإما في جحيم، فالأموات عندهم فتنة القبر والممات، وأما فتنة الدجال فهي من فتنة المحيا، ففتن المحيا عديدة ومنها فتنة الدجال، وفتنة الممات منها فتنة عذاب القبر، فالأموات لا علاقة لهم بفتنة الدجال، وإنما يكون ذلك على الذين هم موجودون في زمن الدجال، فمنهم من تصيبه فتنته، ومنهم من يسلم وهم الذين يبتعدون عنه ولا يلحقون به، كما جاء في الحديث: (من أدركه الدجال فلينأ عنه) أي: فليبتعد عنه، فإن الإنسان يحسب أنه مؤمن، فإذا رآه ورأى ما معه تغير وضعه وحاله كما جاء في الحديث الذي مر بنا
حكم القول بأن الدجال موجود في مثلث برمودا
السؤال
اشتهر عن الذين يتعاملون مع الجن أنهم يقولون: إن الدجال موجود الآن في مثلث برمودا، فهل يصح مثل هذا الكلام؟!
الجواب
لا يصدق بكلام الدجالين لا من الإنس ولا من الجن.
طول الأيام في زمن الدجال ليس لها تعلق بقبول التوبة وردها
السؤال
إذا كانت التوبة لا تقبل عندما يعاين الإنسان الآخرة مثل الغرغرة، وطلوع الشمس من مغربها، فإن في هذا اليوم الذي كسنة في زمن الدجال، تكون الشمس فيه ظاهرة لمدة ثلاثة أشهر تقريباً، أفلا تكون هذه آية عظيمة من جنس طلوع الشمس من مغربها؛ لأن كليهما آية علوية؟
الجواب
هذا الذي جاء في حديث الدجال من أن اليوم كسنة، لم يأت فيه شيء يتعلق بالتوبة وقبولها أو عدم قبولها، وإنما جاء ذلك عند خروج الشمس من مغربها، وهذا اليوم لا شك أنه من آيات الله، ولكن الشمس على مسارها تسير سيراً بطيئاً من المشرق إلى المغرب، وأما خروج الشمس من مغربها فإنها بدلاً من أن تأتي من المشرق تأتي من المغرب، وهذا الذي جاء فيه أن التوبة لا تقبل في ذلك الوقت، وأما وقت الدجال وأيامه الطويلة والقصيرة فإن التوبة مقبولة، ولم يغلق باب التوبة، وإنما يغلق عند خروج الشمس من مغربها كما جاء ذلك بالقرآن والسنة.
كيفية الرد من أنكر فتنة الدجال استناداً للعقل
السؤال
هل يصلح أن يضم إلى جوابكم عن شبهة فريد وجدي العقلية التي يقول فيها: كيف يعقل أن البشر يألفون بشراً إلى آخر كلامه أن يقال: ألا تعجب من الذين اتخذوا من دون الله أوثاناً آلهة، فعبدوا الحجارة، وعبدوا البقر، والأشجار، وصغار الحيوانات والحشرات، كما نسمعه عن بعضهم في بعض البلدان، فهذا أعظم قبحاً عند أصحاب العقول السليمة، فالدجال فتنته أعظم لما أذن الله له بتملك هذه الخوارق، وأما الحجارة والأموات فليس لهم خوارق، فأيهما أعجب؟
الجواب
لا شك أن هذا يدل على سفه الذين يعبدون غير الله عز وجل، سواءً عبدوا الدجال أو عبدوا الأوثان، لكن فريد وجدي كلامه على اعتبار أن هذا شخص يمشي يدعو إلى ألوهيته وهو نفسه فيه نقص موجود لا يستطيع أن يكمله، ومكتوب بين عينيه كافر يقرؤه الكاتب وغير الكاتب، ومعلوم أن الكفار يعبدون الأوثان والأحجار، لكن هو يقول: إن الناس الآن قد عندهم التقدم فكونه يروج عليهم شخص أعور يقول: إنه إلههم، ثم ينساقون له، أقول هذا بعيد! فهو ينكر كل ما يتعلق بالدجال، وأنه لا وجود له، وأنه خرافة، وأنها كلها أحاديث موضوعة لا قيمة لها، فهو يستبعد أن الناس يروج عليهم هذا الشيء، ولكن القضية كما هو معلوم أن البصائر إذا عميت عميت الأبصار معها
خروج الدجال من شرح سنن ابي داود -العباد-
إذا أدرك الصحابة الدجال فإنهم لن ينخدعوا به
السؤال
هل يفهم من قول الصحابة رضي الله عنهم في حديث الدجال: (كيف قلوبنا يومئذ أمثلها اليوم؟) وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أو خير) أن من يدرك الدجال من المؤمنين فقلوبهم خير من قلوب الصحابة؟
الجواب
لا؛ لأن الكلام والخطاب للصحابة، ومعناه: أنكم إذا أدركتموه فأنتم تسلمون منه وقلوبكم يكون فيها من الثبات ومن اليقين ما يجعلكم لا تنخدعون به ولا تتبعونه.
ماجاء في الدجال شرح سنن ابي داود العباد