تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 13 من 13

الموضوع: الإحصاء والعد في ما صح ولم يصح من حديث التخيير بين الملك والعبد

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    1,128

    افتراضي الإحصاء والعد في ما صح ولم يصح من حديث التخيير بين الملك والعبد

    عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ – رضي الله عنه- قَالَ: [بَيْنَا]([1]) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ يُنَاجِيهِ، إِذِ انْشَقَّ أُفُقُ السَّمَاءِ فَأَقْبَلَ جِبْرِيلُ يَتَضَاءَلَ، وَيَدْخُلُ بَعْضُهُ فِي بَعْضٍ، وَيَدْنُو مِنَ الْأَرْضِ، فَإِذَا مَلَكٌ قَدْ مَثُلَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ رَبَّكَ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ، وُيُخَيِّرُكَ بَيْنَ أَنْ تَكُونَ نَبِيًّا مَلَكًا، وَبَيْنَ أَنْ تَكُونَ نَبِيًّا عَبْدًا . قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَأَشَارَ جِبْرِيلُ إِلَيَّ بِيَدِهِ أَنْ تَوَاضَعْ فَعَرَفْتُ أَنَّهُ نَاصِحٌ، فَقُلْتُ: عَبْدًا نَبِيًّا ، فعَرَجَ ذَلِكَ الْمَلَكُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ، قَدْ كُنْتُ أَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ هَذَا فَرَأَيْتُ مِنْ حَالِكَ مَا شَغَلَنِي عَنِ الْمَسْأَلَةِ، فَمَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا إِسْرَافِيلُ خَلْقهُ اللهُ يَوْمَ خَلْقَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ [صَافَّا] ([2]) قَدَمَيْهِ لَا يَرْفَعُ طَرْفَهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الرَّبِّ سَبْعُونَ نُورًا، مَا مِنْهَا نُورٌ يَدْنُو مِنْهُ إِلَّا احْتَرَقَ بَيْنَ يَدَيْهِ اللَّوْحُ الْمَحْفُوظُ، فَإِذَا أَذِنَ اللهُ فِي شَيْءٍ مِنَ السَّمَاءِ، أَوْ فِي الْأَرْضِ ارْتَفَعَ ذَلِكَ اللَّوْحُ [يَضْرِبُ جَبْهَتَهُ]([3]) ، فَيَنْظُرُ فِيهِ فَإِنْ كَانَ مِنْ عَمَلِي أَمَرَنِي بِهِ، وَإِنْ كَانَ مِنْ عَمَلِ مِيكَائِيلَ أَمَرَهُ [بِهِ]، وَإِنْ كَانَ مِنْ عَمَلِ مَلَكِ الْمَوْتِ أَمَرَهُ بِهِ [قُلْتُ] ([4]): يَا جِبْرِيلُ، عَلَى أَيِّ شَيْءٍ أَنْتَ؟ قَالَ: عَلَى الرِّيَاحِ وَالْجُنُودِ. قُلْتُ: عَلَى أَيِّ شَيْءٍ مِيكَائِيلُ؟ قَالَ: عَلَى النَّبَاتِ والقطر. قُلْتُ: عَلَى أَيِّ شَيْءٍ مَلَكُ الْمَوْتِ؟ قَالَ: عَلَى قَبْضِ الْأَنْفُسِ، وَمَا ظَنَنْتُ أَنَّهُ هَبَطَ إِلَّا بِقِيَامِ السَّاعَةِ، وَمَا ذَاكَ الَّذِي رَأَيْتَ مِنِّي إِلَّا خَوْفًا مِنْ قِيَامِ السَّاعَةِ.
    <<<<يتبع

    ([1]) لفظ الطبراني ، وابن أبي شيبة ، ولفظ البيهقي : (بينما)

    ([2]) هذا لفظ الطبراني وأبي الشيخ ، وأما لفظ البيهقي (صافِنا)

    ([3]) ولفظ الطبراني (فضرب جبهته) ، ولفظ البيهقي (يظْرِب جبينه) ، ولفظ ابن أبي شيبة (فضرب جبينه)

    ([4]) لفظ الطبراني : (فقلت)
    العلم النافع ، وذكر الله الحقيقي ، يُهذب الطبع ، ويحسن الأخلاق (البحر المديد /5/317)

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    1,128

    افتراضي رد: الإحصاء والعد في ما صح ولم يصح من حديث التخيير بين الملك والعبد

    [ضعيف] والصحيح منه هو ما جاء في حديث أبي هريرة ، يرويه أحمد ، وإسماعيل بن إبراهيم الهذلي (أبو معمر) ، وعبد الله بن سعيد الكندي الأشج ، وسلم بن جنادة (أربعتهم) قال: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، ثنا عُمَارَةُ بْنُ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَلَسَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ –صلى الله عليه وسلم- فَنَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ، فَإِذَا مَلَكٌ يَنْزِلُ، فَقَالَ جِبْرِيلُ: إِنَّ هَذَا الْمَلَكَ مَا نَزَلَ مُنْذُ يَوْمِ خُلِقَ قَبْلَ السَّاعَةِ. فَلَمَّا نَزَلَ، قَالَ: يَا مُحَمَّدُ! أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ رَبُّكَ. قَالَ: أَفَمَلِكًا نَبِيًّا يَجْعَلُكَ، أَوْ عَبْدًا رَسُولًا؟ قَالَ جِبْرِيلُ: تَوَاضَعْ لِرَبِّكَ يَا مُحَمَّدُ، قَالَ: بَلْ عَبْدًا رَسُولًا " واللفظ لأحمد.
    ومحمد بن الفضيل ، عن عمارة ، عن أبي زرعة ، عن أبي هريرة على شرطهما ، ولا أعلم له علة .
    .......يتبع
    العلم النافع ، وذكر الله الحقيقي ، يُهذب الطبع ، ويحسن الأخلاق (البحر المديد /5/317)

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    1,128

    افتراضي رد: الإحصاء والعد في ما صح ولم يصح من حديث التخيير بين الملك والعبد

    أما حديث ابن عباس فله ثلاثة طرق كلها ضعيفة لا تصح :
    الطريق الأول : عن ابن أبي ليلى عن الحكم عن المقسم عن ابن عباس .
    أخرجه ابن أبي شيبة في [العرش/1/86/75]فقال: حَدَّثَنَا أَبِي.
    والطبراني في [الكبير/11/380/12061]فقال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ.
    وأبو الشيخ في [العظمة/2/701/291]فقال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ، إِمْلاءً .
    ثلاثتهم (عثمان بن أبي شيبة، ومحمد (مطين)، وأبو حاتم الرازي) قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: حَدَّثَنِي (أَبِي) عَنِ(وقال عثمان: حدثنا) ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ....فذكره .
    وأخرجه البيهقي في [الشعب/157]فقال: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُسَامَةَ الْكَلْبِيُّ.
    وابن عساكر[4/71/2257]فقال: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ وَجِيهُ بْنُ طَاهِرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، أَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَنَا الْمُؤَمَّلُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عِيسَى، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى.
    كلاهما (أبو أسامة، ومحمد بن يحيى) قال: حدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي لَيْلَى() حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي لَيْلَى عَنِ الْحَكَمِ، عن مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ....فذكره . ليس فيه (عمران) .
    وكل الرواة عن محمد بن عمران في كلا الطريقين من الثقات الحفاظ ، غير أبي أسامة فهو ثقة صدوق ، ولا أظن أنَّ الترجيح بين الطريقين سيأتي من هذه الجهة.
    أما محمد بن عمران فهو صدوق كما قال أبو حاتم الرازي [الجرح والتعديل/188]: أملى علينا كتاب الفرائض عن أبيه عن بن أبى ليلى عن الشعبي من حفظه - الكتاب كله- لا يقدم مسألة على مسأله...كوفى صدوق.اهـ
    فلماذا يقول أبو حاتم عنه : صدوق . مع أنه يشهد له أنه يروي كتاب الفرائض من حفظه بدون خلط في المسائل . فلماذا يُنزله عن مرتبة الثقة ؟! ويتابعه على ذلك ابن حجر في التقريب[6197] (مع ملاحظة اختلاف معنى صدوق بين المتقدمين والمتأخرين).
    ويبدو لي أنَّ السبب في ذلك أنَّ أبا حاتم لم يحكم عليه بمجرد سماع كتاب الفرائض منه ، وإنما حكم عليه بباقي مروياته ، غير كتاب الفرائض .
    ومع هذا فلا يبدو لي أنَّ عمران وقع في الوهم هنا ؛ فإنَّه يصرح بالتحديث عن جده ويسقط أباه ، وفي الطريق الأول يصرح بالتحديث عن أبيه، ولم أقف على قول لأحد بأنه يفعل ذلك في الأسانيد ، واتهام الرجل بدون بينة ظلم ، ومع هذا أيضاً فلا أستطيع أن أقول : إنَّ محمداً سمعه على الوجهين، مرة عن أبيه ومرة عن جده وذلك :
    لأنني لم أجد أحداً ذكر له رواية عن جده ، إنما يذكرون روايته عن أبيه عن جده، وهو مشهورٌ بها .
    ولم أقف له على رواية عن جده إلا في هذا الأثر ، وأثرين آخرين يصرح فيهما بالتحديث عن جده، أحدهما فيه سقط ، والثاني لا يصح سنده :
    أما الأول: فقد أخرجه البزار [11/395/5232] فقال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَبُّوَيْهِ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: حَدَّثَنِي ()، قَالَ: نا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ –صلى الله عليه وسلم- قَالَ: لا تَجْلِسُوا فِي الْمَجَالِسِ، فَإِنْ كُنْتُمْ لا بُدَّ فَاعِلِينَ، فَرُدُّوا السَّلامَ، وَغُضُّوا الأَبْصَارَ، وَاهْدُوا السَّبِيلَ، وَأَعِينُوا عَلَى الْحُمُولَةِ .....وَلا نَعْلَمُ يُرْوَى فِي حَدِيثٍ: وَأَعِينُوا عَلَى الْحُمُولَةِ إِلا فِي هَذَا الْحَدِيثِ، وَلا نَعْلَمُ لابْنِ عَبَّاسٍ طَرِيقًا غَيْرَ هَذَا الطَّرِيقِ.... حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي (أَبِي)، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ.اهـ فانظر كيف يرويه هنا عن جده مرة ، ويرويه عن أبيه عن جده مرة كما هو الحال في حديثنا، ونلاحظ كذلك أنَّ الراوي هنا عن محمد بن عمران واحد، وهو من الحفاظ كذلك، فهذه الحالة شديدة الشبه بحديثنا ، إلا أنَّ رواية محمد عن جده هنا من الواضح أنَّ فيها سقط ، فكيف يقول : (حَدَّثَنِي .. ، قَالَ: نا ابْنُ أَبِي لَيْلَى)؟! ولذلك قال عادل سعد في تعليقه على هذا الأثر بعد أن أضاف كلمة (أبي) للعبارة في الإسناد الأول حتى تصح : لفظة "أبي" لم ترد في الأصل ، وكذا قال المحقق ، وأثبتناها على الصواب من : تاريخ ابن أَبِي خَيْثَمَة" 2/683(1775) ، و"المنتقى من كتاب مكارم الأخلاق" 1/161(370) ، و"معجم السفر" 1/96(273) من نفس هذا الطريق.اهـ وعليه فلم تصح هنا رواية محمد عن جده، إنما هي عن أبيه عن جده .
    والأثر الثاني: أخرجه الأطرابلسي في [المنتخب/31- مخطوط جوامع الكلم] فقال: ثنا نَجِيحُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَقِيهُ، بِالْكُوفَةِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي، عَنْ نُصَيْرِ بْنِ أَبِي الأَشْعَثِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، أَنَّهُ كَانَ يُنَادِي بِهِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: " اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ وَمَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أَنْتَ الْمُقُدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ، وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ غَيْبٍ شَهِيدٌ ".اهـ وهذا أيضاً لا يصح فيه تحديث محمد عن جده ؛ فنجيح ضعيف الحديث، لا أعلم أحداً وثقه .
    ولا يبقى إلا أثرنا، والذي اطمئنُ إليه بأنَّ المحفوظ فيه - على المشهور والمعروف والثابت- الرواية الأولى عن محمد عن أبيه عن جده ، والرواية الثانية خطأ .
    ولعله يصلح هنا أن نقول ما قاله النسائي في الطريق الثاني لحديث ابن عباس، وسيأتي قريباً .
    وعل كلٍ : فالجد ، وهو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى مفتى الكوفة ، وقاضيها ، كان نظيرا للإمام أبي حنيفة في الفقه، وكذلك كان نظيره في ضعف حديثه ، بل هو أضعف ، وقد تتابعت أقوال الحفاظ في ذلك.
    قال ابن كثير في [البداية/1/47] بعد إيراده لهذا الحديث عن الطبراني : هذا حديث غريب من هذا الوجه.اهـ فيحكم عليه هنا بأنه غريب، إشارة إلى ضعفه ، ويشير إلى كونه له أوجه ، يعني: طرقه الأخرى التي قد تشهد لبعضه. وقد حسن إسناده السيوطي في [الدر/1/226] وهو مردود بما تقدم.
    .............................. .يتبع
    العلم النافع ، وذكر الله الحقيقي ، يُهذب الطبع ، ويحسن الأخلاق (البحر المديد /5/317)

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    غزة - صانها الله -
    المشاركات
    1,629

    افتراضي رد: الإحصاء والعد في ما صح ولم يصح من حديث التخيير بين الملك والعبد

    شيخنا الحبيب إسلام إشتقنا لفوائدكم ، مُتابعٌ بارك الله فيك .

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    1,128

    افتراضي رد: الإحصاء والعد في ما صح ولم يصح من حديث التخيير بين الملك والعبد

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو زُرعة الرازي مشاهدة المشاركة
    شيخنا الحبيب إسلام إشتقنا لفوائدكم ، مُتابعٌ بارك الله فيك .
    سعدت بمرورك اخي الحبيب
    العلم النافع ، وذكر الله الحقيقي ، يُهذب الطبع ، ويحسن الأخلاق (البحر المديد /5/317)

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    1,128

    افتراضي رد: الإحصاء والعد في ما صح ولم يصح من حديث التخيير بين الملك والعبد

    الطريق الثاني لحديث ابن عباس : فهو عن الزهري عن (محمد بن عبد الله بن عباس ، أو محمد بن علي بن عبد الله بن عباس) قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يُحَدِّثُ، أَنَّ اللَّهَ -عز وجل- أَرْسَلَ إِلَى نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم- مَلَكًا مِنَ الْمَلائِكَةِ وَمَعَهُ جِبْرِيلُ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ الْمَلَكُ: إِنَّ اللَّهَ -عز وجل- يُخَيِّرُكَ أَنْ تَكُونَ عَبْدًا نَبِيًّا، وَبَيْنَ أَنْ تَكُونَ مَلِكًا. فَالْتَفَتَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِلَى جِبْريلَ كَالْمُسْتَشِير ِ، فَأَشَارَ جِبْرِيلُ بِيَدِهِ أَنْ تَوَاضَعْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: " بَلْ أَكُونُ عَبْدًا نَبِيًّا ". وَمَا أَكَلَ بَعْدَ تِلْكَ الْكَلِمَةِ طَعَامًا مُتَّكِئًا.اهـ لفظ النسائي.
    قال النسائي بعد روايته له من طريق محمد بن عبد الله بن عباس [الكبرى/6710- نقلا عن التهذيب] : وهو الصواب.
    وقال الطحاوي في المشكل[2092]بعد إخراجه له عن النسائي، موضحًا سبب هذا الاختلاف عن الزهري : قَالَ لَنَا أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ – يعني: النسائي-: وَلا نَعْلَمُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الله بْنِ عَبَّاسٍ هَذَا إِلا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، كَأَنَّ الزُّهْرِيَّ نَسَبَهُ إِلَى جَدِّهِ، وَلا نَعْلَمُ لَهُ سَمَاعًا مِنْ جَدِّهِ.اهـ
    فمحمد مجهول ، وإن كان هو هو محمد بن علي بن عبد الله بن عباس ، فهو يرسل عن جده.
    وهذه العبارة من النسائي تصلح أن يقال مثلها في الطريق الأول ، وقد أشرت إليها هناك .
    وقد رواه كذلك الزهري مرسلاً ، وجعله من بلاغاته كما في الجامع لمعمر [19551] ، وعنه ابن المبارك في [الزهد/764]، ومن طريق معمر البيهقي في الكبرى [7/47/12326]، وابن عساكر[4/71/2256]، وهي من أضعف المراسيل، ولا أظن أحداً يقول بأنَّ هذا اضطراب من قِبَل الزهري، بل الزهري يجعل شيخه المجهول في هذا الإسناد كالعدم، أو يساوي بين إرساله ، وبين إرساله شيخه عن ابن عباس، فيرويه مرة عنه ، ومرة مرسلاً. وكلا المرسلين واحد ، ليس فيهما خلاف ولا ترجيح .
    ومقسم: ثقة ، وإن كان قد تُكُلِّم فيه ، وهو عن ابن عباس على شرط البخاري .
    ومنه نعلم أنَّ هذا الطريق لا يصلح أن نعضد به الطريق الأول، فقد اختلف فيه على الزهري اختلافاً محفوظاً عنه يدل على كونه يساوي بين روايته مرسلاً وروايته مسنداً ، وكلها محفوظة عنه ، هذا من جهة السند ، أما من جهة المتن فهو مختصر جدا لمتن الأول، وفيه زيادة ليست فيه.
    .............................. ..............يتبع
    العلم النافع ، وذكر الله الحقيقي ، يُهذب الطبع ، ويحسن الأخلاق (البحر المديد /5/317)

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    1,128

    افتراضي رد: الإحصاء والعد في ما صح ولم يصح من حديث التخيير بين الملك والعبد

    الطريق الثالث عن ابن عباس : أخرجه أبو الشيخ في العظمة [398] حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ سَعْدَانَ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: سَمِعَ النَّبِيُّ –صلى الله عليه وسلم- هَدَّةً فَقَالَ: يَا جِبْرِيلُ، أَقَامَتِ السَّاعَةُ؟ قَالَ: لا، هَذَا إِسْرَافِيلُ هَبَطَ إِلَى الأَرْضِ .اهـ هكذا مختصراً لبعض معناه .و سعدان بن الوليد البجلي: مجهول .
    >>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>يتب
    العلم النافع ، وذكر الله الحقيقي ، يُهذب الطبع ، ويحسن الأخلاق (البحر المديد /5/317)

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    1,128

    افتراضي رد: الإحصاء والعد في ما صح ولم يصح من حديث التخيير بين الملك والعبد

    وله شاهد من حديث عبد الله بن عمر : وله طريقان :
    الطريق الأول: فقد رواه الطيالسي، وشبابة بن ثور كما عند البزار [2641]فقالا: ثنا يَحْيَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَالِمٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: لَمَّا أَرَادَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الْعِرَاقِ، أَرَادَ أَنْ يَلْقَى ابْنَ عُمَرَ، فَسَأَلَ عَنْهُ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُ فِي أَرْضٍ لَهُ، فَأَتَاهُ لِيُوَدِّعَهُ، فَقَالَ لَهُ: إِنِّي أُرِيدُ الْعِرَاقَ، فَقَالَ: لا تَفْعَلْ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: " خُيِّرْتُ بَيْنَ أَنْ أَكُونَ نَبِيًّا مَلِكًا أَوْ نَبِيًّا عَبْدًا، فَقِيلَ لِي: تَوَاضَعْ، فَاخْتَرْتُ أَنْ أَكُونَ نَبِيًّا عَبْدًا، وَإِنَّكَ بِضْعَةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَلا تَخْرُجْ " قَالَ: فَأَبَى، فَوَدَّعَهُ، فَقَالَ: أَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ مِنْ مَقْتُولٍ.اهـ
    ويحيى بن إسماعيل بن سالم، مجهول الحال ، لم يرو عنه غير شبابة والطيالسي، وسعيد بن سليمان الضبي. ومع هذا فإن هذا المتن يصلحُ شاهداً ، فلا أراه منكراً ولا شاذاً.
    والطريق الثاني لحديث ابن عمر: أخرجه الطبراني في الكبير [13309]فقال: حَدَّثَنَا أَبُو شُعَيْبٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَابْلُتِّيّ ُ، ثنا أَيُّوبُ بْنُ نَهِيكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ قَيْسٍ الْمَدَنِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: " لَقَدْ هَبَطَ عَلَيَّ مَلَكٌ مِنَ السَّمَاءِ مَا هَبَطَ عَلَى نَبِيٍّ قَبْلِي، وَلا يَهْبِطُ عَلَى أَحَدٍ مِنْ بَعْدِي، وَهُوَ إِسْرَافِيلُ وَعِنْدَهُ جِبْرِيلُ، فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ، ثُمَّ قَالَ: أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ إِلَيْكَ أَمَرَنِي أَنْ أُخْبِرَكَ إِنْ شِئْتَ نَبِيًّا عَبْدًا، وَإِنْ شِئْتَ نَبِيًّا مَلَكًا، فَنَظَرْتُ إِلَى جِبْرِيلَ فَأَوْمَأَ جِبْرِيلُ إِلَيَّ أَنْ تَوَاضَعْ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- عِنْدَ ذَلِكَ: نَبِيًّا عَبْدًا، فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: لَوْ أَنِّي قُلْتُ نَبِيًّا مَلَكًا، ثُمَّ شِئْتُ لَسَارَتِ الْجِبَالُ مَعِيَ ذَهَبًا ".اهـ
    ومحمد بن قيس : مجهول . قال الهيثمي : لم أجد من ترجم له .اهـ
    وأيوب ويحيى ضعيفان .
    فهذا الإسناد شديد الضعف لا يصلح لتقوية شيء .
    >>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
    العلم النافع ، وذكر الله الحقيقي ، يُهذب الطبع ، ويحسن الأخلاق (البحر المديد /5/317)

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    1,128

    افتراضي رد: الإحصاء والعد في ما صح ولم يصح من حديث التخيير بين الملك والعبد

    وله شاهد كذلك من حديث عائشة ، وله طريقان :
    الطريق الأول: أخرجه ابن سعد في [الطبقات /1/184] فقال: أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ. وأبو نعيم في [الدلائل/1/596/541]فقال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، ثنا أَبُو يَعْلَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ . والبغوي في [التفسير/4/131/861] واللفظ له قال: حَدَّثَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْمُطَهَّرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْفَارِسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو ذَرٍّ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الصَّالْحَانِيّ ُ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حَيَّانَ الْمَعْرُوفُ بِأَبِي الشَّيْخِ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ.
    كلاهما(محمد بن بكار، وهاشم بن القاسم)قالا: حدثنا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، يَعْنِي الْمَقْبُرِيَّ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: يا عائشة لَوْ شِئْتُ لَسَارَتْ مَعِي جِبَالُ الذَّهَبِ جَاءَنِي مَلَكٌ إِنَّ حُجْزَتَهُ لَتُسَاوِي الْكَعْبَةَ، فَقَالَ: إِنَّ رَبَّكَ يُقْرِأُ عَلَيْكَ السَّلامُ، وَيَقُولُ: إِنْ شِئْتَ نَبِيًّا عَبْدًا، وَإِنْ شِئْتَ نَبِيًّا مَلِكًا، فَنَظَرْتُ إِلَى جِبْرِيلَ، فَأَشَارَ إِلَيَّ أَنْ ضَعْ نَفْسَكَ ، فَقُلْتُ: نَبِيًّا عَبْدًا. قَالَ: فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بَعْدَ ذَلِكَ لا يَأْكُلُ مُتَّكِئًا، يَقُولُ: آكُلُ كَمَا يَأْكُلُ الْعَبْدُ، وَأَجْلِسُ كَمَا يَجْلِسُ الْعَبْدُ.اهـ
    وأَبُو مَعْشَرٍ: نَجِيْحُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السِّنْدِيُّ الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، صَاحِبُ (المَغَازِي) ضعيف يكتب حديثه للإعتبار .
    والطريق الثاني لحديث عائشة: أخرجه ابن عساكر [4/ 74/2263] أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْفُرَاوِيُّ، أَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخَشَّابُ، أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ بْنِ نَامَوَيْهِ، نَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الأَعْرَابِيِّ، نَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ زُغْبَةَ التُّجِيبِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ، نَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى، نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: قَالَ: أَتَانِي مَلَكٌ جِرْمُهُ يُسَاوِي الْكَعْبَةَ، فَقَالَ: أَخَيْرٌ أَنْ تَكُونَ نَبِيًّا مَلَكًا أَوْ نَبِيًّا عَبْدًا، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ: أَنْ تَوَاضَعْ لِلَّهِ، فَقَالَ: بَلْ أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ عَبْدًا نَبِيًّا، فَشَكَرَ رَبِّي -عز وجل- ذَلِكَ، فَقَالَ: أَنْتَ أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأَرْضُ، وَأَوَّلُ شَافِعٍ.اهـ
    ومحمد بن الفضل: متهم بالكذب . ومحمد بن عبد المؤمن : مجهول الحال .
    >>>>>>>>>>>>>>>>>يتبع
    العلم النافع ، وذكر الله الحقيقي ، يُهذب الطبع ، ويحسن الأخلاق (البحر المديد /5/317)

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    1,128

    افتراضي رد: الإحصاء والعد في ما صح ولم يصح من حديث التخيير بين الملك والعبد

    وقد جاء بعض لفظه مختصراً مرسلاً عن الزهري كما تقدم في الطريق الثاني لابن عباس رضي الله عنه ، والشعبي (لم يصح للشعبي)، وطاوس، والحسن (ولم يصح للحسن)، وأبي العالية (ولم يصح إليه) ، ومحمد بن عمير الدارمي وهو مجهول، وقتادة ، وابن جبير (ولم يصح إليه).
    وكل هذه االمراسيل لم يصح شيء منها لمن أرسلها إلا أربعة مراسيل ، هي من أضعف المراسيل ، لا تصلح لتقويه شيء وهي مختصرة جداً للحديث ، وهي كالتالي:
    1- مرسل الزهري:[الجامع لمعمر/19551] :قال: جَاءَ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- مَلَكٌ لَمْ يَأْتِهِ قَبْلَهَا وَلا بَعْدَهَا، فَقَالَ: إِنَّ رَبَّكَ يُخَيِّرُكَ بَيْنَ أَنْ تَكُونَ نَبِيًّا مَلِكًا أَوْ نَبِيًّا عَبْدًا، قَالَ: فَنَظَرَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- إِلَى جِبْرِيلَ كَالْمُسْتَشِير ِ لَهُ، فَأَشَارَ إِلَيْهِ: أَنْ تَوَاضَعْ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: " بَلْ نَبِيًّا عَبْدًا "، فَمَا رُئِيَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- بَعْدَ ذَلِكَ مُتَّكِئًا.اهـ
    2- مرسل الشعبي [الزهد لهناد/796-التواضع لابن ابي الدنيا/85]: عن أبي الأحوص وجرير كلاهما عن عطاء بن السائب عن الشعبي، قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: خَيَّرَنِي رَبِّي –عز وجل- أَنْ أَكُونَ نَبِيًّا مَلَكًا أَوْ نَبِيًّا عَبْدًا فَلَمْ أَدْرِ مَا أَقُولُ، وَكَانَ صَفِيِّي مِنَ الْمَلائِكَةِ جِبْرِيلُ فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: بِيَدِهِ أَنْ تَوَاضَعْ، قَالَ: فَقُلْتُ: " نَبِيًّا عَبْدًا ".اهـ وجرير وأبو الأحوص لم يسمعا من عطاء قبل الاختلاط.
    3- مرسل طاوس:[الجامع لمعمر/19552] عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه قَالَ: بُعِثَ إِلَى النَّبِيِّ –صلى الله عليه وسلم- مَلَكٌ لَمْ يَعْرِفْهُ، فَقَالَ: إِنَّ رَبَّكَ يُخَيِّرُكَ بَيْنَ أَنْ تَكُونَ نَبِيًّا عَبْدًا، أَمْ نَبِيًّا مَلِكًا؟ فَأَشَارَ إِلَيْهِ جِبْرِيلُ أَنْ تَوَاضَعْ، فَقَالَ: " بَلْ نَبِيًّا عَبْدًا ".اهـ وهو إلى طاوس على شرطهما .
    4- مرسل الحسن في [تركة النبي صلى الله عليه وسلم/ حماد بن إسحاق/4- مخطوط جوامع الكلم]: ثنا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: ثنا الْمُعَلَّى، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ:نزل إِسْرَافِيلُ، وَلَمْ يَنْزِلْ قَبْلَهَا، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ رَبَّكَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ يُخَيِّرُكَ بَيْنَ أَنْ تَكُونَ نَبِيًّا عَبْدًا، وَبَيْنَ أَنْ تَكُونَ مَلِكًا، فَأَشَارَ إِلَيْهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ بِيَدِهِ.اهـ وأحمد بن عثمان مجهول الحال.
    5- مرسل محمد بن عمير:[الزهد لابن المبارك/220]فقال: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ عُطَارِدَ بْنِ حَاجِبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ –صلى الله عليه وسلم- " كَانَ فِي مَلا مِنْ أَصْحَابِهِ، فَأَتَاهُ جَبْرَئِيلُ، فَنَكَتَ فِي ظَهْرِهِ، قَالَ: فَذَهَبَ بِي إِلَى شَجَرَةٍ فِيهَا مِثْلُ وَكْرَيِ الطَّيْرِ، فَقَعَدَ فِي إِحْدَاهُمَا، وَقَعَدْتُ فِي أُخْرَى، فَنَشَأَتْ بِنَا حَتَّى مَلأَتِ الأفُقَ، فَلَوْ بَسَطْتُ يَدِي إِلَى السَّمَاءِ لَنِلْتُهَا، ثُمَّ دُلِّيَ بِسَبَبٍ فَهَبَطَ النُّورُ، فَوَقَعَ جَبْرَئِيلُ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ، كَأَنَّهُ حِلْسٌ، فَعَرَفْتُ فَضْلَ خَشْيَتِهِ عَلَى خَشْيَتِي، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى: أَنَبِيًّا عَبْدًا أَوْ نَبِيًّا مَلِكًا؟ فإِلَى الْجَنَّةِ مَا أَنْتَ، فَأَوْمَأَ جَبْرَئِيلُ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ: بَلْ نَبِيٌّ عَبْدٌ ".اهـ ومحمد بن عمير نفسه مجهول . وهذا هو المحفوظ ، فقد جاء بنحوه من حديث أنس مرفوعاً ، وليس فيه التخيير ، وقد أشار بعض العلماء إلى أنٍّ المحفوظ هذا هو المرسل. قال ابن أبي حاتم في [العلل/2685] وَسألت أبي عَنْ حديث رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ أَبُو قُدَامَةَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: بَيْنَمَا النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- جَالِسٌ مَعَ أَصْحَابِهِ إِذْ جَاءَ جِبْرِيلُ فَنَكَتَ فِي ظَهْرِهِ، ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى شَجَرَةٍ فِيهَا مِثْلُ وَكْرَيِ الطَّيْرِ. .. .ثُمَّ ذَكَرْتُ لَهُمَا الْحَدِيثَ بِطُولِهِ . فَقَالا: هَذَا خَطَأٌ، إِنَّمَا هُوَ كَمَا رَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ عُطَارِدِ بْنِ حَاجِبٍ الدَّارِيِّ، قَالَ: بَيْنَمَا النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- الْحَدِيثَ، فَقَالَ: هَذَا الْحَدِيثُ وَهُوَ الصَّحِيحُ.اهـ
    6- مرسل ابن جبير: [الزهد /المعافي بن عمران الموصلي/1/240/94] حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: بَيْنَا النَّبِيُّ –صلى الله عليه وسلم- ذَاتَ يَوْمٍ مُتَّكِئًا عَلَى طَعَامٍ لَهُ، إِذْ نَزَلَ جِبْرِيلُ وَهَبَطَ الْمَلَكُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَعَبْدًا نَبِيًّا أَحَبُّ إِلَيْكَ أَنْ تَكُونَ أَوْ مَلِكًا نَبِيًّا؟ فَأَرَاهُ جِبْرِيلُ بِيَدِهِ، بَلْ عَبْدًا نَبِيًّا، وَخَفَضَ جِبْرِيلُ، فَقَالَ النَّبِيُّ –صلى الله عليه وسلم-: " بَلْ عَبْدًا نَبِيًّا "، فَمَا رُئِيَ رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عسله وسلم- يَأْكُلُ مُتَّكِئًا بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ.اهـ
    عبد الله: ضعيف . ويحيى: متروك .
    7- مرسل قتادة :[الطبري/15/54/20713] حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلَهُ: "ف عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ، وَقَدْ ذُكِرَ لَنَا أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ-صلى الله عليه وسلم- خُيِّرَ بَيْنَ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا نَبِيًّا، أَوْ مَلَكًا نَبِيًّا، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ: أَنْ تَوَاضَعْ، فَاخْتَارَ نَبِيُّ اللَّهِ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا نَبِيًّا، فَأُعْطِيَ بِهِ نَبِيُّ اللَّهِ ثِنْتَيْنِ ؛ أَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأَرْضُ، وَأَوَّلُ شَافِعٍ، وَكَانَ أَهْلُ الْعِلْمِ يَرَوْنَ أَنَّهُ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ الَّذِي قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًاق: شَفَاعَةُ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ".اهـ
    وهذا إسناد صحيح لقتادة .
    8- مرسل أبي العالية : في [تركة النبي صلى الله عليه وسلم/ حماد بن إسحاق/4- مخطوط جوامع الكلم]: ثنا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: الْمُهَاجِرُ مَوْلَى أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ ...فذكره مثل مرسل الحسن.
    فيه أحمد بن عثمان المروزي : مجهول الحال . والمهاجر: مقبول كما قال ابن حجر.

    ومنه نعلم أنَّه لا يصح في حديثنا هذا إلا حكاية التخيير فقط ، وكل ما دون ذلك فضعيف لا يصح .
    والله سبحانه وتعالى وحده بيده الهدى والرشاد وإليه المرجع والمآب .
    العلم النافع ، وذكر الله الحقيقي ، يُهذب الطبع ، ويحسن الأخلاق (البحر المديد /5/317)

  11. افتراضي رد: الإحصاء والعد في ما صح ولم يصح من حديث التخيير بين الملك والعبد

    بارك الله فيكم ونفع بكم شيخ إسلام.
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    1,128

    افتراضي رد: الإحصاء والعد في ما صح ولم يصح من حديث التخيير بين الملك والعبد

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعاصم أحمد بلحة مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيكم ونفع بكم شيخ إسلام.
    وفيك بارك أخي الحبيب
    ولقد أسعدتني بمرورك
    العلم النافع ، وذكر الله الحقيقي ، يُهذب الطبع ، ويحسن الأخلاق (البحر المديد /5/317)

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: الإحصاء والعد في ما صح ولم يصح من حديث التخيير بين الملك والعبد

    يرفع للفائدة .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •