تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 48

الموضوع: شرح كتاب العبودية

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    Lightbulb شرح كتاب العبودية

    انتقيت بعض الفوائد وباختصار للشرح ، لكتاب شرح كتاب العبودية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله شرحه الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :



    - وهناك فرق بين العبادة والعبودية ، فالعبادة هي : ما أمر الله - جل وعلا - به من الطاعات ، وتجنب المحرمات ، وأما العبودية فهي تتجه للأشخاص ، فالناس كلهم عباد لله ،لكن منهم من عبوديته لله طوعية اختيارية ، وهم المؤمنون ، ومنهم من عبوديته لله قهرية ...


    - فكيف نعرف أن الله يحب هذا الشيء ويرضاه ؟ إذا أمر به ، وشرعه فإنه يحبه ويرضاه ، وأما إذا لم يأمر به ولم يشرعه ، فإنه لا يحبه ولا يرضاه .

    - فالمحبة من أعمال القلوب ، وهي المحركة على على الطاعة والامتثال .

    - قوله ( والشكر لنعمه ) : الشكر أيضا من أعمال القلوب ، فالشكر يكون بالقلب ، ويكون بالجوارح ، أي بالعمل ، قال تعالى { اعملوا ءال داود شكرا } فالشكر يكون بالقلب والاعتراف لله سبحانه وتعالى بالنعم ، والثناء عليه بها ، ويكون بالعمل بأن يصرف هذه النعم لطاعة الله عز وجل .

    - ... ولما كان الناس لا يعرفون أو لا يعلمون العبادة التي ترضي الله سبحانه وتعالى ، فإنه لم يكلهم إلى اجتهادهم ، ولا إلى ظنهم ، وإنما أرسل الرسل يبينون لهم كيف يعبدون الله سبحانه وتعالى ، وأنزل الكتب أيضا لبيان عبادة الله جل وعلا .

    - قوله تعالى : { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين } فأمر الرسل أن يأكلوا من الطيبات أي : الحلال المباح ، وفي هذا نهي عن الأكل من الحرام ، والتغذي بالحرام ، لأن الأكل من الطيبات يعين على العمل الصالح ، والأكل من الحرام يصرف عن العمل الصالح .


    - قوله : ( وجعل ذلك لزاما لرسوله إلى الموت كما قال : { واعبد ربك حتى يأتيك اليقين } ) :
    أي جعل عبادة الله وحده لازمة للرسول صلى الله عليه وسلم إلى الموت ، كما قال تعالى : { واعبد ربك حتى يأتيك اليقين } واليقين هو الموت ، فليس لعمل المسلم غاية دون الموت ، وليس هناك حد من العبادة إذا بلغه الإنسان يترك العبادة ، لأنه وصل إلى الله كما تقول غلاة الصوفية ، كما يظن الذين يرون أن من بلغ مرتبة من الولاية فإنه تسقط عنه التكاليف ويصير من الخاصة ، أو من خاصة الخاصة ، لأنهم بزعمهم وصلوا إلى الله عز وجل ، وهذا مخالف لهذه الآية الكريمة ، وهل هناك أعظم من الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ وهل هناك أفضل من الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ وهل هناك أعلى مقاما من الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ ومع هذا أمره الله بمواصلة العبادة إلى الموت ، ولم يجعل لها حدا إذا وصله ينتهي ...


    - فالعبادة شاملة لكل الخلق بما فيهم الملائكة الكرام عموما ، والملائكة المقربون خصوصا ، والأنبياء والرسل ، والأولياء والصالحون ، وسائر الخلق ، فكلهم عباد لله سبحانه وتعالى يجب أن يعبدوه وحده لا شريك له وأن لا يشركوا به شيئا ، ولا يستكبروا عن عبادته .








    - يتبع إن شاء الله تعالى -
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  2. #2
    محب الشيخ العلوان Guest

    افتراضي رد: شرح كتاب العبودية

    جزاك الله خير
    ورفع الله قدرك

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: شرح كتاب العبودية

    بارك الله فيكم
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: شرح كتاب العبودية

    - لعن الله إبليس أي : طرده من رحمته بسبب كفره واستكباره عن أمر الله حينما أمره أن يسجد لآدم ، قال إبليس : { رب بما أغويتني } ولم يقل أني غويت فاغفر لي فاحتج بالقدر على المعصية ، ولم يتب من الذنب كما تاب آدم عليه السلام ثم قال : { لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين } توعد أن ينتقم من بني آدم ، إلا أنه استثنى بعضهم فقال : { إلا عبادك منهم المخلصين } ...




    - ...أما الله جل وعلا فإنه غني ، له ما في السموات وما في الأرض ولا يحتاج إلى ولد ، ولأن الولد جزء من الوالد ، وشبيه بالوالد ، والله جل وعلا ليس له جزء من خلقه ولا شبيه له ، فلا أحد من الخلق يكون من الله جل وعلا ، أو بعضا من الله ، ولا شبيها له ، قال تعالى : { بل عباد مكرمون } فوصف الملائكة بأنهم عباد مع شرفهم ومكانتهم ، فلم يخرجوا عن العبودية ، ولم يكونوا ولدا لله سبحانه وتعالى .


    - ...{ تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولد } فالسموات والأرض والجبال تستنكر أن يكون للرحمن ولد ، وأن يوصف الله بأنه اتخذ ولدا ، { وما ينبغي } أي : لا يليق ولا يجوز في حقه سبحانه أن يتخذ ولدا ، لأن ذلك تنقص لله عز وجل ، ووصف له بأن له شريك ، له جزء من عباده ، وأنه محتاج إلى الولد ، ثم بين سبحانه أن الجميع عباد لله ، فقال تعالى : { إن كل من في السموات والأرض إلا ءاتي الرحمن عبدا } ...
















    - يتبع إن شاء الله تعالى -
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: شرح كتاب العبودية

    - قوله : ( فالدين كله داخل في العبادة ) : أي دين الله جل وعلا كله داخل في العبادة ، فالعبادة والدين بمعنى واحد ، فالدين كله عبادة والعبادة كلها دين .

    - ... ثم في نهاية الحديث قال : ( فإنه جبريل آتاكم يعلمكم دينكم ) ، فدل على أن الإسلام والإيمان والإحسان كل ذلك داخل في الدين ، وأن الدين شامل لكل أنواع العبادة من إسلام وإيمان وإحسان .

    - العبادة هي الذل والانقياد لله عز وجل ، يقال : دان لله ، أي : ذل لله وخضع وانقاد له سبحانه وتعالى ، فدين الله عبادته وطاعته والخضوع له ، كلها بمعنى واحد .

    - قوله : ( فهي تتضمن غاية الذل لله بغاية المحبة له ) : فعبادة الله جل وعلا تتضمن معنيين أساسين : غاية الذل مع غاية الحب ، لا تكون ذلا فقط بدون محبة ، ولا تكون محبة فقط بدون ذل ، فإن من ذل لشيء ولم يحبه لا يكون عابدا له ، فتعريف العبادة إجمالا أنها غاية الذل مع غاية المحبة .

    - فالإنسان يذل للجبابرة والطواغيت ، ولكنه لا يحبهم ، فلا يقال : هذه عبادة ، وكذلك الإنسان يحب زوجته ، ويحب أولاده ، ولكنه لا يذل لهم فلا يقال : إنه عبدهم ، فالعبادة ما اجتمع فيها : غاية الذل مع غاية الحب ، كما قال ابن القيم رحمه الله في النونية :

    وعبادة الرحمن غاية حبه ... مع ذل عابده هما قطبان
    وعليهما فلك العبادة دائر ... ما دار حتى قامت القطبان





    - يتبع إن شاء الله تعالى -
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: شرح كتاب العبودية

    - قوله : ( فإن آخر مراتب الحب هو التتيم ) : الحب درجات يصل عددها إلى عشر ، لأن المحبة تتفاوت ، بعضها أشد من بعض ، فغايتها وآخرها التتيم ، وهذا إنما يكون لله سبحانه وتعالى ، لأن المحبة الكاملة لا تكون إلا لله عز وجل ، أما المحبة لغير الله فتكون ناقصة ، ولا يكون معها ذل ولا خضوع .


    - قوله : ( يقال : تيم الله أي : عبدالله ) هذا اسم من أسماء قبائل العرب ، وأصل تيم الله عبدالله ، فتيم الله أي المحب لله غاية الحب وأكمل الحب ، فلا يقال : تيم فلان ، وإنما يقال : تيم الله ، أي : عبدالله .


    - قوله : ( ولو أحب شيئا ولم يخضع له لم يكن عابدا له ) : كذلك من أحب شيئا ولم يخضع له لم يكن عابدا ، فالمحبة وحدها لا تكون عبادة ، والذل وحده لا يكون عبادة ، بل لابد من اجتماع الأمرين : غاية الذل ، مع غاية الحب .






    - يتبع إن شاء الله -
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: شرح كتاب العبودية

    - قوله : ( وتحرير ذلك أن العبد يراد به " المعبد " الذي عبده الله فذلـله ودبره وصرفه ) : العبودية على قسمين :
    القسم الأول : عبودية عامة :
    وهي لكل من في السموات والأرض من المؤمنين والكفار ، فالكفار عباد لله ، بمعنى أنهم تجري عليهم مقادير الله سبحانه وتعالى ، وينفذ بهم قضاؤه ، فكلهم بهذا الاعتبار عباد لله : المؤمن والكافر، فالكافر لا يخرج عن العبودية ، فهو عبد لله ، عبادة قهرية ، قال تعالى : { ءأنتم أضللتم عبادي هؤلاء أم هم ضلوا السبيل }.


    القسم الثاني : عبودية خاصة :
    وهي عبودية المؤمن لله ، فالمؤمن عبد لله عبادة اختيارية ، لأن العبودية الخاصة الشرعية ، خاصة بالمؤمنين دون الكفار ، قال تعالى : { إن عبادي ليس لك عليهم سلطان } ، هذه عبودية خاصة ، وهي عبودية المؤمنين لله ، الذين انقادوا لشرعه وأفردوه بالعبادة .




    - ( ومثل هذه العبودية لا تفرق بين الجنة والنار ) : أي : إن هذه العبودية القاصرة التي يعبد فيها الله ببعض أنواع العبادة ويشرك به في البعض الآخر لا تنفع العابد ، فقد كان للمشركين شيء من توحيد الألوهية حيث كانوا يحجون ويعتمرون ، وكانوا يتقربون إلى الله ببعض أنواع العبادات ، ولكنهم يشركون في الأنواع الأخرى كالذبح والنذر والدعاء والاستغاثة وغير ذلك ، فلا فرق بين هذا الذي أتى ببعض توحيد الألوهية وبين الذي جحده كله ، فلا تفريق بينهما في الحكم ، لأن الدين كله لله عز وجل ، ولا يصلح الدين إلا أن يكون كله خالصا لله ، قال تعالى : { فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون } .
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: شرح كتاب العبودية

    - ( وقال تعالى : { قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل أفلا تذكرون } إلى قوله : { قل فأنى تسحرون } ) .


    هذه الآيات من سورة ( المؤمنون ) تدل على أن المشركين معترفون بتوحيد الربوبية ، ولكنهم جحدوا توحيد الألوهية أو بعضه ، فلم يدخلهم إقرارهم بتوحيد الربوبية أو ببعض توحيد الألوهية في الإسلام ، ولم ينجهم من النار ، فالمدار على توحيد الألوهية . توحيدا خالصا من الشرك .




    - ... وقال لربه : { أرءيتك هذا الذي كرمت علي } يخاطب الله بهذا الخطاب الكفري القبيح ، والله جل وعلا وهو يعلم أن الله له الفضل يؤتي فضله من يشاء لا حجر على الله جل وعلا ، وكان الواجب أن يدعو الله أن يكرمه وأن يعزه ، أما أن يعترض على الله جل وعلا ، فهذا كفر بالله عز وجل . لا اعتراض على الله جل وعلا .




    - ... وزعم إبليس أن النار أحسن من الطين ، وهذا من انتكاس الفهم ، فالطين أحسن من النار ، لأن الطين طيب ينبت ويثمر وبارد ، وأما النار فهي محرقة ولا تنتج شيئا ، ولهذا قيل : أول من قاس القياس الفاسد إبليس .
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: شرح كتاب العبودية

    - وقوله : ( بخلاف من يقر بربوبيته ولا يعبده أو يعبد معه إلها آخر ) : أي : من لا يعبده أصلا وهو المستكبر ، أو يعبده ويعبد معه غيره وهو المشرك ، فكثير من الناس اليوم يصومون ويصلون ويحجون ويذكرون الله ويسبحونه ، ولكن يعبدون مع الله غيره بأنواع من العبادات كالذبح والنذر والاستغاثة وغير ذلك مما يفعلونه عند القبور ، ويشركون بالله الشرك الأكبر مع أنهم يعبدون الله ببعض أنواع العبادات ، فهذا لا يكفي وعباداتهم باطلة ، لأن الشرك يبطل الأعمال ، قال تعالى : { ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين } ، فالشرك يحبط الأعمال .




    - قوله : ( فالإله الذي يألهه القلب .. ) : الإله هو المألوه بأنواع العبادة وأعظمها الحب في القلب بأن يألهه القلب يعني : يحب الله عز وجل ، قال تعالى : { والذين ءامنوا أشد حبا لله } .




    - قوله : ( وهذه العبادة هي التي يحبها الله ويرضاها ) ، ولهذا قال رحمه الله في بداية الرسالة : ( العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه : من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة ) : هذه هي العبادة التي يحبها الله ويرضاها ، أما العبادة التي لا يحبها الله ولا يرضاها وهي عبادة المشرك فهي باطلة .




    - قوله : ( وبها بعث رسله ) : اي : بعبادة الله المستمرة بعث الله رسله ، قال تعالى : { وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون }
    وقال : { ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين } ، فهذه رسالة الرسل عليهم السلام ، جاؤوا بالأمر بعبادة الله وحده لا شريك له . والاستمرار عليها إلى الممات .
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: شرح كتاب العبودية

    - الناس مع التوحيد ثلاثة أنواع :
    * النوع الأول : من أقر بالربوبية ولم يعبد الله فإنه كافر من اتباع إبليس حيث آمن بربه ولم يفعل ما أمر به .

    * النوع الثاني : ( ومن اكتفى بها في بعض الأمور دون بعض ..) ، من الناس من يرفض التوحيد ويأتي ببعضه كمن يعبد الله ويعبد معه غيره فهو مشرك .

    * النوع الثالث : من يعبد الله وحده لا شريك له لكن عنده بعض الذنوب التي دون الشرك .
    فهذا ( نقص من إيمانه وولايته لله بحسب ما نقص من الحقائق الدينية ) ، قد يكون النقص دون الشرك ، فالمعاصي التي دون الشرك تنقص الإيمان والتوحيد ، سواء كانت كبائر أو صغائر ، فالكبيرة التي دون الشرك تنقص حقيقة الإيمان ولا تبطله كما يقول الخوارج وأتباعهم ، والذنوب الصغائر تنقص كمال الإيمان .


    - قوله : ( وهذا مقام عظيم فيه غلط الغالطون ..) : وهو أمر التوحيد والعبادة ، ومن هو المشرك ومن هو الموحد ، ومن هو المؤمن ومن هو الكافر ، ومن هو ناقص الإيمان هذا مقام عظيم يحتاج إلى اهتمام ، ويحتاج إلى تأمل ودراسة لئلا يزل الإنسان فيه فيهلك ، وقد زل فيه أكابر العلماء كالمعتزلة والأشاعرة ، مع أنهم علماء ، فالخطر في هذا عظيم ، ولهذا تعد هذه الرسالة - رسالة العبودية - رسالة قيمة وجيدة ، ينبغي العناية بها ودراستها ، وفهم ما فيها ، وتفهيم الناس إياها .


    - قوله : ( وإلى هذا أشار الشيخ " عبدالقادر " ) : الشيخ عبدالقادر الجيلاني رحمه الله ، من علماء الحنابلة ومن أئمتهم ، وهو عابد من العباد ، وله كتاب في المذهب الحنبلي اسمه ( الغُنية ) مطبوع مشهور ، وقد غلا فيه الصوفية والقبورية وادعوا له أنه ينفع ويضر كسائر الأولياء والصالحين ، وجعلوا له طريقة يسمونها (القادرية) : وهي طريقة صوفية نسبوها إليه ، وهو برئ منها ، لأنه على المنهج السليم ، والمنهج المستقيم ، لكن غلا في صلاحه وعلمه كثير من الصوفية ، وجعلوه شيخ طريقة ، وهو برئ من ذلك .
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: شرح كتاب العبودية

    - ... فالاحتجاج بالقدر إنما يكون على المصائب التي لا حيلة للعبد في دفعها ، أما المعايب والذنوب فلا يحتج عليها بالقضاء والقدر ، بل يتوب إلى الله ويستغفر الله عز وجل . لأن العبد فعلها باختياره ومشيئته .


    - ... فلو كان في القضاء والقدر حجة لكم لما بعث الله الرسل تنهى عن الشرك والمعاصي فالله بعث الرسل بذلك ، قال تعالى : { ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت } فهذا دليل على أنه لا حجة لهم فيما قالوا ، فلماذا يأخذون جانبا يوافق أهواءهم وهو القضاء والقدر ، ويتركون الجانب الآخر الذي يخالف أهواءهم ، وهو الأمر والنهي والشريعة وقدرتهم واستطاعتهم على الفعل والترك ، فهم تركوا ما أمروا به اختيارا منهم لا اضطرارا ولا إكراها .

    ولذلك فإن أهل الإيمان جمعوا بين الأمرين : فآمنوا بقضاء الله وقدره ، وآمنوا بشرعه ، وفعلوا الطاعات وتركوا المعاصي والمحرمات ، فجمعوا بين هذا وذاك ولم يحصل منهم تناقض و لا اضطراب ، كما حصل عند هؤلاء .


    - ... فقد احتج إبليس بالقدر فقال : { رب بما أغويتني } فنسب الإغواء إلى الله ولم يقل : غويت ولذلك فآدم لم يحتج بالقضاء والقدر على آكله من الشجرة ومعصيته لله ، بل اعترف بذنبه وتاب إلى الله : { قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين } .
    فالمؤمن لا يحتج بالقضاء والقدر على المعصية ويعتذر لنفسه ، بل يتوب إلى الله ويستغفر ويندم ، هذا هو الفرق بين إبليس وآدم ، فآدم تاب الله عليه وغفر الله له ، وأما إبليس فاحتج بالقدر ولم يتب فلعنه وطرده .
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: شرح كتاب العبودية


    - وقوله : ( ولو كان هذا عذرا لكان عذرا لإبليس وقوم نوح وقوم هود وكل كافر ). وكذا كل مشرك يقول : { لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا } ، لو كان القضاء والقدر حجة على المعصية لصار حجة للأمم السابقة من إبليس وأتباعه ، ولم يرسل الله الرسل بالأوامر والنواهي .

    - قوله : ( قال تعالى : { فاصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك } ) : تصبر على مشقة الطاعة وعلى ألم المصيبة ، وتستغفر لذنبك إذا وقع منك ذنب ، ولا تقل : هذا قضاء وقدر ، فهناك فرق بين الصبر وبين الاستغفار ، إذ الصبر يكون على ما لا حيلة لك فيه ، وأما الاستغفار فإنه يكون عما وقع منك ، ولك حيلة في تركه .

    - قوله : ( وقال تعالى : { وإن تصبروا وتتقوا } ) : تأمل كيف جمع بين الأمرين : أن تصبروا على القضاء والقدر ، وتتقوا الله بفعل أوامره وترك نواهيه .
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: شرح كتاب العبودية


    - قوله : ( وكذلك ذنوب العباد ، يجب على العبد فيها أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ) : فلو كان القضاء والقدر حجة ؛ لما شرع الله الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فلا تأمر الناس بشيء مقدر عليهم ! ، أو تنهاهم عن شيء مقدر عليهم ! ، فهذا دليل على أنه لا تعارض بين الشريعة وبين القضاء والقدر ، كما تقوله الجبرية وأهل الضلال ، ولماذا شرع الله جهاد الكفار ، ولا يقال : الكفار معذورون ! لأن الكفر مقدر عليهم فكيف نجاهدهم ! ، فدل على أن القضاء والقدر ليس فيه حجة على الكفر ، لأنهم باستطاعتهم أن يتركوا الكفر ويدخلوا في الإيمان ، ولكنهم لم يفعلوا ذلك .

    - وكذلك قوله : ( ويحب في الله ويبغض في الله ) : فيحب أهل الإيمان ويبغض أهل الكفر والمعاصي ، ويسمى هذا ( باب الولاء والبراء ) : وهو باب عظيم ، يحاول الملاحدة اليوم أن يكسروه وأن يلغوه ، ويقولون : الناس إخوان في الإنسانية ولابد من التسامح وما أشبه ذلك من الألفاظ القبيحة ، ويريدون أن يذيبوا الولاء والبراء ، ويزيلوا الفوارق بين المسلمين والكفار ، وبين أهل الطاعة والمعصية ، وبين أهل الفجور وأهل التقوى ، ويسووا بين الناس ، ويسمون هذا بالتسامح والإنسانية ، وبعدم كره الآخر وما أشبه ذلك من الألفاظ والأسماء البراقة ، وهذا باطل ، وهو إلغاء لأصل من أصول الإسلام ، فإذا زالت الفوارق بين المسلمين والكفار ، وصاروا كلهم سواء ؛ لم يكن للإيمان ميزة ولا للطاعة ميزة ولا للكفر ذم ، وصار المطيع والعاصي سواء ، وصار الكفر والإيمان سواء عندهم ، نسأل الله العافية .

    - ... فالإنسان عبد ، خلقه الله عبدا ، فهو إما أن يكون عبدا لله ، وإما أن يكون عبدا لغيره .
    يقول ابن القيم :
    هربوا من الرق الذي خلقوا له ... فبدلوا برق النفس والشيطان
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  14. #14

    افتراضي

    رفع الله قدرك ؛ نحن بحاجة الى كلام السلف .. بوركت الجهود

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: شرح كتاب العبودية

    - وقال تعالى : { لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله } إلى قوله { أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه } [ المجادلة : 22 ]
    فالإيمان يتنافى مع موالاة الكفار فالذي في قلبه إيمان لا يمكن أن يوالي الكفار ويحبهم أبدا ؛ لأن الله يبغضهم ، والمؤمن يبغض من بغضه الله سبحانه ، ويحب من يحبه الله ، وتلك علامات المؤمن ، و { ومن حاد الله ورسوله } هو الذي كفر بالله ورسوله ، ولو كانوا أقرب الناس إليهم ، بأن { كانوا ءاباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم } فإذا كان هذا في الأقارب ؛ فكيف بغير الأقارب من الكفار .
    الشاهد من هذا : أنه لو كان هناك عذر بالاحتجاج بالقضاء والقدر ما أمر الله بمعاداتهم ومقاطعتهم .

    - وقال تعالى : { لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون } :
    كذلك لا يستوي أصحاب النار وهم الكفار والمشركون ، وأصحاب الجنة من المؤمنين المتقين ، هؤلاء في نعيم ، وهؤلاء في جحيم ، والله لم يسو بينهم ففي هذه الآيات أنه لو كان القضاء والقدر حجة على الكفر والمعاصي لسَوى الله بينهم في الآخرة وصاروا كلهم في الجنة .
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: شرح كتاب العبودية

    - قوله : ( بل قد آل الأمر بهؤلاء إلى أن سووا الله بكل موجود ) :
    هؤلاء هم غلاة الصوفية كابن عربي وأتباعه أهل وحدة الوجود ، فهم يقولون : لا تفريق في الكون بين خالق ومخلوق ، كله سواء ، كل الكون هو الله ، والتوحيد عندهم أنك لا تقسم الكون إلى مخلوق وخالق ، بل تجعل الكون كله هو الله ، حتى الكلاب والخنازير فهي عندهم هي الله ، فمن فرق بينهما فهو مشرك ، ويقولون : إن فرعون لم يخطئ إلا لأنه ادعى الربوبية لنفسه ، ففرق بين الكائنات ؛ ولذلك كفر ، وإلا لو اعتقد أن الكون كله هو الله لصار موحدا .


    - ( وهذا ليس بشهود لحقيقة ؛ لا كونية ولا دينية ) :
    أي هذا المذهب الخبيث ليس فيه إثبات شيء ، هذا أشد أنواع الإلحاد لأنه مخالف للحس والعقل والشرع .

    - فالواجب على الإنسان إذا اطلع على هذه الأمور - وهي واقعة - أن يسأل الله السلامة والعافية ، وأن يشكر الله على نعمته ، وعلى فضله أن هداه للإسلام والإيمان وركب فيه العقل الذي يميز بين الحق والباطل ، هذا من ناحية .
    ومن ناحية أخرى يخاف على نفسه من الضلال والزيغ والإلحاد ، فهؤلاء آدميون لهم عقول ، ولكن طمس الله بصائرهم وأبصارهم وأضلهم على علم والعياذ بالله ، فالإنسان يخشى على نفسه من هذه الأمور ، وإنما يدرسها من أجل أن يحذر منها ، وأن يشكر الله وأن يسأل الله الثبات ، أما إذا لم يعرفها فإنه لربما وقع فيها واغتر بها وهو لا يدري ، نسأل الله العافية لا سيما ولها دعاة يروجونها بين الناس .
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: شرح كتاب العبودية

    - .. وأما أهل النفاق فيجاهدون باللسان ؛ لأنهم يظهرون الإسلام ، ويظهر منهم كلام سيئ وتفوح منهم روائح الكفر ، فهؤلاء يجاهدون باللسان وذلك بالرد عليهم وإبطال شبهاتهم ، وتتبع مقالاتهم ومؤلفاتهم والرد عليهم لئلا تروج عند الناس ، فتشيع ويظنونها حقا ؛ لأنهم قد يُعطون فصاحة ، وبلاغة ، فيغرون الناس بأساليبهم وفصاحتهم ويلبسون الحق بالباطل ، ولا يقوم بهذا إلا أهل العلم ، فهم الذين يردون على المنافقين ، ويبطلون شبهاتهم ، قال تعالى : { يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم } .

    - قوله : ( فيجتهدون في إقامة دينه ، مستعينين به ، دافعين مزيلين بذلك ما قُدر من السيئات ، دافعين بذلك ما قد يخاف من ذلك ) :

    فالمؤمنون يقومون بالجهاد في سبيل الله لأهل الكفر ولأهل النفاق ؛ لئلا ينتشر الكفر ويختفي الإيمان ، ويذل المسلمون ويعز الكفار ، فلابد من الجهادين : جهاد الكفار من الخارج وجهاد المنافقين من الداخل ، فالمنافقون يعيشون مع المسلمين ويزعمون أنهم مسلمون ، ولكنهم ينشرون الشر ، وهم خدم للكفار في كل زمان زمكان ، فلابد من جهاد الكفار من الخارج وجهاد المنافقين من الداخل ؛ حتى ينتصر الإسلام وينقمع أهل الشر .


    - ثم ذكر المصنف رحمه الله لذلك أمثلة محسوسة على وجوب فعل الأسباب، فقال : ( كما يزيل الإنسان الجوع الحاضر بالأكل ) :
    فنحن ندافع الكفر والشرك والنفاق وإن كان ذلك مقدرا ولا نستسلم له ، كما أننا ندافع الفقر والجوع والظمأ بالأكل والشرب ، ولا نحتج بالقدر لنجلس ونستسلم ، فلماذا لا يحتج هؤلاء بالقدر على ترك الطعام والشراب ؟ فهم بفطرهم يأكلون ويشربون ويطلبون الرزق ، ولا يقولون : هذا مقدر ، فلماذا يحتجون بالقدر في ناحية ، ويتركونه في ناحية أخرى ؟ فالقدر إذن ليس حجة لنا في ترك مدافعة الشرور ، فكما ندافع الجوع والعطش ، ندافع الكفار والمنافقين والمشركين والعصاة .
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: شرح كتاب العبودية


    - فالمشركون كذبوا على الله سبحانه وتعالى ، كما قال الله عنهم : { وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها ءاباءنا والله أمرنا بها } أي : أن الله قدرها علينا فاحتجوا بالقدر على فعل الفواحش وأن الله راض عنهم في ذلك ، فرد الله عليهم بقوله : { قل إن الله لا يأمر بالفحشاء } .

    - قوله : ( وإذا حُققٓ على هؤلاء ما يزعمونه من العقليات المخالفة للكتاب والسنة وجدت جهليات واعتقادات فاسدة ) :
    هم يقولون أن الأدلة العقلية يقينيات ، فيعتبرون الأدلة وهي في الحقيقة جهليات لأن اليقينيات ما دل عليه الكتاب والعقل السليم لا يخالف النقل الصحيح أبدا ، فإن اختلفا : فإما أن يكون النقل غير صحيح ، وإما أن العقل غير سليم ، هذه هي القاعدة ، لأن العقل لا يدرك كل شيء ، فهو قاصر وتابع للنقل ، ولو كانت العقول كافية لما احتجنا إلى نزول القرآن والسنة .

    - الذي يتبع هواه لا يكون متبعا لدين شرعه الله ، وإنما يتبع الدين الذي يمليه عليه هواه وله حالتان : إما أن يكون صوفيا غاليا يتبع ما يسمى بالحقيقة ولا يتبع الشريعة ويقولون الحقيقة للخواص والشريعة للعوام وهذه الحقيقة بدعة ابتدعوها . وإما أن يكون جبريا يحتج بالقدر كما سبق بيانه .

    -
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: شرح كتاب العبودية

    - وقال : { ومن يتق الله يجعل له مخرجا } ، وقال تعالى : { ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا } ، فالتقوى سبب للخروج من الشدائد ، وهي عمل من الأعمال .- قال شعيب عليه السلام لقومه : { إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب } ، فالتوفيق سبب التوكل والإنابة .- قوله : ( الاعتصام بالسنة نجاة ) :أي : من أسباب النجاة مخالفة هؤلاء والتمسك بالسنة ، قال : ( فإنه من يعش منكم بعدى فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ) : فعند ظهور الفتن والشرور لا نجاة إلا بالتمسك بالسنة ، وهي من أعظم الأسباب التي أمر بها النبي .- قوله : ( والعبادة والطاعة والاستقامة ولزوم الصراط المستقيم ) هذه كلها أمور مطلوبة ، ولكن متى تحصل ؟ تحصل إذا اتخذت أسبابها .وهي الاستقامة والطاعة وسلوك الصراط المستقيم والعبادة والدين كل منهما ينبني على أصلين ، إن حققت الأصلين تحقق لك ما تريد ، وإن لم تحقق الأصلين لم يتحقق لك شيء ، والأصلان هما :الأول : الإخلاص لله عز وجل في القصد والنية ، فلا يكون في عملك شرك أو قصد وتوجه لغير الله سبحانه .الثاني : المتابعة للرسول ،قال تعالى : { بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون } ،فقوله : { أسلم وجهه لله } أي أخلص عمله لله من الشرك ،{ وهو محسن } أي : وهو متبع لسنة الرسول ،من جمع بين الشرطين ، فإنه يحصل على هذه النتيجة ، وله أجره عند ربه ..- قال تعالى : { فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم } ، فليس هناك هداية إلا بالاستجابة لرسول الله والتمسك بسنته ، ولن يحصل ذلك إلا إذا تعلم الإنسان سنة الرسول وفهمها وأتقنها ، ثم بعد ذلك يتمسك بها على بصيرة ...
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: شرح كتاب العبودية

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة

    - وقال : { ومن يتق الله يجعل له مخرجا } ، وقال تعالى : { ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا } ، فالتقوى سبب للخروج من الشدائد ، وهي عمل من الأعمال .

    - قال شعيب عليه السلام لقومه : { إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب } ، فالتوفيق سبب التوكل والإنابة .

    - قوله : ( الاعتصام بالسنة نجاة ) :
    أي : من أسباب النجاة مخالفة هؤلاء والتمسك بالسنة ، قال : ( فإنه من يعش منكم بعدى فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ) : فعند ظهور الفتن والشرور لا نجاة إلا بالتمسك بالسنة ، وهي من أعظم الأسباب التي أمر بها النبي .

    - قوله : ( والعبادة والطاعة والاستقامة ولزوم الصراط المستقيم ) هذه كلها أمور مطلوبة ، ولكن متى تحصل ؟
    تحصل إذا اتخذت أسبابها . وهي الاستقامة والطاعة وسلوك الصراط المستقيم والعبادة والدين كل منهما ينبني على أصلين ، إن حققت الأصلين تحقق لك ما تريد ، وإن لم تحقق الأصلين لم يتحقق لك شيء ، والأصلان هما :

    الأول : الإخلاص لله عز وجل في القصد والنية ، فلا يكون في عملك شرك أو قصد وتوجه لغير الله سبحانه .
    الثاني : المتابعة للرسول ،قال تعالى : { بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون } ،

    فقوله : { أسلم وجهه لله } أي أخلص عمله لله من الشرك ،
    { وهو محسن } أي : وهو متبع لسنة الرسول ،
    من جمع بين الشرطين ، فإنه يحصل على هذه النتيجة ، وله أجره عند ربه ..

    - قال تعالى : { فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم } ، فليس هناك هداية إلا بالاستجابة لرسول الله والتمسك بسنته ، ولن يحصل ذلك إلا إذا تعلم الإنسان سنة الرسول وفهمها وأتقنها ، ثم بعد ذلك يتمسك بها على بصيرة ...
    .................
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •