غسيل الملائكة
للشاعر :
محمد سعيد الجميلي


إني أحب حنظله
ومعجب بهذه النماذج المناضلة ..
يا ليتني إذ أدّعي حباً لهم ..
امضي على ذات الطريق الفاضلة
يا ليتني إذ أدعي حباً لهم..
ألقى غدا ... تلك الوجوه الباسلة
هل تعرفون حنظله؟؟
إن لم تكونوا تعرفوه ... فأسمعوا قصته مفصلة
هذا فتى من الطراز الأول ..
وفارس غباره لا ينجلي
ذو همة ... علوية الغايات ..
ترفعت عن فتنة اللذات
لما اختلى بزوجه في ليلة من أسعد الليالي
تبادلا مودة وحلقا في اللذة الحلال
فالله في ناموسه .. قد زين النساء للرجال
تسامرا .. وسافرا في لجة الخيال
حتى تهادى الصوت في أسماعهم ... حي على القتال . حي على القتال
فهب من فراشه مجسدا أسطورة الرجال
البائعين النفس والأموالا
المقتفين نهجه تعالى
لم يذكر العرس والاغتسالا
فالله أسمى غاية ومقصد ..في نهج صحب المصطفى محمد(صلى الله عليه وسلم)



فخاض في بحبوحة النزال ...يذب عن يمينه ...فضلا عن الشمال
ويعمل السيف بصف الكفر والضلال
حتى ارتقى شهيدنا في سلم المعالي
وأعلن الفردوس عن أنباء الاستقبال
هذا فتانا حنظله ..المجد له... والخلد له .. والحور له
هذا فتانا حنظله ... من غسّله...في قبره من انزله؟؟
إني تفكرت بيوم الزلزلة
بنفخة الصور وجمع الناس للمساءلة
إذا السماء انفطرت .. إذا القبور بعثرت
إذا البحار فجرت...والناس سكرى والمراضع مذهلة
في ساحة العرض ينادي حنظله
يا حنظله..!! لبيك يا من لا شريك له
أمانتي الإسلام .. قد بُلغته فما الذي قدمت له؟
يُجيب فورا حنظله ..يا ربنا مقصِّر لا عذر له
وأنت لا يخفى عليك قيد أنمله...
لكنني في (احد) ..سمعت صوت حيعلة..تركتُ عرسي قائما
وزوجتي مُجمله.. نسيت أني مجنب..وخضت في المنازلة
فمشرك أعطله وآخر أجندله ..حتى تلقيت بصدري ضربات قاتله
فجئت ارتدي دمي..ثوبا قشيبا قانيا ما أجمله
لعلني قدمت شيئا ورقيبي سجّله ..يا ربنا مقصِّر لا عذر له
مقصِّر لا عذر له!!... مقصِّر لا عذر له؟



إني تفكرت بحال حنظله ..غسله الملائكة ..وزفه محمد .. والله في جناته ..قد انزله
أمانة يسأل عنها حنظله ...
يُسأل عنها كل واحد من هذه الجحافل المجحفلة
فهيئوا أجوبة لهذه المساءلة


وانتبهوا بأن مثل حنظله
لغير مسؤول عن الذي قد شاع من فسادنا
وعير مسؤول عن الذي قد ضاع من بلادنا
وغير مسؤول لم استمر هكذا رقادنا
كلا ولا كيف أضاعوا قدسنا الحبيبة
أو كيف كيف يرفع القسيس في أحيائنا صليبه
مصيبة..مصيبة..مصي بة .. يا حضرات الأمة المصيبة
حتام نبقى خطوبنا العصيبة ..الكل فيها حامل نصيبه .. نخرج من مصيبة
ندخل في مصيبة
فالشوك لا يُجتث بالأيادي
والنصح لا يفيد للجلاد
يا حاملين راية الكلام بالجهاد .. هل تعرفون حنظله..وهل قرأتم سيرة المقداد
أعداؤنا قد نشروا الفسادا .. واستعبدوا العبادا
ومزقوا البلادا .. فلنرتدي أكفاننا ولنبتدي
لا نعتدي لا نعتدي لا نعتدي
لكن نرد المعتدي
أمانة يسأل عنها حنظله
يسأل عنها كل مسلم محمدي