انهض يا غلام وتحرك ... فالإسلام قصد التسمية ولم يذكرها عبثا .
ـ إن حديث (قصة أصحاب الأخدود والساحر والراهب والغلام) الذي رواه مسلم في صحيحه (ح3005)... أبرز فيه دور الغلام وما فَعله وما فُعل فيه وماذا استفاد الناس من فعله ...

ـ إننا لا نقرأ هذه القصة على أنها خيال ، مضى زمنها ، ويحرم تطبيقها ، فنحصنها من التطبيق العملي ... الذي أراد الله به من قص القصص الذي هو التفكر والتدبر في القصة ...

ـ إن هذا الغلام بعد أن نجاه الله من المحاولة الأولى من قتل الملك له لم يقل أذهب إلى بلدة أخرى وأختفي وأسر بما معي من الحق ... ولكنه ذهب إلى الملك مرة أخرى وأخرى ... بل ولم يكتف بالمحاولات الثلاثة وتعدى عليها بأن قال للملك : إنك لستَ بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به ... إنه يضع حياته على طبق يقدمه لإظهار الحق ...

ـ إن الغلام الصغير اليوم فعل كل شيء في المجتمع ... وأعانه المجتمع على صغر سنه .. إلا إظهار الحق والجهر به ..
فنجد الطفل المعجزة في التمثيل ، والطفل المغني ، والطفل اللاعب للرياضة ، بل والطفل الخطيب ... لكن لم نربي أطفالنا على الجهر بالحق ... وأي مستقبل نبنيه له سوى مستقبل الدعوة إلى الله تعالى والاقتداء بغلام أصحاب الأخدود ...
ـ يقولون: الوقت مبكر جدا عليك أيها الطفل للجهر بالحق بين الناس وتقديم النصح لهم ... وعندما تكبر فافعل ما تحبه ... وهل إظهار الحق يحتاج لعمر معين ؟!

ـ وما يغني تحرك فرد من الأفراد تجاه السيل الكبير الجارف من المنكرات ؟
وهل غلام أصحاب الأخدود إلا غلام صغير السن .. هل هو جماعة أم حزب أم هيئة أم ماذا .. ؟ إنه فرد وأي فرد ... شعر بالمسئولية فانطلق باحثا عن مخرج ينقذ به أمته من الضلال الغارقة فيه ...

انهض يا غلام وتحرك ... ولا تشغل بالك بمن يقول لك : أنت صغير .. فالإسلام قصد التسمية ولم يذكرها عبثا .
د/ أبو مسلم خالد مصطفى الوكيل.