ما أكثر ما نسمع بعض الدعاة يصفون الصهاينة بأنهم أحفاد القردة و الخنازير ، من أين جاء هذا الوصف ؟ ، و هل هو حقيقة كما يزعمون ؟ و هل يتناسل الممسوخون ، فتصبح لهم ذرية؟!!.
دعوة للفكر و الحوار .
ما أكثر ما نسمع بعض الدعاة يصفون الصهاينة بأنهم أحفاد القردة و الخنازير ، من أين جاء هذا الوصف ؟ ، و هل هو حقيقة كما يزعمون ؟ و هل يتناسل الممسوخون ، فتصبح لهم ذرية؟!!.
دعوة للفكر و الحوار .
ينظر في المسألة على أنها مسألة شرعية فينظر في الكتاب والسنة لمن كان أهلا وإلا فأقوال أهل العلم
أما الفكر والحوار فلا
هذا وقد ورد في الصحيح أن الأمم المنسوخة لا نسل لها
شكر الله لأخينا أبي خالد عبد الله غيرتَه علي المنهج السلفي ، الذي ما قصدت غيره ، و ما رمت سواه ، الذي مفاده و مناطه تقديم النقل على العقل ، ثم حماسَه الذي تكاد تشم منه الغلظة و الجفوة ، و لكن هلا ترفقنا بمخالفينا حتى يلين الله قلوبهم لنا ، فضلا عمن هو معنا ، سائر على المنهج، يقوده الوحيان- كتاب الله و سنة نبيه( صلِّ الله عليه و سلم)-. قال المتنبي: وكمْ من عائِبٍ قوْلاً صَحيحاً ... وآفَتُهُ مِنَ الفَهْمِ السّقيمِ . أخي الحبيب ، ما قصدت من إثارة الموضوع - هنا- في ( مجلس العقيدة و القضايا الفكرية المعاصرة ) إلا طرح الموضوع من الوجهة الشرعية القحة ( الخالصة) ؛ فالأمر عقيدة ، و العقيدة لا تثبت إلا بالآثار ، أعاذنا الله - و إياك - من النار. أخي الحبيب ، ليس الفكر الذي يحكمه الكتاب و السنة و يضبطانه بجريمة نكراء ، و لا ذنب لا يغتفر ، بل أمرنا الله - عز و جل - به و حثنا عليه، و ما قصدت الفكر العقلي المحض البيعيد عن الكتاب و السنة. و ما قصدت الحوار الجدلي العقيم ، بل قصدت جمع الأدلة و شرحها ، بما يعرف عند أهل العلم بالمناظرة و المدارسة ، و ها أنت - أخي - تعجلت ، فأجبت بقول واحد في المسألة- و إن كنت اعتقد انه الراجح- ، هل تعلم أنه قد ثبت- كما في صحيح البخاري و غيره- عن النبي ( صلِّ الله عليه و سلم) قوله :" فقدت أمة من بني إسرائيل ، لا يدري ما فعلت ؟!! ، و ما أراها إلا الفأر؛ إذا وضع لها ألبان الإبل لم تشرب ، وإذا وضع لها ألبان الشاء شربت . فحدثت كعبا فقال : أنت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقوله ؟ قلت : نعم ، قال لي مرار ، فقلت : أفأقرأ التوراة....." ،
و كذلك عن ثابت بن يزيد الأنصاري أنه قال:" كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في سفر فنزلنا منزلا فأصاب الناس ضبابا فأخذت ضبا فشويته ثم أتيت به النبي صلى الله عليه و سلم فأخذ عودا يعد به أصابعه ثم قال إن أمة من بني إسرائيل مسخت دواب في الأرض ، وإني لا أدري أي الدواب هي قلت يا رسول الله : إن الناس قد أكلوا منها ، قال : فما أمر بأكلها ولا نهي ".
هذا على عجالة...
يلقبون بـ "أحفاد القردة و الخنازير" مجازا ، و لا يقصد أنهم من نسلهم
فإن المسخ - كما في الحديث - لا يتناسلون ، بل لا يعيش أكثر من ثلاثة أيام
يقول القرطبي " ج1 ص440 " : اختلَف العلماء في المَمسوخ هل يَنسُلُ على قولين، قال الزجاج :قال قوم يجوز أن تكون هذه القِردة منهم، واختاره القاضي أبو بكر بن العربي ، وقال الجمهور : الممسوخ لا يَنْسُـِل ـ بضمّ السِّين وكسرِها ـ .
وأن القردة والخنازير وغيرهما كانت قبل ذلك، والذين مسخهم الله قد هلكوا ولم يبق لهم نسلٌ، لأنه قد أصابهم السخط والعذاب، فلم يكن لهم قَرار في الدنيا بعد ثلاثة أيّام.
قال ابن عباس : لم يعِش مسخٌ قط فوق ثلاثة أيام ولم يأكل ولم يشرب ولم ينسل. قال ابن عطية: ورُوِيَ عن النبيّ ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ وثبت أن الممسوخ لا ينسُل ولا يأكل ولا يشرب ولا يَعيش أكثر من ثلاثة أيام. يقول القرطبي : هذا هو الصحيح من القولين .
لسنا في منتدى للمجتهدين حتى تُعرض المسائل عليهم ويتحاوروا
إن أريد الإفادة عرضت أقوال أهل العلم أو طلب كلامهم
يقال : إخوان القردة والخنازير ، أما : أحفاد ... فلا .
عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: بَيْنَا أَنَا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ اسْتَأْذَنَ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ، فَأَذِنَ لَهُ، فَقَالَ: السَّامُ عَلَيْكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَعَلَيْكَ " قَالَتْ: فَهَمَمْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ، قَالَتْ: ثُمَّ دَخَلَ الثَّانِيَةَ، فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَعَلَيْكَ " قَالَتْ: ثُمَّ دَخَلَ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ: السَّامُ عَلَيْكَ ، قَالَتْ : فَقُلْتُ: بَلِ السَّامُ عَلَيْكُمْ وَغَضَبُ اللهِ إِخْوَانَ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ، أَتُحَيُّونَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا لَمْ يُحَيِّهِ بِهِ اللهُ ؟ قَالَتْ: فَنَظَرَ إِلَيَّ، فَقَالَ: " مَهْ، إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْفُحْشَ وَلَا التَّفَحُّشَ، قَالُوا قَوْلًا، فَرَدَدْنَاهُ عَلَيْهِمْ، فَلَمْ يَضُرَّنَا شَيْءٌ، وَلَزِمَهُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، إِنَّهُمْ لَا يَحْسُدُونَا عَلَى شَيْءٍ كَمَا يَحْسُدُونَا عَلَى يَوْمِ الْجُمُعَةِ الَّتِي هَدَانَا اللهُ لَهَا وَضَلُّوا عَنْهَا، وَعَلَى الْقِبْلَةِ الَّتِي هَدَانَا اللهُ لَهَا وَضَلُّوا عَنْهَا، وَعَلَى قَوْلِنَا خَلْفَ الْإِمَامِ: آمِينَ ". أخرجه أحمد وغيره .
لا يصح هذا لا مرفوعا ولا موقوفا!
وأثر ابن عباس لا يصح، فقد أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (313) من طريق بشر بن عمارة عن أبي روق ، عن الضحاك ، عن ابن عباس أنه قال :" لم يعش مسخ قط فوق ثلاثة أيام ، ولم يأكل ولم يشرب ولم ينسل ".ثم قال الطبري رحمه الله:" أما الخبر عن ابن عباس الذي روي بما ذكرت من أن المسخ لا يعيش أكثر من ثلاث : فخبر في سنده نظر ، لعلتين :
إحداهما : أن الضحاك لم يسمعه من ابن عباس .
والثانية : أن بشر بن عمارة ليس ممن يعتمد على روايته ".اهـ