لين الكلام ( متى نكون كهؤلاء )؟
!



قال الحافظ ابن رجب_رحمه الله_: ( لين الكلام ) وفي رواية: ( إفشاء السلام ). وهو داخل في لين الكلام، وقد قال الله عز وجل: (وقُولوا للناس حُسناً)، وقال تعالى: (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسنُ)، وقال تعالى: (ادفع بالتي هي أحسنُ فإذا الذي بينَكَ وبَينَهُ عداوةٌ كأَنَّهُ وليٌّ حميم * وما يُلقّاها إلا الذين صبروا وما يُلقّاهآ إلا ذُو حظٍّ عظيمٍ) ،وقال تعالى: (وجادلهم بالتي هي أحسنُ) ،وقال تعالى: (ولا تُجادِلوآ أهلَ الكتابِ إلا بالتي هيَ أحسنُ إلا الذين ظلموا منهم) .


ولما قال النبي:" الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة
. قالوا له: وما الحج المبرور يا رسول الله؟ قال:إطعام الطعام، ولين الكلام". خرجه الإمام أحمد، وقد تقدم في ذكر.....


إلى أن قال _رحمه الله_: وكذلك مقابلة الأذى بإلانة القول كما قال تعالى: (ادفعْ بالتي هيَ أحسنُ) ، وقال تعالى: (ويدرَؤُن بالحسنةِ السيئةَ أولئك لهم عُقْبى الدارِ).


قال بعض السلف: هو الرجل يسبه الرجل فيقول له: إن كنت صادقاً فغفر الله لي، وإن كنت كاذباً فغفر الله لك.


قال رجل لسالم بن عبد الله وقد زحمت راحلتُه راحلتَه في سفر: ما أراك إلا رجل سوء. فقال له سالم: ما أراك أبعدت.


وقالت امرأة لمالك بن دينار: يا مُرائي!. قال: متى عرفت اسمي؟! ما عرفه أحد من أهل البصرة غيرك.


ومر بعضهم على صبيان يلعبون بجوز،فوطئ على بعض الجوز بغير اختياره فكسره، فقال له الصبي: يا شيخ النار! فجلس الشيخ يبكي ويقول: ما عرفني غيره.


ومر بعضهم مع أصحابه في طريق فرموا عليهم رماداً، فقال الشيخ لأصحابه: من يستحق النار فصالحوه على الرماد؟! يعني فهو رابح.


ورأى جندي إبراهيم بن أدهم خارج البلد فسأله عن العمران، فأشار له إلى القبور، فضرب رأسه ومضى، فقيل له إنه إبراهيم بن أدهم! فرجع يعتذر إليه، فقال له إبراهيم:الرأس الذي يحتاج إلى اعتذارك تركته ببلخ.


ومر به جندي آخر وهو ينظر بستاناً لقوم بأجرة، فسأله أن يناوله شيئاً فلم يفعل وقال: إن أصحابه لم يأذنوا لي في ذلك. فضرب رأسه، فجعل إبراهيم يطأطئ رأسه وهو يقول: اضرب رأساً طالما عصا الله.
من أجلك قد جعلتُ خدِّي أرضاً ... للشامت والحسود حتى ترضى( 1).









_______________
( 1) ينظر اختيار الأولى في شرح حديث اختصام الملأ الأعلى: (ص63_69) لمؤلفه: زين الدين عبد الرحمن بن أحمد بن رجب بن الحسن، السَلامي، البغدادي، ثم الدمشقي، الحنبلي:المتوفى: 795هـ.