جاءفي الشريط (8) من "سلسلة الهدى والنور" سائل ينقل للشيخ مَنْ وَصَفَهُ بقوله: "الحافظ الألباني" مفسِّرًا الحفظ بالمعرفة، كما فسره الحافظ ابن حجر مع شيخه العراقي، وأن الشيخ وقف على ما لم يقف عليه غيره من المتون والأسانيد، وسأل الشيخ عن ذلك، فقال الشيخ – رحمه الله-: "أنا على كل حال –أولاً- لا أرضى بهذا اللقب، ثانياً: القضية تعود إلى المعنى المصطلح عليه، الذي تذكره الآن عن الحافظ ابن حجر مع شيخه العراقي، هذا اصطلاح خاص، ليس على الاصطلاح العام المذكور في كتب المصطلح: أن الحافظ الذي يحفظ كذا ألف حديث .... هذا هو الاصطلاح العام، أما أن يقال: إن المقصود هو الاطلاع على ما لم يطلع الآخرون والمعرفة أيضًا؛ هذا يكون اصطلاحًا خاصًّا، وأنا على كل حال يعني أتبرأ من أن يصفني أحدٌ بهذه الصفة، سواء بالمعنى الاصطلاحي العام، أو بهذا المعنى الخاص، وإنما أنا كما أقول دائمًا وأبدًا: طالبُ علمٍ، أجتهد أن أطَّلع بقدر ما أستطيع" قال الشيخ الحويني – حفظه الله- في كتابه "تنبيه الهاجد": "فمن ذلك: أنني كلما التقيتُ به – أي بشيخنا الألباني رحمه الله- قبَّلْتُ يده، فكان ينزعها بشدَّة، ويأبى عليَّ، فلما أكثر، قلتُ له: قد (تعلمنا) منكم في بعض أبحاثكم في "الصحيحة" أن تقبيل يد العالم جائز، فقال لي: هل رأيت بعينيك عالماً قطُّ؟ قلتُ: نعم، أرى الآن، فقال: إنما أنا طويْلبُ علمٍ، إنما مثلي ومثلكم كقول القائل: إن البُغَاثَ بِأَرْضنَا يَسْتَنْسِرُ!!"
وفي "سلسلة الهدى والنور" الشريط (640) قال الشيخ بعد أن أثنى عليه بعض الحضور: "أشكر الأخ الأستاذ إبراهيم على كلمته، وعلى ثنائه ، وليس لي ما أقوله لقاء ذلك إلا الاقتداء بالخليفة الأول أبي بكر الصديق - رضي الله تعالى عنه- الذي كان الخليفة الحق والأول لرسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- ومع ذلك فكان إذا سمع شخصًا يُثْني عليه خيراً - وأعتقد أن ذلك الثناء مهما كان صاحبه قد غلا فيه فما دام أنه خليفة رسول الله فهو بحق- ومع ذلك - الله المستعان- ، ومع ذلك كان يقول: اللهم لا تؤاخذني بما يقولون، واجعلني خيرًا مما يظنون، واغفر لي ما لا يعلمون، هذا يقوله الصديق الأكبر، فماذا نقول نحن من بعده؟ فأقول - اقتداءً به- : اللهم لا تؤاخذني بما يقولون، واجعلني خيرًا مما يظنون، واغفر لي ما لا يعلمون، الحَقُّ - والحَقَّ أقول- لَسْتُ بذاك الموصوف الذي سمعتموه آنفاً من أخينا الفاضل إبراهيم، وإنما أنا طالب علم، لا شيء آخر، وعلى كل طالبٍ أن يكون عند قول النبي - صلى الله عليه وآله وسلم-: (بلغوا عني ولو آية، بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب عليّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار) رواه البخاري من حديث عبد الله بن عمرو" اهـ. وفي الشريط (10) من "سلسلة الهدى والنور" يقول – رحمه الله- : "فنحن لا نتزعم جماعة إطلاقًا, إنما أنا طالب عِلْم، مُنْكَبٌّ على البحث و التحقيق, و أهل العلم هم الذين يعرفون حقيقة ما أقول" اهـ.