جمع ما يقارب جثامين 100 شهيد فقط حتى اللحظة في مقبرة الشهداء في الحي، فيما لا يزال البحث مستمرًا عن ما تبقى من شهداء المجزرة.
وانسحبت عصابات الأسد من المكان بعد نفاد ذخيرتها، فيما لا يزال القصف والقنص من بعيد مستمرا، وقال أحد الأهالي: "يسقط علينا تقريباً أكثر من 200 قذيفة خلال ساعات قليلة من النهار، والقناصة تطلق النار على أي شيء يتحرك، موتانا في الشوارع ولا نستطيع أن نسحبهم أو حتى أن نحدد هوياتهم".وجعلت التطورات الأخيرة أحد الناشطين من جديدة عرطوز وجديدة الفضل يقول: "لم يبق ما نطلبه من العالم خارج حدود مدينتنا سوى الدعاء".
يشار إلى أن جديدة عرطوز والفضل قبل 17 أبريل/نيسان ملاذين آمنين للنازحين والهاربين من قصف النظام السوري من مناطق الجولان والمناطق القريبة مثل داريا والمعضمية، واليوم ينزح أهل جديدة إلى قطنا، لتأخذ مساجد قطنا مهمة الإبلاغ عن البيوت التي يمكن أن تستقبل النازحين من هناك، وتبقى تعابير الـ"الفزعة" و"أهل الخير" هي المشتركة بين جميع مدن وبلدات سوريا عند استقبال أي مدينة أبناء وعوائل مدينة أخرى.
وتدخل المجازر التي بدأها النظام في جديدة الفضل وجديدة عرطوز، الواقعتين في الريف الغربي لدمشق يومها الرابع ليصل عدد القتلى إلى 100 شخص، ولا يزال القصف والقنص والاعتقالات لكل من يخرج من منزله على مدار الساعة قائماً، علماً بأن القتل لم يقتصر على السكان الذين خرجوا من منازلهم وإنما جرت حملة مداهمات عنيفة، وتم قتل عوائل كاملة في بيوتها.
وتفرض قوات بشار الأسد حصارًا تامًا على المدينة، ومنذ أربعة أيام تمركز عدد من الدبابات عند أحد مداخل المدينة "مدخل الفاعور" تزامناً مع إطلاق رصاص بشكل كثيف من الشيلكا وقصف من مدافع الدبابات.
وأقدمت ميليشيات النظام على إحراق وقصف المنازل في الحي السكني "الموالي"، ولا يزال خوف النظام من الصغير قبل الكبير يبدو واضحاً، إذ قامت قواته باعتقال كل من تجاوز عمره 12 عاماً، بالإضافة لنساء واقتيادهم باتجاه الفوج 100 لاستخدامهم كدروع بشرية في اقتحام جديدة عرطوز الفضل، وتم ارتكاب مجزرة بشعة بحق عائلة كاملة مؤلفة من الأب وزوجته وابنه وابنته..