بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وبعد:
إن القرآن الكريم هو كتاب الله تعالى المنزل على سيدنا محمد r وقد أخبرنا رسول الله r (بأن القرآن الكريم أنزل على سبعة أحرف كلها شاف)[1] وقال أيضاً: (فأيما حرف قرؤوا عليه فقد أصابوا)[2] والقراءات القرآنية هي جملة ما بقي من هذه الأحرف، فقد قرأ الرسول r القرآن على قراءات كثيرة. ثم أقرأها لصحابته الكرام، ثم تواترت حتى وصلت إلينا، وقد اهتم العلماء بهذا الفن وألفوا فيه المؤلفات الكثيرة منها ما هو في جمع القراءات، ومنها ما هو في توجيه هذه القراءات ومنه ما هو في أصول هذه القراءات وغيرها من هذه الفنون.
وقد أشار علي أستاذنا الفاضل الدكتور محمد المجالي، بأن أكتب في انفرادات قنبل عن ابن كثير وتوجيهها مع بيان أصوله في القراءة ، وهذا البحث يتكون من تمهيد وفصلين وخاتمة .
تحدثت في الفصل الأول: في أصول قراءة قنبل عن ابن كثير.
أما الفصل الثاني: في انفرادات قنبل عن ابن كثير وتوجيهها.
وأخيراً أرجو أن أكون قد وفقت في هذا البحث، فما كان من صواب فمن الله وحده، وما كان من خطأ أو نسيان فمني ومن الشيطان، والله ورسوله منه براء.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.







تمهيد
القراءات القرآنية علم ذو شجون؛ لما فيه من إبداع القراءات وتنوعها ومعانيها. وقد جند الله لهذا العلم جنودا أخلصوا لله، وتعلموا وحفظوا هذا القرآن متواترا بأسانيده وطرقه. وانتقل لنا هذا العلم من جيل إلى جيل، مع أناس نبغوا بالعلم وإتقانه، وكان من هؤلاء القراء العشرة ورواتهم وهم:
1- الإمام نافع بن عبد الرحمن المدني ت:169هـ
ورواته: 1- قالون ت:220هـ 2- ورش ت:179هـ
2-الإمام أبو جعفر المدني يزيد بن القعقاع ت:130هـ.
ورواته: 1- عيسى بن وردان المدني ت:160هـ. 2- سلميان بن محمد بن مسلم بن جمازت:170هـ.
3- الإمام عبد الله بن كثير بن عمرو الداري المكي ت:120هـ.
ورواته: 1- البزي ت:205هـ 2- قنبل ت:195هـ.
4- الإمام أبو عمرو بن العلاء البصري ت:154هـ.
ورواته: 1- الدوري ت:240هـ 2- السوسي ت:261هـ.
5- الإمام يعقوب بن إسحاق الحضرمي البصري ت:205هـ.
ورواته: 1- رويس ت:238هـ 2- روح ت:234هـ.
6- الإمام عبد الله بن عامرالشامي ت:118هـ.
ورواته: 1- هشام ت:245هـ 2- ابن ذكوان ت:242هـ.
7- الإمام عاصم بن أبي النجود الكوفي ت:127هـ.
ورواته: 1- حفص ت:180هـ 2- شعبة ت:193هـ.
8- الإمام حمزة بن حبيب بن عمارة الزيات الكوفي ت:156هـ.
ورواته: 2- خلف ت:220هـ 2- خلاّد ت:229هـ
9- الإمام علي بن حمزة بن عبد الله بن عثمان الكسائي ت:189هـ.
ورواته: 1- الليث أبوالحارث ت:240هـ 2- الدوري ت:240هـ.
10- الإمام خلف بن هشام البزّار البغدادي ت:220هـ.
ورواته: 1- إسحاق ت:286هـ 2- إدريس ت:292هـ.[3]
وهكذا فإن هؤلاء القراء العشرة الذين أجمع العلماء المعتبرين بتواتر قراءتهم، وأنها كانت بالاتباع والاختيار لا بالابتداع ولا بالتشهي، فكان لزاما على هذه الأمة أن تعتني بالقرآن الكريم، وبالقراءات القرءانية، والبحث فيها واستخراج الدرر للانتفاع بها.

ومن هذه البحوث التي نقوم بدراستها، استخراج انفرادات القراء -أي ما انفرد به القارئ أو الراوي عن غيره من القراء أو الرواة- وبيان توجيهها في اللغة والنحو؛ لأن هذا القرآن معجز ببلاغته وفصاحته، الذي أعجز البشرية جمعاء عن مجاراته، فضلا عن الإتيان ولو بسطر من مثله.
وسيكون بحثي في هذه الورقات حول انفرادات قنبل عن ابن كثير بإذن الله تعالى.












ترجمة الإمام قنبل

هو محمد بن عبد الرحمن بن خالد محمد بن سعيد بن جرجه أبو عمر المخزومي مولاهم المكي الملقب بقنبل، وكان إماما في القراءة متقنا ضابطا، انتهت إليه مشيخة الإقراء بالحجاز، ورحل الناس إليه من الأقطار، وكان من أجل رواة ابن كثير وأوثقهم وأعدلهم، وقدم البزي عليه لأنه أعلا سندا منه، إذ هو مذكور فيمن تلقى عنهم قنبل.

ولد سنة خمس وتسعين ومائة، وأخذ القراءة عرضا عن أحمد بن محمد بن عون النبال، وهو الذي خلفه في القيام بها بمكة، وروى القراءة عن البزي، وقرأ على أبي الحسن أحمد القواس على أبي الأخريط وهب بن واضح على إسماعيل ابن شبل، ومعروف بن مشكان على ابن كثير روى القراءة عنه عرضا أبو ربيعة محمد بن إسحاق، وهو أجل أصحابه، ومحمد بن عبد العزيز بن عبد الله بن الصباح، وإسحاق بن أحمد الخزاعي سمع منه الحروف، ومحمد بن حمدون ،والعباس بن الفضل صهر الأمير، وأحمد بن محمد بن هارون بن بقرة، وأحمد بن موسى بن مجاهد، ومحمد بن أحمد بن شنبوذ، ومحمد بن موسى الزيني، وعبد الله بن أحمد البلخي وأحمد بن الصقر بن ثوبان، وأحمد بن محمد اليقطيني، وعلي بن الحسين بن الرقي، وإبراهيم بن عبد الرزاق الأنطاكي سمع منه الحروف، ولم يعرض عليه، ومحمد بن عيسى الجصاص، وعبد الله بن ثوبان، وجعفر بن محمد السرنديبي، وعبد الله بن حمدون كذا سماه الهذلي ولعله محمد وعبد الله بن حبيبي فيما ذكره الهذلي وهو من أقرانه، ومحمد ابن عمرو بن عون، ونظيف بن عبد الله الكسروي من قول جماعة

وقيل بل قرأ على اليقطيني عنه.

واختلف من سببه تلقبه قنبلا، فقيل اسمه، وقيل لأنه من بيت بمكة يقال لهم القنابلة، وقيل لاستعماله دواء يقال له قنبيل معروف عند الصيادلة لداء كان به فلما أكثر منه عرف به وحذفت الياء تعفيفا. وقد انتهت إليه رياسة الإقراء بالحجاز ورحل الناس إليه من الأقطار.

قال أبو عبد الله القصاع: وكان على الشرطه بمكة لأنه كان لا يليها إلا رجل من أهل الفضل والخير والصلاح ليكون لما يأتيه من الحدود والأحكام على صواب، فولوها لقنبل لعلمه وفضله عندهم، وقال الذهبي: إن ذلك كان في وسط عمره فحمدت مسيرته، ثم إنه طعن في السن وشاخ، وقطع الإقراء قبل موته بسبع سنين وقيل بعشر سنين

مات سنة إحدى وتسعين ومائتين عن ست وتسعين سنة.[4]

الفصل الأول
أصول رواية قنبل عن ابن كثير

الفصل بين السورتين:
فصل قنبل بين السورتين بالبسملة.

ميم الجمع :
يضم قنبل ميم الجمع ويصلها بواو، وإن أتى بعدها حرف متحرك، وإن أتى بعدها حرف ساكن يقرأ بضم الميم بدون صلة .
وإن أتى بعدها حرف ساكن يقرأ كالجمهور بضم الميم بدون صلة.

هاء الكناية (هاء الضمير):
هي الهاء الزائدة الدالة على المذكر الغائب وتسمى هاء الضمير.
اتفق القرّاء على وصلها بواو إذا كانت مضمومة، ووصلها بياء إذا كانت مكسورة وهذا إذا وقعت بين حرفين متحركين.
وزاد قنبل على القراء أنه يشبع هاء الضمير، إذا وقعت بين حرف ساكن ومتحرك.

المد والقصر:
يقرأ قنبل المد المتصل موسطاً (أي أربع حركات)، وأما المنفصل فيقرأه بالقصر حركتين.

الهمزتان من كلمة:
وهما الهمزتان المتلاصقتان المجتمعتان في كلمة واحدة، ولا بد للأولى أن تكون مفتوحة لأنها للاستفهام والثانية قد تكون مفتوحة أو مضمومة أو مكسورة، فيسهِّل قنبل الهمزة الثانية سواءً كانت مفتوحة أو مضمومة أو مكسورة نحو: (ءأنذرتهم، ءإله، أؤنبئكم).

الهمزتان من كلمتين:
وهما همزتا القطع المتلاصقتان وصلاً الواقعتان في كلمتين بأن تكون الأولى في آخر الكلمة والأخرى في أول الكلمة التي تليها، وتنقسم إلى قسمين:
1. الهمزتان المتفقتان في الحركة:
ذهب قنبل إلى تسهيل الهمزة الثانية أو إبدال الثانية حرف مد، فتبدل في حالة الفتح ألفاً، وتبدل في حالة الضم واواً، وتبدل في حالة الكسر ياءً، وإن جاء بعد الهمزة الثانية حرف ساكن تبدل الهمزة الثانية حرف مد مع الإشباع للفصل بين الساكنين نحو: (جاءَ أمرنا، هؤلاءِ إن، أولياءُ أولئك).

2. الهمزتان المختلفتان في الحركة:
إذا كانت الأولى مفتوحة والثانية مضمومة أو مكسورة، فله في الهمزة الثانية التسهيل فقط نحو: (شهداءَ إِذ، جاءَ أُمة).
وإذا كانت الأولى مضمومة فله في الثانية الإبدال واواً، وإذا كانت الأولى مكسورة تبدل الثانية ياءً نحو:)السفهاءُ ألا،
النساءِ أو).
وإن كانت الأولى مضمومة والثانية مكسورة فله في الثانية التسهيل أو الإبدال واواً نحو:(يشاءُ إلى).

· روى قنبل:(ضياءً) في سورة يونس بالهمزة بعد الضاد (ضئاء).
· قرأ قنبل (بالسوق، سوقه) بهمزة مضمومة (بالسئوق، سئوقه) وله وجه آخر فقرأ بهمزة ساكنة (بالسؤْق، سؤْقه).

الإظهار والإدغام:
أظهر الثاء عند الذال في (يلهث ذلك) في سورة الأعراف.
وقف بالهاء على كلمة (يا أبت) في سورة يوسف ومريم والقصص والصافات.
وقف قنبل بالهاء على كل هاء التأنيث التي رسمت بالتاء نحو:(رحمت، لعنت)، سوى كلمة (مرضاة) وقف عليها بالتاء.
وقف قنبل باثبات الياء في أربع كلمات
وقف قنبل باثبات الياء في أربع كلمات أينما وقعت وهي:
(هادٍ، واقٍ، والٍ، باقٍ).
واختلف عنه في (المناد) فله اثبات الياء وحذفها.

ياءات الإضافة:
روى قنبل فتح ياء المتكلم إذا وقع بعدها همزة قطع مفتوحة نحو:
(إنيَ أعلم، إنيَ أعلمت). وله بعض الاستثناءات مذكورة في الشاطبية
وفتح قنبل الياءات الآتية:
· (عهديَ الظالمين) في البقرة.
· (لنفسيَ اذهب، ذكريَ اذهبا، أخيَ اشدد) في طه.
· (من بعديَ اسمه) في الصف.
· (آبائيَ إبراهيم) في يوسف.
· (دعائيَ إلا) في نوح.
· (إنيَ اصطفيتك) في الأعراف.
· (ورائيَ وكانت) في مريم.
· (شركائيَ قالوا) في فصلت.
ياءات الزوائد:
وهي ياءات زائدة متطرفة في التلاوة وغير موجودة في الرسم العثماني؛ لذا سميت بياءات الزوائد.
أثبت قنبل ياءات الزوائد حال الوصل والوقف نحو:(والليل إذا يسري، بالوادي).
أثبت قنبل الياء في (يتقي ويصبر) في يوسف وصلاً ووقفاً، واختلف عنه في (نرتعي ونلعبي) في يوسف.[5]

الفصل الثاني
انفرادات قنبل الراوي عن ابن كثير
1-إبدال الياء همزة في لفظ ضياء حيث و ردت في القرءان.
توجيه القراءة:
(ضياء) قرأ قنبل بهمزتين بينهما ألف (ضئاء) وحجته أن (ضياء) جمع ضوء كصوت وصيات فالياء منقلبة من واو لإنكسار ما قبلها، ويجوز أن تكون مصدراً ل(ضَاءَ) لكنه في الوجهين قلبت عين الفعل، وهو الياء المنقلبة إلى موضع لام الفعل وهو الهمزة، وردت الهمزة في موضع الياء، فلما تطرفت الياء بعد ألف زائدة قلبت همزة كما فعل في (دعاء و سقاء) فصارت همزة قبل الألف، وهي الأصلية التي هي لام الفعل من (ضوء) وهمزة بعد الألف وهي المنقلبة عن الياء، المنقلبة عن واو، ولو قلت: إن الهمزة إنقلبت عن واو، لأن الياء لما تأخرت وزالت عنها الكسرة التي قبلها رجعت إلى أصلها وهوالواو، فقلبت همزة كـ (دعاء) لجاز ذلك.[6]

2- قرأ لفظ (يا بني ) في قوله تعالى (يا بني أقم الصلاة ) في سورة لقمان بإسكان الياء
قال الشاطبي { و آخر لقمان يواليه أحمد .... و سكنه زاك....}
3- قرأ ليذيقهم بعض الذى عملوا -الروم 41- بالنون بدلا من الياء: لنذيقهم
قال الشاطبى رحمه الله: {وبنونه نذيق زكا}
4 - تفرد قنبل بإسكان الهمزة حال الوصل في الموضعين:
{ سبأ } النمل /22 { لسبأ } سبأ /15
قال الشاطبي : ( وسكنه وانو الوقف ز هرا ومندلا (
5- تفرد بالقراءة بالهمزة ساكنة في المواضع الثلاثة .
{سأقيها}{ بالسؤق } ص/ 33 { على سؤقه } الفتح /29
قال الشاطبي :( مع السوق ساقيها وسوق اهمزوا زكا .....)


وله الوجه الاخر في كلمة "بالسوق" و "سوقه " وهو :القراءة بهمزة مضمومة قبل الواو في "بالسوق" وضم الهمزة بعد السين بعدها واو ساكن في " سوقه".
قال الشاطبي في الشطر الثاني من البيت في قوله :
(ووجه بهمز بعده الواو وكلا (

توجيه القراءة:
(عن ساقيها) قرأ قنبل بالهمز ومثله (بالسوق) و(على سوقه) سأقيها بالهمز وقرأ الباقون بترك الهمز وهما مثل كاس وياس وساق والعرب تهمز ما لا يهمز تشبيها بما يهمز ف كاس وياس وساق وزنها واحد يشبه بعضها ببعض ألا ترى أن العرب تقول حلأت السويق والأصل حليت تشبيها ب حلأت الإنسان عن المال والإبل.[7]
وهنا أود أنبه أن مكي ابن أبي طالب في كتابه الكشف عن وجوه القراءات، لم يعتبر هذه القراءة ورد كل توجيه لها، واعتبرها شاذة. وهذا كلام غير صحيح؛ فهي لغة فصيح وصحيحة، كما هو مبين آنفا من كلام ابن زنجلة.
6- رآه : فى سورة العلق : قرأه بخلف عنه بقصر الالف رأه
قال الشاطبى رحمه الله: (وعن قنبل قصرا)

توجيه القراءة:
(أن رآه) قرأ قنبل بغير ألف بعد الهمزة (رأَهُ) وحجته في ذلك أنها لغةٌ لبعض العرب في مستقبل (رأى)، يحذفون الألف في (يرى) بغير جزم اكتفاءً بالفتحة منها ...... وفي ذلك علة ثالثة وهي أن يكون لم يعتد بالهاء في (رآه) لخفائها فحذف الألف التي قبل الهاء لسكونها وسكون السين في (استغنى)....... وليس من مذهبه ترك الاستعداد بالهاء لخفائها. وهذا الحرف خارج عن قياس مذهبه وقراءته، إن أجريته على هذه العلة، وهي علة صحيحة.[8]




7- تفرد قنبل بقراءة (سحاب ظلمات) برفع (سحابٌ) بتنوين الضم و(ظلماتٍ) بتنوين الكسر.
توجيه القراءة:
(سحابٌ ظلمات) قرأ قنبل في (سحاب) بالرفع منوناً و(ظلمات) بالخفض منوناً (سحابٌ ظلماتٍ)، وحجته في ذلك أنه رفع (سحابٌ) بالابتداء و (من فوقه) الخبر، وخفض (ظلماتٍ) على البدل من (ظلمات) الأول.[9]

* وفي باب ياءات الزوائد انفرد قنبل بإثبات الياء في:
"يتق" قال الشاطبي ( ومن يتق زكا)
"يرتع" بخلف عنه قال الشاطبي) وفي نرتعي خلف زكا)

توجيه القراءة:
(يتقِِ) قرأ قنبل بالياء وصلاً ووقفاً(يتقي)، والحجة في إثبات الياء أن تكون (من) بمعنى الذي فيرتفع الفعل بعدها؛ لأنه في الصلة وفي الكلام معنى الشرط، لأن الفاء تدخل الخبر الذي للإبهام الذي فيها، والإبهام مضارع للشرط فتجزم ويصير حملاً على معنى الشرط، ويجوز أن تقدر الضمة في الياء ثم تحذفها للشرط وتكون (من) للشرط.[10]

* وفي باب الهمزات:
1- تفرد قنبل في هذين الموضعين بإبدال همزة الاستفهام حال الوصل واوا مفتوحة بعدها ألف .
فيقرأ : {فرعون وَامنتم } الأعراف /123 { النشوروَامنتم } الملك /16
قال الشاطبي :
...)
وأبدل قنبل _ في الأعراف منها الواوا والملك موصلا (
توجيه القراءة:
(أأمنتم) قرأها قنبل بواو عند الوصل بدلاً من الهمزة الأولى؛ لإنضمام ما قبلها وهي مفتوحة، وخفف الثانية بين بين لأن الأولى تخفيفها عارض،فكأنها مخففة،فخفف الثانية، كما يفعل إذا الأولى على الأصل وأبدل من الثانية ألفاً، لأنها ساكنة قبلها فتحة.[11]


2- انفرد قنبل بحذف الالف مع تحقيق الهمز من كلمة (ها أنتم) حيث وقع
قال الشاطبى رحمه الله:( ولا الف فى ها ها انتم ز)

توجيه القراءة:
(ها أنتم) قرأ قنبل بهمزة مفتوحة من غير مد(هأنتم) والحة في ذلك أن الأصل عنده(أأنتم) بهمزتين مفتوحتين، ثم أبدل من الهمزة الأولى (هاءً).
كما قالوا(أرقت الماء وهرقته) وترك الثانية على تحقيقه.[12]*

















الخاتمة
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الخلق وبعد:

من أشرف العلوم أن يكتب الباحث عن القراءات وعلومها، وقد استخلصت من هذا البحث أهمية البحث في أصول القراء والرواة، ومن هؤلاء قنبل عن ابن كثي، حيث تبين أنه قد انفرد عن كل القراء والرواة في جزء يسيرفي الأصول والفرشيات، ومع التوجيه لها ظهر تماما موافقتها لأوجه اللغة، أو أنها إحدى لغات العرب الفصيحة.













المصادر والمراجع

1- تحبير التيسير في القراءات العشر، محمد ابن الجزري، تحقيق أحمد مفلح القضاة. دار الفرقان، الطبعة الأولى 2000.
2- تعطير الأثير في قراءة ابن كثير، عبدالرحمن جبريل، دار الحامد، الطبعة الأولى2004
3- الجامع الصحيح سنن الترمذي، محمد بن عيسى أبو عيسى الترمذي، تحقيق : أحمد محمد شاكر وآخرون، : دار إحياء التراث العربي - بيروت
4- حجة القراءات لأبي زرعة عبد الرحمن بن محمد بن زنجلة، تحقيق سعيد الأفغاني، (مجهول سنة ورقم الطبعة، منشورات جامعة بنغازي)
5- حرز الأماني ووجه التهاني، القاسم ابن فيرة الشاطبي، دار الكتاب النفيس، الطبعة الأولى 1987
6- سنن أبي داود، : سليمان بن الأشعث أبو داود السجستاني الأزدي،
تحقيق : محمد محيي الدين عبد الحميد، دار الفكر.
7- غاية النهاية في طبقات القراء، محمدابن الجزري، دار الكتب العلمية، الطبعة الثانية 1980
8- في هامش القرآن الكريم القراءات العشر المتواترة، فكرة وتنفيذ علوي محمد بن أحمد بلفقيه إشراف محمد كريم راجح،(ط1، 2004م، دار المهاجر، المدينة المنورة).

9- قراءة ابن كثير،إبراهيم طه سليم الداية. غير مطبوع
10- الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها، لأبي محمد مكي بن أبي طالب القيسي، تحقيق محي الدين رمضان، (ط2- 1981م، مؤسسة الرسالة، بيروت، لبنان).
11- مقدمات في علم القراءات، د.أحمد مفلح القضاة وزملاءه، دار عمار، الطبعة الأولى 2001




الفهرس

مقدمة .............................. .............................. .......1

تمهيد .............................. .............................. ........2
ترجمة الإمام قنبل .............................. ...........................4

الفصل الأول: أصول رواية قنبل عن ابن كثير .............................. 5

الفصل الثاني: انفرادات قنبل الراوي عن ابن كثيروتوجيهها ..................8

الخاتمة .............................. .............................. .......12

المصادر والمراجع .............................. ...........................13

الفهرس .............................. .............................. .....14



[1] سنن أبي داود، كتاب الصلاة، باب أنزل القرآن على سيعة أحرف، رقم (1477) وهو صيح

[2] رواه الترمذي، كتاب القراءات، باب ما جاء أنزل القرآن على سبعة أحرف. وهو صحيح

[3] مقدمات في علم القراءات القضاة وزملاءه(83- 123).

[4] غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري (2: 165 /166 ) ، تحبير التيسير لابن الجزري ص106.


[5] قراءة ابن كثير لابراهيم الداية (6-12) ، تعطير الأثير في قراءة ابن كثير لعبد الرحمن جبريل (84-97) ، مقدمات في علم القراءت القضاة وزملاءه.بتصرف

[6] الكشف عن وجوه القراءات لمكي ابن أبي طالب ج1 /512-513

[7] حجة القراءات لابن زنجلة ص(262)

[8] الكشف عن وجوه القراءات لمكي ابن أبي طالب ج2 /283-248

[9] الكشف عن وجوه القراءات لمكي ابن أبي طالب ج2 /139

[10] الكشف عن وجوه القراءات لمكي ابن أبي طالب ج2 /18

[11] الكشف عن وجوه القراءات لمكي ابن أبي طالب ج1 / 473

[12] الكشف عن وجوه القراءات لمكي ابن أبي طالب ج1 /347
*ملاحظة: انفرادات قنبل مستخرجة من مصحف القراءات العشر لكريم راجح.منثورة في الحواشي.
*ملاحظة: أبيات الشعر من قصيدة حرز الأماني ووجه التهاني للإمام الشاطبي، المسماة بالشاطبية