((( هذا مثل للناصح الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر ومثل للغافل عن فعل المعروف والمقدِم على فِعل المنكر ))).

رأى رجالا يغرقون في البحر ، شربوا ماءا كثيرا ، أوشكوا على الغرق ،
فكّر هنيهة وقال: لماذا لا أذهب وأنزل إلى الماء وأنقذ واحدا منهم ؟
ولكنه تردد وقال في نفسه:
ـ الموج عالٍ ، وأخاف أن أغرق ، ولكن ربما عندما أُمْسِكُ بيدِ أحد منهم يشدّ يدي إلى قاع البحر فأغرق أنا وهو ...
ـ الأعداد في البحر كثيرة جدا .. فماذا سأفعل أنا مع كل هذه الجموع الغفيرة ؟
ـ ولكنه ربما لا يعطيني يده ، ويتمنى الغرق على النجاة .
ـ ولكن ربما الماء الذي شربه يثقله ويغرق قبل أن أصل إليه .. فلا ينفع ذهابي إليه ..

ولكنّ صاحبنا هذا الذي وقف على اليابسة رفع رأسه، وهَمّ بالاقتراب من حافة البحر، وتوكل على الله، وسبح في البحر نحوه، وتخطى الأمواج، واقترب منه، فأعطاه يده فنظر إليه واستغرب من فعله، وأعطاه يده، فوجده ثقيلا بالماء الذي شربه وكاد أن يغرق، فأخذ بيد وأمسك به والتزمه، وجذبه إلى اليابسة ، فلما اقترب منها فرح الذي كاد أن يغرق أنه لم يغرق ونجى من الموت ...
وما أن وصل إلى اليابسة نظر إليه وقال له: من أنت؟ ولماذا أنقذتني ؟ أنا لا أعرفك ؟
فقال له: أنا أخوك الناصح لك، الخائف عليك من الغرق ... لم يعجبني منظرك وأنت تغرق ، فذهب إلى ملابسه وأدخل يده في جيبه وأخرج مالا ليعطيه مكافأة له على إنقاذه ..
فقال له: وهل آخذ مالا على إنقاذك ، لا أسألك مالا .. لكنني فرحت جدا لأنك بخير الآن ..