أطلب من إخواني جزاهم الله خيرًا الرد لغوياً ونحوياً وليس عقدياً، لأن الرد العقدي واضح عندي، أما النحوي فلا أدري هل يمكن أن يرد من خلاله عليه أم لا، وهذا الذي أحتاجه في هذا السؤال: سؤالي هو:



قال ابن أبي زيد في كتابه الرسالة في المقدمة العقدية منه: ( وأن القرآن كلام الله، ليس بمخلوق فيبيد، ولا صفة لمخلوق فينفذ ).
ابن غنيم ـ عفا الله عنه ـ أحد شراح الرسالة، أراد أن يجعل هذا العبارة موافقة لمذهب الأشاعرة، فجعل كلمة ( كلام الله ) تقييدًا لكلمة ( القرآن )، وأن الخبر ( ليس بمخلوق )، فكأنه يقول: القرآن يطلق على المكتوب في المصاحف الذي هو مخلوق ـ عند الأشاعرة ـ، ويطلق على الكلام النفسي القائم بذات الله الذي ليس بمخلوق ـ الذي يثبته الأشاعرة ويتوجه إليه نفي الخلق عنـدهم ـ، فلما كان هذا الاحتمال موجودًا في قول القائل ( القرآن ليس بمخلوق )، عبر ابن أبي زيد بقوله ( القرآن كلام الله ليس بمخلوق )، فكأن ابن أبي زيد قال: القرآن الذي هو بمعنى الكلام النفسي لا بمعنى المكتوب، ليس بمخلوق. وهذا التحريف الذي حرفه ابن غنيم، بنى عليه إعرابه لجملة ( ليس بمخلوق ) على أنها خبر ( أن )، وإعرابه لجملة ( كلام الله )، على أنها بيان أو بدل. والسؤال: على فرض التسليم بقول الأشاعرة ـ عافاكم الله وحاشاكم ـ، هل في كلام ابن أبي زيد الذي نقلته لكم أول السؤال ما يمنع هذا الإعراب ؟
وأنقل لكم كلام ابن غنيم زيادة في البيان:
قال ابن غنيم: ( وأن القرآن كلام الله )، الذي هو المعنى القائم بذاته، لا اللفظ المنزل على محمد ( ليس بمخلوق )، خبر إن، لأن كلام الله بيان، أو بدل من القرآن.