بُويِعَ عبد الله بن الزبير -رضي الله عنهما- بعد موت يزيد بن معاوية حيث بايعه أهل الحجاز ثم بعد شهرين من موت يزيد بن معاوية بايع أهل الشام ومصر والعراق لمروان بن الحكم ثم توفي، فبويع لابنه عبد الملك بن مروان وعليه فيكون الإمام هو عبد الله بن الزبير ويكون مروان بن الحكم خارجًا عليه، ثم ابنه من بعده عبد الملك بن مروان خارجًا أيضًا، ثم قاتل عبد الملك بن مروان عبد الله بن الزبير وأرسل الجيوش لقتاله بواسطة أميره الحجاج بن يوسف ثم قتل عبد الله بن الزبير على يد جيش الحجاج عام ثلاث وسبعين من الهجرة، فتمت البيعة لعبد الملك بن مروان في جميع الأمصار، ومدة حكم عبد الله بن الزبير تسع سنين.
في هزيمة المسلمين ومصيبتهم في أُحد حِكم وأسرار وفوائد منها:
1- أن الأخيار يُبتلون ويُنال منهم، وفي الحديث: أشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على قدر دينه، فإن كان في دينه صلابة شدد عليه الحديث أخرجه أحمد وغيره.
2-وجوب الأخذ بالأسباب الشرعية ووجوب إعداد العدة للعدو والجهاد قال تعالى: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ .
3-وجوب أخذ الحذر من العدو:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ وقوله وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُم ْ ولو كان أحدٌ يُنصر لمجرد فضله ومنزلته عند الله ، لنُصر النبي -صلى الله عليه وسلم- وصحابته؛ فهو أفضل الناس وخاتم الأنبياء والمرسلين، ومعه الصحابة أفضل الناس بعد الأنبياء، لكن حكمة الله اقتضت أنه لا بد من فعل الأسباب وأخذ الحذر.
4-الابتلاء والامتحان ليتميز الصادق من الكاذب والمؤمن والكافر، ولو كان المؤمنون ينصرون دائمًا لأسلم الناس كلهم وآمنوا ولم يبق كافر، لكنه الابتلاء والاختبار قال تعالى:
الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ليعلم الله المؤمن من الكافر علم ظهور ووقوع بعد علمه علمًا غيبيًّا لا يعلمه الناس ولا يظهر لهم.
5-الإدالة في الحرب وكونها سجالا؛ يوم للمؤمنين ويوم عليهم قال تعالى:
وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ .
6-اتخاذ الشهداء من المؤمنين:
وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ .
7-تمحيص المؤمنين وتكفير سيئاتهم:
وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا .
8- محق الكافرين، وإزالة كفرهم وشرهم: وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ وقد بيّن الله هذا الحكم وأشار إليه في قوله -تعالى- في سورة آل عمران
إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ .