بسم الله الرحمن الرحيم
صدر بحمد الله كتاب "الجامع لقراءة الإمام حمزة من الشاطبية والطيبة أصولاً وفرشًا وتوجيهًا"
كتاب استغرق إعداده ما يقرب من خمسة أعوام أو يزيد، أسأل الله أن يجعله خالصًا لوجهه وأن يتقبله وينفع به.
الكتاب موجود بدرب الأتراك خلف الجامع الأزهر في عدة مكتبات :
مكتبة أبي بكر الصديق - الماهر بالقرآن - دار المورد - مكتبة أولاد الشيخ - المكتبة الإسلامية - دار التقوى
وهذه مقدمة الكتاب :
بسم الله الرحمن الرحيم
«الحَمدُ للهِ الذي أنزَلَ القُرآنَ كلامَه ويسَّرَه، وسهَّلَ نشرَهُ لِمَن رَامَهُ وقَدرَه، ووفَّقَ للقِيامِ بهِ مَنِ اختَارَهُ وبصَّرَه، وأقامَ لحفظِه خِيرَتَهُ مِن بَريَّتِهِ الخيرَة، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبدُه ورسولُه القائل بأنَّ المَاهِرَ بالقُرآنِ مَعَ الكِرَامِ البَرَرَة، صلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلِهِ وصحبِهِ الذين جَمَعُوا القرآنَ في صُدُورِهُمُ السَّليمةِ وصُحفِهِ المُطهَّرة، وسَلَّمَ وشَرَّفَ وكرَّم، ورضِىَ اللهُ عن أئِمَّةِ القِرَاءةِ المَهَرَة، الذين كُلٌّ مِنهُم تجرَّدَ لكِتَابِ اللهِ فجوَّدَهُ وحرَّرَه، ورتَّلهُ كما أُنزِلَ وعَمِلَ به وتدبَّرَه، وزيَّنَهُ بصوتِهِ وتغنَّى بهِ وحَبَّرَه، ورَحِمَ اللهُ السَّادةَ المَشَايخَ الذينَ جمعُوا في اختلافِ حُروفِهِ ورِوَايَاتِهِ الكُتبَ المبسُوطَةَ والمُخْتَصرَة، أثابَهمُ اللهُ تعالى أجمعينَ، وجمعَ بَيْنَنَا وبينهُمْ في دارِ كرامَتِه في عِليِّينَ بمَنِّهِ وكرَمِه».وبعدُ، فهذا كتابٌ جامِع لقراءةِ الإمامِ حمزة الكوفيِّ من طريقَيِ الشاطبية والطيِّبة، أذكرُ فيه ما خالَفَتْ فيه (قراءةُ الإمامِ حمزة) (روايةَ الإمامِ حفص عن عَاصِم من الشاطبية)، مع ذكر توجيهات قراءة حمزة - بشيء من التوسع - إذ تدبر القراءة هو أغلى مقصود من تعلم القرآن كما قال ربنا تبارك وتعالى: ﴿ كتاب أنزلناه إليكمبارك ليدبروا ءاياته وليتذكر أولوا الألباب﴾ [ص: 29] فكيف يتدبره مَن لا يفهمُ معناه، وكيف يَتدبرُ قِرَاءةً مِن القِرَاءَاتِ مَن لا يعرِفُ توجيهَها والمعنى الذي زادته على القراءة الأخرى؟!
وقد بدأتُ الكتابَ بذكر أصُول الإمام حمزة من الشاطبية بابًا بابًا مع ذكر الشاهد.
ثم تناولتُ بعدَ ذِكر الأصُول القرآنَ الكريمَ رُبعًا رُبعًا، وأذكرُ في الربع أربعةَ أقسَام :
القسم الأول : فيه فرشُ الكلِمَات التي خالفَ فيها حمزةُ حفصًا، والشاهد من الشاطبية، ثم أذكرُ توجيهَ القراءةِ في الهامش، وما يتعلق بتغير حُكم الوقف أو الابتداء إن وُجِد.
القسم الثاني : فيه الكلِمَـاتُ المُقلَّلة والـمُمَـالَـة بالربع، إن وُجِدَت.
القسم الثالث : فيه الكلِمَـات التي خالفَ فيها حمزةُ حفصًا في باب الإظهار والإدغام، إن وُجِدَت، وأدرجت فيه أيضًا أمثلة لإدغام خَلَفٍ النونَ الساكنة والتنوين في الواو والياء بغير غنة للتنبيه.
القسم الرابع : خاص بباب الوقف على الهمز للإمام حمزة، أذكر فيه أوجهَ الوقف على أهم الهمزات التي بالربع.
ثم وضعت جدولًا فيه الخِلافات بين رَاوِيَيْ حمزة خَلَفٍ وخلاد من الشاطبية.
ثم ذكرت زيادات الطيبة على الشاطبية، زيادات الأصول أولًا، ثم الزيادات في سور القرآن الكريم سورة سورة، وقد فَصَلْتُ زيادات الطيبة عن الشاطبية لئلا أُشوِّش على دارس الشاطبية.
أسأل الله تعالى أن يباركَ لنا في أعمالنا، ويوفقَنا، ويتقبلَ منا، وأن يجعل هذا العملَ خالِصًا لوجهه الكريم، وعلى الوجه الذي يرضَى به عنا، وأن يسترَ عيوبنا، إنه بكل خَيرٍ جديرٌ، وهو حَسبُنا ونِعمَ الوكيل.
وأسأله - تعالى - أن يجزي كل مُعلِّمِيَّ خيرًا، لاسيما الشيخ أحمد خلف الذي ساعدني في إخراج هذا العمل من قبل البدء فيه، وشجعني على الاستمرار فيه في رحلة ليست بالقصيرة، وأبدَى ملحوظاته التي انتفعتُ بها، فجَزَاه الله خيرًا، وجعله في ميزان حسناته.
وأنتَ «أيُّها القارِئُ له والناظرُ فيه : هذه بِضَاعةُ صَاحِبِهَا المُزجَاةُ مسُوقَةٌ إليك، وهذا فهمُه وعقله معروضٌ عليك، لك غُنْمُه،
وعلى مؤلفه غُرْمُه، ولك ثمرتُه، وعليه عائدتُه، فإن عَدِمَ منك حَمْدًا وشُكرًا فلا يَعدَم مِّنك مَغفِرةً وعُذرًا، وإن أبيتَ إلا المَلامَ فبابُه مفتوحٌ، وقد استأثرَ اللهُ بالثناءِ وبالحَمدِ»، واستأثر كتابُه من بين الكتب بالكمال المطلق ﴿ ذلك الكتاب لا ريب فيه ﴾ [البقرة: 2].
كتبه / وائِل الحَمْدي
القاهرة
14
من جمادى الأولى 1431 هـ / 28 من أبريل 2010 م
wael_alhamdy@hotmail.com
وصَلَّى اللهُ على سيدِنا مُحمَّد، وعلى آلِهِ وصحبِهِ وسَلَّمَ
والحمدُ لله ربِّ العالمِين.