موضوع مهم يستحق العناية التامة من كل حريص...
أول درس للمباحثة: هل يوجد فرق بين النية الصالحة والنية الخالصة ؟
موضوع مهم يستحق العناية التامة من كل حريص...
أول درس للمباحثة: هل يوجد فرق بين النية الصالحة والنية الخالصة ؟
في نظري أنه يوجد فرق :
النية الصالحة :هي المتعلقة بالعمل .
النية الخالصة:هي المتعلقة بالقصد والتوجه بغض النظر عن العمل سواء كان العمل سيئاً أم حسناً .
والله أعلم..
جزاك الله خير أيها الحبيب.
في الحقيقة ما دعاني لمناقشة هذا الموضوع حوار جرى بيني وبين شيخنا أبي مالك حول النية ، الرابط:
http://alukah.net/majles/showthread....5448#post85448
وقد تحدثنا عن النية في طلب العلم : إذا نويت نفع الناس فهل صار عملي هنا خالصاً أم لا بد أن أنويه لله ويصير نفع الناس هو العمل لا المقصود ، أي أنفع الناس بنية بقصد التقرب إلى الله ؟
ولا ننس أن الإنسان قد يعمل عملاً لا يكون له فيه "استحضار" لنية القربة ، كما في حديث ((ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له بها صدقة )) ، وظاهر الحديث لا يشير إلى نية قربة سابقة ، وكذلك حديث الرجل الذي أشفق على كلب يأكل الثرى من العطش فسقاه فشكر الله له، فأدخله الجنة ، وظاهر الحديث يدل على أنه إنما حمله على هذا العمل قصد الإحسان إلى الحيوان.
وعليه فالنية الصالحة أوسع من النية الخالصة ، وهي معتبرة في حصول الأجر مالم يخالطها ما يضاد الإخلاص كطلب المحمدة و الثناء والمنزلة الدنيوية وغير ذلك.
مقاصد المكلَّفين
http://www.waqfeya.net/open.php?cat=14&book=588
الشيخ المفيد أشرف بن محمد ، جزاك الله خيرا على التذكير هذه المادة النافعة ، وقد اقتنيتها قبل زمن وقرأتها ، وهي من أحسن ما كُتب. وسأعود أفتش في هذا الكتاب لعلي أجد بين سطوره ما يفي.
وإياك يا شيخ عبدالله
وحبذا لو استدركت فوائد لم تُذكَر في هذا الكتاب النفيس، أن تتحفنا بها ..
كل نية صالحة خالصة إذ لا يتصور نية صالحة بلا إخلاص ولكن يمكن تصور نية خالصة غير صالحة لأن نية المتابعة قد تكون مفقودة أو تكون موجودة ولكن لغير رسول الله صلى الله عليه وسلم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مجرد وجهة نظر وليس لدي مستند :
النية الخالصة هي التي تكون مقترنة بالعمل . وهي كما ذكر الأخ عبد العزيز بن عبد الله متعلقة بالقصد والتوجه .
أما النية الصالحة فقد تكون مقترنة بالعمل أو غير مقترنة به وإنما هي نية الخير مطلقاً .
ومن هذا فالنية الصالحة أوسع من الخالصة ،
وعلى هذا فقول الأخ الشهري ( كل نية صالحة خالصة ) مخالف لما ذكرته هنا من أن كل نية خالصة صالحة ولا ينعكس .
أما قوله ( لا يتصور نية صالحة بلا إخلاص ) فمخالف لما ذكره الشهري نفسه من حديث الرجل الذي أشفق على الكلب . فالنية الصالحة هنا موجودة أما الإخلاص فهو غير موجود .
وقوله ( ولكن يمكن تصور نية خالصة غير صالحة لأن نية المتابعة قد تكون مفقودة أو تكون موجودة ولكن لغير رسول الله صلى الله عليه وسلم ) فيه خلط بين النية والعمل ، فالعمل الصالح كما هو معلوم الذي يكون فيه النية الخالصة والمتابعة . ولا أتصور كيف تكون النية خالصة لله ولكنها غير صالحة .
والله تعالى أعلم
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أهلاً بك أبي هلا. ولا أدري لماذا تتحدث عني بصيغة الغائب...إن صيغة المخاطب تقرب بعضنا من بعض
النية الصالحة في مثال سقي الكلب شملت نية الإحسان ، وأما النية الصالحة في كلامي المتأخر فبناء على التعريف المشهور للعمل الصالح - عبارة الفضيل أن العمل لا يكون صالحاً إلا إذا كان خالصاً صواباً - وهو أنه لا بد له من نية صالحة وصلاح النية بأمرين : قصد وجه الله وقصد متابعة سنة رسول الله ، هذا قصدي ولكني أخطأت بعدم الإشارة في المشاركة السابقة إلى ما اعتمدت عليه فيما ذهبت إليه.أما قوله ( لا يتصور نية صالحة بلا إخلاص ) فمخالف لما ذكره الشهري نفسه من حديث الرجل الذي أشفق على الكلب . فالنية الصالحة هنا موجودة أما الإخلاص فهو غير موجود .
حتى لو قلنا أن المتابعة "عمل" فإنه يشترط له نية المتابعة إذا لا وجود لعمل بلا نية ، ولذلك قالوا النية في العبادات لشيئين : الإخلاص ولتمييز العبادات بعضها عن بعض. ويمكن تصور نية خالصة غير صالحة من خلال "توافق العبادات" ، مثال : ما يفعله بعض غلاة الزهد والتصوف من الوصال في الصيام مع علمهم بالآثار الواردة في النهي عن ذلك. فلا وجود لنية المتابعة ولو وجدت لوجد مقتضاها وهو العمل على متابعة سنته ، وغيرها من الأمثلة كثير ،ولكن يمكن أن نقول : عدم المتابعة يقدح في الإخلاص بدلاً من قولنا لا يمكن تصور نية خالصة غير صالحة. ومنشأ الإشكال هو اعتبار المتابعة عمل بلا نية تختص بها ، وإلا فالحق أنه حتى المتابعة باعتبارها عمل لا تسمى متابعة إلا بنية المتابعة.( ولكن يمكن تصور نية خالصة غير صالحة لأن نية المتابعة قد تكون مفقودة أو تكون موجودة ولكن لغير رسول الله صلى الله عليه وسلم ) فيه خلط بين النية والعمل ، فالعمل الصالح كما هو معلوم الذي يكون فيه النية الخالصة والمتابعة . ولا أتصور كيف تكون النية خالصة لله ولكنها غير صالحة .
الخلاصة : يمكن القول أن النية الصالحة ليست شيئاً واحداً مصمتاً - كما هو مفهوم الإيمان عند الخوارج مثلاً فهو يذهب جملة بالكبيرة - وإنما حقيقة مركبة من شيئين : نية الإخلاص ونية المتابعة. إذ كيف يتصور متابعة بلا نية متابعة ، فعاد كل شيء إلى النية ، وهذا مما يدل على عظم شأن النية وخطر أمرها في الشرع ، فهي منطلق كل التصرفات القولية والفعلية.
شكر الله لك أبي هلا على مشاركتي النقاش.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي عبدالله الشهري أنا رجل عفوي ولم أقصد بصيغة الغائب أي شيء لكن يكفيني ابتسامتك .
ـ لم تبين لي أخي هل وجهة نظري صحيحة أم خطأ ، وإن كانت خطأ ، حدده
وللتذكير وجهة نظري هي :
النية الخالصة هي التي تكون مقترنة بالعمل . وهي متعلقة بالقصد والتوجه .
أما النية الصالحة فقد تكون مقترنة بالعمل أو غير مقترنة به وإنما هي نية الخير مطلقاً أي نية الإحسان أو حسن النية .
ومن هذا فالنية الصالحة أوسع من الخالصة .
ـ كثرت علينا النوايا : ( النية الصالحة ، النية الخالصة ، نية المتابعة ، نية التمييز بين الأعمال ) وهو باب قد لا يغلق لأن النية تدخل في كل شيء .
ـ لازلت أخي لا أتصور كيف تكون النية خالصة لله ولكنها غير صالحة أما مثال غلاة الصوفية فنيتهم خالصة وصالحة ولكن عملهم ينقصه المتابعة وليس النية .
ـ تقول أخي ( يمكن أن نقول : عدم المتابعة يقدح في الإخلاص ) هذا غير مستقيم فقد يعمل المرء عملاً خالصاً لوجهه تعالى كفعل غلاة الصوفية ولكنه على غير اتباع .
ـ تقول ( ومنشأ الإشكال هو اعتبار المتابعة عمل بلا نية تختص بها ) أنت تجعل النية جزء من المتابعة بينما الذي يظهر لي أنها منفصلة عنها ومتصلة بالإخلاص .
ـ تجعل النية الصالحة ( حقيقة مركبة من شيئين : نية الإخلاص ونية المتابعة ) وهذا يحتاج منك إلى بينة .
نعم بادي الرأي كلامك صحيح ، ولم نختلف حول سعة النية الصالحة ، ربما كان الخلاف حول ما يدخل فيها وما لا يدخل.للتذكير وجهة نظري هي :
النية الخالصة هي التي تكون مقترنة بالعمل . وهي متعلقة بالقصد والتوجه .
أما النية الصالحة فقد تكون مقترنة بالعمل أو غير مقترنة به وإنما هي نية الخير مطلقاً أي نية الإحسان أو حسن النية .
ومن هذا فالنية الصالحة أوسع من الخالصة .
هذا بناء على التفريق بين الإخلاص والمتابعة ، فالأول عندك نية والثاني عمل.لازلت أخي لا أتصور كيف تكون النية خالصة لله ولكنها غير صالحة أما مثال غلاة الصوفية فنيتهم خالصة وصالحة ولكن عملهم ينقصه المتابعة وليس النية .
المتابعة أعم من الإخلاص لأن التوحيد والإخلاص من المتابعة ، وإنما أفردت المتابعة لأهميتها ولسد باب البدعة. فمن لم يتابع أخل بجزء من المتابعة وعلى رأس ما يأتي في المتابعة تحقيق الإخلاص ، (قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد)ـ تقول أخي ( يمكن أن نقول : عدم المتابعة يقدح في الإخلاص ) هذا غير مستقيم فقد يعمل المرء عملاً خالصاً لوجهه تعالى كفعل غلاة الصوفية ولكنه على غير اتباع .
هنا لبس فيما يظهر. يبدو أنك ترى النية محل واحد لا يتسع لأكثر من قصد ، ولكن هذا صحيح لو كان القصدان متضادان (نية إخلاص وعدم إخلاص) ، ولكن إذا انفكت الجهة فالنية تتسع لأكثر من قصد (قصد الإخلاص وقصد المتابعة) ، ومما يؤكد هذا الأمر - كما ذكرت لك - أن المتابعة نفسها مشتملة على الأمر بالإخلاص ، فالمشرك والمرائي غير متابع للرسول من جهة مخالفته لحقيقة رسالته الآمره بصرف العبادة لله وحده.تقول ( ومنشأ الإشكال هو اعتبار المتابعة عمل بلا نية تختص بها ) أنت تجعل النية جزء من المتابعة بينما الذي يظهر لي أنها منفصلة عنها ومتصلة بالإخلاص .
نعم . توارد قصود متزامنة و متباينة على محل واحد (النية) أمر ممكن متى اختلفت المتعلقات ، مثلاً : يمكنني أن أنوي الغسل - وهو عبادة - لله ، وأنوي به متابعة الرسول إذ لا يشك عاقل أن صفة الغسل المأثورة لا يمكن أن تطبق والمغتسل لم ينو الإتيان بها كذلك ، فهذه نية متابعة ، وأنوي أن يكون غسلي تطهراً للصلاة ، وقراءة القرآن ، ودخول المسجد. فهذه نية مركبة من قصود مختلفة ، وإذا ما أتينا للنية الصالحة ـ أي أكمل أحوال النية الصالحة ـ قلنا لا بد فيها من نية إخلاص ونية متابعة ، ولكن بشرط أن تكون النية من جنس السبب الذي يقتضي مسببه ، وهي النية الجازمة الصادقة.ـ تجعل النية الصالحة ( حقيقة مركبة من شيئين : نية الإخلاص ونية المتابعة ) وهذا يحتاج منك إلى بينة .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي عبدالله ، لقد أسعدني وسرني الحديث معك .
ألا ترى أخي أننا هنا لا نعود إلى أصل نحتكم إليه وإنما هي مجرد وجهات نظر ، لذا وإلى أن نجد هذا الأصل ، نتوقف عن مناقشة المسألة .
أعتقد و الله أعلم بان الأهم هو كيفية التحقيق في النية و تخليصها لله عز و جل ...!؟
و ثمة طرق عديدة و هي تتكاثر تكاثر الهوى و التعلق بالدنيا في صوره كافة ....
منها مثلا أن يسأل الإنسان نفسه أسئلة محددة تحصر الدافع الحقيقي حصرا حتى تعيّنه ...
من هذه الأسئلة مثلاً :
ما سأله الفضيل - أظن - للثوري أظن - انظر إن كان مكانك في الناس و هم مقبلون عليك يعجبك ... فإن كان نعم فاتهم نفسك ؟!!
و منها مثلا تخيل الصحابي أن لو كان مكاني ماذا كان يفعل ؟ فقد سمعت يوما داعية يتكلم عمن " أكرمه " ؟؟ الله بالظهور في الفضائيات ...
لقد أغمي على سيدنا أبي هريرة ثلاث مرات و هو يروي حديث النية ؟؟؟؟؟ !!!!!
و هكذا ....
حياك الله يا خلوصي خلصني الله وإياك من أدناس الهوى. كلامك أهم ما في الموضوع نسأل الله التوفيق.
الأخ الكريم أبو هلا / الأمر فقد مدارسة كما عنونت للموضوع فإن انضبط لنا شيء و خرجنا بفائدة فهذا هو المطلوب ، صغيرة كانت او كبيرة.
للمتابعة؛ وبارك الله فيكم