بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله منزل الكتاب وهازم الأحزاب ومجري السحاب وخالق خلقه من تراب والصلاة والسلام على خير من صلى وتاب وجميع الآل والأصحاب ومن تبعهم إلى يوم المئاب


رمضان ... أقبلت يا خير الشهور


رمضان شهر الخير والبركات، أقبل بالبشر والخير، عمت أنواره جميع الكائنات، وملئت نفحاته العبقة الأرض والسماوات وتنزلت بحلوله البركات، وانهالت لمقدمه الرحمات، فمرحباً بخير الشهور، مرحباً بمقدم الضيف الحبيب كنز المتقين، وفرصة التائبين من رب العالمين.

أطل علينا سيد الشهور، وأفضلها على مر العصور، شهر خصه الله بخصائص عظيمة، ومزايا جليلة، لو تكلمنا عن بعض فضائله ما وسعنا الزمان في ذكر محاسنه، يقول المولى عز وجل
( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ )

شهر جعل الله صيامه فريضة، وقيام ليله تطوعاً وفضيلة، تُفتح فيه أبواب الجنان، وتُغلق فيه أبواب النيران، وتصفد فيه الشياطين يكفي لنا قول سيد الأنام عن شهر الصيام
( أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ، فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ، لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ )

فرحنا برؤية هلاله، هلال رشد وخير، واستبشرنا بحلول أول أيامه فأيامه زينة الدنيا وزاد الآخرة،
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه إذا رأى الهلال قال
( اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ علَيْنَا بِالأَمْنِ والإِيمَانِ، وَالسَّلامَةِ والإِسْلامِ، رَبِّي ورَبُّكَ اللَّه، هِلالُ رُشْدٍ وخَيْرٍ )

الأعمال فيه مباركة، والأجور فيه مضاعفة، فهو موسم من أعظم المواسم الربانية، يقول عنه المصطفى صلى الله عليه وسلم
( كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِلا الصَّوْمَ ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ؛ فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ، وَلَخُلُوفُ فِيهِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ )

فيا سعادة من مد الله له في الأجل، ومتعه بنعيم الصحة، ليغنم بمغفرة الله ورضوانه، والعتق من نيرانه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَاناً وَاحْتِسَاباً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ).

فحقيق بمن استقبل رمضان وهو في نعمة الله، أن يشكر هذا النعمة بأداء حقها، وأن يستغل هذه الأيام المباركة بما يرضى المولى عز وجل عنه، ولنتعرض لنفحات الله تعالى في هذا الشهر الكريم، ولنعقد العزم من أول يوم من أيامه أن نكون إلى الله أقرب وعن النار أبعد، لكي لا نضيع فرصاً قد أتت، فلعلنا لا ندرك رمضان، ولعل رمضان يأتي ولا يلقانا فكم من عزيز كان معنا في رمضان الماضي وهو الآن تحت الثرى، فلنجد ونجتهد من أول أيامه، ولنستغل سعاته ولحظاته فإن المحروم من يدخل عليه رمضان ولم يغفر له

أتى رمضــــان مزرعة العباد ... لتطــهير القلوب من الفساد
فـأد حقـوقه قــولاً وفعــلاً ... وزادك فــاتخذه إلى المعاد
فمن زرع الحبوب وما سقاها ... تأوَّه نادمــاً يوم الحصــــاد






تفضـــل هنـــــــا






من كنوز رمضان


1) الصيام
قال صلى الله عليه وسلم : ( من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه ) أخرجه البخاري ومسلم .

2) القيام :
قال صلى الله عليه وسلم : ( من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه ) أخرجه البخاري ومسلم .

3) تفطير الصائمين
قال صلى الله عليه وسلم : (من فطر صائما كان له مثل أجره غير انه لا ينقص من اجر الصائم شيئا ) أخرجه احمد والنسائي وصححه الألباني .

4) العمرة في رمضان
قال صلى الله عليه وسلم : ( فإن عمره في رمضان تقضي حجه أو حجه معي ) أخرجه البخاري .

5) الإنفاق في سبيل الله
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل ، وكان يلقاه في كل ليله من رمضان فيدارسه القران . فَلَرَسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة ..
وسئل النبي صلى الله عليه وسلم .. فأي الصدقة أفضل ؟ قال ( صدقة في رمضان ) أخرجه الترميذي

6) قيام ليلة القدر
قال صلى الله عليه وسلم: ( من قام ليله القدر إيمانا واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه ) متفق عليه

7) الاعتكاف
عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم : أن النبي صلى الله عليه وسلم ( كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله . ثم اعتكف أزواجه من بعده ) رواه البخاري ومسلم








فن التعامل مع الخدم خاص للنساء



الخدم بشر يعاني يحس يحمل مشاعر فياضة ويشتاق وينتقم ويتألم من الغربة كما نحن فأليس بنا ان نعاملهم بالحسنى ..

البعض منا هداهن الله يعاملهن بالقسوة ويعملن ليلا ونهارا بلا رحمة فمن لا يرحم الناس لا يرحمه الله ..

والبعض أيضا تكون لديها مناسبة او حفلة كبيرة لا يهون عليها مساعدتها او رفع طبق واحد معها الأمر ليس استعباد أخواتي ..

اعتني ديننا العظيم بهذه الفئة من البشر ، فقد قال عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هم إخوانكم ، جعلهم الله تحت أيديكم فمن جعل الله أخاه تحت يده فليطعمه مما يأكل ، وليلبسه مما يلبس ، ولا يكلفه من العمل ما يغلبه ، فإن كلفه ما يغلبه فليعنه عليه " [رواه البخاري] ، ومن هذا الحديث نرى أن حسن معاملتهم ليس من باب الوجاهة، ولكنه حق .. إن سلبناهم إياه حاسبنا الله تعالى عليه ولعلي اذكر بحقوقهم علينا :

1 – أن ننظر إليهم نظرة رحمة ورأفة ، فهم إخوة لنا فضلنا الله عليهم بشيء من السعة المادية ، فلهم منا كل احترام ، فصغيرهم نرحم ، وكبيرهم نوقر ، وليس كما نرى في وسائل الإعلام من احتقار وسب ؛ حتى أصبح لهم بعض الأسماء النمطية الخاصة بهم ، وشكل معين يظهرون به .

2 - يجب إطعامهم مما نأكل ، وليس ما يتبقى منا، وإلباسهم مما نلبس ، ونوفر سكنا لهم به أبسط وسائل الراحة .. إن كانوا يقيمون معنا.
3 - لا نكلفهم من العمل ما لا يطيقون ، بحجة أنهم4;ا يُرحم ، ويجب أن نعاونهم بقدر الإمكان ، ونعينهم على عملهم .
4 - العفو ثم العفو عن زلاتهم .
5 - عدم توبيخهم أو زجرهم دائما ، وخاصة أمام الآخرين، فقد ذكر ثوبان مولي رسول الله عليه الصلاة والسلام أن رسول الله ما عاب عليه شيئا قط ، وما عاب عليه طعاما قط
6 - عدم ضربهم ، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "من ضرب سوطا ظلما اقتص منه يوم القيامة".
7 - إيفاؤهم حقوقهم كاملة : يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أعطوا الأجير حقه قبل أن يجف عرقه"، فيجب ألا نؤخر أجرهم؛ لأن هذا ظلم لهم .
8 – الاهتمام بتعليمهم ؛ وخاصة علوم الدين من الصلاة والصيام ؛ لأننا مسؤولون عنهم " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته "








اللهم لك الحمد كما بلغتنا شهر الصـيام وفقنا لعمل ما يرضيك عنا
واجعل عملنا وعلمنا حجة لنا لا علينا وارزقنا العلم النافع والعمل الصـالح ,, اللهم آمـين





أخوكم ومحبكم في الله




طاب الخاطر
رمضان 1434هـ