تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: ابـن الجـوزي يخاطـب إبليس

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي ابـن الجـوزي يخاطـب إبليس

    قال رحمه الله في صيد الخاطر :
    فصل : عظمة الهمة
    دعوت يوماً فقلت: اللهم بلغني آمالي من العلم والعمل ، وأطل عمري لأبلغ ما أحب من ذلك . فعارضني وسواس من إبليس ، فقال: ثم ماذا ؟ أليس الموت ؟ فما الذي ينفع طول الحياة ؟.
    فقلت له: يا أبله. لو فهمت ما تحت سؤالي علمت أنه ليس بعبث.
    أليس في كل يوم يزيد علمي ومعرفتي فتكثر ثمار غرسي، فأشكر يوم حصادي ؟.
    أفيسرني أنني مت منذ عشرين سنة ؟ لا والله ؛ لأني ما كنت أعرف الله تعالى عشر معرفتي به اليوم.
    وكل ذلك ثمرة الحياة التي فيها اجتنيت أدلة الوحدانية ، وارتقيت عن حضيض التقليد إلى يفاع البصيرة ، واطلعت على علوم زاد بها قدري ، وتجوهرت بها نفسي.
    ثم زاد غرسي لآخرتي، وقويت تجارتي في إنقاذ المباضعين من المتعلمين ، وقد قال الله لسيد المرسلين : " وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً " .
    وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا يزيد المؤمن من عمره إلا خيراً.
    وفي حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من السعادة أن يطول عمر العبد ويرزقه الله عز وجل الإنابة.
    فيا ليتني قدرت على عمر نوح ، فإن العلم كثير ، وكلما حصل منه حاصل رفع ونفع .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    المشاركات
    360

    افتراضي رد: ابـن الجـوزي يخاطـب إبليس



    ( لا خـير في الحيـاة إلا لـتائب، أو رجـلٍ يعمـل في الدرجـات، ومن عداهما فـخاسر)، وقال بعضهم يحكي حالهم: (كـانوا يستحيون من اللّه أن يكونـوا اليـوم على مثل حالهم بالأمس) . ، يريد: أنهم كانوا لا يرضـون كـل يوم إلا بالزيادة من عمل الخير، وفي الترمذي عنه صـلى اللّه عليه وسـلم، أنـه سئل: أي الناس خير؟ قال: من طال عمره وحسن عمله، قيل: فأي الناس شر؟ قال: من طال عمره وساء عمله .
    فـالمؤمن الصادق لا يزداد بطول عمره إلا خيرًا، روى البخاري عن أبي هريرة رضي اللّه عنه، عن النبي -صلى اللّه عليه وسلم- قـال: لا يتمنين أحدكـم الموت، إما محسنًا فلعله يزداد خيرًا، وإما مسيئًا فلعله أن يستعتب ، وعنه - رضي اللّه عنه - قال : قـال رسـول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: لا يتمنى أحدكم الموت، ولا يدع به من قبل أن يأتيه، إنه إذا مات أحدكم انقطع عمله، وإنه لا يزيد المؤمن عمره إلا خيرًا ، وعنه أيضًا: قال رسول
    الله صلى اللّه عـليه وسلم: ما من أحد يموت إلا ندم، قالوا: وما ندامته يا رسول اللّه ؟ قال: إن كان محسنًا ندم ألا يكون ازداد، وإن كان مسيئًا ندم ألا يكون نزع ، فإذا كان المحسن يندم عـلى تـرك الـزيادة مـن العمل الصـالح، فكيف يكون حال المسيئ ؟ وكـان السلف رحمهم اللّه لا يفرحون بمرور الأيام والليالي، يقول أبو الـدرداء : (إنمـا أنـت أيـام، كـلما مضـى منك يوم مضى بعضك)، وقـال بعضـهم: (كـل يوم يعيـش فيـه المؤمن غنيمة)، ولذا كـانوا يتأسفون عند موتهـم عـلى انقطـاع أعمالهم الصالحة بالموت، بكى معـاذ - رضي اللّه عـنه - عند موته وقال: (اللهم إني لم أحب البقاء في الدنيـا لا لغرس الأشجار، ولا لجري الأنهار، إنما أبكي لظمأ الهواجر وقيام الليالي المظلمة، ومزاحمة العلماء بالركب، ومجالسة أناس ينتقون أطايب الكلام، كما ينتقى أطايب الثمر)، وقال أحد الصالحين عند موتـه: (إنمـا أبكي على أن يصلي المصلون ولست فيهم، وأن يصوم الصائمون ولست فيهم، ويذكر الذاكرون ولست فيهم) ..

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •