هل نقرأ القرآن غضا طريا..
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: أن أبا بكر و عمر بشراه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من أحب أن يقرأ القرآن غضاً كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد). أخرجه أحمد في المسند ، وابن ماجة في سننه ، والحاكم في المستدرك ....

ومعنى (غضا): الغَضِيضُ : الطَّرِيُّ " من كُلِّ شَيْءٍ . الغَضِيضُ : " الطَّلْعُ النَّاعِمُ " حِينَ يَبْدُو وقِيلَ هو الثَّمَرُ أَوَّلَ ما يَطْلُعُ " كالغَضِّ فيهما " . يُقَالُ : شَيْءٌ غَضٌّ وغَضِيضٌ أَي طَرِيٌّ .

قال أحمد بن عبد الله بن عبد المحسن الفريح : لقد تلقى الصحابة رضوان الله عليهم القرآن غضاً طرياً من فِيِّ النبي صلى الله عليه وسلم، فكانوا يفزعون لكتابته في الصحف، ثم يبادرون إلى حفظ تلك الآيات، ومن ثَمَّ إلى فَهْمِ معانيها إن لم تتضح لهم، وتلك سمة بارزة تميز بها ذلك الجيل الذي تلقى القرآن على المعلم الأول محمد صلى الله عليه وسلم ،وبتلك الطريقة المثلى أخذوا القرآن وحفظوه وفهموه، فلم يفصل بين حفظه وفهمه فاصل، بل كانا متلازمين، فيشرعون بالحفظ ثم لا يجاوزون ما لم يفهموا معناه حتى يفهموه، فتسابق إلى قلوبهم وعقولهم استظهار القرآن، وفهم معانيه، فتمكن الإيمان من قلوبهم، واستقر القرآن في عقولهم؛ فعمرها وأنارها، فصاغ ذلك الأسلوب الرفيع في التعليم حياتهم، فأنتج العمل بكتاب الله تعالى،