تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 4 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 78

الموضوع: ((رسائل مهمة لموظفي الأمة)) إعداد/ محمد بن فنخور العبدلي

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي ((رسائل مهمة لموظفي الأمة)) إعداد/ محمد بن فنخور العبدلي

    التــــــــــــ ـــــقوى
    قال القرطبي في التفسير 1/114 : الأصل في التقوى : وَقْوى على وزن فَعْلى فقلبت الواو تاء من وقيته أقيه أي منعته ، ورجل تقي أي خائف ، أصله وقي ، وكذلك تقاه كانت في الأصل وقاه ، وقال أيضا 1/113 : ويقال التقوى أصلها في اللغة قلّة الكلام ، وقال صاحب المعجم الوسيط ص 1052 : ومعناها : الخشية والخوف ، وتقوى الله خشيته وامتثال أوامره واجتناب نواهيه ، وأصله وَقْيا ، قلبوه للفرق بين الاسم والصفة ، وقيل في معناها : أن يجعل العبد بينه وبين ما يخافه وقاية تقيه منه ، وتقوى العبد لربه : أن يجعل بينه وبين ما يخشاه من غضبه وسخطه وقاية تقيه من ذلك بفعل طاعته واجتناب معاصيه ، وقال الشيخ محمد العثيمين رحمه الله في دروس وفتاوى في الحرم ص 294 : وإليك أخي الكريم بعض عبارات سلفنا الصالح في توضح معنى التقوى ، قال ابن عباس: المتقون الذين يحذرون من الله وعقوبته ، وقال طلق بن حبيب : التقوى أن تعمل بطاعة الله ، وعلى نور من الله ترجو ثواب ، وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله ، وقال ابن مسعود في التقوى : أن يطاع فلا يعصى ، ويذكر فلا ينسى ، وأن يشكر فلا يكفر.
    أخي الموظف :
    إن وصية الله للأولين والآخرين من عباده هي تقواه سبحانه حيث قال (وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيّاً حَمِيداً) (النساء:131) ، وهي أيضاً وصية المصطفى صلى الله عليه وسلم لأمته حيث قال في حجة الوداع [ اتقوا الله ربكم وصلوا خمسكم وصوموا شهركم وأدوا زكاة أموالكم وأطيعوا ذا أمركم تدخلوا جنة ربكم ] (الصحيحة للألباني برقم - 131 ، وصحيح الترمذي برقم - 619 ) ، وقال الشيخ محمد العثيمين في دروس وفتاوى في الحرم ص 293 : ولم يزل السلف الصالح يتواصون بها في خطبهم ومكاتباتهم ووصاياهم عند الوفاة : كتب عمر بن الخطاب ابنه عبد الله: أما بعد : فإني أوصيك بتقوى الله عز وجل ، فإنه من اتقاه وقاه ومن أقرضه جزاه ، ومن شكره زاده ، وأوصى علي بن أبي طالب t رجلاً فقال : أوصيك بتقوى الله عز وجل الذي لابد لك من لقائه ، ولا منتهى لك دونه ، وهو يملك الدنيا والآخرة ، وكتب أحد الصالحين إلى أخ له في الله تعالى : أما بعد: أوصي بتقوى الله الذي هو نجيك في سريرتك ، ورقيبك في علانيتك ، فاجعل الله من بالك على كل حال في ليلك ونهارك ، وخف الله بقدر قربه منك وقدرته عليك واعلم أنك بعينه لا تخرج من سلطانه إلى سلطان غيره ولا من ملكه إلى ملك غيره ، فليعظم منه حذرك وليكثر وجلك والسلام.
    وللتقوى فوائد في الدنيا والآخرة وهذه الفوائد إن نظرنا لها بعين صائبة وجدناها فوائد عظيمة وجليلة ذكرها الشيخ محمد العثيمين رحمه الله في كتابه دروس وفتاوى في الحــرم ( ص 293 – 300 ) :::
    أولاً : الفوائد المترتبة على التقوى في الدنيا:
    1- أنها سبب في تيسير أمور الإنسان ، قال تعالى( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً) (الطلاق:4)وقال(وَ َدَّقَ بِالْحُسْنَى) (الليل:6)
    2- أنها سبب في حماية الإنسان من ضرر الشيطان ، قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ) (الأعراف:201)
    3- أنها سبب لتفتيح البركات من السماء والأرض ، قال تعالى(وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (الأعراف:96)
    4- أنها سبب في توفيق العبد في الفصل بين الحق والباطل ومعرفة كل منهما ، قال تعالـــى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً ) (الأنفال:29)
    5- أنها سبب في سعة الرزق والخروج من المآزق ، قال تعالى (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ) (الطلاق:2/3)
    6- أنها سبب لنيل الولاية فأولياء الله هم المتقون ، قال تعالى (إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) (الأنفال:34) ، وقال ( وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ) (الجاثـية:19)
    7- أنها سبب لعدم الخوف من ضرر وكيد الكافرين ، قال تعالى (وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) (آل عمران:120)
    8-أنها سبب لنزول المدد من السماء عند الشدائد ولقاء الأعداء ، قال تعالى (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (آل عمران:123)
    9- أنها سبب لعدم العدوان وإيذاء عباد الله ، قال تعالى ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (المائدة:2)
    10- أنها سبب في تعظيم شعائر الله ، قال تعالى (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) (الحج:32)
    11- أنها سبب في صلاح الأعمال وقبولها ومغفرة الذنوب ، قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) (الأحزاب:70/71)
    12- أنها سبب لغض الصوت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حياً وميتاً ، قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ) (الحجرات:3)
    13- أنها سبب لنيل محبة الله عز وجل في الدنيا والآخرة ، قال تعالى(بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) (آل عمران:76)
    14- أنها سبب لنيل العلم وتحصيله ، قال تعالى (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ) (البقرة:282)
    15- أنها سبب قوي في منع صاحبها من الزيغ والضلال بعد أن منَّ الله عليه بالهداية ، قال تعالى (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (الأنعام:153)
    16- أنها سبب لنيل معية الله الخاصة ، قال تعالى (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) (النحل:128)
    17- أنها سبب لنيل رحمة الله ،قال تعالى (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنَا يُؤْمِنُونَ) (الأعراف:156)
    18- أن العاقبة للمتقين ، قال تعالى ( وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى)(طـه : من الآية132)
    19- أنها سبب لحصول البشرى ، سواء بالرؤيا الصالحة أو بمحبة الناس له والثناء عليه ، قال تعالى(لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ )(يونس: من الآية64)
    20- أنها سبب في حماية النساء من الخضوع بالقول ، قال تعالى (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً) (الأحزاب:32)
    21- أنها سبب لعم الجور في الوصية ، قال تعالي (كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِين َ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ) (البقرة:180)
    22- أنها سبب في إعطاء المطلقة متعتها الواجبة لها ، قال تعالى (وَلِلْمُطَلَّق اتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ) (البقرة:241)
    23- أنها سبب في عدم ضياع الأجر في الدنيا والآخرة ، قال تعالى ( إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)( يوسف: من الآية90)
    24- أنها سبب لحصول الهداية ، قال تعالى (ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ) (البقرة:2)
    ثانياً : الفوائد المترتبة على التقوى في الآخرة:
    1- أنها سبب للإكرام عند الله ، قال تعالى ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)(الحجرات 13 )
    2- أنها سبب للفوز والفلاح ، قال تعالى ( وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ) (النور 52 )
    3- أنها سبب للنجاة يوم القيامة من عذاب الله ، قال تعالى ( وَسَيُجَنَّبُهَ ا الْأَتْقَى) (الليـــل:17)
    4- أنها سبب لقبول الأعمال ، قال تعالى ( إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)(ا لمائدة: من الآية27)
    5- أنها سبب قوي لأن يرثوا الجنة ، قال تعالى ( تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيّاً) (مريم:63)
    6- إن المتقين لهم في الجنة غرف مبنية من فوقها غرف ، قال تعالى ( لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ) (الزمر:20)
    7- أنهم بسبب تقواهم يكونون فوق الذين كفروا يوم القيامة في محشرهم ومنشرهم ومسيرهم ومأواهم فاستقروا في الدرجات في أعلى عليين ، قال تعالى ( زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) (البقرة:212)
    8- أنها سبب في دخولهم الجنة ، قال تعالى ( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) (آل عمران:133)
    9- أنها سبب للتكفير من السيئات والعفو عن الزلات ، قال تعالى ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً)(الطلاق5 )
    10- أنها سبب لنيل ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين ، قال تعالى( جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ) (النــــــــحل:31 )
    11- أنها سبب لعدم الخوف والحزن وعدم المساس بالسوء يوم القيامة ، قال تعالى )أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ *الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ) (يونس:63/62)
    12- أنهم يحشرون إلى الله وفدا ، قال تعالى ( يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْداً) (مريم:85)
    13- إن الجنة تقرب لهم ، قال تعالى ( وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ) (الشـعراء:90).
    14- إن تقواهم سبب في عدم مساواتهم بالفجار والكفار ، قال تعالى ( أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا
    وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِين َ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّـــــ ــارِ) (صّ:28)
    15- إن كل صحبة وصداقة لغير الله فإنها تنقلب يوم القيامة إلى عداوة إلا صحبة المتقين ، قال تعالى ( الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) (الزخـرف:67)
    16- إن لهم مقام أمين وجنات وعيون 0((00ألخ ، قال تعالى )إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ) (الدخان:52/51)
    17- إن لهم مقعد صدق عند مليك مقتدر ، قال تعالى ( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ) (القمر:54/55)
    18- إن التقوى سبب في ورود الأنهار المختلفة في الجنة ، قال تعالى ( مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفّىً وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ)(محمد: من الآية15)
    19- أنها سبب للسير تحت أشجار الجنة والتنعم بظلالها ، قال تعالى (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (المرسلات:41/42/43) ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها ] رواه البخاري برقم 4881
    20- إن لهم البشرى في الآخرة بألا يحزنهم الفزع الأكبر وتلقي الملائكة لهم ، قال تعالى (لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُم ُ الْمَلائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) (الأنبياء:103) وقوله تعالى (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (يونس:62)
    21- أن المتقين لهم نعم الدار ، قال تعالى ( وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْراً لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ) (النـــــــــــ حل:30)
    22-أن المتقين تضاعف أجورهم وحسناتهم ، قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (الحديد:28) والكفلين أي الأجرين.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: ((رسائل مهمة لموظفي الأمة)) إعداد/ محمد بن فنخور العبدلي

    أخي الموظــــــف :
    لقد عرفت التقوى ومعناها وفوائدها في الحياة الدنيا والآخرة ، وعرفت مدى أهميتها ، حيث وصى بها الله عز وجل وكذلك نبيه صلى الله عليه وسلم وسلفنا الصالح جمعنا الله وإياهم في مستقر رحمته ، فهل بعد هذا يليق بك أن لا تطبقها في عملك
    أخــــــــــي الحبيـــــــب :
    يجب عليك أن تتقي الله في عملك ، فتؤديه حق التأدية التي ترضي الله ثم المسئولين ، واعلم وفقك الله أنك سوف تحاسب على كل شئ ومن ذلك عملك في وظيفتك ، قــــــــــــال تعالى ( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ) (الصافات:24)
    فاجعل هذه الآية نصب عينيك ، وتذكر قول الشاعر
    أيها اللاهي بلا أدنى وجل ،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،، اتق الله الذي عز وجل
    وتذكر قول الآخــــــر
    عليك بتقوى الله إن كنت غافلا ،،،،،،،،،، يأتيك بالأرزاق من حيث لا تدري
    اجعل بينك وبين عقاب الله وغضبه وقاية وحاجزاً بأن تنتبه لوظيفتك وتعمل جاهداً على أدائها وإتمامها على الوجه المطلوب منك
    · اتق الله في الحضور إلى العمل والانصراف منه
    · اتق الله في إنجاز العمل الذي بين يديك
    · اتق الله في استئذانك من عملك
    · اتق الله في المراجعين الذين يقفون أمام مكتبك لإنجاز أعمالهم
    · اتق الله في طلابك الذين ينتظرون منك النصح والإرشاد
    أخي الحبيب ::
    للمتقين في كتاب الله أوصاف طيبة منها قول الحق تبارك وتعالى (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ) (المرسلات41 /42) ، وقال تعالى ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً)(الطلاق 4 ) وقال تعالى (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)(الحجرات 13) وقال المصطفى صلى الله عليه وسلم ( واتق الله حيثما كنت) ( صحيح الجامع للألباني برقم 97 )
    فاحرص أن تكون منهم ومعهم بارك الله فيك ونفع بك وغذاك بالحلال
    التـــــــــــو بــــــة
    أخي الموظف المسلم :
    من منّا لا يخطئ ، بل من منّا معصوم، كلنا ذو خطأ ، فكلنا يخطئ ويخطئ ،،، ولكن من منّا اعترف بخطئه ثم رجع عنه ،،،، يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم ( كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ) ( صحيح الترمذي للألباني 2029 ، وصحيح ابن ماجه 4251 )
    إذن فكلنا ذو خطأ ، وخصوصا في مجال العمل ، ولكن حسبنا أننا لا نتعمد ذلك ، وسلوتنا في ذلك قول الحق تبارك وتعالى ( رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا) (البقرة 286)
    أخي الموظف :
    علينا أن نعترف بأخطائنا ،،، ولكن الاعتراف بالخطأ وحده لا يكفي إذا لم يقرن بتوبة صادقة ، بل علينا أن نجتهد بالإصلاح قدر المستطاع لأن التوبة واجبة من كل ذنب.
    أخي الموظف :
    التوبة لها معنى عظيم و شروط وفوائد هي :
    أولا : معنى التوبة :
    قال الشيخ صالح السدلان في كتابه التوبة إلى الله ( ص 7 ) : التوبة بفتح التاء وسكون الواو مأخوذة من ( توب ) ، التاء والواو والباء واحدة تدل على الرجوع ، يقال تاب إذا رجع عن ذنبه ، والتوبة هي الرجوع إلى الله عز وجل بحل عقدة الإصرار عن القلب ثم القيام بكل حقوق الرب سبحانه ، والتوب والتوبة معناهما واحد والمراد : ترك الذنب على أجمل الوجوه وهو أبلغ وجوه الاعتذار.
    وفي الشرع : ترك الذنب مخافة الله واستشعار قبحه ، وندم على المعصية من حيث هي معصية ، والعزيمة على ألا يعود إليها إذا قدر عليها ، وتدارك ما أمكنه أن يتدارك من الأعمال بالإعادة ، وقال في ( ص 11 ) : وتأتي التوبة في القرآن بمعنى الندم والتجاوز والرجوع عن الشيء.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: ((رسائل مهمة لموظفي الأمة)) إعداد/ محمد بن فنخور العبدلي

    ثانيا: شروط التوبة :
    للتوبة شروط نجملها فيما يلي :
    1- إخلاص التوبة لله عز وجل
    2- الإقلاع عن المعصية
    3- الندم على ما مضى منه في الماضي
    4- العزم الجازم على عدم معاودة الذنب
    5- عدم الإصرار على المعصية
    6- التوبة تكون باللسان والقلب والعمل الصالح
    7- الاستمرار في التوبة
    8- أن تكون التوبة في زمن القبول ، أي قبل الموت أو طلوع الشمس من مغربها ( راجع كتاب التوبة إلى الله للشيخ صالح السدلان ص 21 )
    9- إرجاع الحقوق إلى أهلها أو طلب البراءة منهم
    10- استشعار قبح الذنب وضرره
    11- المبادرة إلى التوبة وعدم التسويف فيها ( راجع كتاب أريد أن أتوب ص 10، وكيف أتوب ص 11 ، ورياض الصالحين ص 37 )
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: ((رسائل مهمة لموظفي الأمة)) إعداد/ محمد بن فنخور العبدلي

    ثالثا: فوائد وفضائل التوبة :
    من عصى الله ثم ندم وتاب توبة نصوحا أدرك فوائد وفضائل التوبة ومنها :
    1- التوبة تمحو الذنوب ، بدليل قول المصطفى صلى الله عليه وسلم ( التائب من الذنب كمن لا ذنب له ) ( صحيح الجامع للألباني برقم 3008 )
    2- التوبة سبب في تحويل السيئات إلى حسنات ، لقوله تعالى (إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً * وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً) (الفرقان 70 / 71)
    3- التوبة تطهر القلب ، قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكتت في قلبه نكتة سوداء ، فإن هو نزع واستغفر وتاب صُقِلَ قلبه ، وإن عاد زيد فيها حتى تعلو على قلبه ، وهو الران الذي ذكر الله تعالى ( كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (المطففين:14) ( صحيح الجامع للألباني برقم 1670 )
    4- التوبة سبب في الحياة الهادئة المطمئنة
    5- التوبة سبب في سعة الرزق والقوة
    6- التوبة سبب في الفلاح في الدنيا والآخرة ، لقوله تعالى ( فَأَمَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ) (القصص:67) ( راجع كتاب كيف أتوب ص 16- 17 بتصرف )
    7- يقول الدكتور صالح السدلان في كتابه التوبة إلى الله ص 14- 15 - 16 بتصرف : والتائب من ذنبه محل رعاية الله وأهل لحفظه ورحمته ، يغدق عليه من بركاته ويمتعه بسعة الرزق ورغد العيش في الدنيا ، وينعم عليه بالثواب العظيم والنعيم المقيم في الآخرة ، قال تعالى ( أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ) (آل عمران:136) ، ثم إن الاستغفار مع الإقلاع عن الذنوب سبب للخصب والنماء وكثرة النسل وزيادة العزة والمنعة ، قال تعالى ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً) (نوح10/11/12) ، ففي الإيمان رحمة بالعباد ، وفي الاستغفار بركات الدين والدنيا ( إلى أن قال ) فما أعظم بركات الاستغفار والإنابة إلى الله ، بهما تُستنزل الرحمات ، وتُبارك الأرزاق ، وتكثر الخيرات ، ويعطي الله الأموال والبنين ، ويغفر الذنب ، ويمنح القوة والسداد والرشاد ، والله عفو غفور تواب ، يقبل التوب ويغفر الذنب ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ، ويبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار فضلا منه و إحسانا ، فينبغي للعاقل أن يشتغل بطاعة ربه ولا يغفل طرفة عين عن مراقبته والخوف منه.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: ((رسائل مهمة لموظفي الأمة)) إعداد/ محمد بن فنخور العبدلي

    أخي الموظف :
    لا شك وأنك قد أخطأت في عملك أو قصرت فيه ، إما بحضورك متأخراً أو بخروجك قبل نهاية الدوام الرسمي كل ذلك بلا عذر شرعي ، أو أنك لم تنجز العمل المطلوب على خير وجه. الخ.
    إذا كان هذا هو حالك ، فعليك أن تعود إلى الله وتتوب إليه ، لأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له ، فتقصيرك في عملك بلا عذر أو خروجك قبل نهاية الدوام أو حضورك متأخراً بلا إذن يعتبر ذنباً لا بد أن تتوب منه ، فتب إلى الله وأندم على ما بدر منك ( فالندم توبة ) ( صحيح الجامع للألباني 6802 ) ، عد إلى الله واستغفره قال تعالى ( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (النور31) ، عد إلى الله ما دمت في وقت الإمهال وقبل فوات الأوان ، عد إلى الله قبل أن يأتيك هادم اللذات ، فالآجال محدودة والأيام معدودة ، قال تعالى ( وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)(لقمان34) ، فانتبه وتدارك ما فاتك وأصلح أحوالك ، واعلم أن الله يفرح بتوبتك ، قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لله أفرح بتوبة أحدكم من رجل بأرض فلاة دَوِّية مهلكة معه راحلته عليها زاده وطعامه وشرابه وما يصلحه فأضلها ، فخرج في طلبها حتى إذا أدركه الموت ، قال : أرجع إلى مكاني الذي أضللتها فيه فأموت فيه ، فرجع إلى مكانه فغلبته عينه فاستيقظ فإذا راحلته عند رأسه ، عليها طعامه وشرابه وما يصلحه ) ( صحيح الترمذي للألباني 2028 )
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: ((رسائل مهمة لموظفي الأمة)) إعداد/ محمد بن فنخور العبدلي

    واجبات الموظف
    أخي الموظف :
    تنطلق هذه الواجبات مما نصت عليه المواد (11 ، 12 ، 13) من نظام الخدمة المدنية، فللوظيفة العامة حقوق وواجبات، فكما أن الموظف يسعى لاستيفاء حقوقه الوظيفية فإنه يجب عليه بالمقابل أداء أعماله واجباته الوظيفية بالصورة المطلوبة، ومن الواجبات الوظيفية مايلي :
    أ- الالتزام بوقت الدوام الرسمي :
    انطلاقاً من المادة (11) من نظام الخدمة المدنية، وقت الدوام هو بمثابة الوعاء للوظيفة ففيه تؤدى أعمالها وخدماتها، ولذا فأنه كلما كان الالتزام به مكتملاً أدى ذلك في الغالب إلى الإنتاج والموضوعية في الأعمال، والالتزام بهذا الواجب أمر مطلوب من سائر الموظفين بما فيهم المشرفين والمسئولين وذلك لأهمية دور الأسوة الحسنة في هذا المجال بالنسبة للموظفين الآخرين .
    وتتحدد مسئوولية المشرفين المباشرين في التأكد من أن جميع مرؤوسيه يتواجدون على مكاتبهم طيلة فترة الدوام الرسمي مع التزامهم بأوقات الدوام الرسمي ومراقبة التأخير عن الدوام والانصراف قبل نهاية موعد الدوام وفق كشوفات مواعيد الحضور والانصراف اليومية بصورة مستمرة وكذلك دقة تسجيل هذه البيانات .
    ب - الابتعاد عما يسيء للشرف والكرامة :
    التحلي بالأخلاق الكريمة وحسن السلوك داخل مقر الوظيفة أو خارجها فهو أمر مطلوب من المواطن بصفة عامة ومن الموظف بصفة خاصة لكونه يؤدي خدمة عامة باسم الدولة .
    ج - التعامل الطيب مع من لهم علاقة بوظيفته :
    يشمل ذلك رؤساء الموظف ومرؤوسيه أن كان يشغل وظيفة إشرافية وزملاءه في العمل وذلك بالتعاون معهم واحترامهم كما يشمل المراجعين وذلك بإبداء حسن استقبالهم ومساعدتهم .
    د - الولاء للدولة والوطن :
    باعتبار أن الوظيفة إحدى وسائل الدولة لتقديم خدماتها لمواطنيها ولأن الدولة والمواطن يعملان معاً لخدمة الوطن والعمل على تطوره وتقدمه، لذا فإن ولاء الموظف لدولته وحكومته وذلك بالإخلاص والتفاني والتنفيذ الدقيق للتعليمات والقرارات يعد أمراً رئيساً ومساعداً لتحقيق تقدم الوطن ورفعته .
    هـ - عدم استغلال السلطة والمحافظة على أسرارها :
    إن الوظيفة خدمة عامة وتكليف لا تشريف، هدفها خدمة المواطن وتقدم الوطن، واستغلالها لأغراض خاصة أو إفشاء أسرار وظائف ذات أهمية أو حساسية معينة يؤدي للإخلال بهذه المبادىء .
    و - عدم ممارسة الأعمال التجارية أو المهن الحرة :
    يجب على الموظف المحافظة على وقت وظيفته وألا تنازعه مصالح متعارضة، وإتاحة الفرصة للمواطنين الآخرين للحصول على فرص عمل بالقطاع الأهلي . ومع ذلك فقد أجازت الدولة للموظف أو الحرفي أو الفني المساعد مزاولة عملهم خارج الدوام الرسمي، كما سمحت للمستخدمين والمعينين على بند الأجور بقيادة سيارات الأجرة .( راجع موقع الوزارة على الأنترنت mcs.gov.sa ( www.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: ((رسائل مهمة لموظفي الأمة)) إعداد/ محمد بن فنخور العبدلي

    إتــــقان العــمل
    جاء في المعجم الوسيط ص 86 : الإتقان بمعنى الإحكام ، فإتقان العمل أي إحكام العمل ، ففي المعجم : أتقنه أي أحكمه ، وفي ص 190 : وأحكم الشيء والأمر أي أتقنه ، وفي ص 628 : والعمل بمعنى المهنة والفعل وجمعه أعمال ، وفي ص 890 : والمهنة بمعنى العمل ، والعمل يحتاج إلى خبرة ومهارة وحذق بممارسته ، ويقال ما مهنتك أي عملك.
    وعلى هذا فيكون إتقان العمل بمعنى إحكام المهنة والعكس ، كأن نقول إتقان العمل أو المهنة ، وإحكام المهنة أو العمل والله أعلم.
    أخي الحبيب:
    قال الحق تبارك وتعالى (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُون َ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (التوبة 105) ، قال الشوكاني في تفسيره لهذه الآية الكريمة : فيه تخويف وتهديد ، أي إن عملكم لا يخفى على الله ولا على رسوله صلى الله عليه وسلم ولا على المؤمنين ، فسارعوا إلى أعمال الخير وأخلصوا أعمالكم لله عز وجل ، وفيه أيضا ترغيب وتنشيط ، فإن من عَلِمَ أن عمله لا يخفى سواء كان خيراً أو شراً رغب إلى أعمال الخير ، وتجنب أعمال الشر ............. والمراد بالرؤية هنا العلم بما يصدر منهم من الأعمال ، ثم جاء سبحانه بوعيد شديد فقال ( وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ)( التوبة 105) أي وستردون بعد الموت إلى الله سبحانه ......... فيخبركم بما كنتم تعملون في الدنيا فيجازي المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته (راجع فتح القدير 2/400 بتصرف ) ، وجاء في الحديث قول المصطفى صلى الله عليه وسلم ( لو أن رجلاً عمل عملاً في صخرة لا باب لها ولا كُوّة لخرج عمله إلى الناس كائنا ما كان ) (أخرجه التبريزي في المشكاة والحاكم والسيوطي في الدر المنثور ) ، فانتبه لهذا حفظك ، وجاء في الحديث حول وجوب إتقان العمل قول المصطفى صلى الله عليه وسلم ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه ) (الصحيحة للألباني 1113 ) ، كما أثنى الحق تبارك وتعالى على القوي الأمين فقال ( قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ) (القصص 26) . أي القوي في عمله وإتقانه وإنتاجه.(راجع كتاب من أخلاقيات الموظفين والموظفات لعادل نصار ص 4 ).
    أخي الموظف :
    إن العمل الذي تقوم به تكليف وليس تشريف ، فاعلم حفظك الله أن الوظيفة التي تعمل بها تدخل أعمالها ضمن الآية السابقة وضمن الأحاديث الآنفة الذكر ، واعلم أنك سوف تحاسب عليه وتسأل عنه وعن إتقانك له ، يقول الشيخ سعيد القحطاني في كتابه رسالة إلى التجار والموظفين ص 17 - 18 : أيها الموظف لابد أن تتأكد من عملك الذي تقوم به وأن تؤديه بأمانة وعلى الوجه المطلوب بكل صدق وإخلاص ، أيها الموظف اتق الله في عملك بأن تتقنه ولا تجعله يمر دون أن تتأكد منه ، قال المصطفى صلى الله عليه وسلم ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه ) (الصحيحة للألباني 1113 ) ، وتأكد أن أي عمل ديني أو دنيوي مطلوب منه الإتقان والدقة.
    فهيا أخي الموظف لنتقن العمل لعل الله أن يعفو عن سيئاتنا ويغفر لنا تقصيرنا
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: ((رسائل مهمة لموظفي الأمة)) إعداد/ محمد بن فنخور العبدلي

    الحــــضور والانــــصراف
    أخي الموظف :
    سؤال يحتاج إلى إجابة دقيقة وهو :
    { متى يجب عليك أن تحضر إلى مقر العمل ومتى يحق لك الانصراف } ؟
    الإجابة البديهية التي يقولها الكثير منّا ،،،،، احضر عند الصباح وانصرف بعد الظهر.
    ولكني أقول كما يقول غيري هذه إجابة ليست دقيقة ، فالكل يحضر صباحا وينصرف بعد الظهر ، ولكن السؤال المطروح حول ساعة الحضور والانصراف متى تكون ؟
    أغلب مؤسسات الدولة الحكومية والمؤسسات الخاصة يبدأ دوامها حوالي الساعة الثامنة صباحا وينتهي عند الثانية والنصف بعد الظهر ، مع اختلاف في ساعة الحضور والانصراف عند بعض المؤسسات أو زيادة في عدد ساعات الدوام كالشركات ووزارة الصحة وغيرهما.
    يلحظ على بعض الموظفين ( وهم قلة إن شاء الله ) أنه يحضر بعد الوقت المحدد للحضور وينصرف قبل الوقت المحدد للانصراف ،،،،،،،، فما الحكم ؟؟
    نقول وبالله التوفيق : أن هذا الفعل محرم شرعاً وممنوع نظاماً ، والسبب في هذا أنه يتقاضى راتباً شهريا مقابل هذه المدة الزمنية المحددة ، فلا يحق له أن يخل بها إلا لعذر شرعي ، لأن الموظف مربوط بزمن لا بعمل والعمل يأتي تباعاً أثناء هذا الزمن ، قال فضيلة الشيخ محمد العثيمين رحمه الله في اللقاء المفتوح 9/13 : ( المهم أنت مربوط بزمن لا بعمل ،،، يعني ،،، قيل لك هذا الراتب على أن تحضر من كذا إلى كذا سواء في عمل أم لم يكن في عمل ، فما دامت المكافأة مربوطة بزمن فلا بد أن يستوفى هذا الزمن)
    إذا نظرنا في قضية الخلل الحاصل في الحضور والانصراف وجدناها لا تخرج عن حالتين هما :
    الحالة الأولى : الموظف :إذا كان لا يخاف الله في عمله فسوف يحدث خللا في الحضور والانصراف.
    الحالة الثانية : المدير أو المسؤول المباشر للموظف ، إذا لم يحاسب الموظف أو لا يتابع الموظفين و لاينبه المقصر منهم ولا يحاسبه ، هذا إن سلم المدير نفسه من التقصير( وليس للتعميم محل ها هنا ).
    نقول لهؤلاء وأمثالهم اتقوا الله واحضروا إلى العمل في الوقت المحدد و لاتنصرفوا إلا بعد انتهاء الدوام الرسمي ، حتى يكون الراتب حلالاً طيباً مباركاً بإذن الله .
    أخي الموظف :
    انتبه إلى قضية الحلال والحرام ، فإن المال الحرام إذا دخل على المال الحلال أفسده ونزع منه البركة ، أليس إذا كان في صندوق التفاح تفاحة فاسدة أفسدت باقي التفاح في الصندوق ، إن الراتب يتأثر بالحل والحرمة بقدر التقصير والإتقان الحاصل ، فلا يكون جميعه حراما بل بقدر ما حصل من تقصير والله أعلم.
    أخي الموظف :
    أعلم يا رعاك الله أن المال الحرام هو أحد موانع استجابة الدعوة ، قال المصطفى صلى الله عليه وسلم( أطب مطعمك يجب دعوتك ) وفي رواية ( أطب كسبك تجب دعوتك ) وفي روايــــة ثالثة ( تكن مستجاب الدعوة ) (راجع مجمع الزوائد للبيهقي والدر المنثور للسيوطي وغيرهما ).
    يقول الشيخ سعيد القحطاني في كتابه رسالة إلى التجار والموظفين ص 16 – 17 : فعليك أخي الموظف أن تأتي عملك مبكراً ولا تتأخر عن عملك فيتراكم المراجعون على باب مكتبك ويظلون في انتظارك ، إذا تأخرت ولو لدقيقة واحدة فعليك أن تستأذن لذلك ، فإن لم يأذن لك رئيس عملك لزمك أن تطلب الحسم من مرتبك ، مقابل هذا التأخير وإلا حسمت يوم القيامة من حسناتك ، فمن أستوفى الأجر حاسبه الله بالعمل ، إن الموظف لو استلم مرتبه ناقصا ولو جزءً يسيراً لما قبل ، فكيف يرضى أن يكون مرتبه كاملاً وعمله ناقصاً ،
    فياأخي الموظف احضر إلى مكان العمل في الوقت المحدد تماماً ، فإن كان هناك عمل أنجزته وإلا فاجلس في مكان عملك اذكر الله وانتظر حتى يأتيك العمل ، وعليك أن لا تنصرف من عملك قبل انتهاء موعد الدوام فهذا لا يجوز ، وإذا كان هناك من يتأخر صباحا بحجة أنه أطال السهر ليلاً قلنا له إنه محاسب عن العمل وليس مطالب بالسهر.
    أقول : من منّا يفعل ذلك ، بل وللأسف الشديد أن بعضنا يغضب ويرعد ويزجر إذا خصم عليه أو حتى وجه له إنذار دون أن يعترف بخطئه.
    أخي الموظف الحبيب :
    جاء في نظام وزارة الخدمة المدنية ما نصه : الالتزام بوقت الدوام الرسمي : انطلاقاً من المادة (11) من نظام الخدمة المدنية، وقت الدوام هو بمثابة الوعاء للوظيفة ففيه تؤدى أعمالها وخدماتها، ولذا فأنه كلما كان الالتزام به مكتملاً أدى ذلك في الغالب إلى الإنتاج والموضوعية في الأعمال،والالتز ام بهذا الواجب أمر مطلوب من سائر الموظفين بما فيهم المشرفين والمسئولين وذلك لأهمية دور الأسوة الحسنة في هذا المجال بالنسبة للموظفين الآخرين ، وتتحدد مسئوولية المشرفين المباشرين في التأكد من أن جميع مرؤوسيه يتواجدون على مكاتبهم طيلة فترة الدوام الرسمي مع التزامهم بأوقات الدوام الرسمي ومراقبة التأخير عن الدوام والانصراف قبل نهاية موعد الدوام وفق كشوفات مواعيد الحضور والانصراف اليومية بصورة مستمرة وكذلك دقة تسجيل هذه البيانات ).
    ( راجع موقع وزارة الخدمة المدنية على الأنترنت mcs.gov.sa ( www.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: ((رسائل مهمة لموظفي الأمة)) إعداد/ محمد بن فنخور العبدلي

    أخي الحبيب : انتبه واستيقظ قبل فوات الأوان
    الاستئذان وضوابطه ومدى تأثيره على العمل
    قبل أن نخوض في مشروعية الاستئذان ومدى تأثيره على العمل ، لابد من معرفة معنى الاستئذان ، فالإذن في الشرع : كما جاء في المعجم الوسيط ص 11 - 12 : فك الحَجْر وإطلاق التصرف لمن كان ممنوعاً منه شرعاً ، والإعلام بإجازة الشيء والرخصة فيه ، واستأذنه في كذا : طلب إذنه فيه ، وعلى فلان طلب إذن الدخول عليه ، وفي فتح الباري 11/5 : الاستئذان طلب الإذن في الدخول لمحل لا يملكه المستأذن.
    أقول وكذلك في خالة الخروج.
    أخي الموظف المسلم :
    إن الاستئذان من العمل لا بد وأن يؤثر عليه مهما كانت الظروف والأحوال ، وإن الاستئذان لغير حاجة لا يجوز حتى وإن لم يؤثر على العمل ، لأنه سوف يدخل فيه كسب بلا عمل وهذا محرم ، لأن النظام يطلب من الموظف التواجد في مقر عمله ، وجد عمل أم لم يوجد ، ولو قلنا إن الموظف مربوط بعمل فقط لخرج كثير من الموظفين من عمله ولم يحضر إلا القليل لأن طبيعة عمله قليلة أو متفاوتة أو لها أزمان محددة كالمحاسب في دائرة صغيرة ، أو تعدد الموظفين على وظيفة واحدة يكفي فيها بعضهم وهكذا.
    ولا يحتج بهذه الحجة ألا وهي قلة العمل إلا ضعاف النفوس وأصحاب القلوب المريضة المتهاونون بالحرام الذين لا يخشون الله عز وجل لا في السر ولا في العلن.
    إن الاستئذان لغير حاجة دليل على تهاون الموظف واستهتاره وتجاهله لأحكام الدين والعمل الذي يتكسب رزقه منه ، وهذا مما لا ينبغي في الموظف المسلم ، لأن الأصل في الموظف المسلم أنه يخاف الله فيسعى للكسب الحلال ، ويسعى لإنجاز العمل الذي يكلف فيه خدمة لدينه ثم مجتمعه ووطنه المسلم وإلا لما وضع في هذا المكان الذي يعمل فيه.
    والمدير أياً كان فإنه قدوة لموظفيه فعليه الانضباط في نفسه لكي يتسنّى له ضبط موظفيه وإنجاز أعمال المراجعين.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: ((رسائل مهمة لموظفي الأمة)) إعداد/ محمد بن فنخور العبدلي

    حـــــــــالات الاستئذان
    أخي الموظف المسلم : إن الاستئذان لا يخرج عن حالات ثلاث هي :
    الحالة الأولى الاستئذان بدون عذر وهذا النوع محرم لا يجوز .
    الحالة الثانية الاستئذان بعذر وهذا النوع لا يخرج عن أمرين هما :
    الأمر الأول : أن يؤثر الاستئذان على العمل فهذا لا يجوز ، لأن العمل أهم من قضايا الموظف الخاصة التي بالإمكان تأجيلها إلى ما بعد العمل وانتهاء الدوام ، ومن اضطر للاستئذان فالضرورة تقدر بقدرها ، والله عز وجل يعذر صاحب العذر ، قال تعالى في حق من لا يستطيع الجهاد ( لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَن يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَاباً أَلِيماً) (الفتح : 17 ) قال ابن كثير في تفسيره لهذه الآية : 4/204 : ( ثُمَّ ذَكَرَ تَعَالَى الْأَعْذَار فِي تَرْك الْجِهَاد فَمِنْهَا لَازِم كَالْعَمَى وَالْعَرَج الْمُسْتَمِرّ وَعَارِض كَالْمَرَضِ الَّذِي يَطْرَأ أَيَّامًا ثُمَّ يَزُول فَهُوَ فِي حَال مَرَضه مُلْحَق بِذَوِي الْأَعْذَار اللَّازِمَة حَتَّى يَبْرَأ ثُمَّ قَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مُرَغِّبًا فِي الْجِهَاد وَطَاعَة اللَّه وَرَسُوله " وَمَنْ يُطِعْ اللَّه وَرَسُوله يُدْخِلْهُ جَنَّات تَجْرِي مِنْ تَحْتهَا الْأَنْهَار وَمَنْ يَتَوَلَّ " أَيْ يَنْكُل عَنْ الْجِهَاد وَيُقْبِل عَلَى الْمَعَاش" يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا " فِي الدُّنْيَا بِالْمَذَلَّةِ وَفِي الْآخِرَة بِالنَّارِ وَاَللَّه تَعَالَى أَعْلَم ) ، فإذا كان الإنسان يعذر في أهم المهمات وهي الجهاد في سبيل الله فالعمل من باب أولى ولكن بشرط أن الاستئذان لا يحتمل التأجيل ، وقال في كتابة الوسطية : (وفي هذه الآيات دلالة ظاهرة على رفع الحرج على هذه الأمَّة، وأنَّ الله لم يجعل في التّشريع حرجًا، وبعض هذه الآيات وإن كانت خاصّة في أحكام معيّنة، ولكنَّنا نجد التّعليل عامًّا، فكأنّ التّخفيف ورفع الحرج في هذه الأحكام والفروض بإعادة الشيء إلى أصله وهو رفع الحرج عن هذه الأمَّة، فكل شيء يؤدّي إلى الحرج لسبب خاصّ أو عامّ فهو معفوّ عنه، رجوعًا إلى الأصل والقاعدة.
    ولكن على الموظف أن لا يستغل مثل هذه الأدلة ويلوي أعناقها ويبرر لنفسه فالله عز وجل لا تخفى عليه خافية.
    الأمر الثاني : أن لا يؤثر على العمل ، فهذا لا حرج فيه ولكن بشروط منها :
    1- عدم الإخلال بالعمل
    2- وجود سبب للاستئذان
    3- موافقة الرئيس المباشر
    4- إجازة النظام للاستئذان
    5- عدم الإكثار من الاستئذان لغير حاجة
    الحالة الثالثة : الاستئذان لعدم وجود عمل يتطلب التواجد في مقر العمل :
    يمكن إدخال هذه الحالة ضمن الحالة الثانية ولكن سبب إفرادها في نقطة مستقلة لأجل زيادة توضيح ، ولأن بعض الموظفين يتحججون بعدم وجود عمل يتطلب حضورهم فيجيزون لأنفسهم عدم التواجد في مقر العمل وهنا المشكلة 0
    أقول ومن الله أطلب التوفيق والإعانة : إن الاستئذان بدعوى أن الموظف ليس لديه عمل وليس لديه عذر شرعي أو نظامي لأجل الاستئذان أن هذا لا يجوز ، لأن الموظف مربوط بزمن وليس مربوطاً بعمل ، بل إن العمل يكون تبعاً له ، فالموظف مطالب بالحضور إلى مقر عمله من الساعة الأولى وإلى الساعة الأخيرة ، سواء وجد عمل أم لم يوجد ، لأنه يتقاضى راتباً شهرياً مقابل الفترة الزمنية ومن ضمنها العمل المكلف به رسمياً حسب الحاجة لذلك ، ولو تنازلنا إلى القول بأن الموظف الذي ليس لديه عمل لا يطالب بالحضور أو البقاء بمقر العمل لحصلت فوضى لا يعلم بها إلا الله عز وجل ، إن الاستئذان والخروج أثناء العمل مهما كان فإنه لا بد وأن يؤثر على العمل قلّ أو كثر ، ويعطل مصالح المسلمين ويضر بهم ، وكذلك تعطيل معاملة لا بد وأن يرتبط عليها معاملة أخرى فتكون النتيجة سلبية.
    أخي الموظف المسلم : إن الأعمال مترابطة والعمل يستجد بين لحظة وأخرى ، فلو طرأ عمل جديد يحتاج إلى سرعة إنجاز والموظف غير موجود فإنه لا يليق شرعاً و لا عرفاً أن يكلف بها موظف آخر ، ولا يليق أيضاً أن تعطل هذه المعاملة التي قد يرتبط عليها أمور كثيرة.
    مـــثـال :
    لو جاء مراجع إلى أحدى الدوائر ومعاملته عند أحد الموظفين المستأذنين ، فما هي النتيجة ؟ لو كان هذا المراجع أنا أو أنت لأقمنا الدنيا ولم نقعدها.
    إذن فحقوق الناس أولى بالحفظ وعلى الموظف أن يعامل الناس كما يحب أن يعاملوه ، قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) ( متفق عليه ).
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: ((رسائل مهمة لموظفي الأمة)) إعداد/ محمد بن فنخور العبدلي

    الخــــروج بـــــــلا إذن
    جاء في المعجم الوسيط ص 224 : خرج خروجاً : برز من مقره أو حاله وانفصل ، والإذن سبق معناه ( ص 15 ).
    أخي الموظف :
    هذا الذي أمام ناظريك سؤال ألقيه عليك ولكنّي أشترط أن تعرضه على عقلك لا على عاطفتك ، والسؤال هو : ((( هل يجوز لك أن تخرج من مقر عملك بلا إذن ،،،،،، ولماذا ))) ؟؟؟
    كل موظف عاقل سوف يقول لا يجوز الخروج من مقر العمل إلا بإذن من الرئيس المباشر في العمل ، لأنه هو المسئول الأول في الدائرة والأمر يعود له في حدود الطاعة الشرعية ، والسبب في وجوب الاستئذان كي لا تصبح الأمور فيها فوضى فتنعكس على العمل.
    هذه هي الإجابة المنطقية التي تُرتَجى من كل موظف عاقل يخاف الله ويخشاه ، فهل يليق بك بعد ذلك أن تخرج من مقر عملك بلا إذن من رئيسك المباشر والطاعة واجبة في شرعنا لولي الأمر ، والرئيس هو ولي أمر الموظف في دائرته قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) (النساء : 59 ) قال الألباني في الصحيحة 1/351 تحت الحديث رقم 181 : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا طاعة لبشر ) في معصية الله ؛ إنما الطاعة في المعروف . ( صحيح ) -- وفي الحديث فوائد كثيرة ، أهمها أنه لا يجوز إطاعة أحد في معصية الله تبارك وتعالى ، سواء في ذلك الأمراء والعلماء والمشايخ . و عن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة ( صحيح ) – متفق عليه . وعن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث جيشا وأمر عليهم رجلا وأمرهم أن يسمعوا له ويطيعوا فأجج نارا وأمرهم أن يقتحموا فيها فأبى قوم أن يدخلوها وقالوا إنما فررنا من النار وأراد قوم أن يدخلوها فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال لو دخلوها أو دخلوا فيها لم يزالوا فيها وقال لا طاعة في معصية الله إنما الطاعة في المعروف * ( صحيح ) -- وأخرجه البخاري ومسلم . ، فهذه الآيات والأحاديث وغيرها كثير يأمرنا بالطاعة بالمعروف بغض النظر عن لون أو شكل أو جنسية الآمر المهم الطاعة بالمعروف ، فاتق الله وزن الأمور بميزانها الشرعي تفوز بخيري الدنيا والآخرة ، قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ) (آل عمران : 102 ).
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: ((رسائل مهمة لموظفي الأمة)) إعداد/ محمد بن فنخور العبدلي

    رسائل إلى الموظف المسلم
    الرسالة الأولى
    أخي الموظف : بين يديك خطبة مباركة لشيخ مبارك ألا
    عظم الأمانة.. ومراقبة الله لدى الموظف
    الحمد لله، الحمد لله الذي كان بعباده خبيراً بصيراً، وتبارك الذي جعل في السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً، وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً، وتبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً، الذي له ملك السماوات والأرض ولم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك وخلق كل شيء فقدره تقديراً. أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداًَ عبده ورسوله، بعثه ربه هادياً ومبشراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، صلى الله وسلم عليه كلما تضوَّع مسكٌ وفاح، وكلما غرَّد حمام وصاح، وكلما شدا بلبلٌ وناح، وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً كثيراً.
    إذا قيل أنتم قد علمتم فما الــــــذي عمــــلتم وكلٌّ في الكتاب مرتبُ؟
    وماذا كسبتم في شبابٍ وصـــــحةٍِ وفــي عُمُر أنفـــاسُكم فيه تُكتبُ؟
    فيا ليت شعري ما أقول وما الذي أجيب به إذْ ذاك والأمر أصعبُ؟
    خطبتي هذا اليوم: إلى الموظف المسلم.
    أيها الموظف المسلم: إن الله استرعاك على رعية، واستأمنك على أمانة، وحمَّلك مسئولية، يقول جل ذكره: ( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْأِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ) [الأحزاب:72] وكل ما كلفنا الله به من عمل فهو أمانة، الموظف مؤتمن، والمدرس مؤتمن، والتاجر مؤتمن، والعالم مؤتمن، والقاضي مؤتمن: { كلكم راعٍ، وكلكم مسئول عن رعيته }.
    أيها الموظف المسلم : إنك تختلف عن الموظف الكافر تماماً، إن الموظف الكافر يعمل من أجل الدنيا، ويراقب الناس، ويخاف الناس، لا يراقب إلا هذه الحياة الدنيا، أما أنت يا مؤمن! فإن رقيبك الله ، وحارسك الله، يقول تعالى: ( مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ) [المجادلة:7] ويقول سبحانه: ( فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُ مْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) [الحجر:92-93] قال بعض المفسرين: عن لا إله إلا الله، وقال غيرهم: عن الإيمان، وقال ثالث: عن كل ما استرعاك الله عليه. وهو الصحيح.
    يا أيها الموظف : فو الذي نفسي بيده ليسألنك الله الأحد في يوم تشيب فيه النواصي عن وظيفتك وعن عملك، يقول سبحانه: ( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ ) [الزلزلة:7- 8] إذا كانت الذرة الحقيرة تُسأل عنها عند الله! فما بالك بقوم ضيعوا الله في أعمالهم، ونسوا الله في وظائفهم، خرجوا من الدوائر في غير طاعة، ولم يصيبوا في أعمالهم، وحبسوا المؤمنين والمسلمين بأموالهم، يقول سبحانه: ( يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ) [آل عمران:30] قال أهل العلم: تجد النفس ما قدمت من خير وما قدمت من سوء. فماذا تقول لربك أيها الموظف المسلم إذا نَشَر لك الصحُف؟! وعَرض عليك الصحائف، ورأيت معاملتك السوداء، وخروجك من دوامك، وتأخيرك للمسلمين، وتنغيصك لحياتهم. ماذا تقول لله تبارك وتعالى؟! ولذلك جعل الله عزَّ وجلَّ من نفسه رقيباً على العبد، يقول سبحانه وتعالى: ( أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) [الملك:14].
    إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل خلوت ولكن قل علي رقيبُ
    ولا تحسبن الله يغفل ســـــــاعة ولا أن ما يخفى عليك يغيبُ
    إذا أخفيت عن المسئول، أو عن الأمير، أو عن الوزير، فما أخفيت عن عين الله.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: ((رسائل مهمة لموظفي الأمة)) إعداد/ محمد بن فنخور العبدلي

    نماذج في مراقبة الله عز وجل
    1. مر عمر بن الخطاب رضي الله عنه - ورفع الله منزلة عمر ، وجمعنا الله في الجنة بـعمر - مر براعٍ يرعى غنماً، فقال عمر : [ يا راعي ! بعني شاة من غنمك - يريد أن يمتحن إيمانه، وينتظر صدقه مع الله- قال الراعي - وهو مؤمن، وهو مسلم، وهو يراقب الله في الخلوات-: يا أمير المؤمنين! الغنم لسيدي، قال عمر : إذا سألك سيدك عن الشاة فقل: أكلها الذئب، قال الراعي: الله أكبر يا عمر ! أين الله؟! فجلس عمر يبكي ويقول: إي والله ، أين الله؟! ]. فهل قال الموظف المسلم لنفسه: أين الله؟! وهل قال المسئول لنفسه: أين الله؟!
    2. أبو بكر ومراقبته لله : تولى أبو بكر الخلافة، وأول خطبة خطبها على المنبر بكى وأبكى الناس، والبيعة على المسلمين، فردوا بيعتهم في عنق أبي بكر ، فأخذها شاردة واردة. كان أزهد الناس، وأخشاهم وأورعهم، ذكر أهل السير: أن عمر كان يتفقد أبا بكر بعد كل صلاة فجر، فإذا هو يخرج من المسجد إلى ضاحية من ضواحي المدينة ، فذهب عمر وراءه يوماً من الأيام، فدخل أبو بكر خيمة، ومكث فيها ساعة ثم خرج، فلما خرج؛ دخل عمر بعده إلى الخيمة، فوجد عجوزاً وأطفالاً، قال للعجوز: يا أمة الله! من أنتِ؟ قالت: أنا عجوز حسيرة كبيرة عمياء، وهؤلاء الأطفال مات أبوهم من سنوات، قال: ومن هذا الشيخ الذي يدخل إليكم؟ قالت: لا أعرفه - لا تعرف أبا بكر ، ولكن الله يعرف أبا بكر - قال: ماذا يفعل؟ قالت: يدخل عندنا، فيكنس بيتنا، ويحلب شياهنا، ويصنع لنا طعامنا، ثم يخرج ، فضرب عمر بيده على رأسه وبكى وقال: [ يا أبا بكر ! أتعبت الخلفاء بعدك ]. من يفعل مثل هذا الفعل؟! من يترصد مثل هذا الترصد؟! من يخدم مثل هذه الخدمة؟! إنه الصديق الأكبر، ولذلك تولى عمر فأخذ درساً من أبي بكر لا ينساه [ ولما مات أبو بكر ، قال لأهله: خذوا هذه البغلة، وهذه الثياب، والله ما لبست من ثياب المسلمين، وما أخذتُ من طعامهم، واذهبوا بهذه البغلة والثياب إلى عمر بن الخطاب ، وقولوا: يا عمر ! هذه بقية ميراث أبي بكر ، فاتق الله يا عمر في أموال الأمة، لا يصرعنك الله مصرعاً كمصرعي ] فلما تولى عمر أصابه عام وجاع مع المسلمين، فبقي جائعاً شاحباً حزيناً محتاجاً، يقول على المنبر يوم الجمعة وبطنه يُقَرْقِر من الجوع: [ قَرْقِرْ أو لا تُقَرْقِر والله لا تشبع حتى يشبع أطفال المسلمين ].
    3. عمر ومراقبته لله : عمر بن الخطاب يبكي ويصيح: [ والله الذي لا إله إلا هو لو عثرت بغلة في ضفاف دجلة بـالعراق ؛ لخشيتُ أن يسألني الله يوم القيامة عنها: لِمَ لَمْ تصلح لها الطريق يا عمر ؟ ] هذه مراقبة الواحد الأحد، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام فيما صحَّ عنه: { اللهم من وَلِي من أمر أمتي شيئاً فشقَّ عليهم فاشقق عليه } اللهم من وَلِي من أمر أمتي شيئاً ولو يسيراً، ولو وظيفة، أو مشيخة، أو إدارة، أو إمارة، أو وزارة فشق عليهم فاشقق عليه، غداً تكون المشقة عليه يوم العرض الأكبر، يشق الله عليه كما شق على المسلمين، وعلى المساكين والفقراء، وعلى الأرامل والأيتام والمحتاجين، والجزاء من جنس العمل، يوقفه الله نادماً خاسئاً ذليلاً حقيراً، يوم لا حاكم إلا الله يوم ينادي بصوت يسمعه مَـن قَرُب كما يسمعه مَـن بَعُد: { لمن الملك اليوم؟ لمن الملك اليوم؟ لمن الملك اليوم؟ فيجيب نفسَه بنفسه ويقول: لله الواحد القهار }. وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: { من ولاه الله أمراً من أمر أمتي فاحتجب عن خُلَّتِهم وحاجتهم احتجب الله عن خُلَّتِه وحاجته يوم القيامة } والمعنى: مَن تولى أمراً صغيراً أو كبيراً فأوصد أبوابه، واعتذر بالمعاذير عن عمله، وعطل أعمال الناس، وأخر إجراءاتهم، وأخر مقاصدهم، ومعاملاتهم، احتجب الله عنه وعن خلته وحاجته ومسألته يوم العرض الأكبر، فلا يقضي الله له حاجة، ولا يؤثره برحمة، جزاء ما نكَّد على الأمة الإسلامية.
    4. سعيد بن عامر ومراقبته لله : أرسل عمر بن الخطاب سعيد بن عامر إلى حمص والياً وأميراً، وكان سعيد بن عامر من أزهد الناس وأعبدهم، ومن أصدق الناس مع رب الناس، فذهب سعيد بن عامر فتولى ولاية حمص ، ومكث عندهم سنوات، وكان من خيرة الناس، يعيش عيشة الفقير، ومرَّ عمر على أمرائه يسألهم، ويسأل الرعايا عن الأمراء، ويحاكمهم أمام الناس، فلما وصل إلى حمص سأل أهل حمص عن سعيد بن عامر ، فقالوا: فيه كل خير، من أصدق الناس، ومن أعبدهم وأزهدهم لولا أن فيه أربع خصال، قال عمر : وما هي؟ قالوا: لا يخرج لنا حتى يتعالى النهار -أي: يتأخر في دوامه- قال عمر : هذه واحدة - و عمر عنده درَّة ، يؤدب بها-. قال: والثانية؟ قالوا: وله يوم في الأسبوع لا يخرج إلينا فيه. قال: والثالثة؟ قالوا: لا يخرج إلينا في ليل مهما طرقنا على بابه. قال: والرابعة؟ قالوا: إذا أصبح في مجلس الحكم أُغمي عليه حتى يُرش بالماء. قال عمر وقد ترقرقت عيناه بالدموع: اللهم لا تخيب ظني في سعيد بن عامر ، قم يا سعيد !رد على نفسك - هذا حكم ومناصفة، والرعية جلوس- قال سعيد : والله لوددتُ أن أستر هذا الأمر لكن ما دام أنهم تكلموا فأما قولهم يا أمير المؤمنين: أني لا أخرج إلا إذا تعالى النهار، فامرأتي مريضة وليس لي خادم، فأجلس في بيتي، وأصنع طعام إفطاري، وأصلي الضحى، ثم أخرج إليهم. قال: والثانية؟ قال: وأما قولهم: لا أخرج لهم بليل، فقد جعلتُ لهم النهار، وجعلتُ لربي الليل أصلي وأدعو الله حتى السحر. قال: والثالثة؟ قال: وأما قولهم: إن لي يوماً لا أخرج فيه إليهم، فيوم أغسل ثيابي فيه. قال: والرابعة؟ قال: وأما الرابعة فإنني حضرتُ مقتل خبيب بن عدي في مكة وأنا مشرك وهو مسلم فما نصرتُه، فكلما تذكرتُ ذاك اليوم أُغمي علي، فتهلل وجه عمر وقال: الحمد لله الذي لم يخيب ظني فيك، قال سعيد بن عامر : يا أمير المؤمنين! والله لا أتولى لك ولاية بعدها أبداً. ثم ترك الولاية وخرج، ولكن ما تركه عمر يخرج حتى حاسبه في الأموال وفي الخزائن وفي الأحكام، وعرض عليه الدواوين، فوجده ما أخذ درهماً ولا ديناراً، وإنما خرج كما دخل، بصحفة وشملة وعصا. هؤلاء أصحاب محمد عليه الصلاة والسلام.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: ((رسائل مهمة لموظفي الأمة)) إعداد/ محمد بن فنخور العبدلي

    نداء إلى الموظف المسلم
    فيا أيها الموظف المسلم : ويا أيها المسئول المسلم! اعلم إذا جلست على كرسيك أن الله سوف يجلسك يوم العرض الأكبر، فيسألك عما فعلت، وعما تصرفت قال تعالى ( وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ ) [الأنعام:94] وقال ( إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً * وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً ) [مريم:93-95].
    يا رب عفوك لا تأخذ بزلتنـــــــــا وارحم أيا رب ذنباً قد جنـــــيـناهُ
    كم نطلب الله في ضر يحل بنــــــا فإن تولت بلايانا نسينـــــــــــ ـــاهُ
    ندعوه في البحر أن ينجي سفينتنا فإن رجعنا إلى الشاطي عصيــناهُ
    ونركب الجو في أمن وفي دعـــةٍ فما سقطنا لأن الحافــــــــــ ــظ اللهُ
    كن كالصحابة في زهد وفي ورعٍ القوم هم ما لهم في الناس أشبـــاهُ
    عُبَّاد ليل إذا جنَّ الظلام بهــــــــم كم عابد دمعه في الخد أجـــــــراهُ
    وأُسْدُ غابٍِ إذا نادى الجهاد بهـــم هبوا إلى الموت يستجدون رؤيــاهُ
    يا رب فابعث لنا من مثلهم نفـــراً يشيِّدوا لنـــا مـــجداً أضـــعــنــــاه ُ
    أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولجميع المسلمين، فاستغفروه وتوبوا
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: ((رسائل مهمة لموظفي الأمة)) إعداد/ محمد بن فنخور العبدلي

    ثمرات الصدق مع الله عز وجل:
    الحمد لله رب العالمين ولي الصالحين ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على إمام المتقين وقدوة الناس أجمعين وعلى آله وصحبه والتابعين.
    أما بعد: فإن الموظف المسلم إذا صدق مع الله كسب أموراً: منها الدعاء له الذي هو من أعظم الأعمال عند الله ، والثناء الحسن يرسله الله للمخلص الصادق، فيدعون له بالتوفيق والهداية، ويدعون له بالتسهيل كما سهَّل أعمالهم ومعاملاتهم ، والموظف الصادق يسهل الله عليه الحساب يوم العرض الأكبر، وانتفاعه من ذلك العمل كما يسر على المسلمين أمورهم ييسر الله عليه أمره يوم الحساب.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: ((رسائل مهمة لموظفي الأمة)) إعداد/ محمد بن فنخور العبدلي

    خيانة بعض الموظفين للأمانة:
    ولكن وُجد من الناس من لا يراقب الله، ولا يرعى الله، ولا يخاف الله في عباد الله، وُجد منهم من يتأخر في دوامه، فيبقى في بيته متخلفاً متأخراً، ومعاملات الناس ومصالحهم مركونة بمكتبه، فإذا حضر سوَّف في عمله، سيئ في خُلُقه، متبجِّح في تصرفاته،لا يراعي حق المسكين، ولا حق الضعيف، ولا حق المسافر المنقطع، بل بعضهم لا تتطلب منه المعاملة وقتاً طويلاً فتكثر الإجراءات، فيَعِدُ الأسابيع بعد الأسابيع، والأشهر بعد الأشهر، فينقطع المسلم ببابه واليتيم والمسكين والأرملة، فيجازيه الله عليه يوم العرض الأكبر، وبعضهم إذا حضر كانت تصرفاته غير سليمة ،لا يتعامل بالخلق الحسن، ولا بالرحمة، ولكن تجده معسراً معتباً شرساً متكبراً على عباد الله ؛ وهذا لقلة الإيمان في قلبه؛ ولأنه ما عرف سيرة محمد صلى الله عليه وسلم ولا سيرة أصحابه ، ومنهم من يخرج أثناء الدوام فيترك وظيفته وعمله، ويخرج في أمور ذاتية شخصية لبيته ولأغراضه الخاصة، يخرج إلى المستشفى أو السوق، وما عمل عمله، فقد خان الأمانة ( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْأِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ) [الأحزاب:72] ، ومنهم من لا يراعي الله عزَّ وجلَّ في أعمال المسلمين، فيحيف، وربما ينسى الإنصاف في المعاملة؛ فيقدم قريبه وحبيبه ويُبعد هذا ويُقرب هذا لأمور دنيوية سوف يُسأل عنها يوم يبعثر ما في القبور ويُحصَّل ما في الصدور.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: ((رسائل مهمة لموظفي الأمة)) إعداد/ محمد بن فنخور العبدلي

    المثالية الإيمانية لبعض الموظفين:
    وقد عُلم من بعض الموظفين أنهم بلغوا المثالية الإيمانية، وأنهم ضربوا أروع الأمثلة، وقد سمعنا عن موظف عظيم من عظماء الإسلام، يعيش في هذا العصر، بلغ من تواضعه وصدقه مع الله أن يحاسب نفسه على الدقائق في الحضور والانصراف، ولذلك أصلح الله له حاله، وترى وجهه فيه النور، ودعا له المسلمون، من قصص هذا الموظف العظيم، وهو معروف: أنه إذا أراد أن يتصل بأهله لا يتصل من مكتبه، يقول: هذا الهاتف للمسلمين، ولم يأذن لي ولاة الأمر أن أتصل على بيتي، وإنما وُضع هذا الهاتف للمصالح العامة، وهذا هو الورع الصادق الذي سوف يجده في قبره يوم يُنَوَّر له قبرُه بعمله الصالح، ولكن يوجد من الآخرَين من يلطخ صحائفه البيضاء بأعمال لا ترضي الواحد الأحد.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: ((رسائل مهمة لموظفي الأمة)) إعداد/ محمد بن فنخور العبدلي

    على الموظف أن يراقب الله:
    إن التسرع على الانصراف قبل وقته، أو على عمل حسابات ليست بصحيحة، أو على تزوير أوراق، أو على مكالمة لا تمس إلى عمله بصلة، أو على الاشتغال مع زملائه بحديث جانبي، وترك المراجع ولقد تعاطى الساعات الطويلة، وهو ينتظر وراء الباب، وهذا لا يرضي الله، ولا يرضي وُلاة الأمر، الذين قاموا على الحكم بما أنزل الله، ومعنى ذلك: أنها خيانة صريحة وجرح لشعور المسلمين لا يريده الله عزَّ وجلَّ. والذي ينتظر مراقبة المسئول الذي فوقه ولا يراقب الله ليس بمؤمن، أتراقب العبد ولا تراقب المولى؟! أتراقب الضعيف ولا تـراقـب القـوي؟! ( يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ ) [النساء:108].
    وإذا خلوت برِيْبَة في ظُلْمَــــة والنفس داعيةٌ إلى الطغيانِ
    فاستح من نظر الإله وقل لها إن الذي خلق الظلام يراني
    أيها الموظف المسلم: استحل راتبك بالعمل الصالح الصادق، ارحم أمة محمد عليه الصلاة والسلام، اصدق مع الله؛ لتنال من الله عزَّ وجلَّ المثوبة والأجر، ومن المسئولين الشكر والثناء، ولتنال من أمة الرسول عليه الصلاة والسلام الدعاء. وفقك الله، وسدد الله خطاك، وتولاك في الدارَين، وبصَّرك يوم تعمى القلوب.
    ( راجع الشبكة الإسلامية على الانترنت islamweb.net WWW.)
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: ((رسائل مهمة لموظفي الأمة)) إعداد/ محمد بن فنخور العبدلي

    الرسالة الثانية
    قال في مقال له نشر في مجلة الدعوة :
    يقول الله سبحانه ((إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً) (الأحزاب : 72 ) ، إنك أيها الموظف مؤتمن ، وسوف يسألك الله عن عملك وعن وقتك ، والموظف المثالي المسلم هو الذي راقب الله قبل أن يراقب مسئوليه ، واسترعى الله على عمله فرعاه ووفقه وسدده.
    أيها الموظف المسلم : إن المجتمع ابتلي ببعض الموظفين الذين ما حمدت سيرتهم ، وما صلحت سريرتهم ، ومن هذه النماذج التي ظهرت على بعض المقصرين موظف تخلّف عن دوامه فما جاء أول الوقت ، وهذا قد أنقص حظه وحقه ، وموظف آخر يخرج أثناء وقت الدوام ولا يراقب الله في ساعات العمل ودقائقه ، وموظف ثالث أخّر الناس والمسلمين في معاملاتهم وإجراءاتهم فأوقفهم أسراباً بين يديه ، وماطل في مواعيدهم فعطّلوا أعمالهم وأشغالهم وفارقوا بيوتهم وأطفالهم ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه ( اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فَشَق عليهم فاشقق عليه ) وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال ( من ولاّه الله أمراً من أمر أمتي فاحتجب ومعه حاجتهم وخلتهم ، احتجب الله دون حاجته وخلته يوم القيامة ) ، فاتق الله أيها الموظف المسلم فإنك في بلاد إسلامية ، ولاة الأمر فيها مسلمون استرعوك على رعاية فراقب الله قبل أن تراقب الناس ، واجعل راتبك حلالاً بعطائك وصدقك ونصحك وإخلاصك ، وحاول أن تكون واجهة إسلامية وقدوة صالحة لمن يرتاد مكتبك من الزملاء والمراجعين ، فإنهم ينظرون إليك بنظر اعتبار واحرص على أن تتشبث بسمات الصالحين متمثلاً للخلق الإسلامي النبيل والأخلاق النبوية الكريمة.
    أيها الموظف المسلم : إن قاصمة الظهر تأخير الصلاة عن وقتها ، وهذا يوجد في بعض النواحي ، موظف يبقى على مكتبه ويسمع نداء الله والأذان ، ولكنه لا يقوم إلى الصلاة ، فكيف يصلح الله حاله ، وكيف يصلح الله له سيرته وقد أساء في تعامله مع الله.
    الصلاة الصلاة في وقتها ، إذا سمعت الأذان فقم من على مكتبك وسوف يخلف الله عليك في الدنيا والآخرة خيراً ورشدًا جزاك الله خيراً من موظف وسدد الله خطاك ( راجع مجلة الدعوة الصادرة بتاريخ 23/5/1410 هـ )
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: ((رسائل مهمة لموظفي الأمة)) إعداد/ محمد بن فنخور العبدلي

    الرسالة الثالثة
    للأخ الأستاذ : صالح بن علي أبو عرَّاد الشهري وفقه الله لكل خير
    • أخي الموظف المسلم .
    • يا من عليه الإخلاص والإتقان والدقة .
    • يا من بيده قضاء بعض مصالح المسلمين .
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد :
    فإن الوظيفة وسيلة للعيش الشريف ، والكسب النظيف ، وما من موظف ، إلا وهو مؤتـــمن على مصلحة من مصالح المسلمين في مجتمعهم ، لذا كان على كل موظف مسلم أن يجعــل من وظيفته طاعة لمولاه جل وعلا ، وعبادة يتقرب بها إليه سبحانه وتعالى ... وهنا أوجـــه هذه الرسالة إلى الموظف المسلم راجياً أن ينفع الله بها فأقول مستعيناً بالله وحده :
    • عليك – أخي الموظف – باختيار العمل الشريف الطيب المباح الذي لا يتعارض مع تعاليم الدين الحنيف حتى يكون عملاً مباركاً وكسبه طيباً . قال تعالى : { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ } [ الطلاق : 2-3 ] . وإياك والعمل الحرام أو العمل الذي فيه شبهة فإن خيره قليل وكسبه خبيث مهما كان كثيراً . صلى الله عليه وسلم : (( إن الحلال بِّين وإن الحرام بِّين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس ، فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام )) متفق عليه
    • اتق الله في عملك وراقبه جل وعلا واحرص على أدائه بالشكل الذي يرضاه الله سبحانه ، وتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم : (( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه )) رواه البيهقي . ولا تنس أن جلوسك في مكتبك ، وقضائك لحاجة مراجعيك أمانة وعبادة متى احتسبت ذلك عند الله سبحانه . يقول أحد دعاة الإسلام : (( إن المسؤولية في الإسلام مغرم لا مغنم ، فاصرف نظرك أن تظن أن المنصب وسيلة لك إلى السعادة ، فلن يكون إلا إذا جعلته لله سبحانه )) .
    • حافظ على مواعيد الحضور والانصراف ، وإياك أن تتأخر أو تتغيب بغير عذر يجبرك على ذلك فكل راع مسئول عن رعيته ، ولا تنس أن من عَطَّل مصالح المسلمين ولم يقض ِ حوائجهم وهو قادر على ذلك واقع تحت قول النبي صلى الله عليه وسلم : (( من ولاه الله شيئاً من أمور المسلمين ، فاحتجب دون حاجتهم وخلتهم وفقرهم ، احتجب الله دون حاجته وخلته وفقره يوم القيامة )) . رواه أبو داود والترمذي . فالله الله في الحرص على قضاء حوائج المسلمين وعدم تأخيرهم أو تعطيلهم ، واعلم بأن في قضاء حوائج الناس تفريجاً لكربهم ، وتيسيراً لأمورهم . وما أحسن قول القائل :
    من يفعل الخير لا يعدم جوازيه *** لا يذهـب العرف بين الله والناس
    • كن سهلاً ليناً حبيباً لطيفاً في تعاملك مع مرؤوسيك ومراجعيك ، وعليك بمساعدة من تستطيع منهم ومد يد العون له في حدود النظام ودونما ضرر أو ضرار ، وتذكر أن من يَسَّرَ على مسلم ، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ؛ فعن عائشة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في بيتي هذا : (اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً ، فشق عليهم ، فأشقق عليه. ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فأرفق به) رواه مسلم
    • احرص على حسن الخُلق مع من يراجعك بأن تحييه وتستقبله بكلمة طيبة ، وتودعه بأحسن منها ، وأن تُنزل كل إنسان منزلته احتراماً لسنة أو لعمله أو لفضله ، وأن تبش في وجهه . وإياك أن تعده فتخلف وعدك له ، وحاول قدر استطاعتك أن لا يخرج من مكتبك إلا وهو راض ٍ عنك داعياً لك بالخير حتى وإن لم تقض حاجته . ولا تنس قول النبي صلى الله عليه وسلم : (( لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجهٍ طليق )) رواه مسلم . وما أحسن قول الشاعر :
    أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم ************ فطالما استعبد الإنسان إحسانُ
    • الحذر الحذر من الانشغال بأي عملٍ مهما كان مهماً متى حان وقت الصلاة ، وعليك أن تعوِّد نفسك على إجابة النداء مبكراً ، وأداء الفريضة في وقتها حتى يكون عملك – بإذن الله – عوناً لك على الطاعة . وتذكَّر أنه لا خير في عمل يؤخر المسلم عن أداء الفريضة أو يمنعه من إجابة داعي الله جل في علاه . فإذا ما فرغت من ذلك فعد مباشرة إلى عملك حتى لا يتعطل سير العمل .
    •• وختــــــــــــ ــاماً :
    تذكَّر - أخي الموظف المسلم – أن جلوسك في مكتبك أو مكان عملك ، ومحافظتك على مواعيد الحضور والانصراف ، وحرصك على أداء عملك بالشكل المناسب،عبادة من العبادات ، وطاعة من الطاعات التي تتقرب بها إلى الله سبحانه متى صَلُحت نيتك ، واحتسبت ذلك عند الله جلَّ وعلا ، أسأل الله لي ولك التوفيق والسداد والحمد لله رب العباد ( راجع موقع صيد الفوائد saaid.net WWW. )
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •