الدرس السادس

المثنى

المثنى: ما دلَّ على اثنين بزيادة ألف ونون أو ياء ونون في آخره، بحيث لو حذفنا الزيادة عاد مفردًا، مثل جاءَ الزيدانِ، فالزيدانِ مثنى ومتى ما حذفنا الزيادة من آخره التي هي الألف والنون عاد مفردا.
ويعرب المثنى بالألف رفعًا، وبالياء نصبًا وجرًا، تقول: حضر الرَجُلانِ ، ورأيتُ الرَجُلَينِ ، وَذَهَبتُ إلى الرجُلَينِ .

فالأول فاعل مرفوع بالألف، والثاني مفعول به منصوب بالياء، والثالث اسم مجرور بالياء كذلك.

وأما النون التي في آخر المثنى فهي عوض عن التنوين في الاسم المفرد.

وهناك أربعة ألفاظ ملحقة بالمثنى في الإعراب، وهي: ) اثنان، واثنتان، وكِلا، وكِلتا (، فهذه الألفاظ الأربعة ليست من المثنى حقيقة ولكن أعطيت علامة إعراب المثنى فسماها العلماء بالملحقات.

تقول: جاء اثنانِ ، ورأيتُ اثنينِ ، وذهبت إلى اثنينِ، فاثنان: فاعل مرفوع بالألف في الجملة الأولى، ومفعول به منصوب بالياء في الجملة الثانية، واسم مجرور بالياء في الجملة الثالثة لأنه ملحق بالمثنى.

وتقول: جاء الرجلان كِلاهما، ورأيتُ الرجلين كِلَيهما، ومررت بالرجلين كِلَيهما.

فكلاهما: توكيد للرجلين في الأمثلة الثلاثة، وهو مرفوع بالألف في الجملة الأولى، ومنصوب ومجرور بالياء في الجملتين الثانية والثالثة لأنه ملحق بالمثنى.

فهذه الألفاظ الأربعة مُلحَقَةٌ بالمثنى وليست منهُ ، لأنها لاينطبق عليها تعريف المثنى السابق .

فالأول والثاني وهما: ( اثنان واثنتان ) لو حذفنا منهما الزيادة قلنا: ( اثن، واثنت( وهما لا يدلان على المفرد.

والثالث والرابع وهما: ( كلا وكلتا) لا نون فيهما.

ولا يشترط لإعراب ( اثنين واثنتين ) إعراب المثنى أية شروط.

وأما ) كلا وكلتا ( فيشترط فيهما لإعرابهما إعراب المثنى أن يكونا مضافَين إلى ضمير، كما في الأمثلة السابقة فقد أضفناهما إلى (هما ).

أمَّا إذا أضيفا إلى اسم ظاهر فإنهما يعربان إعراب الفتى أي بحركات مقدرة على الألف.

تقول: جاء كلا الرجلين، ورأيتُ كلا الرجلين، ومررتُ بكلا الرجلين، وجاءت كلتا المرأتين، ورأيت كلتا المرأتين، ومررتُ بكلتا المرأتين.

فكلا وكلتا: في المثال الأول فاعلان مرفوعان بالضمة المقدرة على الألف، وفي الثاني مفعولان منصوبان بالفتحة المقدرة على الألف، وفي الثالث اسمان مجروران بالكسرة المقدرة على الألف.


جمع المذكر السالم



جمع المذكر السالم هو: ما دلَّ على ثلاثة فأكثر بزيادة واو ونون، أو ياء ونون في آخره.

وهو يُرفَع بالواو ويُنصَب و يَجر بالياء.

تقول: جاء الزيدونَ، ورأيت الزيدِينَ، ومررتُ بالزيدِينَ، وجاءَ المسافرونَ، ورأيتُ المسافرينَ، ومررتُ بالمسافرينَ.

فالزيدونَ والمسافرونَ: في المثال الأول فاعلان مرفوعان بالواو، وفي الثاني مفعولان منصوبان بالياء، وفي الثالث اسمان مجروران بالياء كذلك.

وأما النون التي في آخر جمع المذكر السالم فهي عوض عن التنوين في الاسم المفرد.

ولا يجمع هذا الجمع إلا ما كان ) عَلَمًا لمذكر عاقل، أو صفةً له، خاليينِ من تاء التأنيث ).

مثال العلم ( زيد ) فإنه علم لشخص مذكر عاقل ليس في آخره تاء التأنيث فيجمع جمع مذكر سالم لتوفر الشروط فيه.

فإن كان الاسم غير علم مثل رجل وغلام فلا يجمعان جمع مذكر سالم فلا يقال فيهما رجُلونَ وغُلامونَ.

وإن كان علما لمؤنث مثل سعاد وزينب فلا يجمعان جمع مذكر سالم فلا يقال فيهما سُعادونَ، وزَينبونَ.

وإن كان علما لمذكر غير عاقل كلاحق اسم لفرس و واشق اسم لكلب فلا يجمعان جمع مذكر سالم فلا يقال فيهما لاحقونَ وواشقونَ.

وإن كان علما لمذكر عاقل ولكن في آخره تاء التأنيث مثل طلحة وعبيدة فلا يجمعان جمع مذكر سالم فلا يقال فيهما طَلحونَ، وعُبيدونَ.

ومثال الصفة - ونعني بها الاسم المشتق كاسم الفاعل والمفعول- ( مسافر ) فإنه صفة لمذكر عاقل وليس في آخره تاء التأنيث فيجمع جمع مذكر سالم لتوفر الشروط فيه.

فإن كانت الصفة لمؤنث مثل حائض ومرضع فلا يجمعان جمع مذكر سالم فلا يقال فيهما حائضون، ومُرضعونَ.

وإن كانت الصفة لمذكر غير عاقل مثل سابق إذا كان صفة لغير العاقل نحو هذا فرس سابق، وشاهق نحو هذا جبل شاهق فلا يجمعان جمع مذكر سالم فلا يقال فيهما سابقونَ، وشاهقونَ.

وإن كانت الصفة لمذكر عاقل ولكن في آخرها تاء التأنيث مثل علّامة وفهّامة فلا يجمعان جمع مذكر سالم فلا يقال فيهما علامونَ وفهامونَ.

فلكي يكون الاسم جمع مذكر سالما لا بد أن يكون له واحد مذكر من لفظه، مثل زيدونَ مفرده زيد، وأن يكون إما علما أو صفة بشروطهما.

ولكن العرب ألحقوا به ألفاظًا أعربوها كإعرابه مع أنها لم يتحقق فيها ما يشترط في جمع المذكر السالم.

ومن تلك الألفاظ:

1- أولو) بمعنى أصحاب) تقول: جاء أولو العلمِ ، وجالستُ أولي العلم ، ومَشَيتُ مع أولي العلم.

فيعرب إعراب جمع المذكر السالم مع أنه لا واحد له من لفظه فإنه لا يقال أُوْلُ في المفرد، كما أنه ليس علما أو صفة.

قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ﴾] الرعد [19:، وقال: ﴿ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى ﴾] النور [ 22: ، وقال: ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُوْلِي الْأَلْبَابِ ﴾ ]الزمر[21: . فالأول فاعل ، والثاني مفعول به ، والثالث اسم مجرور .

2 - عشرون إلى تسعين ، تقول: جاء عشرون رجلًا ، ورأيتُ عشرين رجلًا ، ومررتُ بعشرين رجلًا، وجاءَ ثلاثونَ رجلا ورأيت ثلاثين رجلا ومررت بثلاثين رجلا، وهكذا الأربعون والخمسون إلى التسعين.

فتعرب إعراب جمع المذكر السالم مع إنها لا مفرد لها من ألفاظها، كما أنها ليست علما أو صفة.

-3 أهلُونَ ، تقول: جاء الأهلونَ، ورأيتُ الأهلينَ ، وذهبتُ إلى الأهلينَ.

وهو وإن كان له مفرد من لفظه وهو ( أهل) ألا أنه ليس عَلَما ولا صفة.

وفي القرآن الكريم: ﴿ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا ﴾ ]الفتح[11: وقال: ﴿ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ ﴾ ]المائدة[ 89: ، وقال: ﴿ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا﴾ ] الفتح[2: . الأول فاعل ، والثاني مفعول به ، والثالث اسم مجرور بحرف الجر .

-4أرَضون ، تقول: في العالم أرَضونَ ، وإنَّ الأرَضينَ لواسعةٌ ، وإنَّ في الأرَضينَ عجائبَ.

وهو وإن كان له مفرد من لفظه وهي ( أرْض) ألا أنه مؤنث كما أنه ليس عَلَما ولا صفة.

-5 سِنونَ، تقول: مَضَتْ علينا سِنونَ، وقَضينا سنينَ في هذا البلد، وما رأيت بحرًا منذُ سنينَ.

وهو وإن كان له مفرد من لفظه وهي ( سَنَة) ألا أنه مؤنث كما أنه ليس عَلَما ولا صفة.

-6 عِلِّيُّونَ ، وهو اسم لأعلى الجنة ، فهو مفرد وليس جمعا، قال تعالى: ﴿ كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ﴾] المطففين18 – 19: [.

7- بَنُونَ ، تقول: جاءَ بَنُو عامرٍ ، ورأيتُ بني عامر، وزيدٌ من بني عامرٍ.

وهو وإن كان له مفرد من لفظه وهو ( ابن ) ألا أنه ليس عَلَما ولا صفة.
وقال تعالى: ﴿ يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ﴾ ] الشعراء88: [، وقال: ﴿ وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ ﴾ ]النحل: 72[.
8- وابِلونَ، جمع وابِل وهو المطر الغزير، تقول: هطلَ وابلونَ، ورأيتُ وابلينَ، وغرقَ الأعداءُ في وابلينَ.
وهو ليس بعلم ولا صفة.
9- عَالَمونَ، جمع عالَم وهو كل ما سوى الله من المخلوقات، ويكون الجمع باعتبار تعدد العوالم كعالم الإنس والجن والملائكة، تقول: العالمونَ عبيدٌ للهِ، إنَّ العالمينَ عبيدٌ للهِ، اللهُ ربُ العالمينَ.
وهو ليس بعلم ولا صفة.

( شرح النص )


والمثنى كالزيدانِ فيرفعُ بالألفِ، وجمعَ المذكر السالم كالزيدونَ فيرفعُ بالواوِ، ويجرانِ وينصبانِ بالياءِ.
وكِلا وكِلتا معَ الضميرِ كالمثنى، وكذا اثنانِ واثنتانِ مطلقًا وإنْ رُكِّبَا.
وأُولوا، وعِشرونَ وأخواتُهُ، وعَالمونَ، وأَهلونَ، ووابِلونَ، وأَرَضُونَ، وسِنُونَ وبابُهُ، وبَنونَ، وعِلِّيُونَ وشِبْهُهُ؛ كالجمعِ.
.............................. .............................. .............................. .............................
الباب الثاني والثالث مما خرج عن الأصل أعني الرفع بالضمة والنصب بالفتحة والجر بالكسرة والجزم بالسكون هو المثنى وجمع المذكر السالم وفي بيانهما قال: ( و ) إلا ( المثنى كالزيدانِ فيرفعُ بالألفِ ) نحو جاءَ الزيدانِ (و ) إلا ( جمعَ المذكر السالم كالزيدونَ فيرفعُ بالواوِ ) نحو جاءَ الزيدونَ ( ويجرانِ وينصبانِ بالياءِ ) نحو مررتُ بالزيدَينِ والزيدِينَ، ورأيتُ الزيدَينِ والزيدِينَ، ثم بدأ ببيان الملحقات بهما، والفرق بين الأصل والملحق هو أن الأصل مستجمع لشروطه بخلاف الملحق به فلا بد أن يكون قد انخرم فيه شرط أو أكثر ( وكِلا وكِلتا معَ الضميرِ كالمثنى ) فيعربان إعراب المثنى ولكن بشرط أن يكونا مضافين إلى ضمير، مثل: جاءَ الزيدانِ كلاهما، ورأيتُ الزيدينِ كليهما، ومررتُ بالزيدينِ كليهما، وجاءَ البنتانِ كلتاهما، ورأيتُ البنتينِ كلتيهما، ومررتُ بالبنتينِ كلتيهما، فإن أضيفا إلى اسم ظاهر أعربا بالحركات المقدرة نحو جاءَ كلا الرجلين، وكلتا البنتينِ، ورأيتُ كلا الرجلينِ، وكلتا البنتينِ، ومررتُ بكلا الرجلين، وكلتا البنتينِ، يرفعان بضمة مقدرة وينصبان بفتحة مقدرة ويجران بكسرة مقدرة، قال تعالى: ( كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا )، ( وكذا اثنانِ واثنتانِ ) يعربان كالمثنى نحو جاءَ اثنانِ من الرجالِ واثنتانِ من النساءِ، ورأيتُ اثنينِ من الرجال واثنتينِ من النساء، ومررتُ باثنين من الرجال واثنتينِ من النساء ( مطلقًا ) أي بدون شرط حتى ( وإنْ رُكِّبَا ) مع العشرة فيعربان إعراب المثنى نحو جاءَ اثنا عشر رجلا ورأيت اثني عشر رجلا ومررت باثني عشر رجلا، وجاءَت اثنتا عشْرَة امرأةً، ورأيتُ اثنتي عشْرَةَ امرأةً، ومررتُ باثنتي عشْرَة امرأةً.
ثم لما فرغ من الملحقات بالمثنى بدأ بالملحقات بجمع المذكر السالم فقال ( وأُولوا ) نحو جاءَ أولوا العلم، ورأيتُ أولي العلم، ومررت بأولي العلم، وهو ملحق لأنه لا واحد له من لفظه، وليس علما أو صفة ( وعِشرونَ وأخواتُهُ ) هي ثلاثون إلى تسعينَ، سواء ذكرت لوحدها أو عطفت على عدد نحو جاءَ واحدٌ وعشرونَ رجلا، ورأيت واحدا وعشرينَ رجلا، ومررت بواحدٍ وعشرين رجلا، قال تعالى: ( إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً )، وإنما عدت هذه الأعداد ملحقة بجمع المذكر السالم لأنه لا واحد لها من لفظها كما أنها ليست علما أو صفة، فإن قيل: لم لا تكون عشرونَ جمع عشر، وثلاثون جمع ثلاث، وأربعون جمع أربع وهكذا ؟ قلنا إن الجمع أقله ثلاثة من مقادير الواحد فإذا قلتَ قدمَ رجالٌ فلا بد أن يكون القادمون ثلاثة فأكثر، وحينئذ إذا كانت العشرون جمعا لعشر فـ 10+10+10= 30 فيلزم أن يكون مدلول العشرين هو 30 أي يتساويان في المقدار فيصح إطلاق إحداهما على الآخر فتقول جاء عشرون وأنت تريد ثلاثين وبالعكس وهو باطل قطعا، وكذا يكون أربعون= 4+4+4= 12، فيتساوى 40 و12 في المقدار ويصح إطلاق أحدهما على الآخر وهو باطل.
( وعَالمونَ ) جمع عالَم على ما اختاره بعضهم، تقول: العالمونَ عبيدٌ للهِ، إنَّ العالمينَ عبيدٌ للهِ، اللهُ ربُّ العالمينَ، وهو ملحق لأنه ليس بعلم ولا صفة أي هو جمع لم يستوف الشروط فيكون ملحقا ( وأَهلونَ ) تقول: جاء الأهلونَ، ورأيتُ الأهلينَ ، وذهبتُ إلى الأهلينَ، وهو وإن كان له مفرد من لفظه وهو ( أهل) ألا أنه ليس عَلَما ولا صفة أي لم يستوف الشروط.
(ووابِلونَ ) جمع وابل وهو المطر الغزير تقول: هطلَ وابلونَ، ورأيتُ وابلينَ، وغرقَ الأعداءُ في وابلينَ، وهو ملحق لأنه ليس بعلم ولا صفة ( وأَرَضُونَ ) جمع أرْض وهي مؤنثة فأرضون ملحق لأنه جمع لمؤنث، ولأن المفرد لم يسلم من التغيير عند الجمع فهو ليس بجمع سالم لأن أرض بسكون الراء والجمع أرَضونَ بفتح الراء، ولأنه ليس بعلم ولا صفة.
( وسِنُونَ ) جمع سَنَة تقول: مَضَتْ علينا سِنونَ، وقَضينا سنينَ في هذا البلد، وما رأيت بحرًا منذُ سنينَ، وهو وإن كان له مفرد من لفظه وهي ( سَنَة ) ألا أنه مؤنث ولم يسلم من التغيير كما أنه ليس عَلَما ولا صفة ( وبابُهُ ) أي وباب سنون فهو ملحق أيضا والمقصود به هو ( كل اسم ثلاثي، حذفت لامه، وعوض عنها هاء التأنيث، ولم يجمع جمع تكسير ) مثل: سَنَة وأصلها سَنَوٌ بدليل جمعها على سنوات فإنه عند الجمع ترجع الأشياء إلى أصولها، و ( سَنَوٌ ) اسم ثلاثي أي على ثلاثة أحرف ، حذفت لامه أي الحرف الثالث منه وهو الواو فصارت ( سَنَ ) ثم عوض عن الواو المحذوفة بهاء التأنيث أي تاء التأنيث المربوطة فصارت ( سَنَةٌ )، ولم يرد في اللغة جمع هذه الكلمة جمع تكسير فانطبقت جميع القيود الواردة في الضابط المذكور، تقول: هذه سنونَ خداعَاتٌ، ورأيتُ سنينَ خداعاتٍ، ومررنا بسنينَ خداعاتٍ أي نعربها إعراب جمع المذكر السالم لأنها ملحقة به، ومثل: عِضَة جمعها عِضُونَ، والعِضَةُ: الجزء والقطعة من الشيء، وأصلها ( عِضَوٌ ) فحذفت الواو التي هي لام الكلمة وعوض عنها الهاء ، قال تعالى: ( الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ ) أي أهل الكتاب الذين جعلوا القرآن أجزاء فصدقوا بعضه وهو ما وافق أحوالهم وكذبوا بعضه المخالف لأهوائهم مثل نسخ شريعتهم وإبطال بنوة عيسى لله تعالى. أفاده الشيخ ابن عاشور في تفسيره. ومثل: عِزَة وجمعها عِزُونَ، والعِزَةُ: الفرقة والجماعة من الناس، وأصلها ( عِزَوٌ ) فحذفت الواو التي هي لام الكلمة وعوض عنها الهاء ، قال تعالى: ( عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ ) أي أن الذين كفروا كانوا فرقا وجماعات حول النبي صلى الله عليه وسلم عن يمينه وعن شماله يسمعون كلامه ويكذبونه ( وبَنونَ ) جمع ابن ولم يسلم الجمع من التغيير كما أنه ليس بعلم أو صفة، تقول: جاء بنو زيدٍ، ورأيتُ بني زيدٍ، ومررتُ ببني زيدٍ، قال تعالى: ( الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا )، (وعِلِّيُونَ ) اسم علم على مكان في أعلى الجنة فهو مفرد وليس بجمع، تقول: عليونَ للأبرار، وإنَّ عليينَ للأبرار، والأبرار في عليينَ ( وشِبْهُهُ ) أي وشبه عليين من كل جمع سمي به واحد مثل زيدونَ وخلدونَ عبدونَ، فهذه في الأصل جموع، ثم سمي بها شخص من الأشخاص، تقولَ جاءَ خلدونَ ورأيتَ خلدينَ ومررتُ بخلدينَ، ( كالجمعِ ) أي أولو وما عطف عليه كجمع المذكر السالم في الإعراب.


( تدريب )

أعرب ما يلي:
1- كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِم مِّنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا.
2- اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا.
3- إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِاْئَتَيْنِ.
4- جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ.