تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: ما الفرق بين الاسم والمصدر واسم المصدر ؟؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    984

    Question ما الفرق بين الاسم والمصدر واسم المصدر ؟؟

    اولا هل المراد بالاسم عند المقارنة بالمصدر اسم المصدر فيكونان الاثنان بمعنى واحد عند تلك المقارنة أم اسم المصدر مختلف عن الاسم عن المصدر ؟

    يقال العتق بفتح العين المصدر وبكسر العين الاسم

    يقال الفطر الاسم من الإفطار

    يقال شربت شربا بفتح الشين مصدر وشرب بالضم او الكسر اسمان لا مصدر

    فما الفرق إذن بين الاسم والمصدر ؟؟

    وجزاكم الله خيرا

  2. #2

    افتراضي رد: ما الفرق بين الاسم والمصدر واسم المصدر ؟؟

    بسم الله الرّحمن الرّحيم
    اللَّهُمَّ! أسألُك الهدى والسَّدادَ

    أمَّا بعدُ؛ فالآنَ رأيتُ سؤالَك -أخيَ الكريمَ-، وهاك ما عندي -على عِلَّاتِه-، عسى اللهُ أن ينفعَك به:

    «المصدر»: «الاسمُ الدّالُّ على الحدث الجاري على الفعل في أحرُفِه»، كالعِلْمِ، والجَهْلِ، والشُّكْرِ، والْفَرَحِ، وَالحُنُـوِّ، وَالسُّجُودِ، وَالرُّكُوعِ، والسَّلَامَةِ، والرَّزَانَةِ، والدَّحْرَجَةِ، وَالإكرامِ، والمسارعةِ، والتَّـوْحِيدِ، والتَّـعَلُّمِ، والتَّدَحْرُجِ، والاعتمارِ، والاستغفارِ، والاقشعرارِ ....

    و«الاسمُ» في استعمالِ أهلِ اللُّغةِ والغريبِ = هو «اسمُ المصدر» نفسُه، وهو: اسمٌ يدلُّ على الحدثِ أيْضًا، ويُطلَقُ -في الحقيقةِ- على ثلاثةِ أشياءَ:

    1- منها ما يسمُّونَه «المصدرَ الميميَّ»، وهو المبدوءُ بميمٍ زائدةٍ لغيرِ المفاعلةِ، مثالُه نحوُ: المرحمة، والمآب، ومنه قولُه سبحانه: وقال اركبوا فيها بسم الله مَُجريها ومُرْسَيها، وجعلنا لمَُهلَِكهم موعدًا، وهذا مصدرٌ في الحقيقةِ، وتسميَتُه اسمَ مصدرٍ تجوُّزٌ.

    2- ومنها ما كان علَمًا على الحَدَثِ؛ كَالْبَـرَّةِ؛ عَلَمًا لِلْبِرِّ، وَفَجَارِ؛ عَلَمًا لِلْفُجورِ، وَسُبْحَانَ؛ عَلَمًا للتّسبيحِ، وهذا قليلٌ.

    3- ومنها ما نُقِل إلى اسمِ المعنى وكان غيرَ ذلك، فالأصلُ أن ينطلق على المفعولِ، ثُمَّ سُمِّيَ به الحدثُ (الْفِعْلُ)، فهو يدلُّ على المصدر الَّذِي يدُلُّ على المعنى، وهذا غالِبُ ما يريدون مِنِ اسمِ المصدر، وذكر بعضُهم ضابِطَ الفرقِ بينَه وبينَ المصدَرِ فقال: «حقيقته: أنَّ اسمَ المصدرِ هو مفعولُك، والمصدَرَ فِعْلُكَ».

    ويدخُلُ في هذا -الثّالث- ما يَحُدُّه ابنُ مالِكٍ في «تَسْهِيلِ الْفَوَائِدِ» بـ«ما دلَّ على معنى الفعلِ، وخالفه -بخلوِّه لفظًا وتقديرًا؛ دون عوضٍ، ولا نيَّةٍ- مِن بعضِ ما في فعلِه»، ومثالُه: «الثّوابُ، والعطاءُ، والكلامُ، والوُضُوءُ»، وشرحُ هذا الحدِّ ليس هنا موضِعُه، إنَّما الشَّأنُ أنَّ «الثّوابَ» -في الأصلِ-: اسمٌ لما يُـثَابُ به العمَّالُ، ثمَّ سمّيت به الإثابةُ الّتي هي مصدرُ «أَثَابَ»، و«العطاءُ»: اسمٌ لما يُـعْطَى، ثمَّ سمِّيَ به الإعطاءُ نفسُه، و«الكلامُ»: اسمٌ للملفوظِ به مِن الكلماتِ، ثُمَّ سُمِّيَ به التَّكَلُّمُ [وهذا يهدِمُ أصلَ القومِ الّذين زَعَموا أنَّ كلامَ اللهِ هُوَ المعنى القائمُ بالنّفسِ ...!! غابتْ عنهم المسألةُ!!]، وكذا «الصّلاةُ، والزَّكَاةُ، والغُسْلُ، والوُضوءُ»، وما ذكرتَ مِن مُثُلٍ ...

    وإلى الثَّلاثةِ أَشَارَ الحسنُ بنُ زينٍ القُنانِيُّ في «احمرارِ لاميَّةِ الأفعالِ» بقولِهِ:

    سُمَاةُ مَبْنَاهُ مَا زِيدَتْ بِمَبْدَئِهِ = مِيمٌ بِكِلْمَتِهَا الْإِشْرَاكُ مَا عُقِلَا
    أَوْ مَا خَلَتْ مِــنْ حُرُوفِ الْفِعْـلِ بِنْـيَتُهُ = لَفْظًا وَقَصْدًا وَمَا أُعْطِيْ بِهِ بَدَلَا

    وَمِنْهُ الَاعْلَامُ، وَالْمِيمِيَّ قِسْهُ، وَلَا = تَقِسْ سِوَاهُ، وَلَكِن! نَـقْلُهُ قُبِلَا

    لعلَّه بهذا اتّضح لك أمرُ الفرقِ، والأمثلةُ في كتُبِ اللّغةِ والغريبِ غنيَّةٌ شاهدة، وكتُبُ النَّحوِ تكفَّلت ببيانِ هذه الأنواعِ الثّلاثةِ المذكورةِ، تَجِدُ ضالَّتَك منها في البابِ الّذي يعقِدُه النَّحْوِيَّةُ لبيان «ما يعملُ عملَ الفعلِ» مِن «مصدرٍ»، و«اسمِ مصدرٍ»، ودونَكَ في ذلك «شرحَ شذور الذّهب» لابن هشامٍ، و«شروحَ الخلاصَةِ» وحواشِيَها، وهي قريبةٌ -إن شاء الله-، والله يعلِّمُني وإيَّاك، ويزيدُنا مِن فضلِهِ؛ إنّه هو العليم الحكيم.

    بقي شيئانِ -بل ثلاثةٌ-:

    الأوّل: شُكْرٌ، فأشكُرُ لك -أخي الكريمَ- إبداءَ سؤالِك؛ فقد فتَحْتَ به بابًا مِن العلمِ حَرِيًّا بِالْبَـيَانِ.
    والثّاني: رجاءٌ، فأرجو مِن أعضاءِ الملتقى المبارَكِ تقويم الجواب، وإثراءَ الموضوعِ وتكميلَه؛ بما هو خيرٌ.
    والثّالث: سؤالٌ، وموجِبُه أنّ اللُّغويِّينَ يختلفون في حروفٍ كثيرةٍ مِن هذا الضّربِ، فنرى الواحدَ منهم ينصُّ على أنّ الكلمةَ كذا مصدرٌ، ويذكُرُها غيرُه اسمَ مصدرٍ، ويذكُرُ هذا الشَّيْءَ مصْدَرًا ويجعلُه ذاك اسمًا، فهل مِن ضوابِطَ مميِّـزَةٍ ضابطَة؟!

    لا تبخلوا معاشرَ الفضلاء، وأنتم الكرماء؛ أكرمكم الله!


    والسّلامُ عليكم ورحمة الله.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •