*- أوقد أعرابيّ ناراَ يتّقي بها برد الصحراء في الليالي القارسة، ولما جلس يتدفّأ ردّد مرتاحاَ: اللهم لا تحرمنيها لا في الدنيا ولا في الآخرة.
*- ألحَّ سائلٌ على أعرابيّ أن يعطيه حاجةً لوجه الله، فقال الأعرابيّ: والله ليس عندي ما أعطيه للغير.. فالذي عندي أنا أولى الناس به وأحقّ! فقال السائل: أين الذين كانوا يؤثرون الفقير على أنفسهم ولو كانت بهم خصاصة؟ فقال الأعرابيّ: ذهبوا مع الذين لا يسألون الناس إلحافا.
*-سلم أعرابي ابناً له إلى معلم فقال لابنه: في أي سورة أنت؟ فقال: في قل يا أيها الكافرون، قال: بئس العصابة أنت فيهم. ثم غاب فسأله فقال: في إذا جاءك المنافقون، فقال: والله ما تنقلب إلا على أوتاد الكفر والنفاق، عليك بنعمك فارعها.
*- قيل لأعرابيّ: ما يمنعك أن تغزو؟ فقال: والله إني لأبغض الموت على فراشي فكيف أمضي اليه ركضاً.
*- جيء بأعرابيّ إلى أحد الولاة لمحاكمته على جريمة أُتهم بارتكابها، فلما دخل على الوالي في مجلسه، أخرج كتاباً ضمّنه قصته، وقدمه له وهو يقول: هاؤم إقرأوا كتابيه ..
فقال الوالي: إنما يقال هذا يوم القيامة.
فقال: هذا والله شرٌّ من يوم القيامة، ففي يوم القيامة يُؤتى بحسناتي وسيئاتي، أما أنتم فقد جئتم بسيئاتي وتركتم حسناتي.
*- حكى الأصمعي قال: كنتُ أسير في أحد شوارع الكوفة فاذا بأعرابيّ يحمل قطعةً من القماش، فسألني أن أدلّه على خياطٍ قريب. فأخذته إلى خياطٍ يُدعى زيداً، وكان أعور، فقال الخياط: والله لأُخيطنّه خياطةً لا تدري أقباء هو أم دراج، فقال الأعرابيّ: والله لأقولن فيك شعراً لا تدري أمدحٌ هو أم هجاء.
فلما أتم الخياط الثوب أخذه الأعرابيّ ولم يعرف هل يلبسه على انه قباء أو دراج! فقال في الخياط هذا الشعر:
خَاطَ لي زَيْدٌ قِبَاء ليتَ عينيه سِوَاء
فلم يدرِ الخياط أدُعاءٌ له أم دعاءٌ عليه.
*- وقف المهدي على عجوزٍ من العرب فقال لها: ممن أنتِ، فقالت: من طيء، فقال: ما منع طيّاً أن يكون فيهم آخر مثل حاتم، فقالت مسرعة: الذي منع الملوك أن يكون فيهم مثلك، فعجبَ من سرعة جوابها وأمر لها بصِلَة.
*-قيل: ادعى رجل من الاعراب النبوة في زمن المهدي العباسي
فاعتقله الجندي وساقوه الى المهدي فقال له: انت نبي؟
قال: نعم قال المهدي: الى من بعثت؟
قال الاعرابي أو تركتموني ابعث الى احد؟
بعثت في الصباح واعتقلتموني في المساء.
*- قال ابو المجسر الأعرابيّ: كانت لي بنت تجلس معي على المائدة فلا تقع عينها على لقمة نفيسة إلا خصّتني بها، فكبرت وزوجتها، وصرت أجلس إلى المائدة مع ابن لي، فوالله لن تسبق عيني إلى لقمة طيبة إلا سبقت يده إليها.
*- حكى الأصمعي قال: ضلت لي إبل فخرجت في طلبها وكان البرد شديداً، فالتجأت الى حي من أحياء العرب وإذا بجماعة يصلون وبقربهم شيخ ملتف بكساء وهو يرتعد من البرد وينشد:
أيا رب إن البرد أصبح كالحاً وأنت بحالي يا إلهي أعلم
فإن كنت يوماً في جهنم مُدخلي ففي مثل هذا اليوم طابت جهنم
قال الأصمعي: فتعجبت من فصاحته وقلت له: يا شيخ ما تستحي تقطع الصلاة وأنت شيخٌ كبير، فأنشد يقول: ...
*-يحكى أن أعرابيًا صاد قطًا ولم يكن يعرفه. سأله الأول: ما هذا السِّنَّوْر؟ سأله الثاني: ما هذا القط؟ والثالث: ما هذا الهر؟ والرابع: ما هذا الضَّيون؟ والخامس: ما هذا الحيطل؟ فمنَّ الأعرابي نفسه بربح طائل من ورائه، وما عتّم أن قال بعد أن خاب أمله:
لعنة الله عليه ما أكثر أسماءَه وأقل ثمنه !.
*رأى أعرابي القمر ليلة السابع والعشرين من رمضان وهو هلال على وشك المحاق فقال له: أنحل الله جسمك كما أخمصت بطني..!

*وقيل لأعرابي: ألا تغزو العدو؟ قال: وكيف يكونون لي عدوا ولا أعرفهم ولا يعرفونني..؟

*ورؤي أعرابي متعلقا بأستار الكعبة قبل الفجر وهو يقول: اللهم اغفر لي قبل أن يدهمك الناس...!!

*وقال أعرابي:

وإني لأهذي بالأوانس كالدمى***وإني بأطراف القنا للعوب

وإني على ما كان من عجرفيتي***ولوثة أعرابيتي لأديب


*اجتاز أعرابي على مسجد والمؤذن يقول: حي على الصلاة حي على الفلاح، فدخل وصلى جماعة، فحين أراد الخروج لم يجد مداسه، فتعلق بالمؤذن وطالبه بالمداس وقال: أنت الذي ناديت وجمعت اللصوص حتى سرقوه، فكلموه ولم يفد الكلام معه، ولم يخله حتى أخذ ثمنه.