" واعلم : أن العلة متي تمكنت لا ينفعها إلا الدواء القوي ، والعلة إذا قويت جاذبت المصلي وجاذبها المصلي إلي أن تنقضي الصلاة في المجاذبة ومثل ذلك كمثل رجل تحت شجرة أراد أن يصفو له فكره ، وكانت أصوات العصافير تشوش عليه وفي يده خشبة يطيرها بها ، فما يستقر فكره حتي تعود العصافير فيشتغل بها ، فقيل له : هذا شيء لا ينقطع ، فإن أردت الخلاص فاقطع الشجرة ، فكذلك شجرة الشهوة إذا علت وتفرقت أعصانها انجذبت إليها الأفكار كانجذاب العصافير إلي الأشجار والذباب إلي الأقذار ، فذهب العمر النفيس في دفع ما لا يندفع ، وسبب هذه الشهوة التي توجب هذه الأفكار حب الدنيا "
مختصر منهاج القاصدين - 30،31