جزاكم الله خيرا شيخنا عيد وبارك فيكم .
لكن ، لا زال الأمر بحاجة إلى شرح وفيّ .
ليس الإشكال في النتائج ، وإنما في التعليل .
ليس الإشكال في كلام شيخ الإسلام ، فإن مسالكه واضحة جلية .
وإنما الإشكال في تفهمنا لكلام الإمام المطلبي رحمه الله لهذه النقطة بالذات (لفظ "القرية") .
كيف نقول إن الشافعي يرى ما يراه ابن تيمية أن (القرية) اسم للسكان والمكان ،
وليس في نصوصه رحمه الله ما يدل على ذلك لا من قريب ولا من بعيد !؟
واختياره للفظ (المنازل) لا يدل على ما قلتموه ،
لأنه (القرية) كالمكان فيها منازل وجدار وأراضي وبساتين وهلم جرا ،
أو لأنه في مقام التبيين فاختار بسليقته أنسبها للمقام ،
وإلا ، فقد قال مصرحا : إن القرية والعير لا ينبئان عن كذا وكذا .
وقوله : (الصنف الذي يبين سياقه معناه) لا يدل على شيء من هذا .
فإنه يمكن أن نوجهه بأنه أراد أن السياق يبين أن في الكلام محذوفًا .
مثله مثل كلام شيخ الإسلام في قوله تعالى (الحج أشهر معلومات) .
لم يقل شيخ الإسلام إن (الحج) اسم للعمل والزمن للتلازم بينهما ،
وإنما قال إن في الكلام محذوفًا (دل عليه العقل والسياق) تقديره : وقت الحج أشهر معلومات .
يعنى : هل يرى الإمام المطلبي أن لفظ (القرية) من جنس لفظ (الإنسان) الجامع بين الروح والجسد ؟
أم أنه يرى أن قوله تعالى (واسأل القرية) هو من جنس قوله تعالى (ولكن البر من آمن) ؟؟؟
وقبل ذلك يا شيخنا الحبيب : هل اقتنعتم بما قلتموه سابقا - من اتحاد مسلك الإمامين - تمام الاقتناع ؟