تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: إطعام الطعام ( متى نكون كهؤلاء ) ؟! (2)...

  1. #1

    افتراضي إطعام الطعام ( متى نكون كهؤلاء ) ؟! (2)...

    إطعام الطعام ( متى نكون كهؤلاء ) ؟! (2)...


    قال الحافظ ابن رجب_رحمه الله تعالى_: فأفضل أنواع إطعام الطعام: الإيثار مع الحاجة كما وصفه_ الله تعالى_: بذلك الأنصار رضي الله عنهم فقال: (ويُؤثِرونَ على أَنْفُسِهم ولو كانَ بهمْ خَصَاصَةٌ).

    وقد صح أن سبب نزولها أن رجلاً منهم أخذ ضيفاً من عند النبي_صلى الله عليه وسلم_:يُضيفه، فلم يجد عنده إلا قوت صبيانه، فاحتال هو وامرأته حتى نوّما صبيانهما، وقام إلى السراج كأنه يصلحه فأطفأه، ثم جلس مع الضيف يريه أنه يأكل معه ولم يأكل، فلما غدا على رسول الله قال له: " عجب الله من صنيعكما الليلة "( 1). ونزلت الآية.

    وكان كثير من السلف يؤثر بفطوره وهو صائم ويُصبح صائماً، منهم:عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وداود الطائي، وعبد العزيز بن سليمان، ومالك بن دينار، وأحمد بن حنبل وغيرهم.

    وكان ابن عمر لا يفطر إلا مع اليتامى والمساكين، وربما علم أن أهله قد ردوهم عنه فلم يفطر في تلك الليلة.

    ومنهم من كان لا يأكل إلا مع ضيف له، قال أبو السوار العدوي: كان رجال من بني عدي يصلون في هذا المسجد، ما أفطر أحد منهم على طعام قط وحده، إن وجد من يأكل معه أكل، وإلا أخرج طعامه إلى المسجد فأكله مع الناس، وأكل الناس معه.

    وكان منهم من يطعم إخوانه الطعام وهو صائم، ويجلس يخدمهم ويروحهم منهم الحسن وابن المبارك، وكان ابن المبارك ربما يشتهي الشيء فلا يصنعه إلا لضيف ينزل به فيأكله مع ضيفه.

    وكان كثير منهم يفضل إطعام الإخوان على الصدقة على المساكين، وقد روي في هذا المعنى مرفوعاً من حديث أنس بإسناد ضعيف، ولا سيما إن كان الإخوان لا يجدون مثل ذلك الطعام.

    كان بعضهم يعمل الأطعمة الفاخرة ثم يطعمها إخوانه الفقراء، ويقول: إنهم لا يجدونها. وبعضهم يصنع له طعاماً ولا يأكل، ويقول: إني لا أشتهيه، وإنما صنعته لأجلكم.

    وبعضهم اتخذ حلاوة فأطعمها المعتوه، فقال له أهله: إن هذا لا يدري!. فقال: لكن الله يدري.

    واشتهى الربيع بن خيثم حلواء، فلما صنعت له دعا بالفقراء فأكلوا، فقال له أهله: أتعبتنا ولم تأكل!. فقال: ومن أكله غيري!.

    وقال آخر منهم وجرى له نحو من ذلك: إذا أكلته كان في الحش، وإذا أطعمته كان عند الله مذخوراً.
    وروي عن علي بن أبي طالب_رضي الله عنه_قال: لأن أجمع أناساً من إخواني على صاع من طعام، أحب إليّ من أن أدخل سوقكم هذا فأبتاع نسمةً فأعتقها.

    وعن أبي جعفر محمد بن علي قال: لأن أدعو عشرة من أصحابي فأطعمهم طعاماً يشتهونه أحب إلي من أن أعتق عشرة من ولد إسماعيل.


    أأصف الإيثار لمن يبخل بأداء الحقوق الواجبة عليه؟!
    أأطلب الشجاعة من الجبان؟!
    وأستشهد على رؤية الهلال من هو من جملة العميان؟!


    كم بين من قيل فيه: (فلمآ آتاهم من فضلِه بَخِلوا به) وبين من قيل فيه: (ويُؤثرون على أنفسِهم ولو كان بهم خَصاصَةٌ) .؟! بيننا وبين القوم كما بين لبيقظة والنوم:

    لا تَعْرِضَنَّ لذكرنا في ذكرهم ... ليس الصحيحُ إذا مشى كالمقعد
    فيا من يطمع في علو الدرجات من غير عمل صالح هيهات هيهات! (أَمْ حَسِبَ الذين اجْتَرحوا السيئاتِ أن نجعلَهم كالذين آمنوا وعَمِلوا الصالحاتِ).

    نزلوا بمكة في قبائلَ نوفلِ ... ونزلتُ بالبيداء أبعدَ منزل(1 )



    __________________
    ( 1) رواه البخاري: (226) مناقب الأنصار ومسلم: (2054) الأشربة.
    ( 2) اختيار الأولى في شرح حديث اختصام الملأ الأعلى: (ص60_63).

    للباطل صولة عند غفلة أهل الحق

  2. افتراضي رد: إطعام الطعام ( متى نكون كهؤلاء ) ؟! (2)...

    جزاك الله خيراً
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

  3. #3

    افتراضي رد: إطعام الطعام ( متى نكون كهؤلاء ) ؟! (2)...

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعاصم أحمد بلحة مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيراً
    وجزاكم مثله بارك الله فيك.

    للباطل صولة عند غفلة أهل الحق

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •