تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 11 من 11

الموضوع: العبادة بين التحرير والتبديل - رد الشيخ أبو محمد مجدي على الشريف حاتم العوني

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    30

    افتراضي العبادة بين التحرير والتبديل - رد الشيخ أبو محمد مجدي على الشريف حاتم العوني

    تجدون مرفقا مع هذا الموضوع ردّ الشيخ أبو محمد مجدي بن حمدي حفظه الله، الموسوم "العبادة بين التحرير والتبديل"، على مقال للشيخ الشريف حاتم بن عارف العوني وفقه الله الموسوم "العبادة: بوابة التوحيد.. وبوابة التكفير" والذي نشره في موقع مركز نماء (هنا)
    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

  2. افتراضي رد: العبادة بين التحرير والتبديل - رد الشيخ أبو محمد مجدي على الشريف حاتم العوني

    كلمت شيخنا بمناسبة هذا النقد ، واطلاعني على بعض الأخطاء ، ووعدني أنه سيبِّين وجهة نظره في هذا النقد قريباً ، ، إن شاء الله تعالى .
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

  3. #3

    افتراضي رد: العبادة بين التحرير والتبديل - رد الشيخ أبو محمد مجدي على الشريف حاتم العوني

    بسم الله الرحمن الرحيم
    جزى الله الأخ الشيخ أبا الحسن خير الجزاء
    ويعتذر الكاتب عن بعض الأخطاء التي حصلت على سبيل السهو ، ويذكر تصويبها للأهمية :
    وقع سقط وخلل في نسخ االعبارة ص4 من السطر 12-15 .
    الصواب : (أخشى أنك قد وشيت بمذهبك في أن دعاء غير الله عز وجل باللفظ الصريح الجلي مستحب أو حتى واجب ، ليس بحرام ولا مكروه، خلافاً لابن تيمية الذي تنزلت معه في تصحيح مذهبه بقولك : " هب أن الصواب مع ابن تيمية فالأمر يدور بين الإباحة والكراهة والحرمة" ثم أعرضت عن لفظ المباح إلى الجائز، وهو عندك أعم(1) فيتبق لك فيه ـ لو أن الصواب معك ـ الوجوب أو الاستحباب ، والاستحباب أليق بألفاظ الدعاء من الإباحة ) .
    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــ
    (1) الأصوليون يقولون بأن الجواز جنس يندرج تحته المباح والمندوب والمستحب .
    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــ
    في ص14 السطر 8 حصل سقط في العبارة :العبارة : وفرق عظيم بين إثبات الشيء ، وإثبات لازمه .
    والتصويب : وفرق عظيم بين إثبات الشيء ـ الشفاعة ـ وإثبات لازمه ـ الانتقاص من ملك الله ـ .
    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــــــــ
    في ص20 بعد السطر الثاني حصل سقط فقرة هي:
    ولأنهم لا يعتقدون أن الأصنام تريد وتفعل ، ولأنهم مع ذلك يتخذونها بالعبادة آلهة مع الله فهم لا يعقلون ، وتلك حجة الله عليهم بأنهم قوم لا ينتفعون بعقولهم قد أفسد التقليد مداركهم . قال تعالى : {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً}. وقال تعالى : {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ}. وقال تعالى : {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ} . فعاب عز وجل عليهم بقوله { لا يَعْقِلُونَ} فساد النظر والاستدلال، لا فساد الحس والمشاهدة .
    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــ
    في ص22 السطر 3 ، حصل خطأ في لفظ في العبارة : ومقتضى فعلهم هذا بتعيين الشفعاء الانتقاص من ملك الله عز وجل ، وفرق بين اعتقاد المغالبة وبين اعتقاد مقتضاها من الانتقاص لملك الله عز وجل .
    والصواب : " ومقتضى فعلهم هذا بتعيين الشفعاء الانتقاص من ملك الله عز وجل ، وفرق بين اعتقاد الشفاعة وبين اعتقاد مقتضاها من الانتقاص لملك الله عز وجل .
    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــــــــــ
    وخطأ في ص24 سطر18 العبارة : ومآله إلى إسقاط اللغات أوعية المعاني .
    والتصويب : ومآله إلى إسقاط اللغات ، واللغات أدمغة الأمم .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    30

    افتراضي رد: العبادة بين التحرير والتبديل - رد الشيخ أبو محمد مجدي على الشريف حاتم العوني

    الأخ الفاضل أبوعاصم أحمد بلحة، جزاكم الله خيرا لإيصال الموضوع إلى الشيخ الشريف العوني، وقد وضع الشيخ العوني البارحة في صفحته على الفيسبوك ردا سريعا على فكرة وردت في المقال، فليته يتكرم بالرد والإجابة على بقية المسائل

    الأخ الفاضل مجد الدين بن أحمد، جزاكم الله خيرا على التنبيه، الشيخ أبو محمد كتب هذا الرد وهو في ظروف صحية سيئة بعض الشيء، فعسى أن يكون هذا عذرا لبعض التقصير أو الأخطاء التي وردت فيه

  5. افتراضي رد: العبادة بين التحرير والتبديل - رد الشيخ أبو محمد مجدي على الشريف حاتم العوني

    جواب الشيخ حاتم العوني على االنقد السالف(1) :
    "أرسل لي أحد طلبة العلم مقالة يزعم صاحبها أنه يرد على مقالي في العبادة ، جاء فيها قول صاحبها : (( وأن العرب لم يعتقدوا التصرف والتدبير في تلك الأصنام ، وأن إقرارهم بهذا كان المقدمة المسلمة لحجة القرآن )) .

    ومع أني نقضت هذه الدعوى بكلام الله تعالى ، في مقالي نفسه ، وفي مقالات عديدة في هذه الصفحة ، إلا أن هؤلاء لا يعرفون الاستدلال ، ثم يقلدون ، ويظنون أنهم في تقليدهم يستدلون .
    ولذلك سأذكر كلاما لشيخ الإسلام ابن تيمية ، ينقض كلامهم ، ما داموا لا يقبلون الاستدلال بكلام الله تعالى ؛ إلا بختم شيخ الإسلام ابن تيمية !
    فقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في ( شرح الأصفهانية) الكفار من غير عرب الجاهلية الذين اعتقدوا خالقا غير الله تعالى معه ، فاعتقدوا تعدد الخالقين ، ثم قال : (( فهؤلاء مشركون في بعض الربوبية ، وكثير من مشركي العرب وغيرهم قد يظن في آلهته شيئا من هذا ، وأنها تنفعه وتضره ، بدون أن يخلق الله ذلك . فلما كان هذا الشرك في الربوبية موجودا في الناس ، بين القرآن بطلانه ، كما في قوله تعالى { مَا اتَّخَذَ اللهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَٰهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يَصِفُونَ } )) .
    فهنا يثبت شيخ الإسلام شرك كثير من العرب في الربوبية ، بل في صفة الخلق منها خاصة . وأنهم اعتقدوا في آلهتهم النفع والضر بغير إذن الله .
    فشيخ الإسلام يثبت لكثير من العرب ما نفاه كاتب المقالة عن جميع العرب .
    ومن مشكلة هؤلاء أيضا : أنهم يظنون نفي العرب وجود خالق غير الله كافيا لإثبات توحيد الربوبية لهم !
    فكأنهم حصروا شرك الربوبية في الخلق وحده ، دون بقية خصائص الربوبية !
    وينسون ( فيما ينسونه ) ما ذكره شيخ الإسلام هنا ، وهو الشرك في الاستقلال بالنفع والضر .

    وقائمة النقول والأقوال كثيرة جدا ، وسيجدونها بإذن الله ، تطمس الباطل وتكشف الحجب عن ضوء الحق !!
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    30

    افتراضي رد: العبادة بين التحرير والتبديل - رد الشيخ أبو محمد مجدي على الشريف حاتم العوني

    أرسل لي الشيخ أبو محمد مشكورا هذه النسخة المنقّحة والمعدّلة من المقالة، فالرجاء اعتمادها بدل النسخة أعلاه.
    وهذا رابط مباشر للتحميل:
    https://archive.org/download/Al3ibad...%20Tabdeel.pdf

  7. افتراضي رد: العبادة بين التحرير والتبديل - رد الشيخ أبو محمد مجدي على الشريف حاتم العوني

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو حسن الشامي مشاهدة المشاركة
    أرسل لي الشيخ أبو محمد مشكورا هذه النسخة المنقّحة والمعدّلة من المقالة، فالرجاء اعتمادها بدل النسخة أعلاه.
    وهذا رابط مباشر للتحميل:
    https://archive.org/download/Al3ibad...%20Tabdeel.pdf
    جزاك الله خيراً ، ولكن يظهر لي الكتاب فقط قرآءةً ، ولم أستطع التحميل .
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    30

    افتراضي رد: العبادة بين التحرير والتبديل - رد الشيخ أبو محمد مجدي على الشريف حاتم العوني

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعاصم أحمد بلحة مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيراً ، ولكن يظهر لي الكتاب فقط قرآءةً ، ولم أستطع التحميل .
    أنقر بزر اليمين في الفأرة على الرابط، ثم احفظ الملف على جهازك

    أو أدخل إلى هذا الرابط:
    https://archive.org/details/Al3ibada...hrirWalTabdeel

    وحمل الملف على جهازك (على يسار الشاشة)

  9. افتراضي رد: العبادة بين التحرير والتبديل - رد الشيخ أبو محمد مجدي على الشريف حاتم العوني

    جزاك الله خيراً أخي الحبيب .
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

  10. #10

    افتراضي رد: العبادة بين التحرير والتبديل - رد الشيخ أبو محمد مجدي على الشريف حاتم العوني

    تعليق أبي محمد مجدي على كلام الدكتور الشريف .
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
    جزى الله الدكتور على تواصله وكذا الأخ الناقل عنه خير الجزاء . فالبحث في طلب الحق كله خير . ثم أقول :
    أولاً : الواجب العزو الدقيق حتى لا يضيع القارئ ، والمراد المساعدة على البحث عن الحق ، وهذا الكلام موجود في العقيدة الطحاوية طبعة شاكر ص37. وأظن أن عزو الدكتور أشبه بتدليس القطع . ونرجو من الأخوة الفضلاء الرجوع إليه كاملاً فهو على خلاف ما قرر الدكتور ـ وفقه الله ـ
    ويقول الأخ الدكتور الكريم : " فشيخ الإسلام يثبت لكثير من العرب ما نفاه كاتب المقالة عن جميع العرب".
    قلت : سبحان الله العظيم أنا ..أنا نفيت " عن جميع العرب " . يا أخي هذا خطأ ، وأنتم أهل الحديث تقولون بقوة عن أقل منه : (هذا كذب ) . وأول ما فيه من الخطأ أننا كنا نتكلم عن عبَّاد الأصنام . ولابد حتى نعرف حظ باقي كلامكم من الدقة أن نعلم ماذا أثبت شيخ الإسلام ابن تيمية بكلامه الذي نقلته عنه، والفرق بينه وبين ما تدعيه . يا أخي الدكتور عندما يكون الكلام في صفة الخلق لا يقول أحد فضلاً عن ابن تيمية : " بعض صفات الربوبية " إيش باقي أخي الكريم ، ربنا جل وعز يقول لعباده أخلق ويعبد غيري !؟.
    ثم إن هذا النقل كالعادة ـ في كلام الدكتور ـ مبتسر ، فالدكتور ـ وفقه الله ـ بدأ نقله باسم الإشارة هؤلاء ، وهذه الإشارة تستدعي مشاراً إليه ، فلابد أن يُعرف حتى يُعلم المعنى المشترك بين هذا المشار إليه، وبين ما نحن فيه من البحث . وأنا أدعوك أخي القارئ إلى الرجوع بنفسك إلى الطحاوية ، فستجد أن في المعنى المشار إليه خلق أفعال العباد ، وستجد فيه قول ابن تيمية ـ رحمه الله ـ : " وكما يقوله القدرية في أفعال الحيوان " .
    إن الأقرب إلى هذا في شرك العرب هو الشرك بعبادة الحي الذي يريد ويفعل، ونحن نعلم أن شرك العرب لم ينحصر في عبادة الأصنام، ونريد أن نبحث في شرك العرب عن أقرب مثال لما في كلام ابن تيمية .
    انظر في قوله تعالى : (( وَجَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُواْ لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ )) .
    وتعال ننظر : هل الجن أقرب وأولى بما في كلام ابن تيمية ـ خلق الأفعال ـ من الأصنام محل البحث مع الدكتور !؟ بمعنى آخر : هل الشرك بالحي أولى بهذا البحث في كلام ابن تيمية من الشرك بالصنم !؟.
    يقول ابن عاشور ـ رحمه الله ـ في الآية : " وهذا انتقال إلى ذكر شِرك آخر من شرك العرب وهو جعلهم الجِنّ شركاءَ لله في عبادتهم كما جعلوا الأصنام شركاء له في ذلك . وقد كان دين العرب في الجاهليّة خليطاً من عبادة الأصنام ومن الصّابئيّة عبادة الكواكب وعبادة الشّياطين ، ومجوسيّة الفرس ، وأشياء من اليهوديّة ، والنّصرانيّة ، فإنّ العرب لجهلهم حينئذٍ كانوا يتلقّون من الأمم المجاورة لهم والّتي يرحلون إليها عقائد شتّى متقارباً بعضها ومتباعداً بعض ، فيأخذونه بدون تأمّل ولا تمحيص لفقد العلم فيهم ...
    وقال : فالعرب كان أصل دينهم في الجاهليّة عبادة الأصنام وسرت إليهم معها عقائد من اعتقاد سلطة الجنّ والشّياطين ونحو ذلك . فكان العرب يثبتون الجنّ وينسبون إليهم تصرّفات ، فلأجل ذلك كانوا يتّقون الجنّ وينتسبون إليها ويتّخذون لها المَعاذات والرّقَى ويستجلبون رضاها بالقرابين وترك تسميّة الله على بعض الذبائح .....
    وقال : ثمّ إذ أخذوا في تعليل هذه التصرّفات وجمعوا بينها وبين معتقدهم في ألوهيّة الله تعالى تعلّلوا لذلك بأنّ للجنّ صلة بالله تعالى فلذلك قالوا : الملائكة بنات الله مِن أمّهاتتٍ سَرَوات الجنّ ، كما أشار إليه قوله تعالى : {وَجَعَلُواْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً}.......
    وقال : ومن أجل ذلك جَعَل كثير من قبائل العرب شيئاً من عبادتهم للملائكة وللجنّ . قال تعالى : {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهَؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ} ... (1)
    قلت : وعلى هذا فيمكن ترتيب الإلزام في استدلال ابن تيمية ـ رحمه الله ـ بقوله تعالى : {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ } : إن الذي لا يخلق غيره لا يخلق فعله حتى يضر به وينفع .
    فقاعدة الإلزام : أن الجن وغيره لا يخلق غيره من الأرض والسماء و.... وهذا من الحس والمشاهدة وكذا العقل { إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ } .
    والمطلوب : أنه لا يخلق فعله فلا يضر بذاته ولا ينفع .
    إذن نحن لدينا مثال من شرك العرب بعبادة الجن هو أولى وأليق بما ذكر ابن تيمية من شركهم بعبادة الأصنام ، فهل أراد الأخ الدكتور أن يأخذ كلاماً يصلح لنوع من الشرك فيلزمنا به في نوع آخر، وهو عبادة الأصنام محل البحث ، بينما لابن تيمية كلام صريح كالشمس في عبَّاد الأصنام على خلاف رأيه وما يدعيه ؟. وهل هذه طريقة علمية أو منهجية في البحث والنظر !؟.
    أخي الدكتور إن الكلام الذي سقته أولى ما يكون في الرد على من يدعي ربوبية الحي مثل عيسى عليه السلام !. فإذا كان لا يخلق أعماله فأولى ألا يخلق طيراً !!! لا الجماد الذي يرى الناس أنه لا فعل له أصلاً.
    يحيرني أن يشكل على مثلكم هذا ، وبدأت أتصور أنك تدافع عمن قال بأن العرب اعتقدوا وهم ينحتون أصنامهم أنهم ينحتون خالقاً مدبراً . ثم صدق على قوله فئة كبيرة جلهم من منظري القبورية .
    يقول الأخ الدكتور الكريم : " فشيخ الإسلام يثبت لكثير من العرب ما نفاه كاتب المقالة عن جميع العرب".
    قلت : سبحان الله العظيم أنا ..أنا نفيت " عن جميع العرب " . يا أخي هذا خطأ ، وأنتم أهل الحديث تقولون بقوة عنه (هذا كذب ) .
    أنا نفيت هذا الاعتقاد عن مشركي العرب في أصنامهم .
    يا أخي أنا أعلم أن نوعاً من القدرية يقولون بخلق الناس أفعالهم . وأعلم أن هناك أحاديث ليست على شرطك تقول بأنهم مجوس هذه الأمة . لكن قضية الشرك بعبادة الصنم نوع آخر من الشرك !.
    طيب : أنت يا أخي الكريم عبت عليَّ أني أقلد ابن تيمية ، مع أن جل النقل عن غيره ، أيرضيك أن أقلد الرازي فيلسوف الأشاعرة ؟ .
    قال الرازي بأن الذين أثبتوا شريكاً لله من الناس ثلاثة طوائف: عبدة الأصنام ، والدهريون ، والثنوية(2) .
    ثم قال في وصف شرك عبدة الأصنام :" فالطائفة الأولى عبدة الأصنام فهم يقولون : الأصنام شركاء الله في العبودية ، ولكنهم معترفون بـأن هـذه الأصنام لا قدرة لها على الخلق والإيجاد والتكوين" (3) اهـ.
    ثم قال الرازي : " لكن العلم بأن هذا الحجر المنحوت في هذه الساعة ليس هو الذي خلقني وخلق السماء والأرض علم ضروري ، والعلم الضروري يمتنع إطباق الخلق الكثير على إنكاره " اهـ .
    وقال الرازي مفسراَ ما مر : " فظهر أنه ليس دين عبدة الأصنام كون الصنم خالقاً للسماء والأرض ، بل لابد وأن يكون لهم فيه تأويل "(4) اهـ .

    وقال الشهرستاني وهو من متأخري الأشاعرة : " وإلا فنعلم قطعاً أن عاقلاً ما لا ينحت بيده خشباً صورة، ثم يعتقد أنه إلهه وخالقه وخالق الكل؛ إذ وجوده مسبوق بوجود صانعه وشكله محدث بصنعة ناحته "(5) اهـ .
    أخي هذه القضية منتهية . والشك فيها قدح في العقل وهذا كلام الرازي وليس كلامي، مشركو العرب لم يعتقدوا في الأصنام الخلق . فدعها بارك الله فيك . في بحثك قضايا أخرى بالغة الخطر .
    لكن أخي الدكتور : ألا ترى أن المشكلة لم تعد في اعتقاد مشركي العرب، وإنما في دكتور الحديث العالم بالسنة الذي يتبعه خلق كثير من الطلاب ، ثم هو يحدثنا بعد أربعة عشر قرناً عن اعتقاد ربوبية عيسى بإذن الله !!!؟.ألا ترى معي أن هذا أولى بالنفي أو الاعتذار من الاشتغال بما كان عليه مشركو العرب !!!؟.
    ثم يقول الأخ الدكتور ـ وفقه الله ـ : " ومن مشكلة هؤلاء أيضا : أنهم يظنون نفي العرب وجود خالق غير الله كافيا لإثبات توحيد الربوبية لهم !فكأنهم حصروا شرك الربوبية في الخلق وحده ، دون بقية خصائص الربوبية " اهـ.
    قلت : إن كنت أخي الدكتور تقصدني في " هؤلاء "، فهذا خطأ ، وفي مقالتي المتواضعة أكثر من موضع ينفي هذا ولا أريد أن أقول يكذبه ، ومن هذا أني قلت : "والمقصود : أن شرك الربوبية أنواع ". وفي الفرقان أكثر من هذا .
    ويقول الدكتور : "ومع أني نقضت هذه الدعوى بكلام الله تعالى ، في مقالي نفسه " .
    قلت : هذه دعوى .
    وأنا أدعي : أنها غير صحيحة ، وأنك قد أفسدت البراهين على نفسك وعلى الناس . وكلامك حاضر ، والرد عليه حاضر وللناس عقولهم .

    شكراً أخي الكريم على تواصلكم ونحن في انتظار ما عندكم من علم ومعرفة . وما يستحق التعليق عليه ، وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى .
    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــــ(1) التحرير والتنوير (7/404) .
    (2) مثل ابن تيمية فيما تقدم من كلامه بالدهرية والثنوية .
    (3)التفسير الكبير (13/92) .
    (4) انظر التفسير الكبير (13/20) .
    (5) الملل والنحل (3/724) .

  11. #11

    افتراضي رد: العبادة بين التحرير والتبديل - رد الشيخ أبو محمد مجدي على الشريف حاتم العوني

    جزى الله كل من الشيخ أبي الحسن ، والشيخ أحمد بلحة كل الخير ، وبارك الله في الجميع ، وتمنياتي للدكتور ـ وفقه الله ـ بما هو أهل له من الخير .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •