يكثر الناس من أداء العمرة في مثل هذا الوقت من السنة، وقد أحببت أن أذكر جملة من الآداب الشرعية أثناء زيارتهم لمسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وكيف يكون حال من بلغ قبره للسلام عليه، والتي نظمها العلامة ابن القيم فقال رحمه الله:
فإذا أتينا المسجد النبوي ... صَلّيْنا التحية أولاً ثِنتان
بتمام أركان لها وخشوعها ... وحضور قلب فعل ذي إحسان
ثم انثنينا للزيارة نقصد القبر ... الشريف ولو على الأجفان
فتقوم دون القبر وقفة خاضع ... متذلل في السرَّ والإعلان
فكأنه في القبر حي ناطق ... فالواقفون نواكس الأذقان
ملكتهمُ تلك المهابة فاعترت ... تلك القوائم كثرة الرجفان
وتفجّرت تلك العيون بمائها ... ولطالمَا غاضت على الأزمان
وأتى المسلم بالسلام بهَيْبةٍ ... ووقار ذي علم وذي إيمان
لم يرفع الأصوات حول ضريحه ... كلا ولم يسجد على الأذقان
كلا ولم ير طائفًا بالقبر ... أسبوعًا كأن القبر بيتٌ ثان
ثم أنثنى بدعائه متوجهًا ... لله نحو البيت والأركان
هذه زيارة من غدا متمسكًا ... بشريعة الإسلام والإيمان