تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 16 من 16

الموضوع: هل تثاءب النبي صلى الله عليه وسلم .

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي هل تثاءب النبي صلى الله عليه وسلم .


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: هل تثاءب النبي صلى الله عليه وسلم .

    هل صحيح أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن يتثاءب أبداً؟




    الإجابــة
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
    فإن مسألة عدم تثاؤب النبي صلى الله عليه وسلم ذكرها بعض أهل العلم ولم نر من أنكرها، وقد ذكر ابن حجر في الفتح في ذلك أثراً مرسلاً وذكر أنه أخرجه البخاري في التاريخ وابن أبي شيبة، ونقله عنه السيوطي في الخصائص الكبرى، وابن الملقن في الخصائص، والصالحي في سيرته، وأيد بعض العلماء ما ذكر في هذا الأثر بعموم حديث الصحيحين: التثاؤب من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع.
    والله أعلم.
    إسلام ويب







  3. #3

    افتراضي رد: هل تثاءب النبي صلى الله عليه وسلم .

    قال المقريزي في إمتاع الأسماع :
    الثالثة والخمسون: كان صلى اللَّه عليه وسلّم لا يتثاءب.
    خرج البخاري في كتابه الكبير وأنس بن أبى شيبة في مصنفه من مرسل يزيد بن الأصم قال: ما تثاءب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم في الصلاة قط ولابن سعد من حديث سفيان، عن أبى فزاره عن يزيد ابن الأصم قال: ما رئي النبي صلى اللَّه عليه وسلّم متثائبا في الصلاة قط. وقال مسلمة بن عبد الملك: ما تثاءب نبي قط وأنها من علامة النبوة ونقله ابن دحية في خصائص أعضاء النبي صلى اللَّه عليه وسلّم .
    قال مؤلفه: ويؤيد ذلك ما أخرج البخاري في صحيحة من حديث ابن أبى ذئب حدثنا سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبى هريرة رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم قال: أن اللَّه يحب العطاس ويكره التثاؤب.اهـ.

    وقال السيوطي في الخصائص الكبرى :
    باب الآية في حفظه صلى الله عليه وسلم من التثاؤب
    أخرج البخاري في التاريخ وابن ابي شيبة في المصنف وابن سعد عن يزيد بن الاصم قال ما تثاءب النبي صلى الله عليه وسلم قط. واخرج ابن أبي شيبة عن مسلمة بن عبد الملك بن مروان قال ما تثاءب نبي قط.اهـ.

    وقال الحافظ ابن حجر في الفتح :
    ومن الخصائص النبوية ما أخرجه بن أبي شيبة والبخاري في التاريخ من مرسل يزيد بن الأصم قال ما تثاءب النبي صلى الله عليه وسلم قط وأخرج الخطابي من طريق مسلمة بن عبد الملك بن مروان قال ما تثاءب نبي قط ومسلمة أدرك بعض الصحابة وهو صدوق ويؤيد ذلك ما ثبت أن التثاؤب من الشيطان ووقع في الشفاء لابن سبع أنه صلى الله عليه وسلم كان لا يتمطى لأنه من الشيطان والله أعلم.

    وقال الصالحي الشامي في سبل اللهدى والرشاد :
    الثامن: من الخصائص النبوية عدم التثاؤب.
    روى البخاري في الأدب وفي التاريخ وابن أبي شيبة في مصنّفه عن يزيد بن الأصم- رضي الله تعالى عنه- قال: «ما تثاءب النبي صلى الله عليه وسلم قطّ» . وروى الخطّابيّ عن سلمة بن عبد الملك بن مروان وقد أدرك بعض الصحابة، وهو صدوق «ما تثاءب نبيّ قطّ» .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي رد: هل تثاءب النبي صلى الله عليه وسلم .

    [quote=أبو هجر البغدادي;648527. وروى الخطّابيّ عن سلمة بن عبد الملك بن مروان وقد أدرك بعض الصحابة، وهو صدوق «ما تثاءب نبيّ قطّ» .[/quote
    [size=5]هو مسلمة .
    قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية عن مسلمة بن عبد الملك :
    وَقَالَ أَيْضًا: الْأَنْبِيَاءُ لَا يَتَثَاءَبُونَ كَمَا يَتَثَاءَبُ النَّاسُ، مَا تَثَاءَبَ نَبِيٌّ قَطُّ.
    وقال ابن الملقن في غاية السول في خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم : ومن الفوائد الجليلة أنه عليه الصلاة والسلام كان لا يتثاءب . أخرجه البخاري في تاريخه الكبير وأخرجه في كتاب الأدب تعليقا ، وقال مسلمة بن عبد الملك ما تثاءب نبي قط وإنها علامة النبوة ، وقيل كان لا يتمطى أيضا لأنه من عمل الشيطان .[/size]وقال العيني في عمدة القاري :
    قوله إذا قال ها كلمة ها حكاية صوت المتثاوب فإذا قال ها يعني إذا بالغ في التثاؤب ضحك الشيطان فرحا بذلك ولذلك قالوا لم يتثاءب نبي قط .
    وقال أيضا : قوله من الشيطان إنما نسب التثاؤب إليه لأنه هو الذي يزين للنفس شهوتها وهو من امتلاء البدن وكثرة المأكل وقيل ما تثاءب نبي قط لأنه لا يضاف إليه عمل للشيطان فيه حظ .

    وفي حاشية الرملي على أسنى المطالب : ومنها :كان لا يتثاءب أخرجه البخاري في تاريخه الكبير مرسلا وفي كتاب الأدب تعليقا وقال سلمة بن عبد الملك ما تثاءب نبي قط وأنها من علامات النبوة .

    قلت ـ أبو مالك ـ : لا يثبت هذا مرفوعا ولا موقوفا عن أحد من الصحابة ـ ويزيد بن الأصم ليس صحابيا بل هو تابعي ـ لكن قد يقال : لعله سمع ذلك من خالته ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم . فيه احتمال . ويمكن أن يُرد هذا الاحتمال . لكن يبقى التعليل من أهل العلم بقولهم : هذا من الشيطان .كما سبق من كلامهم ونقلهم له مع عدم التعقب.

    تتمة :قال الشيخ ابن العثيمين : وأما الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم عند التثاؤبفليس فيها سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، واتخاذها سنة ليس بصحيح، وهي لم ترد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والنبي عليه الصلاة والسلام أرشد من يتثاءب (إلى) كظم التثاؤب إن استطاع وإلا فليضع يده على فيه، ولم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم من تثاءب أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ولا ثبت ذلك أيضاً من فعله فيما أعلم وعلى هذا فلا ينبغي أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم عند التثاؤب" .

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي رد: هل تثاءب النبي صلى الله عليه وسلم .

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو هجر البغدادي مشاهدة المشاركة

    وقال الحافظ ابن حجر في الفتح :
    ومن الخصائص النبوية ما أخرجه بن أبي شيبة والبخاري في التاريخ من مرسل يزيد بن الأصم قال ما تثاءب النبي صلى الله عليه وسلم قط وأخرج الخطابي من طريق مسلمة بن عبد الملك بن مروان قال ما تثاءب نبي قط ومسلمة أدرك بعض الصحابة وهو صدوق ويؤيد ذلك ما ثبت أن التثاؤب من الشيطان ووقع في الشفاء لابن سبع أنه صلى الله عليه وسلم كان لا يتمطى لأنه من الشيطان والله أعلم.

    .
    كذا قال الحافظ ، لكن بمراجعة مصنف ابن أبي شيبة وجدت مرسل يزيد بن الأصم فيه هكذا :

    حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي فزازة العبسي عن يزيد بن الأصم قال: ما تثاءب رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة قط . مقيدا بالصلاة لا مطلقا، وهو مرسل صحيح الإسناد. إذ إن يزيد تابعي كما ذكرنا سابقا .



    وبمراجعة التاريخ الكبير للبخاري رأيت الخبر الذي ذكره البخاري هو مرسل مسلمة بن عبد الملك وليس مرسل يزيد بن الأصم، ولما ترجم البخاري في التاريخ ليزيد لم يذكر في ترجمته أي خبر، بل لم يزد على قوله :
    يزيد بن الاصم ابن اخت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم.أهـ


    كما أن مسلمة الراوي عنه في الأثر عبيد الله بن قزعة ، لم أقف له على ترجمة ، وولده يحيى لم يوثقه إلا ابن حبان وقد أورده البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا . والله أعلم . فمرسل يزيد أصح منه.








  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي رد: هل تثاءب النبي صلى الله عليه وسلم .

    وأثر مسلمة أخرجه ابن عساكر من نفس الطريق أيضا .

  7. #7

    افتراضي رد: هل تثاءب النبي صلى الله عليه وسلم .

    أخي أبا مالك المديني زاد الله تعالى توفيقه ..
    ما سطرته يراعتك الكريمة أعلاه ، تام لا كلام فيه..
    بيد أنّ لأخيك نظراً في مثل مسألة تثاؤب النبي عليه الصلاة والسلام، أرجو منك تقويمه ..
    موجز ما عندي أنّ ما ينسب إلى النبي عليه السلام من صفاته وخصوصيّاته، مما ورد في الأثر، لا أبحث في إسناده إذا اجتمعت شروط أربعة..
    الأوّل : أن يرويه القدماء كالبخاري أو أحمد أو أضرابهما، من دون طعن منهم فيه، ولو كان مرسلاً أو موقوفاً .
    الثاني : أن يتأيّد بحديث صحيح .
    الثالث : أن لا ينكر معناه أحد من العلماء ممن جاء بعدهم.
    الرابع: أن يقول به قائل من كبار العلماء ممّن تثنى عنده الركب، كالحافظ ابن حجر.

    مسألة تثاؤب النبي عليه السلام عندي من هذا القبيل أخي أبا مالك ؛ فما هو نظركم بوركتم ؟!!!.

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي رد: هل تثاءب النبي صلى الله عليه وسلم .

    أخي أبا هجر حفظك الله ، ووفقنا وإياك لطاعته . جزاك الله خيرا .
    لا شك بأن ما ذكرته فيه وجاهة ، وكون المتقدمين من أهل العلم ينقلون أمرا ـ لاسيما في خصائصه ـ دون نكير ، يجعل المرء واقفا موقف المتردد على الأقل ، لعلو مكانتهم وعلمهم ، لكن لعلك تلاحظ بأن أحدا من المتقدمين لم يذكر هذا الأمر ، والبخاري ـ كما تعلم ـ في تاريخه نقل هذا عرضا لا قصدا ، وهو يريد أن يترجم ليحيى بن عبيد الله ، لا غير ، وأثره عنده لا يصح ، إذ لم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا ، فهو مجهول ، ثم ذكر رواية اثنين عنه ، ولا يرفع ذلك عنه تلك الجهالة ، ولم يذكر أحد من المتقدمين تثاءب النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم ينكره ـ حسب علمي ـ وكل من نقله من المتأخرين كما سبق النقل عنهم .اللهم إلا أثر يزيد بن الأصم وهو من التابعين كما ذكرت ، وذكرت احتمال أنه أخذه من خالته أم المؤمنين وفيه تقييد الصلاة كما أوضحت سلفا.
    وأما قولك ـ نفع الله بك ـ
    الثاني : أن يتأيّد بحديث صحيح .
    فإذا تأيد ذلك بحديث صحيح ، فلا إشكال إذاً ، والحجة في الحديث ، ولا حديث هنا ، إلا أن يقال : حديث التثاؤب من الشيطان . ولا سبيل للشيطان عليه ـ بأبي هو وأمي ونفسي ـ فهذا صحيح . وقوله في نفس الحديث :
    فإن أحدكم إذا تثاءب ضحك منه الشيطان . وهذا لا يكون في حق النبي صلى الله عليه وسلم .
    فالأمر ليس فيه دليل واضح عندي ، والأمر فيه احتمال ، وإن كان الميل أنه من خصائصه ؛ لتعليلهم استنادا لحديث أنه من الشيطان . أعاذنا الله وإياك منه .

  9. #9

    افتراضي رد: هل تثاءب النبي صلى الله عليه وسلم .

    أحسنتم أخي الكريم أبا مالك ، مليح جداً

  10. #10

    افتراضي رد: هل تثاءب النبي صلى الله عليه وسلم .

    حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا، وقَالَ عُثْمَانُ: حَدَّثَنَا - جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ، إِلَّا وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنَ الْجِنِّ» قَالُوا: وَإِيَّاكَ؟ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: «وَإِيَّايَ، إِلَّا أَنَّ اللهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ، فَلَا يَأْمُرُنِي إِلَّا بِخَيْرٍ»،رواه مسلم (2814)قال شيخ الاسلام: « أَيْ اسْتَسْلَمَ وَانْقَادَ. وَكَانَ ابْنُ عُيَيْنَة يَرْوِيه فَأَسْلَمَ بِالضَّمِّ وَيَقُولُ: إنَّ الشَّيْطَانَ لَا يُسْلِمُ لَكِنَّ قَوْلَهُ فِي الرِّوَايَةِ الْأُخْرَى: فَلَا يَأْمُرُنِي إلَّا بِخَيْرِ دَلَّ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَبْقَ يَأْمُرُهُ بِالشَّرِّ وَهَذَا إسْلَامُهُ وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ كِنَايَةً عَنْ خُضُوعِهِ وَذِلَّتِهِ لَا عَنْ إيمَانِهِ بِاَللَّهِ كَمَا يَقْهَرُ الرَّجُلُ عَدُوَّهُ الظَّاهِرَ وَيَأْسِرُهُ وَقَدْ عَرَفَ الْعَدُوَّ الْمَقْهُورَ أَنَّ ذَلِكَ الْقَاهِرَ يَعْرِفُ مَا يُشِيرُ بِهِ عَلَيْهِ مِنْ الشَّرِّ. فَلَا يَقْبَلُهُ بَلْ يُعَاقِبُهُ عَلَى ذَلِكَ فَيَحْتَاجُ لِانْقِهَارِهِ مَعَهُ إلَى أَنَّهُ لَا يُشِيرُ عَلَيْهِ إلَّا بِخَيْرٍ لِذِلَّتِهِ وَعَجْزِهِ لَا لِصَلَاحِهِ وَدِينِهِ.» المجموع ج17ص 523قلت وهذا الحديث من خصائصه فيندرج فيه التثاؤب لان التثاؤب شر كما يعلم لان الله يكره التثاؤب قال القاضي: « واعلم أن الأمة مجتمعة على عصمة النبي صلى الله عليه وسلم من الشيطان في جسمه وخاطره ولسانه.» .والله اعلم فما رأي الاخوة في هذا .
    حسابي على تويتر https://twitter.com/mourad_22_

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: هل تثاءب النبي صلى الله عليه وسلم .

    نفع الله بكم جميعا .

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: هل تثاءب النبي صلى الله عليه وسلم .


  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: هل تثاءب النبي صلى الله عليه وسلم .


  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي رد: هل تثاءب النبي صلى الله عليه وسلم .



    الحمد لله
    اختلف في هذه المسألة أهل العلم على ثلاثة أقوال :
    القول الأول : لا يجوز وقوع الاحتلام من الأنبياء عليهم السلام .
    قال ابن الملقن رحمه الله :
    " والأشهر امتناع الاحتلام عليهم كما قاله في " الروضة ". " انتهى.
    " غاية السول في خصائص الرسول " (ص/74)
    وقد عقد السيوطي رحمه الله لذلك بابا قال فيه :
    " باب الآية في حفظه صلى الله عليه وسلم من الاحتلام " انتهى.
    " الخصائص الكبرى " (1/120)
    بل إن السيوطي رحمه الله لم يستبعد أن يكون عدم الاحتلام من خصائص أزواجه أيضا عليه الصلاة والسلام ، فقال رحمه الله :
    " وأي مانع من أن يكون ذلك خصيصة لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم : أنهن لا يحتلمن ، كما أن من خصائص الأنبياء عليهم السلام أنهم لا يحتلمون ؛ لأن الاحتلام من الشيطان ، فلم يسلط عليهم ، وكذلك لم يسلط على أزواجه تكريما له " انتهى.
    " تنوير الحوالك " (1/67)
    واستدلوا على ذلك بأدلة :
    الدليل الأول : حديث أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ مِنْ اللَّهِ وَالْحُلُمُ مِنْ الشَّيْطَانِ ) رواه البخاري (رقم/3292) ومسلم (رقم/2261)
    قالوا : فلما كان الاحتلام من الشيطان ، والنبي صلى الله عليه وسلم معصوم من الشيطان ، كان الاحتلام غير جائز في حق الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .
    الدليل الثاني : حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت : (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصْبِحُ جُنُبًا مِنْ غَيْرِ احْتِلَامٍ ثُمَّ يَصُومُ) رواه مسلم (رقم/1109)
    قال القرطبي رحمه الله :
    " في هذا فائدتان :
    إحداهما : أنه كان يجامع في رمضان ويؤخر الغسل إلى بعد طلوع الفجر بيانا للجواز .
    الثاني : أن ذلك كان من جماع ، لا من احتلام ؛ لأنه كان لا يحتلم ، إذ الاحتلام من الشيطان ، وهو معصوم منه " انتهى.
    نقلا عن " فتح الباري " لابن حجر (4/144)
    الدليل الثالث : قول ابن عباس رضي الله عنهما :
    ( ما احتلم نبي قط ، إنما الاحتلام من الشيطان )
    رواه الطبراني في " المعجم الكبير " (11/225)، وابن عدي في " الكامل " (3/92-93) من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة ، عن داود بن الحصين ، عن عكرمة ، عن ابن عباس .
    وهذا إسناد ضعيف بسبب إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة ، قال ابن معين : ليس بشيء . وقال البخاري : منكر الحديث . وقال الدارقطني : متروك . وقال ابن حبان : كان يقلب الأسانيد ، ويرفع المراسيل . انظر : " تهذيب التهذيب " (1/104)
    ولذلك ضعفه ابن عدي بعد روايته له .
    وحكم الشيخ الألباني على هذا الإسناد بقوله :
    " باطل " انتهى.
    " السلسلة الضعيفة " (رقم/1432)
    ورواه الدينوري في " المجالسة " (6/166) من طريق معلى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، به .
    وهذا إسناد باطل أيضا ، بسبب المعلى بن هلال بن سويد ، رماه السفيانان بالكذب . وقال ابن المبارك وابن المدينى : كان يضع الحديث . وقال ابن معين : هو من المعروفين بالكذب والوضع . وقال أحمد : كل أحاديثه موضوعة. انظر: " ميزان الاعتدال " (4/152)
    يقول الآمدي في تفسير هذا الأثر :
    " يعني ما تشكل له الشيطان في المنام على الوجه الذي يتشكل لأهل الاحتلام " انتهى.
    " الإحكام في أصول الأحكام " (3/140)


    القول الثاني : يجوز وقوع الاحتلام من الأنبياء عليهم السلام ، وقد ذهب إليه بعض أهل العلم فيما حكاه بعض العلماء من غير ذكر اسم واحد منهم .
    واستدلوا بالدليل السابق في حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت : (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصْبِحُ جُنُبًا مِنْ غَيْرِ احْتِلَامٍ ثُمَّ يَصُومُ ) رواه مسلم (رقم/1109)
    يقول ابن حجر رحمه الله :
    " قال غيره – يعني غير القرطبي - : في قولها : ( من غير احتلام ) إشارة إلى جواز الاحتلام عليه ، وإلا لما كان للاستثناء معنى .
    ورُدَّ بأن الاحتلام من الشيطان ، وهو معصوم منه .
    وأجيب : بأن الاحتلام يطلق على الإنزال ، وقد يقع الإنزال بغير رؤية شيء في المنام " انتهى.
    " فتح الباري " (4/144) .


    القول الثالث : التفصيل ، فإن أريد بالاحتلام خروج المني على وجه دفع ما يفيض في جسده الشريف صلى الله عليه وسلم : فهذا جائز ، وإن لم يرد دليل خاص بوقوعه .
    وإن أريد بالاحتلام ما يكون في المنام من تلاعب الشيطان بالإنسان ، ثم يعقبه خروج للمني : فهذا لا يقع له صلى الله عليه وسلم ، لعصمته من الشيطان .
    قال ابن كثير رحمه الله :
    " الأظهر في هذا التفصيل ، وهو أن يقال :
    إن أريد بالاحتلام : فيض من البدن : فلا مانع من هذا .
    وإن أريد به : ما يحصل من تخبط الشيطان : فهو معصوم من ذلك صلى الله عليه وسلم .
    ولهذا لا يجوز عليه الجنون ، ويجوز عليه الإغماء ، بل قد أغمي عليه في الحديث الذي روته عائشة رضي الله عنها في الصحيح ، وفيه أنه اغتسل من الإغماء غير مرة ، والحديث مشهور " انتهى.
    " الفصول في سيرة الرسول " (ص/302) مؤسسة علوم القرآن – مكتبة دار التراث.
    وسئل الإمام شمس الدين الرملي ـ الشافعي ـ رحمه الله :
    " ( سُئِلَ ) عَمَّنْ قَالَ إنَّ الِاحْتِلَامَ إنْ كَانَ مِنْ الشَّيْطَانِ لَمْ يَجُزْ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ ، وَإِنْ كَانَ بِسَبَبِ بَرْدٍ أَوْ ضَعْفٍ فَيَجُوزُ هُوَ مُصِيبٌ أَوْ لَا ؟ "
    ( فَأَجَابَ ) بِأَنَّهُ قَدْ ذَكَرَ الْأَئِمَّةُ أَنَّهُ لَا يَجُوزُ الِاحْتِلَامُ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمْ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَعَلَّلُوهُ بِأَنَّهُ مِنْ الشَّيْطَانِ وَهُمْ مَعْصُومُونَ . ا هـ .
    وَحَقِيقَةُ الِاحْتِلَامِ نُزُولُ الْمَنِيِّ فِي النَّوْمِ فَأَفَادَ تَعْلِيلُهُمْ أَنَّ خُرُوجَهُ إذَا لَمْ يَكُنْ سَبَبُهُ الشَّيْطَانَ ، وَإِنَّمَا كَانَ بِسَبَبِ مَرَضٍ أَوْ نَحْوِهِ لَمْ يَمْتَنِعْ صُدُورُهُ مِنْهُمْ وَهُوَ ظَاهِرٌ وَحِينَئِذٍ فَالْقَائِلُ مُصِيبٌ " انتهى .
    "فتاوى الرملي" ـ بهامش فتاوى ابن حجر الهيتمي" (4/334) .


    ولعل هذا القول الثالث هو القول الوسط الذي تجتمع فيه الأدلة .
    والله أعلم .
    https://islamqa.info/ar/answers/1517...84%D8%A7%D9%85

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: هل تثاءب النبي صلى الله عليه وسلم .

    جزاكم الله خيراً.

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: هل تثاءب النبي صلى الله عليه وسلم .

    القسم الثاني: خصائص للنبي صلى الله عليه وسلم فيها حديثٌ صحِيح غير صَريح: وهي:الخصيصة الرابعة: أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يتثاءَبُ.وهذهِ المسألة قد ذكَر فيها بعضُ العلماء أدلةً، منهم ابن الملقن حيث قال: “ومنَ الفوائد الجليلة أنَّه عليه الصَّلاة والسلام كان لا يتثاءَب، أخرجه البخاري في تاريخه الكبير([13])، وأخرجه في كتاب الأدب تعليقًا، وقال مسلمة بن عبد الملك: ما تثاءبَ نبيٌّ قط، وإنَّها علامة النُّبوة”([14]). وقال المقريزي: “خرَّج البخاري في كتابه الكبير… وابن أبي شيبة في مصنفه([15]) من مرسل يزيد بن الأصم قال: ما تثاءَبَ النَّبي صلى اللَّه عليه وسلَّم في الصلاة قط، ولابن سعدٍ من حديث سفيان، عن أبي فزارة، عن يزيد بن الأصم قال: ما رُئي النبي صلى اللَّه عليه وسلّم متثائبًا في الصلاة قطّ، وقال مسلمة بن عبد الملك: ما تثاءب نبيٌّ قط”([16]). وقال ابن حجر: “وَمنَ الخصائِص النَّبويةِ ما أخرجه ابن أبي شيبة والبخاري في التَّاريخ من مرسل يزيد بن الأصم قال: ما تثاءب النبي صلَّى الله عليه وسلم قطّ، وأخرجَ الخطابيّ من طريق مسلمة بن عبد الملك بن مروان قال: ما تثاءب نبيٌّ قط، ومسلمة أدركَ بعضَ الصحابة وهو صدوق. ويؤيِّد ذلك ما ثبَت أنَّ التثاؤبَ من الشيطان، ووقع في الشفاء لابن سبع أنَّه صلى الله عليه وسلم كان لا يتمطَّى لأنَّه من الشَّيطان، والله أعلم”([17]). وذكر هذه الخصيصة السيوطي([18]).فذكر هؤلاء العلماء في هذه المسألة أحاديثَ صريحة لكنَّها مرسلة لا تثبت، واستندوا أيضًا إلى أحاديث أخرى صحيحة، وبنوا عليها أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يتثاءَب، ومنها حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «التثاؤُب من الشَّيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليردَّه ما استطاع، فإن أحدكم إذا قال: ها، ضحِكَ الشَّيطان»([19])، وفي روايةٍ: «إن الله يحبُّ العطاس، ويكرهُ التثاؤب، فإذا عطس فحمدَ الله، فحقّ على كل مسلم سمعه أن يشمته، وأما التَّثاؤب فإنَّما هو من الشيطان، فليرده ما استطاع، فإذا قال: ها، ضحكَ منهُ الشَّيطان»([20]). فإذا كان التَّثاؤب من الشيطان فإن النبي صلى الله عليه وسلم منزَّهٌ عن أن يأتي بعملٍ هو من الشيطان، واعتمد على هذا العلماء في تقرير هذِه المسألَة، يقولُ العيني: “قوله: «من الشيطان» إنما نسب التثاؤب إليه لأنَّه هو الذي يزيِّن للنفس شهوتها، وهو من امتلاء البدن وكثرة المأكل، وقيل: ما تثاءب نبيّ قطّ؛ لأنه لا يضاف إليه عملٌ للشيطان فيه حظّ”([21]).

    https://salafcenter.org/3849/

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •