تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 13 من 13

الموضوع: كفر من لا يكفر الجهمية والقائلين بخلق القرآن

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2013
    المشاركات
    140

    افتراضي كفر من لا يكفر الجهمية والقائلين بخلق القرآن

    كفر من لا يكفر الجهمية والقائلين بخلق القرآن

    بسم الله الرحمن الرحيم

    قد كثر في هذه الأزمنة المتأخرة الكلام في هذه المسائل فخرج إلينا بعض الزنادقة المعاصرين زاعيمين أن الجهمية ليسوا كفارا أو أن كفرهم ليس كفرا أكبر مخرجا من الملة

    وإليكم كلام بعض السلف في تزييف كلامهم الزائغ وبيان حكم من يقول بمثل هذه الأباطيل

    1. أبو بكر بن عياش (ت. 193 ه.)

    قال:من قال القرآن مخلوق فهو كافر ومن شك في كفره فهو كافر


    المصدر: كتاب الورع 1/88

    2. سفيان بن عيينة (ت.198 ه.)

    قال رحمه الله : القرآن كلام الله عز وجل؛ من قال: مخلوق؛ فهو كافر، ومن شك في كفره؛ فهو كافر


    المصدر: السنة 25

    3. يزيد بن هارون (ت. 206 ه.)

    قال رحمه الله: "من قال: القرآن مخلوق فهو كافر، ومن لم يكفره؛ فهو كافر، ومن شك في كفره؛ فهو كافر"

    المصدر: الإبانة 257

    4. أبو عبيد القاسم بن سلام (ت. 224 ه.)

    قال رحمه الله
    ظَرْت فِي كَلَامِ الْيَهُودِ وَالْمَجُوسِ فَمَا رَأَيْت قَوْمًا أَضَلُّ فِي كُفْرِهِمْ مِنْهُمْ وَإِنِّي لأستجهل مَنْ لَا يُكَفِّرُهُمْ إلَّا مَنْ لَا يَعْرِفُ كُفْرَهُمْ
    "من قال: القرآن مخلوق فهو كافر، ومن لم يكفره؛ فهو كافر، ومن شك في كفره؛ فهو كافر"

    المصدر: مجموع الفتاوى 12/509

    5. أبو خيثمة (ت. 234 ه.)

    قال رحمه الله: ن زعم أن القرآن كلام الله مخلوق؛ فهو كافر, ومن شك في كفره؛ فهو كافر

    المصدر: شرح أصول الاعتقاد 2/282

    6. أحمد بن حنبل (ت. 241 ه.)

    قال رحمه الله: فمن قَالَ: مخلوق فهو كافر بالله العظيم ومن لم يكفره فهو كافر

    المصدر : طبقات الحنابلة 1/342, 1/173

    7. سلمة بن شبيب (ت. 247 ه.)

    قال داود بن الحسين البيهقي ؛بلغني أن الحلواني قال : لا أكفر من وقف في القرآن ، قال داود : فسألت سلمة بن شبيب عن الحلواني ،فقال :( يرمى في الحُش ،من لم يشهد بكفر الكافر فهو كافر

    المصدر شرح أصول الاعتقاد 1/198

    8. عبد الوهاب الوراق (ت. 251 ه.)

    قال أبو بكر بن عبد الخالق سألت عبد الوهاب عمن لا يكفر الجهمية قلت يا ابا الحسن يصلي خلفه قال لا يصلي خلفه هذا ضال مضل متهم على الاسلام
    سألت عبد الوهاب يجالس من لايكفر الجهمية قال لا تجالسون ولا يكلمون المرء على دين خليله

    المصدر الورع 1/89

    9. زياد بن أيوب (ت. 252 ه.)

    قال زياد بْن أيوب : من قَالَ : القرآن مخلوق ، فهو كافر ، لا شك فيه ، قيل له : فمن لم يكفرهم : يسمع منه ؟ قَالَ : لا ، ولا كرامة ، قيل له : فإن لي منهم قرابات : أبرهم ، وأسلم عليهم ؟ قَالَ : لا ، ولا تشهد جنائزهم ، ولا تعدهم

    المصدر طبقات الحنابلة 1/156

    10. البخاري (ت. 256 ه.)

    قال "نظرت في كلام اليهود والنصارى والمجوس فما رأيت أضل في كفرهم منهم وإني لأستجهل من لا يكفرهم إلا من لا يعرف كفرهم

    المصدر خلق أفعال العباد 1/33

    11. أبو حاتم الرازي (ت 277 ه.)

    قال رحمه الله:
    من زعم أنه مخلوق مجعول فهو كافر كفرا ينتقل به عن الملة ومن شك في كفره ممن يفهم ولا يجهل فهو كافر ومن كان جاهلاً علم فإن أذعن بالحق بتكفيره وإلا ألزم الكفر

    المصدر طبقات الحنابلة 1/287

    12. حرب الكرماني (ت. 280 ه.)

    قال رحمه الله: والقرآن كلام الله تكلم به ليس بمخلوق، فمن زعم أن القرآن مخلوق فهو جهمي كافر، ومن زعم أن القرآن كلام الله ووقف ولم يقل ليس بمخلوق فهو أكفر من الأول وأخبث قولًا، ومن زعم إن ألفاظنا بالقرآن وتلاوتنا له مخلوقة والقرآن كلام الله فهو جهمي خبيث مبتدع. ومن لم يكفرها ولا القوم ولا الجهمية كلهم فهو مثلهم

    المصدر: السنة 43

    13. إبن أبي حاتم الرازي (ت. 327 ه.)

    قال رحمه الله: ومن زعم أن القرآن مخلوق فهو كافر بالله [العظيم] كفرًا ينقل من الملة،ومن شك في كفره ممن يفهم فهو كافر.

    المصدر: أصول السنة واعتقاد الدين 2

    14. أبو الشيخ الأصبهاني (ت. 369 ه.)

    قال رحمه الله: "من شك في كفر من قال: القرآن مخلوق بعد علمه، وبعد أن سمع من العلماء المرضيين ذلك؛ فهو مثله"

    المصدر: الحجة في بيان المحجة 1/240

    15. أبو عبد الله بن بطة (ت. 387 ه.)

    قال رحمه الله بعد أن تكلم عمن يقول بخلق القرآن وباللفظ:

    ومن شك في كفره، ووقف عن تكفيره، فهو كافر

    المصدر: الإبانة الصغرى 129

    فهذا شيء يسير من أقوال السلف الصريحة البينة في كفر الجهمية كفرا أكبر وإكفارهم وإكفار من لا يكفرهم

    فلا تغترن أيها المسلم الصادق ببعض الزنادقة من مدعي العلم والحفظ الذين يجادلون عن أعداء الله الملحدين من الجهمية والمعتزلة وغيرهم من المعطلة

    كتبه أبو موسى السلفي

  2. افتراضي رد: كفر من لا يكفر الجهمية والقائلين بخلق القرآن

    هل تدخل المعتزلة تحت هذا الكلام ؟؟

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2013
    المشاركات
    140

    افتراضي رد: كفر من لا يكفر الجهمية والقائلين بخلق القرآن

    وأيش الفرق؟ أصولهم الكفرية واحدة وبدعهم المكفرة واحدة إنما الفوارق في الجزئيات اليسيرة
    كلهم يقول بخلق القرآن وإنكار الصفات والرؤيا وتقديم العقل على النقل

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2013
    المشاركات
    140

    افتراضي رد: كفر من لا يكفر الجهمية والقائلين بخلق القرآن

    قال أحمد كما في مناقب لإبن الجوزي بسند جيد: علماء المعتازلة زنادقة

  5. افتراضي رد: كفر من لا يكفر الجهمية والقائلين بخلق القرآن

    وهل يدخل في ذلك الأشاعرة والماتريدية ؟؟ هل تكفرهم كفر نوعي ؟؟

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Apr 2013
    المشاركات
    140

    افتراضي رد: كفر من لا يكفر الجهمية والقائلين بخلق القرآن

    كفرهم العلماء
    وحتى ابن تيمية رحمه الله وهو قد يتساحل معهم في مواضع - حتى ابن تيمية ينقل الخلاف في إيمانهم وكفرهم
    ولا خلاف بين السلف في الحقيقة إذ أطبقوا على تكفير من أنكر العلو أو حرفه بتأويلات بعيدة وقال بخلق القرآن وهو بعينه قول الأشاعرة فضلا عن الماتوردية

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    المشاركات
    808

    افتراضي رد: كفر من لا يكفر الجهمية والقائلين بخلق القرآن

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله عمر المصري مشاهدة المشاركة
    وهل يدخل في ذلك الأشاعرة والماتريدية ؟؟ هل تكفرهم كفر نوعي ؟؟
    س: ما حكم من مات على التوحيد الأشعري قبل بلوغ توحيد الأسماء والصفات إليه ولم يسمعه من أحد ولا فهمه وقد أقر بتوحيد الربوبية والإلهية ولم ينبهه عليه أحد فينكره، هل له عذر أم لا؟
    ج: أمره إلى الله سبحانه وتعالى؛
    لأن الأشاعرة ليسوا كفارا، وإنما أخطأوا في تأويلهم بعض الصفات.
    وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
    اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.
    عبد الله بن قعود: عضو.
    عبد الله بن غديان: عضو.
    عبد الرزاق عفيفي: نائب رئيس اللجنة.
    عبد العزيز بن عبد الله بن باز: الرئيس.

    وعلى الأخ الذي أجابك نقل أقوال من كفّرهم. لأن هناك فرقًا -ولاشك- بين الرد عليهم وبين تكفيرهم. ولايُكتفى في مثل هذا بنقل أقوال تكفير أو تبديع من أنكر العلو مثلاً؛ لأن سؤالك كان عن الفرقة. فمناط الحكم هو الانتماء إلى هاتين الفرقتين وليس عن إنكار الصفات الخبرية. لأنا نقول هناك من علماء الأشعرية من لاينكر ولايؤوّل الصفات الخبرية كالقاضي أبي بكر الباقلاني مثلاَ.
    ووصف ابن تيمية رحمه الله بالمتساهل يحتاج إلى دليل ونُقول، بل هو قد يشتد نقده لهم كما فعل أبي عبد الله الرازي و كذا مع الآمدي في دعواه أن الاستثناء في كلمة التوحيد من باب المجاز. وانظره -غير مأمور- في كتاب الإيمان الكير.
    والله تعالى أعلم.

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Apr 2013
    المشاركات
    140

    افتراضي رد: كفر من لا يكفر الجهمية والقائلين بخلق القرآن

    قال الإمام أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ (ت. 259ه) : " مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْقُرْآنَ شَيْئَيْنَ ، أَوْ أَنَّ الْقُرْآنَ حِكَايَةٌ ، فَهُوَ وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ زِنْدِيقٌ كَافِرٌ بِاللَّهِ "ه. وهذا الزعم يختص به هذه الفئة الملحدة

    قال الإمام بن بطة (ت.387 ه.): "وكل العلماء يقولون فيمن سميناه إنهم أئمة الكفر ورؤساء الضلالة"ه. فذكر عبد الله ابن الكلاب

    قال الإمام الأنصاري: "وسمعت أحمد بن حمزة وأبا علي الحداد يقولون:جدنا أبا العباس أحمد بن محمد النهاوندي على الإنكار على أهل الكلام وتكفير الأشعرية. وذكرا عظم شأنه في الإنكار على أبي الفوارس القرماسيني وهجرانه إياه لحرف واحد سمعت أحمد بن حمزة يقول:(لما اشتد الهجران بين النهاوندي وأبي الفوارس سألوا أبا عبد الله الدينوري؛ فقال: لقيت ألف شيخ على ما عليه النهاوندي ه.

    قال الإمام الأَنْصَارِيِّ ، سَمِعْتُ بِلالَ بْنَ أَبِي مَنْصُورٍ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ ، يَقُولُ : لَا تَحِلُّ ذَبَائِحُ الأَشْعَرِيَّةِ ، لأَنَّهُمْ لَيْسُوا بِمُسْلِمِينَ ، وَلا بِأَهْلِ كِتَابٍ ، وَلا يُثَبِّتُونَ فِي الأَرْضِ كِتَابَ اللَّهِ ه.
    وعمر بن إبراهيم إمام معروف قال عنه الذهبي : الحافظ القدوة الزاهد , خال شيخ الإسلام أبي عثمان الصابوني وكان مقدما في العلم والعمل والزهد والورع وكان محدث هراة وشيخها ه.

    قال شيخ الإسلام الأنصاري: ورأيت يحيى بن عمار ما لا أحصي من مرة على منبره يكفرهم ويلعنهم، ويشهد على أبي الحسن الأشعري بالزندقة، وكذلك رأيت عمر بن إبراهيم ومشائخنا ه.

    قال الإمام أبو حاتم خاموش: فكل من لم يكن حنبليًا فليس بمسلم ه.
    صدق والله فمن لم يكن حنبلي الاعتقاد أي على عقيدة السلف الصالح فهو زنديق ملعون وقد يتوقف في بعض الفرق كالمرجئة والشيعة غير الغلاة ونحوهم

    وقد كفرهم الإمام السجزي في الرسالة إلى أهل زبيد في مواضع كثيرة وقال إنهم أخبث من المعتزلة قال: بيان أن فرق اللفظية والأشعرية موافقون للمعتزلة في كثير من مسائل الأصول وزائدون عليهم في القبح وفساد القول في بعضها" ه.

    قال مسند أصبهان الحسين بن عبد الملك الخلال (ت.532 ه)

    الأشعرية ضلال زنادقة ********* إخوان من عبد العزَّى مع اللاَّت
    بربهم كفروا جهرا وقولهُمُ ************* إذا تدبرته اسوى المقالات
    إلى آخر القصيدة

    قال الحافظ أبو طاهر السلفي "وأتباع ابن كلاب كلاب على التحقيق هم من شر آل" ه.

    ونقل الذهبي عن الإمام المجدد عبد الغني المقدسي أنه كفر علماء هؤلاء الزنادقة في وقته انظر ذيل الطبقات 1/191
    أما إنكار الذهبي على هذا الإمام الجليل فلا عبرة به البتة فالذهبي معروف بتساهله الشديد مع أهل البدع

    قال الإمام بن قدامة المقدسي:
    وَهَذَا حَال هَؤُلَاءِ الْقَوْم لَا محَالة فهم زنادقة بِغَيْر شكّ فَإِنَّهُ لَا شكّ فِي أَنهم يظهرون تَعْظِيم الْمَصَاحِف إيهاما أَن فِيهَا الْقُرْآن ويعتقدون فِي الْبَاطِن أَنه لَيْسَ فِيهَا إِلَّا الْوَرق والمداد ويظهرون تَعْظِيم الْقُرْآن ويجتمعون لقرَاءَته فِي المحافل والأعرية ويعتقدون أَنه من تأليف جِبْرِيل وَعبارَته ويظهرون أَن مُوسَى سمع كَلَام الله من الله ثمَّ يَقُولُونَ لَيْسَ بِصَوْت وَيَقُولُونَ فِي أذانهم وصلواتهم أشهد ان مُحَمَّدًا رَسُول الله ويعتقدون أَنه انْقَطَعت رسَالَته ونبوته بِمَوْتِهِ وَأَنه لم يبْق رَسُول الله وَإِنَّمَا كَانَ رَسُول الله فِي حَيَاته وَحَقِيقَة مَذْهَبهم أَنه لَيْسَ فِي السَّمَاء إِلَه وَلَا فِي الأَرْض قُرْآن وَلَا أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله وَلَيْسَ فِي أهل الْبدع كلهم من يتظاهر بِخِلَاف مَا يَعْتَقِدهُ غَيرهم وَغير من أشبههم من الزَّنَادِقَة وَمن الْعجب أَن إمَامهمْ الَّذِي أنشأ هَذِه الْبِدْعَة رجل لم يعرف بدين وَلَا ورع وَلَا شَيْء من عُلُوم الشَّرِيعَة الْبَتَّةَ وَلَا ينْسب إِلَيْهِ من الْعلم إِلَّا علم الْكَلَام المذموم وهم يعترفون بِأَنَّهُ أَقَامَ على الاعتزال أَرْبَعِينَ عَاما ثمَّ أظهر الرُّجُوع عَنهُ فَلم يظْهر
    مِنْهُ بعد التَّوْبَة سوى هَذِه الْبِدْعَة فَكيف تصور فِي عُقُولهمْ أَن الله لَا يوفق لمعْرِفَة الْحق إِلَّا عدوه وَلَا يَجْعَل الْهدى إِلَّا مَعَ من لَيْسَ لَهُ فِي علم الاسلام نصيب وَلَا فِي الدّين حَظّ ثمَّ إِن هَذِه الْبِدْعَة مَعَ ظُهُور فَسَادهَا وَزِيَادَة قبحها قد انتشرت انتشارا كثيرا وَظَهَرت ظهورا عَظِيما وأظنها آخر الْبدع وأخبثها وَعَلَيْهَا تقوم السَّاعَة وَأَنَّهَا لَا تزداد إِلَّا كَثْرَة وانتشارا ه.

    قال الإمام ابن الحنبلي رحمه الله:".. فكان آخر البدع ظهورا مذهب الأشعري وتولى نصرته الظلمة وأرباب الدنيا وأصحاب المظالم القائلين بما يخالف الشرع من النجامة والفلسفة والإدمان على المظالم والفسق لتعلم أن هذه البدعة شر البدع بظهورها آخر الزمان وانتشارها في فساد البلدان وركوب دعاتها التمويه والمحال والكلام المزخرف في باطنه الكفر والضلال فزمان هذه البدعة أخبث الأزمنة وأتباعها أخبث الأمة ودعاته أقل أديان هذه الملة وقد قال النبي بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا فيا طوبى للغرباء.."

    وقال ابن رجب فب ذيل طبقات الحنابلة (1/303) :" عبد الساتر بن عبد الحميد بن محمد بن أبي بكر بن ماضي المقدسي الفقيه، تقي الدين، أبو محمد: سمع من موسى بن عبد القادر، وابن الزبيدي: والشيخ موفق الدين وغيرهم.
    وتفقه علي التقي بن العز، ومهر في المذهب، وعني بالسنة. وجمع فيها. وناظر الخصوم وكفَّرَهم. وكان صاحب جرأة، وتحرق على الأشعرية"

    قال الإمام العلامة أبا بطين النجدي: "والأشعرية لا يثبتون علو الرب فوق سماواته واستواءه على عرشه ويسمون من أثبت صفة العلو والاستواء على العرش مجسما مشبها، وهذا خلاف ما عليه أهل السنة والجماعة؛ فإنهم يثبتون صفة العلو، والاستواء، كما أخبر الله -سبحانه- بذلك عن نفسه، ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم، من غير تكييف ولا تعطيل. وصرح كثير من السلف بكفر من لم يثبت صفة العلو والاستواء"

    قال المجدد الثاني الإمام عبد الرحمن بن حسن: "وهذه الطائفة: التي تنتسب إلى أبي الحسن الأشعري ، وصفوا رب العالمين ، بصفات المعدوم والجماد؛ فلقد أعظموا الفرية على الله ، وخالفوا أهل الحق من السلف ، والأئمة ، وأتباعهم؛ وخالفوا من ينتسبون إليه ، فإن أبا الحسن الأشعري ، صرح في كتابه: الإبانة ، والمقالات ، بإثبات الصفات؛ فهذه الطائفة المنحرفة عن الحق ، قد تجردت شياطينهم لصد الناس عن سبيل الله ، فجحدوا توحيد الله في الإلَهية ، وأجازوا الشرك الذي لا يغفره الله ، فجوزوا: أن يعبد غيره من دونه ، وجحدوا توحيد صفاته بالتعطيل فالأئمة من أهل السنة ، وأتباعهم ، لهم المصنفات المعروفة ، في الرد على هذه الطائفة ، الكافرة المعاندة ، كشفوا فيها كل شبهة لهم ، وبينوا فيها الحق الذي دل عليه كتاب الله ، وسنة رسوله وما عليه سلف الأمة ، وأئمتها" ه.

    وهذا جزء يسير لدلالة على ما ورائه

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    المشاركات
    808

    افتراضي رد: كفر من لا يكفر الجهمية والقائلين بخلق القرآن

    بارك الله فيك.
    أول ما شدّ انتباهي قولك:( كفّرهم العلماء) وما أدري ما وظيفة هذه (ال). أهي لاستغراق الجنس أو للعهد.
    وبعص النقولات لا تصلح- في رأيي- شاهدًا في محل النزاع لأن فيها تكفير من قال بقول معين كإنكار العلو أو الاستواء إلخ.
    أعرف أن من العلماء من اشتد نكيره عليهم كالإمام السجزي وأبي ذر الهروي، ولو أنك تحريت وقلت أطلق بعض العلماء القول بتكفيرهم لكان كلامك أضبط وأعدل.
    ولو شئتُ لنقلت أقوال من لايكفرهم من العلماء، بل يثني عليهم في بعض المواطن، ولاشك أنك على دراية بها.
    وما زلت تصف كبار أئمة السنة أهل الضبط والإنصاف بالتساهل، بالأمس شيخ الإسلام واليوم الخافظ الذهبي.

    والله أسأل أن يرينا الحق حقًا ويرزقنا اتباعه والباطل باطلاً ويلهمنا اجتنابه.

  10. #10

    افتراضي رد: كفر من لا يكفر الجهمية والقائلين بخلق القرآن

    في الدرر السنية:
    سئل أيضا، الشيخ عبد الله، والشيخ إبراهيم ابنا الشيخ عبد اللطيف، والشيخ سليمان بن سحمان رحمهم الله تعالى، عن الجهمية؟

    فأجابوا: أما الجهمية، فالمشهور من مذهب أحمد، وعامة علماء السنة رحمهم الله، تكفيرهم، لأن قولهم صريح في مناقضة ما جاء به الرسل، وأنزلت به الكتب، وحقيقة قولهم: جحود الصانع، وجحود ما أخبر به عن نفسه، بل وجميع الرسل; ولهذا قال الإمام: عبد الله بن المبارك: (إنا لنحكي كلام اليهود والنصارى، ولا نستطيع أن نحكي كلام الجهمية) .
    وبهذا كفروا من يقول: القرآن مخلوق، وإن الله لا يرى في الآخرة، وإن الله ليس على العرش، وإنه ليس له علم ولا قدرة، ولا رحمة، ولا غضب، ولا غير ذلك من صفاته; وهم عند كثير من السلف مثل ابن المبارك، ويوسف ابن أسباط، وطائفة من أصحاب أحمد، ليسوا من الثلاث والسبعين فرقة.
    وقد بينا لك فيما مضى: أن الإمام أحمد، وأمثاله من أهل العلم والحديث، لا يختلفون في تكفير الجهمية، وأنهم ضلال زنادقة مرتدون; وقد ذكر من صنف في السنة: تكفيرهم عن عامة أهل العلم والأثر، كاللالكائي، وعبد الله بن الإمام أحمد في السنة له، وابن أبي ملكية، والخلال في السنة له، وإمام الأئمة ابن خزيمة، قد قرر كفرهم ونقله عن أساطين الأئمة.
    وقد حكى كفرهم شمس الدين ابن القيم في كافيته، عن خمسمائة من أئمة المسلمين وعلمائهم، فكيف إذا انضاف إلى ذلك كونهم من عباد القبور، وعلى طريقتهم؟ فلا إشكال - والحالة هذه - في كفرهم وضلالهم.
    وأما إباضية أهل هذا الزمان، فحقيقة مذهبهم وطريقتهم: جهمية، قبوريون، وإنما ينتسبون إلى الإباضية انتسابا، فلا يشك في كفرهم وضلالهم، إلا من غلب عليه الهوى، وأعمى الله عين بصيرته؛ فمن تولاهم فهو عاص ظالم، يجب هجره ومباعدته، والتحذير منه، حتى يعلن بالتوبة، كما أعلن بالظلم والمعصية.
    وما ذكر في السؤال: عمن لا يرى كفر الجهمية، وإباضية أهل هذا الزمان، ويزعم: أن جهاد أهل الإسلام لهم سابقا غلو، وهو لأجل المال كاللصوص، فهذا لم يعرف حقيقة الإسلام، ولا شم رائحته، وإن انتسب إليه وزعم أنه من أهله. {وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً} ، {وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ} .
    وأما ما ذكرته: من استدلال المخالف، بقوله صلى الله عليه وسلم: "من صلى صلاتنا " وأشباه هذه الأحاديث، فهذا استدلال جاهل بنصوص الكتاب والسنة، لا يدري، ولا يدري أنه لا يدري، فإن هذا فرضه ومحله في أهل الأهواء، من هذه الأمة؛ ومن لا تخرجه بدعته من الإسلام، كالخوارج ونحوهم، فهؤلاء لا يكفرون، لأن أصل الإيمان الثابت، لا يحكم بزواله إلا بحصول مناف لحقيقته، مناقض لأصله; والعمدة: استصحاب الأصل وجودا وعدما، لكنهم يبدعون ويضللون، ويجب هجرهم وتضليلهم، والتحذير عن مجالستهم ومجامعتهم، كما هو طريقة السلف في هذا الصنف.
    وأما الجهمية وعباد القبور، فلا يستدل بمثل هذه النصوص على عدم تكفيرهم، إلا من لم يعرف حقيقة الإسلام، وما بعث الله به الرسل الكرام، لأن حقيقة ما جاؤوا به ودعوا إليه، وجوب عبادة الله وحده لا شريك له، وإخلاص العمل له، وأن لا يشرك في واجب حقه أحد من خلقه، وأن يوصف بما وصف به نفسه، من صفات الكمال ونعوت الجلال. فمن خالف ما جاؤوا به، ونفاه وأبطله، فهو كافر ضال، وإن قال لا إله إلا الله، وزعم أنه مسلم، لأن ما قام به من الشرك، يناقض ما تكلم به من كلمة التوحيد؛ فلا ينفعه التلفظ بقول لا إله إلا الله، لأنه تكلم بما لم يعمل به، ولم يعتقد ما دل عليه.
    وأما قوله: نقول بأن القول كفر، ولا نحكم بكفر القائل; فإطلاق هذا جهل صرف، لأن هذه العبارة لا تنطبق إلا على المعين، ومسألة تكفير المعين مسألة معروفة، إذا قال قولا يكون القول به كفرا، فيقال: من قال بهذا القول فهو كافر، لكن الشخص المعين، إذا قال ذلك لا يحكم بكفره، حتى تقوم عليه الحجة التي يكفر تاركها.
    وهذا في المسائل الخفية، التي قد يخفى دليلها على بعض الناس، كما في مسائل القدر والإرجاء ونحو ذلك مما قاله أهل الأهواء، فإن بعض أقوالهم تتضمن أمورا كفرية، من رد أدلة الكتاب والسنة المتواترة، فيكون القول المتضمن لرد بعض النصوص كفرا، ولا يحكم على قائله بالكفر، لاحتمال وجود مانع كالجهل، وعدم العلم بنقض النص، أو بدلالته، فإن الشرائع لا تلزم إلا بعد بلوغها؛ ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية، قدس الله روحه في كثير من كتبه.
    وذكر أيضا تكفير أناس من أعيان المتكلمين، بعد أن قرر هذه المسألة، قال: وهذا إذا كان في المسائل الخفية، فقد يقال بعدم التكفير; وأما ما يقع منهم في المسائل الظاهرة الجلية، أو ما يعلم من الدين بالضرورة، فهذا لا يتوقف في كفر قائله، ولا تجعل هذه الكلمة عكازة، تدفع بها في نحر من كفر البلدة الممتنعة عن توحيد العبادة والصفات، بعد بلوغ الحجة ووضوح المحجة.
    وأما قوله: وهؤلاء ما فهموا الحجة; فهذا مما يدل على جهله، وأنه لم يفرق بين فهم الحجة، وبلوغ الحجة، ففهمها نوع وبلوغها نوع آخر؛ فقد تقوم الحجة على من لم فهمها; وقد قال شيخنا، الشيخ محمد بن عبد الوهاب، رحمه الله - في كلام له -: فإن الذي لم تقم عليه الحجة، هو الذي حديث عهد بالإسلام، أو نشأ ببادية بعيدة، أو يكون ذلك في مسائل خفية، مثل مسألة الصرف والعطف، فلا يكفر حتى يعرف.
    وأما أصول الدين التي وضحها الله، وأحكمها في كتابه، فإن حجة الله هي القرآن، فمن بلغه فقد بلغته الحجة; ولكن أصل الإشكال: أنكم لم تفرقوا بين قيام الحجة، وفهم الحجة؛ فإن الكفار والمنافقين لم يفهموا حجة الله مع قيامها عليهم، كما قال تعالى: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً} ، وقال تعالى: {وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً}. فقيام الحجة وبلوغها نوع، وفهمها نوع آخر، وكفرهم الله ببلوغها إياهم، مع كونهم لم يفهموها، إلى آخر كلامه رحمه الله.



    وأجابوا أيضا: لا تصح إمامة من لا يكفر الجهمية، والقبوريين، أو يشك في تكفيرهم؛ وهذه المسألة من أوضح الواضحات عند طلبة العلم وأهل الأثر، وذلك أن الإمام أحمد وأمثاله من أهل العلم والحديث، لم يختلفوا في تكفير الجهمية، وأنهم ضلال زنادقة. وقد ذكر من صنف في السنة تكفيرهم، عن عامة أهل العلم والأثر؛ وعد اللالكائي منهم عددا يتعذر ذكرهم في هذه الفتوى، وكذا عبد الله بن الإمام أحمد، في كتاب السنة، والخلال في كتاب السنة، وإمام الأئمة ابن خزيمة قرر كفرهم، ونقله عن أساطين الأئمة.
    وقد حكى كفرهم ابن القيم في كافيته، عن خمسمائة من أئمة المسلمين وعلمائهم؛ وقد يفرق بين من قامت عليه الحجة، التي يكفر تاركها، وبين من لا شعور له بذلك، وهذا القول يميل إليه شيخ الإسلام، في المسائل التي قد يخفى دليلها على بعض الناس.وعلى هذا القول: فالجهمية في هذه الأزمنة، قد بلغتهم الحجة، وظهر الدليل، وعرفوا ما عليه أهل السنة والجماعة، واشتهرت التفاسير والأحاديث النبوية، وظهرت ظهورا ليس بعده إلا المكابرة والعناد، وهذه هي حقيقة الكفر والإلحاد، كيف: لا؟ وقولهم يقتضي من تعطيل الذات والصفات، والكفر بما اتفقت عليه الرسالة والنبوات، وشهدت به الفطر السليمات، مما لا يبقى معه حقيقة للربوبية والإلهية، ولا وجود للذات المقدسة، المتصفة بجميل الصفات، وهم إنما يعبدون عدما، لا حقيقة لوجوده، ويعتمدون على الخيالات والشبه، ما يعلم فساده بضرورة العقل، وبالضرورة من حقيقة دين الإسلام، عند من عرفه، وعرف ما جاءت به الرسل.
    ولبشر المريسي وأمثاله، من الشبه والكلام في نفي الصفات، ما هو من جنس هذا المذكور عند الجهمية المتأخرين، بل كلامه أخف إلحادا من بعض قول هؤلاء الضلال، ومع ذلك فأهل العلم متفقون على تكفيره؛ وكذلك القبوريون لا يشك في كفرهم، من شم رائحة الإيمان.
    وقد ذكر شيخ الإسلام، وتلميذه ابن القيم، في غير موضع: أن نفي التكفير بالمكفرات، قوليها وفعليها، فيما يخفى دليله، ولم تقم الحجة على فاعله، وأن النفي يراد به نفي تكفير الفاعل وعقابه، قبل قيام الحجة عليه، وأن نفي التكفير مخصوص بمسائل النِّزاع بين الأئمة. وأما دعاء الصالحين، والاستغاثة بهم، وقصدهم في الملمات والشدائد، فهذا لا ينازع مسلم في تحريمه، والحكم بأنه من الشرك الأكبر؛ فليس في تكفيرهم، وتكفير الجهمية قولان.
    وأما الإباضية في هذه الأزمنة، فليسوا كفرقة من أسلافهم، والذي يبلغنا أنهم على دين عباد القبور، وانتحلوا أمورا كفرية، لا يتسع ذكرها هنا؛ ومن كان بهذه المثابة فلا شك في كفره، فلا يقول بإسلامهم إلا مصاب في عقله ودينه.



  11. #11

    افتراضي رد: كفر من لا يكفر الجهمية والقائلين بخلق القرآن

    وقال الشيخ سليمان بن سحمان:

    وَقد سُئِلَ الشَّيْخ مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب رَحمَه الله تَعَالَى عَن هَذِه الْمَسْأَلَة فَأجَاب السَّائِل بقوله هَذَا من الْعجب العجاب كَيفَ تشكون فِي هَذَا وَقد وضحته لكم مرَارًا فَإِن الَّذِي لم تقم عَلَيْهِ الْحجَّة هُوَ الَّذِي حَدِيث عهد بِالْإِسْلَامِ وَالَّذِي نَشأ ببادية بعيدَة أَو يكون ذَلِك فِي مَسْأَلَة خُفْيَة مثل الصّرْف والعطف فَلَا يكفر حَتَّى يعرف وَأما أصُول الدّين الَّتِي وضحها الله وأحكمها فِي كِتَابه فَإِن حجَّة الله هِيَ الْقُرْآن فَمن بلغه فقد بلغته الْحجَّة وَلَكِن أصل الْإِشْكَال أَنكُمْ لم تفَرقُوا بَين قيام الْحجَّة وَفهم الْحجَّة فَإِن أَكثر الْكفَّار وَالْمُنَافِقِي نَ لم يفهموا حجَّة الله مَعَ قِيَامهَا عَلَيْهِم كَمَا قَالَ تَعَالَى {أم تحسب أَن أَكْثَرهم يسمعُونَ أَو يعْقلُونَ إِن هم إِلَّا كالأنعام بل هم أضلّ سَبِيلا} وَقيام الْحجَّة وبلوغها نوع وفهمهم إِيَّاهَا نوع آخر وكفرهم الله ببلوغهم إِيَّاهَا مَعَ كَونهم لم يفهموها وَإِن أشكل عَلَيْكُم ذَلِك فانظروا قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْخَوَارِج (أَيْنَمَا لقيتموهم فاقتلوهم) مَعَ كَونهم فِي عصر الصَّحَابَة ويحقر الْإِنْسَان عمل الصَّحَابَة مَعَهم وَمَعَ إِجْمَاع النَّاس أَن الَّذِي أخرجهم من الدّين هُوَ التشدد والغلو وَالِاجْتِهَاد وهم يظنون أَنهم مطيعون الله وَقد بلغتهم الْحجَّة وَلَكِن لم يفهموها وَكَذَلِكَ قتل عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ الَّذين اعتقدوا فِيهِ الإلهية وحرقهم بالنَّار مَعَ كَونهم تلاميذ الصَّحَابَة وَمَعَ عِبَادَتهم وهم أَيْضا يظنون أَنهم على حق وَكَذَلِكَ إِجْمَاع السّلف على تَكْفِير أنَاس من غلاة الْقَدَرِيَّة وَغَيرهم مَعَ كَثْرَة علمهمْ وَشدَّة عِبَادَتهم وكونهم يظنون أَنهم يحسنون صنعا وَلم يتَوَقَّف أحد من السّلف فِي تكفيرهم لأجل أَنهم لم يفهموا فَإِن هَؤُلَاءِ كلهم لم يفهموا انْتهى كَلَامه رَحمَه الله

    فَإِذا علمت هَذَا وتحققته فَاعْلَم أَن هَذَا هُوَ سَبِيل الْمُرْسلين وَمن قفى أَثَرهم من الْآل وَالْأَصْحَاب وَالتَّابِعِينَ وَمن بعدهمْ من الْأَئِمَّة المهتدين فحجة الله هِيَ الْقُرْآن فَمن بلغه الْقُرْآن فَلَا عذر وَلَيْسَ كل جهل يكون عذرا لصَاحبه فَهَؤُلَاءِ جهال المقلدين لأهل الْكفْر كفار بِإِجْمَاع الْأمة اللَّهُمَّ إِلَّا من كَانَ مِنْهُم عَاجِزا عَن بُلُوغ الْحق ومعرفته لَا يتَمَكَّن مِنْهُ بِحَال مَعَ محبته لَهُ وإرادته وَطَلَبه وَعدم المرشد إِلَيْهِ أَو من كَانَ حَدِيث عهد بِالْإِسْلَامِ أَو من نَشأ ببادية بعيدَة فَهَذَا الَّذِي ذكر أهل الْعلم أَنه مَعْذُور لِأَن الْحجَّة لم تقم عَلَيْهِ فَلَا يكفر الشَّخْص الْمعِين حَتَّى يعرف وَتقوم عَلَيْهِ الْحجَّة بِالْبَيَانِ وَأما التمويه والمغالطة من بعض هَؤُلَاءِ بِأَن شيخ الْإِسْلَام توقف فِي تَكْفِير الْمعِين الْجَاهِل فَهُوَ من التلبيس والتمويه على خفافيش البصائر فَإِنَّمَا الْمَقْصُود بِهِ فِي مسَائِل مَخْصُوصَة قد يخفى دليلها على بعض النَّاس كَمَا فِي مسَائِل الْقدر والإرجاء وَنَحْو ذَلِك مِمَّا قَالَه أهل الْأَهْوَاء فَإِن بعض أَقْوَالهم تَتَضَمَّن أمورا كفرية من رد أَدِلَّة الْكتاب وَالسّنة المتواترة فَيكون القَوْل المتضمن لرد بعض النُّصُوص كفرا وَلَا يحكم على قَائِله بالْكفْر لاحْتِمَال وجود مَانع يمْنَع مِنْهُ كالجهل وَعدم الْعلم بِنَفس النَّص أَو بدلالته فَإِن الشَّرَائِع لَا تلْزم إِلَّا بعد بُلُوغهَا وَلذَلِك ذكرهَا فِي الْكَلَام على بدع أهل الْأَهْوَاء وَقد نَص على هَذَا فَقَالَ فِي تَكْفِير أنَاس من أَعْيَان الْمُتَكَلِّمين بعد أَن قرر هَذِه الْمَسْأَلَة قَالَ وَهَذَا إِذا كَانَ فِي الْمسَائِل الْخفية فقد يُقَال بِعَدَمِ الْكفْر وَأما مَا يَقع مِنْهُم فِي الْمسَائِل الظَّاهِرَة الجلية أَو مَا يعلم من الدّين بِالضَّرُورَةِ فَهَذَا لَا يتَوَقَّف فِي كفر قَائِلهوَهَؤُلَ اء الأغبياء أجملوا الْقَضِيَّة وَجعلُوا كل جهل عذرا وَلم يفصلوا وَجعلُوا الْمسَائِل الظَّاهِرَة الجلية وَمَا يعلم من الدّين بِالضَّرُورَةِ كالمسائل الْخفية الَّتِي قد يخفى دليلها على بعض النَّاس وَكَذَلِكَ من كَانَ بَين أظهر الْمُسلمين كمن نَشأ ببادية بعيدَة أَو كَانَ حَدِيث عهد بِالْإِسْلَامِ فضلوا وأضلوا كثيرا وَضَلُّوا عَن سَوَاء السَّبِيل


    إِذا عرفت هَذَا فمسألة علو الله على خلقه واستوائه على عَرْشه وَإِثْبَات صِفَات كَمَاله ونعوت جَلَاله من الْمسَائِل الجلية الظَّاهِرَة وَمِمَّا علم من الدّين بِالضَّرُورَةِ فَإِن الله قد وضحها فِي كِتَابه وعَلى لِسَان رَسُوله فَمن سمع الْآيَات القرآنية وَالْأَحَادِيث النَّبَوِيَّة فقد قَامَت عَلَيْهِ الْحجَّة وَإِن لم يفهمها فَإِن كَانَ مِمَّن يقْرَأ الْقُرْآن فَالْأَمْر أعظم وأطم لَا سِيمَا إِن عاند وَزعم أَن مَا كَانَ عَلَيْهِ هُوَ الْحق وَأَن الْقُرْآن لم يبين ذَلِك بَيَانا شافيا كَافِيا فَهَذَا كفره أوضح من الشَّمْس فِي نحر الظهيرة وَلَا يتَوَقَّف فِي كفره من عرف الْإِسْلَام وَأَحْكَامه وقواعده وَبِالْجُمْلَةِ فَمن دَان بدين غير دين الْإِسْلَام وَقَامَ بِهِ هَذَا الْوَصْف الَّذِي يكون بِهِ كَافِرًا فَهُوَ كَافِر وَلَا نحكم على معِين بالنَّار بل نكل أمره إِلَى الله وَإِلَى علمه وَحكمه فِي بَاطِن أمره هَذَا فِي أَحْكَام الثَّوَاب وَالْعِقَاب وَأما فِي أَحْكَام الدُّنْيَا فَهِيَ جَارِيَة على ظَاهر الْأَمر




  12. #12

    افتراضي رد: كفر من لا يكفر الجهمية والقائلين بخلق القرآن

    وقال الشيخ أبا بطين:

    واحتج بعض من يجادل عن المشركين بقصة الذي قد أوصى أهله أن يحرقوه بعد موته، على أن من ارتكب الكفر جاهلا لا يكفر، ولا يكفر إلا المعاند.
    والجواب عن ذلك كله: أن الله سبحانه وتعالى أرسل رسله مبشرين ومنذرين، لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل؛ وأعظم ما أرسلوا به ودعوا إليه: عبادة الله وحده لا شريك له، والنهي عن الشرك الذي هو عبادة غيره؛ فإن كان مرتكب الشرك الأكبر معذورا لجهل، فمن الذي لا يعذر؟!
    ولازم هذه الدعوى: أنه ليس لله حجة على أحد إلا المعاند، مع أن صاحب هذه الدعوى لا يمكنه طرد أصله، بل لا بد أن يتناقض، فإنه لا يمكنه أن يتوقف في تكفير من شك في رسالة محمد صلى الله عليه وسلم أو شك في البعث، أو غير ذلك من أصول الدين، والشاك جاهل؛ والفقهاء يذكرون في كتب الفقه حكم المرتد: أنه المسلم الذي يكفر بعد إسلامه، نطقا أو فعلا أو شكا أو اعتقادا، وسبب الشك الجهل.
    ولازم هذا: أنا لا نكفر جهلة اليهود والنصارى، والذين يسجدون للشمس والقمر والأصنام لجهلهم، ولا الذين حرقهم علي ابن أبي طالب رضي الله عنه بالنار، لأنا نقطع أنهم جهال؛ وقد أجمع المسلمون على كفر من لم يكفر اليهود والنصارى، أو شك في كفرهم، ونحن نتيقن أن أكثرهم جهال.
    وقال الشيخ تقي الدين، رحمه الله تعالى: من سب الصحابة رضوان الله عليهم، أو واحدا منهم، واقترن بسبه دعوى أن عليا إله أو نبي، أو أن جبرائيل غلط، فلا شك في كفر هذا، بل لا شك في كفر من توقف في تكفيره.
    قال: ومن زعم أن الصحابة ارتدوا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا نفرا قليلا لا يبلغون بضعة عشر، أو أنهم فسقوا، فلا ريب في كفر قائل ذلك، بل من شك في كفره فهو كافر.
    قال: ومن ظن أن قوله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ} [سورة الإسراء آية: 23] بمعنى قدر، وأن الله سبحانه ما قدر شيئا إلا وقع، وجعل عبدة الأصنام ما عبدوا إلا الله، فإن هذا من أعظم الناس كفرا بالكتب كلها، انتهى.
    إلى أن قال:
    من أنكر وجوب عبادة من العبادات الخمس، أو قال في واحدة منها إنها سنة لا واجبة، أو جحد حل الخبز ونحوه، أو جحد تحريم الخمر ونحوه، أو شك في ذلك، ومثله لا يجهله، كفر؛ وإن كان مثله يجهله عرف، فإن أصر بعد التعريف كفر، وقتل; ولم يقولوا: فإذا تبين له الحق وعاند كفر.
    وأيضا: فنحن لا نعرف أنه معاند، حتى يقول: أنا أعلم أن ذلك حق ولا ألتزمه، ولا أقوله، وهذا لا يكاد يوجد.
    وقد ذكر العلماء من أهل كل مذهب، أشياء كثيرة لا يمكن حصرها، من الأقوال، والأفعال، والاعتقادات أنه يكفر صاحبها، ولم يقيدوا ذلك بالمعاند؛ فالمدعي أن مرتكب الكفر متأولا، أو مجتهدا أو مخطئا، أو مقلدا أو جاهلا، معذور، مخالف للكتاب والسنة، والإجماع بلا شك، مع أنه لا بد أن ينقض أصله، فلو طرد أصله كفر بلا ريب، كما لو توقف في تكفير من شك في رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ونحو ذلك.


    وقال ابن القيم في الصواعق المرسلة:
    وقد كثرت الرحل إلى الآفاق وتداخل الناس وانتدب أقوام لجمع حديث النبي وضمه وتقييده ووصل من البلاد
    لبعيدة إلى من لم يكن عنده وقامت الحجة على من بلغه شيء منه وجمعت الأحاديث المبينة لصحة أحد التأويلات المتأولة في الحديث وعرف الصحيح من السقيم وزيف الاجتهاد المؤدي إلى خلاف كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى ترك عمله وسقط العذر عمن خالف ما بلغه من السنن ببلوغها إليه وقيام الحجة بها عليه ولم يبق إلا العناد والتقليد.




  13. افتراضي رد: كفر من لا يكفر الجهمية والقائلين بخلق القرآن

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله السبري مشاهدة المشاركة
    نقل إجماعهم على تكفير منكري العلو
    والأئمة مجمعون على تكفير مَن كَفَّر المسلمين
    والخوارج يكفرون بعض الصحابة رضوان الله عليهم
    ويكفرون الكثير من المسلمين لارتكابهم الكبائر

    ورغم ذلك فالخوارج فرقة ضالة لكنها ليست كافرة كالنصيرية مثلاً
    فلماذا التشدد في قضية العلو والتساهل في قضية تكفير المسلم ؟؟

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •