تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الصلاة الاسلامية في المنظور الطبي الحديث

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2013
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    111

    Question الصلاة الاسلامية في المنظور الطبي الحديث

    الأصل في العبادات الإسلامية هو الالترزام والطاعة والأداء، سواء فهم المسلم أسرار ما يؤديه أم لم يفهم، فإذا هو علم فقد جمع بين الحسنيين، ودخل في زمرة العالمين الذين رفع الله شأنهم واصطفاهم من بين خلقه أجمعين. والصلاة في الإسلام فرض فرضه الله على المسلمين يؤدونه خمس مرات في اليوم (نهاره وليله) وتشتمل على مجموعة من الحركات المنظمة التي تتخللها قراءة نصوص وأذكار معلومة، كما أن هناك عدد من الصلوات غير المفروضة، ومنها ما يتصل بمناسبات وأوقات متنوعة.. والصلاة صلو بين العبد وربه، تقوده إلى رضوانه، وتمهد له الطريق إلى العناية الربانية، وهي لأهميتها لا تسقط عن المسلم حتى في حالة الحرب.. وللصلاة في الإسلام منزلة تفوق منزلة أي عبادة أخرى، فهي عمود الدين، كما ثبت هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (رأس أم الإسلام وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد). وهي أول ما فرضه الله من العبادات على المسلمين، وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، وهي آخر وصية وصى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في فراش اختضاره، كما أنها العبادة التي أمر الله بالمحافظة عليها، فقال سبحانه: (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين) سورة البقرة: ٢٣٨. وترك الصلاة انسلاخ من الإسلام، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلّم في رواه مسلم في صحيح: (بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة). وعن الترمذي بإسناده صحيح أن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلّم كانوا لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير ترك الصلاة. ولما كانت الصلاة على هذا المستوى السامق من الأهمية والمنزلة في الإسلام لم تفرض كسائر العبادات، بل كان فرضها في السماء ليلة المعراج، الليلة التي تجاوز رسول الله صلى الله عليه وسلّم فيها الكون كله، مادة وروحا، ووصل إلى سدرة المنتهى فكان قاب قوسين أو أدنى، فأوحى الله إليه ما أوحى، ومن هذا الأمر بالصلاة. وبعد رحلة المعراج عاد الرسول إلى الأرض مبشرا بالصلاة فرضا عظيما من فرائض الدين الحنيف. تستلزم الصلاة طهارة الجسم والثياب والمكان، وتتضمن طهارة الجسم غسل الجنابة إذا كان هناك داع لذلك، والاستنجاء والوضوء ويقول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيدكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين) المائدة: ٦ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم فيما رواه أبو هريرة: (أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شيء؟ قال: فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا) كما أمر فقال صلى الله عليه وسلّم: (أسبغ الوضوء وخلل بين الأصابع) وقال: (استنثروا مرتين بالغتين أو ثلاثا). ومن المعروف في السنة الصحيحة، أن الوضوء يهيء المسلم نفسيا للدخول في الصلاة، إذ يذهب عنه الغضب والتوتر ويريح أعصابه، فلقد أخرج الإمام أحمد في مسنده أن رجلا دخل على عروة بن محمد، فكلمه بكلام أغضبه، فلما أن غضب قال ثم عاد إلينا وقد توضأ، فقيل له لم فعلت ذلك؟ قال: حدثني أبي عن جدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: (إن الغضب من الشيطان وإن الشيطان خلق من النار، وإنما تطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ). وقد أثبت العلم الحديث أن الوضوء (والاغتسال، أيضا) - في وجود الضوء - يساعد على سقوط فوتونات الضوء Light Photns فوق زاد الماء، ويعمل على انتشار أيونات سالبة الشحنة، من جزئيات الماء المتناثرة في الهواء، وهذه الشحنات السالبة عبارة عن شحنات كهرومغناطيسية، وتؤثر في جسم المتوضىء أو (المغتسل) تأثيرا حسنا من الناحية الصحية، إذ تسبب الاسترخاء الغضلي فتزيل أي توتر عصبي أو أي انفعال ناتج عن الغضب. كما ثبت علميا وجود ملايين الميكروبات على الجلد طوال النهار، وخلال الممارسات المعيشية، وتقف ملايين الميكروبات على الأيدي والأقدام والوجه وغيره، وإذا تركت هكذا مدة طويلة تثبت نفسها وتتكاثر، ونتيجة لأنشطتها المختلفة تظهر علامات الإصابة بها في شكل أعراض مرضية على المصاب…!! ولقد ثبت علميا أن الاغتسال بالماء الجاري ثلاث مرات - في الوضوء - يزيل نحو ٩٥٪ من هذه الميكروبات، فإذا توضأ المسلم عدة مرات كل يوم أدى ذلك إلى تخلصه نهائيا من جميع الميكروبات.. ولسوف نتناول هذا بالتفصيل بعد قليل. إذا كانت الشرائع السماوية السابقة لتاريخ ظهور الإسلام تحتوي صلوات، فإن الصلاة بالشكل والنظام الإسلاميين، من حيث الأوقات والتكرار والحركات، لا تضارعها صلاة أخرى، ولا توازيها تمارين رياضية، ولا تعادلها تدريبات نفسية، ولا ما شابه هذا أو ذالك.. بل إن التاريخ أثبت أن الحركات الرياضية المعروفة بالسويدية تم تصميمها بعد مشاهدة صلوات المسلمين في دقة نظامها الحركي. ينظر المتخصصون الرياضيون إلى الصلاة الإسلامية فيجدوها أرقى مما وصل إليه فن الرياضة عند من لم يعرفوا هذه الصلاة، وينظر الأطباء فيفكرون مليا في أمر هذه الحركات فيجدونها ذات منافع بالغة لصحة أعضاء الجسم وعملياته الحيوية، وينظر النفسانيون إلى سكينة المصلى وخشوعه واستقراره النفسي، فيجدون أن الصلاة الإسلامية تحقق لم يمارسها ما اختار أطباء النفس من أجل تحقيقه في مرضهم. ويمكن إجمال الفوائد الطبية البدنية للصلاة فيما يلي: ١- يقف المصلي على قدميه منفرجتين بمسافة تحفظ عليه توازنه حين يهبط إلى السجود، وحين ينهض واقفا منه وهذه الوقفة تقوي الأعصاب. ٢- يرفع المصلي يديه في بدء الصلاة (تكبيرة الإحرام) إلى شحمتي أذنيه، وينلهما ثم يقرأ سورة الفاتحة وبعض الآيات من سورة أخرى، ثم ينحني راكعا فاردا رجليه مع استواء الظهر في زاوية قائمة على الرجلين، ويذكر الله ببعض الكلمات المعروفة لديه، ثم يرتفع واقفا، ثم يهوي إلى الأرض ساجدا ويذكر الله ببعض الكلمات المعروفة لديه أيضا، ثم يجلس فترة وجيزة مطمئنة، ثم يسجد مرة أخرى، ثم يقوم واقفا ليصل الركعة الثانية بالركعة الأولى أو السابقة.. والمصلي و هو يفعل هذه الحركات تتحرك عضلات جسمه انقباضا وانبساطا، سواء في الذراعين أو الرجلين، وتحريك المفاصل جميعها، وانطواء الفخذين على البطن يؤدي إلى تمسيد البطن والصدر والأحشاء المرافقة، وأيضا تتمدد عضلات الظهر. ٣- لقد ثبت للأطباء، والعامة كذلك، إن الإنسان الذي يتعود على الصلاة وعلى أدائها كما يجب أن تؤدى منذ طفولته يتقي العديد من أمراض الظهر، كالإنزلاق الغضروفي والتيبس. ٤- الانتظام مع أداء هذه الصلاة عدة مرات في اليوم (خمس مرات إجبارية) يؤدي إلى تنظيم أعمال التغذية، فيتمثل الطعام وتحترق الفضلات الضارة، ويتخلص الجسم من السموم المتخلفة عن هضم الطعام، وينجو من التسمم الغذائي، كما أنه ينجو من الكسل والإكثار من الأكل والنوم. والمحافظة على أداء الصلاة في أوقاتها كل يوم أمر نصت عليه آيات القرآن الكريم فالله سبحانه وتعالى: (حافظوا على الصلاوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين) سورة البقرة: ٢٣٨ (إن الإنسان خلق هلوعا، إذا مسه الشر جزوعا، وإذا مسه الخير منوعا، إلا المصلين، الذين هم على صلاتهم دائمون) المعارج ١٢- ٢٣ ٥- إن للسجود في الصلاة الإسلامية أثر حسن في الأوعية الدماغية Brain Vessels ومهما جدا لوظائف الدماغ وبالتالي يتقي المصلي بسجوده الكثير مما يعتري غيره من الإضطرابات العصبية الخطيرة التي تحدث نتيجة اضطرابات هذه الأوعية، مثل: اسندادها أو تمزقها. وتحصي حركات الرأس المفاجئة في كل ركعة من ركعات الصلاة بست مرات، أي إنها تتكرر ١٠٢ مرة في الصلوات المفروضة يوميا، ناهيك عن صلوات السنن والنوافل، وبالتالي تكون حركات الأوعية الدماغية - من انقباض وانبساط- كثيرة، فيؤدي هذا إلى مرونتها وتقوية جدرانها، وبالتالي ينجو المصلي من احتمالات تمزق أو نزف هذه الأوعية الدموية. ٦- الصلاة في الإسلام نظام ناجح كعلاج طبيعي لمن تجري لهم عمليات جراحية في العمود الفقري، ولمرضى العمود الفقري عموما، فلقد قام د\شفيق جودت الزيات أستاذ جراحة الأعصاب بكلية الطب (جامعة البصرة) بأبحاث أوصلته إلى ابتكار طريقة لجراحة الفقرات والانزلاق الغضروفي سنة ١٩٨٥م، وتم تسجيل هذا الابتكار في الأكاديمية الأمريكية بالولايات المتحدة تحت اسم (طريقة الزيات). والطريف في الأمر أن الصلاة كانت العلاج الطبيعي لهؤلاء الذين أجري لهم الدكتور الزيات جراحات العمود الفقري بنسبة ١٠٠٪، وفي أسرع وقت شفي المرضى ومارسوا حياتهم بطريقة طبيعية. ٧- الصلاة في الإسلام نظام ناجح جدا للوقاية من مرض دوالي الساقين، وقد أثبت هذا طبيب مصري ببحث أجراه ونال به درجة الماجيستير (تخصص جراحة) من كلية الطب، جامعة الاسكندرية. وهذه بعض المقتطفات الموجزة من هذه الدراسة العلمية: قرر ديفد كرستوفر (١٨٩١) أن الغضوط الواقعة على أوردة الطرفين السلفيين، وفي أي نقطة منها، ما هي إلا محصلة لثلاثة أنماط من الغضوط المنفردة وهي: أ- الضغط الناجم عن قوة الدفع المترتبة على ضخ عضلة القلب (hdrolic( ب- الضغط الواقع بتأثر الجاذبية الأرضية إلى أسفل hgdroststic وهو على قدر من الاهمية، ويرجع إلى الوضع المنتصب للإنسان، ولهذا تكون أية نقطة في الجهاز الوريدي تقع تحت مستوى الأذين الأيمن بالقلب معرضة لضغط إيجابي يعادل مستوى طول المسافة بين تلك النقطة وبين الأذين الأيمن، بحسب القوانين الطبيعية الحاكمة لتلك المسألة. ت- الضغط الناتج عن التغيرات الانتقالية المؤقتة Transient وهو ينشأ ابتداءء من عدة مصار سواء كانت من عمل القلب أم من عمل الرئتين أم تغير الضغوط بالأوردة نتيجة الانقباضات المتتابعة لعضلات الطرفين السلفيين. ومن المعروف أن الأوردة السطحية بالطرفية السفليين تكاد أن تقف منتصبة من الأسفل إلى الأعلى دون تقوية لها، وأن الوريد الصافن الأكبر بالذات هو أطول الأوردة بالجسم البشري، وبالتالي فإن أشد أنواع الضغوط الواقعة عليه هي ضغط الجاذبية الأرضية الفاعل بشكل عكسي لسريان الدم الوريدي... وهكذا، أصبح معروفا لدى الأطباء أن دوالي الساقين ما هي إلا خاصية للوضع المنتصب للإنسان، فلا يوجد نوع من الحيوانات تظهر فيه هذه العلة. وبعد أن عرض الباحث لنتائج الفحوص الكثيرة والتجارب العديدة التي أجراها تأكدت له أهمية الصلاة الإسلامية في الوقاية من مرض دوالي الساقين في النقاط التالية: ١- وتتميز الصلاة بأوضاع وحركات تؤدي إلى حدوث أقل ضغط على الجدران الضعيفة لأوردة الساقين السطحية. ٢- تنشط الصلاة وظيفة المضخة الوريدية الجانبية ومن ثم تزيد من خفض الضغط على الأوردة المذكورة. ٣- تقوي الصلاة الجدران الضعيفة عن طريق رفع كفاءة البناء الغذائي بها، ضمن رفعها لكفاءة التمثيل الغذائي بالجسم عموما. ٤- تساعد الصلاة في التكيف مع الحركات الفجائية التي قد يتعرض لها، مثل الوقوف المفاجيء بعد جلوس طويل أو بعد نوم، وهي تؤدي، عند غير المصلين إلى انخفاض ذريع في ضغط الدم الذي يؤدي إلى الشعور بالدوران والغثيان. ٥- تساعد الصلاة في حفظ صحة الرئتين، إذ إن حركات الصلاة تفرض على المصلي نمطا خاصا من التنفس يساعده على توفر غاز الأوكسيجين في الرئتين، ولذلك فإن عدم أداء حركات الصلاة بأصولها الصحيحة تحرم المصلي من الكثير من الفوائد، ولعل في الحديث النبوي: (لا ينظر الله يوم القيامة إلى العبد - الذي لا يقيم صلبه بين ركوعه وسجوده) ما يشير إلى هذه المسألة وأهميتها الصحية. ولكي تؤدي الصلاة ثمارها، يجب أن يتحقق المصلي بأمور، منها: تدبر كلام الله بالقلب واللسان معا، فقد قال أمير المؤمنين علي (كرم الله وجهه): لا خير في صلاة لا فقه فيها. وقال الإمام أبو حامد الغزالي: وتلاوة القرآن حق تلاوته هي أن يشترك فيها اللسان والعقل والقلب، فحظ اللسان تصحيح الحروف بالترتيب، وحظ القلب الاتعاظ والتأثر بالانزجار والإئتمار، فاللسان يرتل والعقل يترجم والقلب يتعظ. وروى أبو داود والنسائي قول رسول الله صلى الله عليه وسلّم: إن العبد ليصلي الصلاة لا يكتب له سدسها ولا عشرها، وإنما يكتب العبد من صلاته ما عقل منها. إن المسلم الذي يؤدي صلاته على الوجه الأكمل لا بد وأن يكون مستقر النفس هادئ الطبع، وذلك لأنه يثق في أن الله سيخفف عنه ما أنزل به من مشاق أو صعاب تواجهه في حياته، وهو واثق أيضا في حكمة الله في كل أمر يقع له، ما دام خارجا عن إرادته، والصلاة تعود المسلم على تحمل المشاق وتعلمه الصبر، وقد ورد النص القرآني بهذا في قول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين) البقرة: ١٥٣ كما أن الصلاة التي يؤديها المسلم على الوجه الأكمل تحقق له السكينة وتعوده على خاصية استحضار الذهن، لأنه أثناء الصلاة يلقي كل مشاغل الدنيا وراء ظهره، ويدخل في الصلاة ليناجي الله، وكأنه يكلمه ويتحدث إليه. ولفظة الخشوع في اللغة العربية أشمل من لفظة السكون ولكنها قريبة من معنى لفظة السكينة وقد نص القرآن العظيم على هذا بقول الله تعالى: (قد أفلح المؤمنون، الذين هم في صلاتهم خاشعون) المؤمنون ١- ٢ وبقوله أيضا: (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن، أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى، ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا) الإسراء ١١٠ كما ثبت أن الدماومة على الصلاة بأركانها الصحيحة تربي لدى المسلم القدرة على التركيز، سواء في الصلاة أم في أي عمل من أعماله العقلية والذهنية. ليس هذا وحسب، بل ثبت بالتجربة - أيضا - أن الصلاة تنشط الذاكرة في الإنسان، وتقي الذاكرة القديمة والذاكرة الحديثة من الفقدان. يقول علماء النفس المسلمين: الاسترخاء من الوسائل التي يستخدمها بعض المعالجين النفسيين المحدثين في علاج الأمراض النفسية، والصلاة خمس مرات (الفرائض فقط) في اليوم والليلة تمد الصلاة المصلي بأجسام نظام للتدريب على الاسترخاء، وبالتالي يتخلص من التوتر العصبي الذي تسببه هموم الحياة اليومية ومشاكل الحياة المعيشية. وصلاة الجماعة في الإسلام مهمة جدا وقد رغب فيها رسول الله صلى الله عليه وسلّم بأحاديث عديدة وقد توصل العلم الحديث إلى أن هذا النمط من العبادة الجماعية يمكن تصنيفه في فئة العلاج الجماعي Group Therapy الذي يتواصل في المصلون ويتآزرون ويترابطون فيذهب على المصلي أن يضيق أو شعور بالإكتئاب أو ما شابه هذا أو ذاك من الأزمات النفسية. كما أن الصلاة الإسلامية تحقق للإنسان المسلم الوقائة من المعاصي والوقوع في الذنوب، ووقائة المجتمع أيضا من أضراره ومخاطر معاصيه، لأن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، كما أفاد بذلك القرآن المجيد، وإذا لم ينته المصلي عن فعل الفواحش والمنكرات، فإنه لم يتحقق بالصلاة ولم يحقق ثمرة لها. إضافة إلى هذا وذالك، فإن الصلاة الجامعة (عيد الفطر وعيد الأضحى وأيام الجمع وصلوات الاستسقاء والخوف والجنازات وغيرها) تحقق مبدأ التكاتف والتوحد في المجتمع الإسلامي، فالكل في صفوف الصلاة المنتظمة يتجه إلى الله ويدعو بالخير لنفسه وللجميع. وختاما، فإذا كانت الألعاب السويدية الرياضية، وجلسات اليوجا والاسترخاء، وخلوات التأمل وغيرها تؤدي إلى ذهاب القلب والهم والغم والتوتر عن نفس الإنسان، فإن أداء الصلاة بأركانها أداء سلميا في اليوم خمس مرات، أو يزيد كفيل بتحقيق الأمن النفسي للمسلم، والوقاية من شر الأزمات النفسية، وعلاجها إذا تسللت إلى نفسه.. كما أن برامج الصلاة اليومي كفيل بمد المسلم بطاقة روحية ونفسه كبير تمكنه من ممارسة حياته المعيشية، فكرية وعقلية وعملية، بخفة ونشاط.. قال الله تعالى: (وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها، لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى) طه: ١٣٢ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: (جعلت قرة عيني في الصلاة) وفي الحديث أنه صلى الله عليه وسلّم كان إذا حزبه أمر صلى وكان حينما يقترب موعد الصلاة يقول: (يا بلال: أرحنا بالصلاة). بل اتسعت الصلاة لتشمل شتى الفوائد والمنافع في الإسلام حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم فيما رواه ابن عباس رضي الله عنهما: (اللهم لا تدع فينا شقيا ولا محروما، ثم قال: أتدرون من الشقي المحروم؟ قالوا: لا يا رسول الله، قال الشقي المحروم تارك الصلاة، لأنه لا حظ له في الإسلام).. صدق الله العظيم، وصدق رسوله الكريم.
    لا تنسوني بالدعاء يرحمكم الله : سليم عبدالمالك

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: الصلاة الاسلامية في المنظور الطبي الحديث

    حديث ( الشقي المحروم هو تارك الصلاة ) : لا أصل له !!


    السؤال - 209163


    أرجو مساعدتي في تخريج ودرجة هذا الحديث: عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال يوما لأصحابه : ( اللهم لا تدع فينا شقيا ولا محروما ) ، ثم قال صلى الله عليه و سلم : ( أتدرون من الشقي المحروم ؟ ) ، قالوا : من هو يا رسول الله ؟ قال : ( تارك الصلاة ) . وقد بحثت عن تخريج ودرجة هذا الحديث , فلم أجد تخريج ودرجة وسند هذا الحديث ، وقد وجدته في كتاب الكبائر والزواجر , فإن هذا الحديث قد ذكره الذهبي في كتاب الكبائر بدون عزو ولا سند، وذكره كذلك ابن حجر الهيتمي في الزواجر عن اقتراف الكبائر بدون سند .
    نص الجواب


    الحمد لله
    أولا :
    كتاب "الكبائر" المتداول المنسوب للإمام الذهبي لا يوثق بنسبته إلى الإمام الذهبي ، ولا ينبغي الاعتماد على هذه النسخة المتداولة ، أو الاحتجاج بشيء منها ، إلا ما كان صحيحا مشهورا .
    قال الشيخ مشهور بن حسن :
    " للإمام الذهبي كتاب الكبائر , ولكن الطبعة المشهورة المتداولة مكذوبة عليه , وهي على التحقيق للحقي صاحب " روح البيان " , وكان الشيخ عبد الرزاق حمزة نشر كتاب الحقي عازيا إياه خطأً للإمام الذهبي , والحق أنه ليس له , والأدلة على هذا كثيرة ... "
    انظر : "كتب حذر منها العلماء" (ص312-318) .
    ثانيا :
    لا شك أن تارك الصلاة من الأشقياء المحرومين ، ويكفي في بيان شقائه قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلَاةِ ) .
    رواه مسلم (82) .
    ويكفي في بيان حرمانه قوله صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ تَرَكَ صَلاَةَ العَصْرِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ ) رواه البخاري (553) .
    وتارك الصلاة بالكلية كافر مرتد على الراجح من أقوال العلماء .
    راجع جواب السؤال رقم : (9400) .
    ثالثا :
    الحديث المذكور ، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ يَوْمًا لأَصْحَابه : ( اللَّهُمَّ لَا تدع فِينَا شقياً وَلَا محروماً ) ، ثمَّ قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم : ( أَتَدْرُونَ من الشقي المحروم ؟ ) ، قَالُوا من هُوَ يَا رَسُول الله ؟ قَالَ : ( تَارِك الصَّلَاة ) .
    حديث لا أصل له ، فلم يروه أحد من أهل العلم بالحديث ، ولا نعلم أحدا من علماء المسلمين ذكره ، إلا ابن حجر الهيتمي الفقيه ، ذكره في كتاب "الزواجر" (1/227) بلا سند ولا عزو لأحد .


    وكتاب الزواجر فيه الكثير من الأحاديث الموضوعة التي لا أصل لها ، فلا يحتج بما يورده الهيتمي فيه ، وينفرد بذكره ، وخاصة أن كثيرا من أهل العلم يتساهلون في رواية أحاديث الفضائل والزواجر ، باعتبار ثبوت أصولها بالأحاديث الصحيحة المعروفة .
    وفيما صح من الأحاديث في الترهيب من ترك الصلاة وإضاعتها والتهاون بها ما يغني عن هذا الحديث الباطل .
    والله تعالى أعلم .

    المصدر: الإسلام سؤال وجواب


الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •