تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: هل من الممكن أن يكون هناك عاصي غير كاره لحكم الله ؟!

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    95

    افتراضي هل من الممكن أن يكون هناك عاصي غير كاره لحكم الله ؟!

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الشيوخ الأفاضل / السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

    هناك مسألة أشكلت عليّ وهي : هل من الممكن أن يكون هناك عاصي غير كاره لحكم الله ؟!

    في ظني أن القلب مقابل الأشياء لا يخلو من حالتين :

    1- محبة هذا الشيء

    2- كره هذا الشيء

    . وأنا لا أتصور إنساناً لا يجب شيئاً ما , وفي نفس الوقت لا يكره . - وقد يكون إعتقادي هذا غير صحيح -

    وهنا نأتي للعصاة . هؤلاء ما فعلوا المعصية إلا حباً لها . مثلاً : شرب الخمر . فهذا ماشرب الخمرة إلا حباً لها , مما يدل - في ظني - أنه كاره لحكم الله وهو : تحريم شرب الخمر .

    فكيف نوفق بين أن الذنوب - الغير مكفرة - لا يكفر صاحبها إلا إذا استحل , وأن الكاره لحكم الله كافر كفر أكبر ؟!!

    وجزاكم الله خيراً

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    510

    افتراضي

    هل إذا وقع بالإنسان مرض أو بلاء، وجب عليه أن يرضى به ولا يكرهه؟، فإن رضي به فقد خالف المستقر الثابت في عامة النفوس البشرية، كما أن الرضا بالقدر لم توجبه نصوص الشريعة وإنما أوجبت الصبر، والرضا منزلة كمال واستحباب، وإن كرهه بقلبه وتمنى تغيّره إلى الأفضل دون ظهور علامات الجزع والتسخط على ظاهره، فعلى ما أصّلته يكون كارهاً لحكم الله تعالى، ومن كره حكم الله فقد كفر، إذاً فهو كافر، هذه هي المقدمات ونتيجة الحكم كما ذكرتها في نظيرة الحكم الواردة في سؤالك.

    حب المعصية لا يلزم منه كراهية حكم الله تعالى، فعامة العصاة يفعلون المعاصي مع علمهم بكونها معصية، ويبررون فعلهم بالضعف وعدم القدرة على كبح جماح النفس، مع اعتقادهم بكون هذا مخالفة لله ورسوله، وأما الكراهية والرضا فهذا أمر قلبي، والاطلاع عليه متعذر، اللهم إلا إذا ظهر منه ما يدل على الإعراض أو الاستباحة، فهذا شأن آخر.

    والعلم عند الله.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    2,642

    افتراضي


    وفقكم الله ونفع بكم
    الاستحلال يختلف عن المحبة
    الاستحلالُ اعتقاد إباحة شيءٍ ما، فمن استحلَّ محرَّماً من المحرمات التي أجمع المسلمون على تحريمها فقد كفر وإن لم يمارسه أو يحبه، بل حتى لو كان كارهاً لهذا المحرَّم؛ كما لو كان كارهاً للزنا حفاظاً على صحته أو من باب الشهامة وكرم الأخلاق
    فهذا كافرٌ مع أنه لم يحبَّ هذا المحرم، لكنه استحلَّه

    وبالمقابل لو أحبَّ المحرَّمَ مع اعتقاد تحريمه، كمن يمارس الزنا شهوةً ومحبة وتلذذاً، ولكنه يعتقد تحريمه
    فهذا لا يكفر
    فلا تلازمَ بين (محبة المعصية أوممارستها) و (استحلالها)



  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    95

    افتراضي

    جزاكم الله خيراً ... لكن لم أفهم بعد؟!
    الشيخ الفاضل / أبا حماد - حفظه الله - قلتَ :
    حب المعصية لا يلزم منه كراهية حكم الله تعالى،
    لماذا لا يلزم ؟!
    مثلاً : أبو حماد يحب مجلس الالوكة , فإذا بقرار من مدينة الملك عبد العزيز بمنع هذا المجلس وحجبه .
    فهنا ستكره هذا القرار لأنه يخالف ما تحب, أليس كذلك ؟!
    أما إذا كان السبب في ذلك هو :
    فعامة العصاة يفعلون المعاصي مع علمهم بكونها معصية، ويبررون فعلهم بالضعف وعدم القدرة على كبح جماح النفس
    يعني فعل المعصية ضعفاً وليس كرهاً لحكم الله . لكن هنا ربما المعصية فيها شهوة جنسية مثلاً . ولنضرب مثلاً بعيداً عن الغرائز ... مثلاً ( حلق اللحية )) فهذا الذي يحلق اللحية مع إعتقاده بتحريمها , أين الشهوة هنا ؟!
    وهل بالفعل الذي يحلقون لحاهم يحبون حكم الله في وجوب إعفائها ؟! إذاً أين التطبيق كما قال تعالى. (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني ...)) الآية
    فإن كان لا يحب إعفائها مع علمه أن هذا حكم الله , فهل نقول : هذا كاره لحكم الله ,ومن ثم تكفيره ..؟!
    وكذلك من يقول : ياليت الأغاني حلال حينما أخبره بحكم الله فيها؟! فهذا ألا يعتبر كلاماً صريح منه في كره حكم الله ؟!
    وجزاكم الله خيراً ... وعلى سعة صدركم , كما أرجو أن تقتبس من كلامي وتبن البطلان الذي فيه , حتى تتضح الصورة .

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    510

    افتراضي

    [align=justify]أخانا الحبيب:

    مذهب أهل السنة والجماعة في فعْل المعصية مهما كبرت مالم تصل للشرك، أنها غير مخرجة من الملة، مالم يقم صاحبها باستحلال تلك المعصية، والاستحلال إما أن يكون صريحاً من قول العاصي، أو تدل عليه قرينة جازمة على إرادة الاستحلال، كما في حال الرجل الذي يتزوج إحدى محارمه، فالعقد واستباحة الفرج به قرينة واضحة جازمة على استحلاله، إلا إن كان لا يعلم الحكم الشرعي في ذلك، وهذا غالباً افتراض ذهني مجرد.

    أما ارتكاب المعصية المجردة فهذا لا يلغي حب الله تعالى أو كراهية المعصية في قلب العاصي، والرجل قد يجتمع في قلبه حب شيئين متعارضين متضادين، كما في حال الرجل الذي يزني وهو متزوج، ففي قلبه حب لزوجه وحب لخليلته، وزناه بتلك المرأة لا يلغي حبه لزوجه أو يقدح في أصله، نعم يقدح في تمامه وكماله، لكن لا يلغيه.

    كذلك العاصي الذي يعصي، فهو إما يعصي عن شهوة أو شبهة، والشهوة لا تعني بالضرورة المتعة كما هو حال الذي يزني أو يشرب الخمر فإنه يفعلها استمتاعاً بها واستلذاذاً، بل قد تكون من باب الزينة، كحال الذي يسبل ثوبه، أو يحلق لحيته، فهؤلاء عاصون، ومع معصيتهم إلا أن عندهم في قلبهم حب الله ورسوله ، كما ثبت ذلك عن النبي في شارب الخمرة أنه يحب الله ورسوله ، فهذا يدلك على اجتماع ذلك في قلبه، وهو حبه لله ورسوله وحبه للخمرة التي يشربها، وهو متصور عقلاً وحساً، ويشهد باعتباره الواقع.

    وأما محبة حكم الله تعالى فهذا فيه تفصيل، إن أُريد بالحكم الحكم الشرعي فإن الواجب على المسلمين قبول حكم الله والانقياد له وإن خالف الهوى والشهوة، وقد يقع في قلب بعض الناس استثقال لحكم شرعي لكن ذلك لا يوجب مؤاخذته ما لم يقع منه لفظ أو فعل مناقض، كما ثبت عن نفر من صحابة رسول الله عندما استثقلوا الحل في صلح الحديبية واستثقل بعضهم الصلح من أصله وعده نوعاً من الضعف، فالمسلم قد يستثقل نوعاً من الطاعة لكن ذلك لا يمنعه من القبول به والانصياع لحكم الشرع فيه، وأما إن أُريد بحكم الله قضاؤه وقدره فإن المسلم ليس ملزماً بمحبة ذلك ولا بالرضا به، وإنما المحرم عليه هو إبداء التسخط والجزع بقوله وبعض فعله، فله أن يتمنى حالاً أفضل، أو يطلب الأسباب التي تدفعه عنه، ومن هذا الحديث الصحيح في كراهية المؤمن للموت مع كونه حكماً لله وقدراً وقضاءً، وبناءً على أصلك فإنه إن كره الموت فقد كره حكم الله وقضاءه، ولازمه - بناء على قولك - أنه يكفر بذلك لأنه كره حكماً قدرياً نافذاً قدره الله على العبد، وهذا لم يقل به أحد.

    والله تعالى أعلم.
    [/align]

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    95

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الفاضل / أبا حماد

    بارك الله فيك , وجزاك الله خيراً , وجعل الله ماكتبته في ميزان حسناتك .

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    Lightbulb للتنبيه فقط....

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو حماد مشاهدة المشاركة
    [align=justify]مذهب أهل السنة والجماعة في فعْل المعصية مهما كبرت مالم تصل للشرك، أنها غير مخرجة من الملة، مالم يقم صاحبها باستحلال تلك المعصية، .[/align]
    أحببتُ التنبيه ههنا إلى أنَّ مذهب أهل السُّنَّة والجماعة أنَّ من المعاصي ما هو كفرٌ أكبر، مخرجٌ من الملَّة، اقترن به اعتقادٌ أواستحلال أم لا؛ كالسِّحر -فعلاً-، والاستهزاء بالله ورسوله وأحكام الشرع -قولاً-.
    ولعلَّ كلام الأخ (أبوحماد) المقتبس ههنا والذي علَّمتُ عليه بخطٍ أسفله =يقصد به ما ليس كفرًا من المعاصي، وإلاَّ فالإطلاق هو مذهب المرجئة، لا مذهب أهل السُّنَّة والأثر.
    أمَّا الاستحلال -دون تأويلٍ- فهو كفرٌ، فعل ما استحلَّه معتقدُهُ أم لم يفعله، فهو كفر اعتقاديٌّ باستقلال.
    وكذا البغض لأحكام الشَّرع وكراهتها، هو كفرٌ اعتقاديٌّ، بل نفاقٌ خفيٌّ؛ كما قال سبحانه وتعالى: (ذلك بأنَّهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم)، وقال: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ).
    مدرّس بدار الحديث بمكة
    أرحب بكم في صفحتي في تويتر:
    adnansafa20@
    وفي صفحتي في الفيس بوك: اضغط على هذا الرابط: عدنان البخاري

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •