تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: القول الجلي في تضعيف تعزية الخضر بعد وفاة النبي (عليهما الصلاة والسلام)

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    1,128

    افتراضي القول الجلي في تضعيف تعزية الخضر بعد وفاة النبي (عليهما الصلاة والسلام)

    النص المحفوظ
    لَمَّا كَانَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَلَاثٍ، أَهْبَطَ اللَّهُ إليه جبريل عليه السلام، فَقَالَ: يَا أَحْمَدُ! إِنَّ اللَّهَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ إِكْرَامًا لَكَ، وتفضلا لَكَ، وَخَاصَّةً لَكَ أَسْأَلُكَ عَمَّا هُوَ أَعْلَمُ بِهِ مِنْكَ، يَقُولُ: كَيْفَ تَجِدُكَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَجِدُنِي يَا جِبْرِيلُ مَكْرُوبًا.
    ثُمَّ جَاءَهُ الْيَوْمَ الثَّانِيَ فَذَكَرَ مِثْلَهُ سَوَاءً.
    ثُمَّ جَاءَهُ الْيَوْمَ الثَّالِثَ فَذَكَرَ مِثْلَهُ سَوَاءً، وَزَادَ: وَأَجِدُنِي يَا جِبْرِيلُ مَغْمُومًا.
    قَالَ: وَهَبَطَ مع جبريل عليه السلام مَلَكٌ فِي الْهَوَاءِ يُقَالُ لَهُ إِسْمَاعِيلُ عَلَى سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ فَقَالَ له جبريل عليه السلام: يَا أَحْمَدُ! هَذَا مَلَكُ الْمَوْتِ يَسْتَأْذِنُ عَلَيْكَ، وَلَمْ يَسْتَأْذِنْ عَلَى آدَمَيٍّ قَبْلَكَ، وَلَا يَسْتَأْذِنُ عَلَى آدَمَيٍّ بَعْدَكَ، فَقَالَ: ائْذَنْ لَهُ، فَأَذِنَ له جبريل عليه السلام، فَقَالَ لَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ: يَا أَحْمَدُ! إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ وَأَمَرَنِي أَنْ أُطِيعَكَ، إِنْ أَمَرْتَنِي بِقَبْضِ نَفْسِكَ قَبَضْتُهَا، وَإِنْ كَرِهْتَ تَرَكْتُهَا، فقال جبريل عليه السلام: إن الله تعالى قَدِ اشْتَاقَ إِلَى لِقَائِكَ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا مَلَكَ الْمَوْتِ! امْضِ لما أمرت له، فقال جبريل عليه السلام: يَا أَحْمَدُ! عَلَيْكَ السَّلَامُ هَذَا آخِرُ وَطْئِي الْأَرْضَ، إِنَّمَا كُنْتَ حَاجَتِي مِنَ الدُّنْيَا.
    فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَاءَتِ التَّعْزِيَةُ، جَاءَ آتٍ يَسْمَعُونَ حِسَّهُ وَلَا يَرَوْنَ شَخْصَهُ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، فِي اللَّهِ عَزَاءٌ مِنْ كُلِّ مُصِيبَةٍ، وَخَلَفٌ مِنْ كُلِّ هَالِكٍ، وَدَرَكٌ مِنْ كُلِّ مَا فَاتَ، فَبِاللَّهِ فَثِقُوا، وَإِيَّاهُ فارجو، فَإِنَّ الْمَحْرُومَ مَنْ حُرِمَ الثَّوَابَ وَإِنَّ الْمُصَابَ مَنْ حُرِمَ الثَّوَابَ، وَالسَّلَامُ عَلَيْكُمْ، فَقَالَ: هَلْ تَدْرُونَ مَنْ هَذَا؟ هذا الخضر عليه السلام .اهـ
    ...........................ي بع
    العلم النافع ، وذكر الله الحقيقي ، يُهذب الطبع ، ويحسن الأخلاق (البحر المديد /5/317)

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    1,128

    افتراضي رد: القول الجلي في تضعيف تعزية الخضر بعد وفاة النبي (عليهما الصلاة والسلام)

    هذا الحديث جاء مسندا: عن علي بن أبي طالب وابنه الحسين رضي الله عنهما .
    وجاء مرسلاً: عن محمد الباقر ، وعن أبيه على زين العابدين .
    ولبعضه شاهد من حديث جابر ، وأنس ، وأبي هريرة .
    والرواية المحفوظ : هي ما رواه محمد بن جعفر عن جعفر عن أبيه محمد الباقر عن أبيه علي زين العابدين ، مرسلاً عن علي بن أبي طالب . ومحمد بن جعفر ضعيف .
    ............................. تبع
    العلم النافع ، وذكر الله الحقيقي ، يُهذب الطبع ، ويحسن الأخلاق (البحر المديد /5/317)

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    1,128

    افتراضي رد: القول الجلي في تضعيف تعزية الخضر بعد وفاة النبي (عليهما الصلاة والسلام)

    أولاً : رواية الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، سبط النبي صلى الله عليه وسلم :
    فقد أخرجها الطبراني في [الكبير/3/128/2890-تيمية] ، و[الدعاء/367/1220-الكتب العلمية]فقال:حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَرَّاجِيُّ الْمَكِّيُّ، وَالْعَبَّاسُ بْنُ حَمْدَانَ الْحَنَفِيُّ الْأَصْبَهَانِي ُّ، قَالَا: ثنا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ.
    وأخرجه أبو الفتح المقدسي في [أماليه/4-مخطوط جوامع الكلم]فقال: أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْخَضْرِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ السُّلَمِيُّ , فِي كِتَابِهِ رَحِمَهُ اللَّهُ، ثنا أَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْمُرِّيُّ، ثنا أَبُو سُلَيْمَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرِّبْعِيُّ، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ بَحْرِ بْنِ شَاذَانَ , بِمَكَّةَ , ثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَعَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ .
    قال (يعقوب، وعبد الجبار): ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَيْمُونٍ الْقَدَّاحُ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ ..فذكره .
    قال الهيثمي في [المجمع/9/35/14262-القدسي]: رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ ، وَفِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَيْمُونٍ الْقَدَّاحُ، وَهُوَ ذَاهِبُ الْحَدِيثِ.اهـ
    وقد خالفه محمد بن جعفر فجعله من مسند علي بن أبي طالب لا من مسند الحسين رضي الله عنهما -كما ستأتي- وذلك من طريقين :
    الأول :
    عن الحسين عن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما .
    والثاني: رواه كذلك عن علي زين العابدين مرسلاً عن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما .
    فبالمقارنة بين رواية عبد الله بن ميمون الهالك، ومحمد بن جعفر: تُقدَّم رواية بن جعفر على ضعفه.
    وبمقارنة رواية ابن جعفر المسندة بالمرسلة : تقدَّم الرواية المرسلة كذلك بلا شك؛ فقد رواها عنه جمع من أصحابة ، أما روايته المسنده عن الحسين عن أبيه رضي الله عنهما فالسند إليه فيها غير صحيح ، فلا تصح .
    وهذه الرواية المرسلة بين علي زين العابدين ، وعلي بن أبي طالب ، هي المحفوظة من كل روايات هذا الحديث الهالكة ، وهي منقطعة كما ترى بين زين العابدين وجده ، وسندها إلي زين العابدين ضعيف فيه محمد بن جعفر، قال ابن حجر في [اللسان/5/103/348-الأعلمي] تكلموا فيه .
    تنبيه1 : وقع عند الطبراني في الدعاء : « حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ الْخُزَاعِيُّ » وهو خطأ، وقد تقدم الصواب .
    تنبيه2: وقع عند المقدسي كما في برنامج جوامع الكلم : «العلاء بن عبد الجبار» وهو خطأ وقد تقدم الصواب.
    ..........................يت بع
    العلم النافع ، وذكر الله الحقيقي ، يُهذب الطبع ، ويحسن الأخلاق (البحر المديد /5/317)

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    1,128

    افتراضي رد: القول الجلي في تضعيف تعزية الخضر بعد وفاة النبي (عليهما الصلاة والسلام)

    ثانياً: رواية علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
    فيرويه عنه مسنداً : الحسن والحسين سبطا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
    ويرويه عنه مرسلاً : محمد الباقر، وسويد بن غفلة ، وعلى زين العابدين ، وهذه الرواية الأخيرة هي المحفوظة .
    أما الرواية المسندة عن الحسن عن علي رضي الله عنهما : فلم يصح طريقها للحسن على نكارة إسنادها .
    فقد أخرجها الآجري في [الشريعة/5/2360/1841-الوطن]وفي [4/1624/1113] فقال:حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُفَيْرٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى بْنُ بَحْرٍ الْقُشَيْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ سُلَيْمَانَ , عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:...فذكره .
    والحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه : هو قليل الرواية والفتيا مع صدقه وجلالته . [السير/4/483] ، ولم أقف على قول صريح في تعديله أو تجريحه إلا ما كان من ابن حجر في [التقريب:1226] : صدوق.اهـ
    ومع هذا فإنه تفرد بهذه الرواية ولم يتابعه عليها أحد، وليس مثل هذا الرواي بأهل للتفرد وإن كان من أهل الصدق، ولا أعلم حديثاً بهذا الإسناد غير هذا .
    ثم إن السند إليه لم يصح:
    فقد رواه عنه عبد الواحد بن سليمان الأزدي: جهَّله أبو حانم الرازي ، وقال ابن عدي : عنه أحاديث لا يتابعه عليها أحد ، وسيأتي ذكر عبد الواحد هذا في رواية محمد الباقر المرسلة للنبي صلى الله عليه وسلم، لهذا الحديث في إسناد مظلم قاتم .
    يرويه عن عبدِ الواحد: المثنى بنُ بحر القرشي: وهو مجهول الحال في أحسن أحواله .
    فهذه الرواية غريبة منكرة لا تصلح لشئ أبداً .
    أما الرواية المسندة عن الحسين عن علي رضي الله عنهما: فكذلك لم يصح طريقها للحسين على نكارة إسنادها .
    فقد أخرجها الجرجاني في [التاريخ/1/363-عالم الكتب]فقال: أخبرناه إِبْرَاهِيم بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ الْجُرْجَانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الرفاء حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِدْرِيس الرَّازِيّ حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن الْوَلِيد بْن برد الأنطاكي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ دَخَلَ عَلَى عَلِيٍّ نَفَرٌ مِنْ قريش... وذكر الْحَدِيث.
    وأحمد بن الوليد بن برد الأنطاكي : مجهول الحال . وقد خالفه أصحاب محمد بن جعفر فرووه مرسلاً عن علي زين العابدين عن علي بن أبي طالب وهي الرواية المحفوظة عن محمد بن جعفر ، كما تقدم ، وكما سيأتي تخريجها .
    أما الرواية المرسلة عن محمد الباقر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما:فإسنادها هالك :
    أخرجها ابن أبي حاتم في [التفسير/9/3076/17405-نزار] فقال: حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ الْأُوَيْسِيُّ، ثنا أَبُو عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ يَعْنِي اللِّهْبِيَّ.
    عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَاءَتِ التَّعْزِيَةُ فَجَاءَهُمْ آتٍ يَسْمَعُونَ حِسَّهُ وَلَا يَرَوْنَ شَخْصَهُ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} [العنكبوت: 57] إِنَّ فِي اللَّهِ عَزَاءً مِنْ كُلِّ مُصِيبَةٍ، وَخَلَفًا مِنْ كُلِّ مَا فَاتَ فَبِاللَّهِ فَثِقُوا وَإِيَّاهُ فَارْجُوا فَإِنَّ الْمُصَابَ مَنْ حُرِمَ الثَّوَابَ، وَالسَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ. قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ: أَخْبَرَنِي أَبِي أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: تَدْرُونَ مَنْ هَذَا؟ هَذَا الْخَضِرُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
    وأبو علي : علي بن أبي علي الهاشمي المهلَّبي حفيد أبي لهب: متروك هالك ، تواتر العلماء على تضعيفه ، وانظر إن شئت [الكامل/6/315-الكتب العلمية] .
    أما الرواية المرسلة عن سويد بن غفلة عن علي بن أبي طالب: فإسنادها أشد هلاكاً من إسناد رواية محمد الباقر المتقدمة قبلها :
    أخرجها ابن أبي الدنيا في [الهواتف/27/9-المكتب الإسلامي]فقال:حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى الدَّعَّاءُ جَارُ أَبِي هَمَّامٍ، حَدَّثَنَا خَازِمُ بْنُ جَبَلَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ الْعَبْدِيِّ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ مُصْعَبٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ:...فذكره بنحو رواية علي زين العابدين الآتية.
    وخارجة من مصعب الخرساني : متروك الحديث ، يرويه عنه أبو نضرة جبلة بن المنذر بن مالك بن قطعة العبدي : مجهول ، يرويه عنه ابنة خازم : لا يكتب حديثه كما في [اللسان/3/213/2849-البشائر] . يرويه عنه الحسين بن يحيى بن الجعد بن نشيط: قال ابن أبي حاتم : صدوق .اهـ[التهذيب/6/334/1279-الرسالة]يعني:يكتب حديثه .
    أما الرواية المرسلة عن علي بن الحسين زين العابدين عن جده علي بن أبي طالب رضي الله عنهما ، وهي الرواية المحفوظة الوحيدة لهذا الحديث :
    فقد أخرجها ابن أبي عمر كما في [المطالب العالية/17/525/4326-العاصمة]، ومن طريقه أبو نعيم في [الدلائل/1/565/508-النفائس] ، وتابع ابنَ ابي عمر عبدُ الوهاب بن علي الجرجاني، كما عند ابن عدي في [الكامل/6/227/1697-الفكر] ، والجرجاني في [تاريخه/1/362-عالم الكتب]
    وأخرجه ابن ابي الدنيا في [الهواتف/27/5-المكتب الإسلامي]قال:حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْقُرَشِيُّ .
    والجرجاني في [تاريخه/1/363-عالم الكتب]قال: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن ناجية حدثنا بن النَّطَاحِ .
    قال (محمد بن أبي عمر العدني، وعبد الوهاب بن علي الجرجاني، ومحمد بن صالح القرشي، ومحمد بن صالح بن مهران الملقب بابن النطاح): حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: كَانَ أَبِي يَذْكُرُهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: إِنَّهُ دَخَلَ عَلَيْهِ نَفَرٌ مِنْ قُرَيْشٍ، فَقَالَ: أَلَا أُحَدِّثُكُمْ عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالُوا: بَلَى، قَالَ: ...فذكره .
    وهذا الإسناد الوحيد المحفوظ لهذا الحديث ضعيف :
    لإرسالة وانقطاعه بين زين العابدين وجدة رضي الله عنهما .
    والطريق إليه ضعيف فيه محمد بن جعفر: تكلموا فيه . كما قال ابن حجر في [اللسان/5/103/348-الأعلمي] .
    .........................يت ع
    العلم النافع ، وذكر الله الحقيقي ، يُهذب الطبع ، ويحسن الأخلاق (البحر المديد /5/317)

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    1,128

    افتراضي رد: القول الجلي في تضعيف تعزية الخضر بعد وفاة النبي (عليهما الصلاة والسلام)

    ثالثاً: وأما رواية محمد الباقر -رضي الله عنه- المرسلة المرفوعة للنبي صلى الله عليه وسلم:فله طريقان أحدهما أشد ضعفاً من الآخر .
    الأول : أخرجه ابن سعد في [الطبقات/2/258-صادر] ومن طريقه ابن الجوزي في [المنتظم/4/34-الكتب العلمية] فقال ابن سعد : أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ أَبُو ضَمْرَةَ اللَّيْثِيُّ، قَالَ: حَدَّثُونَا عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ...فذكره بنحوه وزيادة. وفيه جهالة هؤلاء اللذين حدَّثوا أنسَ بنَ عياض!!
    والثاني: أخرجه البيهقي في [الدلائل/7/210-الكتب العلمية]، و[الكبرى/460/6555-مختصرا على التعزية في آخره] فقال: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الْأَحْمَسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ الرَّبِيعِ اللَّخْمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ سُلَيْمَانَ الْحَارِثِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ:...فذكره نحوه .
    وهذا إسناد مظلم قاتم : فيه شيخ الحاكم ، وشيخ شيخه من الوضاعين ، وسيار بن حاتم العنزي تواترت كلمات العلماء على تضعيفه ، وعبد الواحد بن سليمان الأزدي جهَّله أبو حاتم الرازي ، وقال ابن عدي : عنه أحاديث لا يتابع عليها أحد . والحسن بن علي بن محمد بن ربيعة الهاشمي اشتد ضعفه حتى اتهمه بعضهم بالوضع .
    .........................يت ع
    العلم النافع ، وذكر الله الحقيقي ، يُهذب الطبع ، ويحسن الأخلاق (البحر المديد /5/317)

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    1,128

    افتراضي رد: القول الجلي في تضعيف تعزية الخضر بعد وفاة النبي (عليهما الصلاة والسلام)

    رابعاً: وأما رواية علي زين العابدين -رضي الله عنه- المرسلة المرفوعة للنبي صلى الله عليه وسلم:

    فقد أخرجها الشافعي في [السنن المأثورة/334/390-المعرفة]، ومن طريقه البيهقي في [الدلائل/7/267-الكتب العلمية] فقال الشافعي : عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رِجَالًا مِنْ قُرَيْشٍ دَخَلُوا عَلَى أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ فَقَالَ: أَلَا أُحَدِّثُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالُوا: بَلَى فَحَدَّثَنَا عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ...فذكره بنحوه ، وبه تعزية الخضر في آخره .
    قال ابن كثير في [البداية/5/298-إحياء التراث العربي] بعد ذكره له عن البيهقي في الدلائل: وهذا الحديث مرسلاً وَفِي إِسْنَادِهِ ضَعْفٌ بِحَالِ الْقَاسِمِ الْعُمَرِيِّ هَذَا فَإِنَّهُ قَدْ ضعَّفه غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْأَئِمَّةِ، وَتَرَكَهُ بِالْكُلِّيَّةِ آخَرُونَ.اهـ
    وقد خالفه محمد بن جعفر فرواه عن جعفر عن محمد عن علي زين العابدين مرسلاً عن جده عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، ورواية جعفر هي الرواية الوحيدة المحفوظة لهذا الحديث ، وهي ضعيفة كما تقدم الحديث عنها .
    وللبيهقي تعليق عليه سيأتي في حديث جابر في الشواهد .
    .............................. يتبع
    العلم النافع ، وذكر الله الحقيقي ، يُهذب الطبع ، ويحسن الأخلاق (البحر المديد /5/317)

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    1,128

    افتراضي رد: القول الجلي في تضعيف تعزية الخضر بعد وفاة النبي (عليهما الصلاة والسلام)

    خامساً: ثلاثة شواهد للحديث:
    الأول من حديث جابر : من طريق جعفر عن أبيه مرسلا عن جابر-رضي الله عنه- كما عند الحاكم [3/58/4329-الكتب العلمية]، ومن طريقه البيهقي في [الدلائل/7/268-الكتب العلمية]قال الحاكم : أَخْبَرَنَا أَبُو جعفر البغدادي، قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُرْتَعِدِ الصَّنْعَانِيُّ ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الْمَخْزُومِيُّ ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جابر ابن عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَزَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، يَسْمَعُونَ الْحِسَّ، وَلَا يَرَوْنَ الشَّخْصَ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، إِنَّ فِي الله عزاء من كل مُصِيبَةٍ، وَخَلَفًا مِنْ كُلِّ فَائِتٍ، فَبِاللهِ فَثِقُوا، وَإِيَّاهُ فأرجو، فَإِنَّمَا الْمَحْرُومُ مَنْ حُرِمَ الثَّوَابَ، (وَالسَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ).ا هـ
    والسند إليه ضعيف؛ فيه عبد الله بن عبد الرحمن الصنعاني مجهول الحال ، وقال عنه الحاكم على عادته : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه!!
    وقد رواه أنس بن عياض من قبل في رواية محمد الباقر المرسلة للنبي صلى الله عليه وسلم ، فقال: حدثونا عن جعفر بن محمد...فذكره .
    قال البيهقي في الدلائل بعده وقد كان ذَكَر قبله رواية زين العابدين المرسلة المرفوعة المتقدم ذكرها قريباً:هَذَانِ الْإِسْنَادَانِ وَإِنْ كَانَا ضَعِيفَيْنِ، فَأَحَدُهُمَا يَتَأَكَّدُ بِالْآخَرِ، وَيَدُلُّكَ عَلَى أَنَّ لَهُ أَصْلًا مِنْ حَدِيثِ جَعْفَرٍ .اهـ
    فقد يتوهم البعض أنَّ البيهقي يعضد الحديث ويجعله من الحسن لغيره!! ولكنَّ قوله (وَيَدُلُّكَ عَلَى أَنَّ لَهُ أَصْلًا مِنْ حَدِيثِ جَعْفَرٍ) يدفع هذا التوهم ، ويبين مراد البيهقي ، وهو أنَّه يريد إثباتَ أنَّ للحديث أصلٌ من طريق جعفر، وأن طريق جعفر ثابت محفوظ حتى وإن كان يرويه عنه القاسم العمري المتروك المتقدم في رواية زين العابدين المرسلة المرفوعة ، فقد توبع القاسم في روايته عن جعفر مما يبين أن رواية جعفر محفوظة معروفة لها أصل بغض النظر عن قبولها أو عدم قبولها .
    فمقصد البيهقي هو : أنَّ رواية أنس بن عياض المسندة عن جعفر ... عن جابر وإن خالفت رواية القاسم المرسلة عن جعفر ... عن زين العابدين لكنها أثبتت بأنَّ القاسم مع كونه متروك لم يتفرد به عن جعفر وإن خولف في إرساله له .
    فالمتابع المخالف يحتاج إليه لرفع التفرد وإن كان فيه مخالفة ، وانظر بالتفصيل بحث هذه المسألة [مقارنة المرويات/1/274-الرشد] لفضيلة الشيخ إبراهيم اللاحم .
    فحديث جابرٍ المسند علةٌ وجابرٌ لحديث زين العابدين المرسل :
    فحديث جابرٍ علة لحديث زين العابدين من حيث أنَّه بيَّن أنَّ المحفوظ في الحديث الإسناد لا الإرسال وهو كذلك ولكنه من حديث علي بن ابي طالب لا من حديث جابٍر، وجابرٌ له من حيث بيَّن أنَّ الحديث معروف من طريق جعفر .
    وهذا الذي يظهر من كلام الإمام البيهقي صحيح لا شك فيه ، فالحديث محفوظ من رواية جعفر ثم اختُلِف فيه على جعفر ، وأصح الروايات عنه هي الرواية المرفوعة المسندة عن علي بن أبي طالب يرسلها علي زين العابدين كما تقدم .
    والشاهد الثاني من حديث أنس رضي الله عنه : أخرجه الحاكم [3/56/4330-الكتب العلمية]، وعنه البيهقي في [الدلائل/7/269-الكتب العلمية] بإسناد هالك جداً؛ يرويه عن أنس عباد بن عبد الصمد التميمي ، وهو متروك متهم بالوضع ، والسند إليه فيه انقطاع وضعف .
    قال البيهقي : عَبَّادُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ ضَعِيفٌ، وَهَذَا مُنْكَرٌ بِمَرَّةٍ .اهـ
    فقول البيهقي «وَهَذَا مُنْكَرٌ بِمَرَّةٍ» على الحديث ، ويعني بهذا : أنَّه لا يصلح كشاهد ، ولا يصلح للإعتضاد.
    قال القاري في [مرقاة المصابيح/9/3858-الفكر]: رَوَاهُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ. قَالَ مِيرَكُ: وَلَيْسَ بِصَحِيحٍ .اهـ
    والشاهد الثالث من حديث أبي هريرة رضي الله عنه : كما عند ابن الجوزي في [المنتظم/4/36/421-الكتب العلمية]بسند واه ؛ فيه رشدين بن سعد وهو ضعيف الحديث ، يرويه عن يحيى بن أبي سليمان المديني ضعفه بعضهم وجهله بعضهم ، يرويه عن سعيد المقبري عن أبي هريرة .
    والخلاصة : أنَّ المحفوظ في هذا الحديث الرواية المرسلة بين علي زين العابدين وجده علي بن أبي طالب ، والسند مداره على محمد بن جعفر . وقد تقدم الحديث عنه تفصيلاً .
    وقد حسّن الحديث بمجموع طرقه الإمام على القاري في [مرقاة المفاتيح /9/3858-الفكر] !! والقارئ لهذا البحث يعلم بأنه ليس هناك طرق تصلح لما يقوله الإمام رحمه الله .
    وقد حكم الشيخ الألباني عليه بالوضع في [الضعيفة/11/545/5384] بعد ذكره من حديث زين العابدين مرسلاً ، ومن حديث جابر وأنس مسنداً .
    وهذا هو القول الجلي بتضعيف حديث تعزية الخضر بعد وفاة النبي عليهما الصلاة والسلام .
    انتهيت من تقيده قبل غروب شمس السبت 18 جماد أول 1434ه 30/3/2013م
    والحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا وهو على كل شيئ قدير .
    العلم النافع ، وذكر الله الحقيقي ، يُهذب الطبع ، ويحسن الأخلاق (البحر المديد /5/317)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •