الحمد لله و الصلاة و السلام على رسوله الكريم و بعد :
سئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله و جعل الجنة مثواه : ما رأي فضيلتكم في هذه العبارة التي تتردد على ألسنة كثير من طلبة العلم وهي من كان شيخه كتابه ضل عن صوابه ؟
الجواب :
المعروف أن من كان شيخه كتابه فخطؤه أكثر من صوابه هذه هي العبارة التي نعرفها .
وهذا صحيح : أن من لم يدرس على أهل العلم , ولم يأخذ عنهم , ولا عرف الطرق التي سلكوها في طلب العلم , فإنه يخطئ كثيرا , ويلتبس عليه الحق بالباطل , لعدم معرفته بالأدلة الشرعية , والأحوال المرعية التي درج عليها أهل العلم , وحققوها وعملوا بها .
أما كون خطئه أكثر فهذا محل نظر , لكن على كل حال أخطاؤه كثيرة , لكونه لم يدرس على أهل العلم , ولم يستفد منهم , ولم يعرف الأصول التي ساروا عليها فهو يخطئ كثيرا , ولا يميز بين الخطأ والصواب في الكتب المخطوطة والمطبوعة .
وقد يقع الخطأ في الكتاب ولكن ليست عنده الدراية والتمييز فيظنه صوابا , فيفتي بتحليل ما حرم الله , أو تحريم ما أحل الله , لعدم بصيرته ؛ لأنه قد وقع له خطأ في كتاب , مثلا : لا يجوز كذا
وكذا , بينما الصواب أنه يجوز كذا وكذا , فجاءت لا زائدة أو عكسه : يجوز كذا وكذا والصواب : ولا يجوز فسقطت لا في الطبع أو الخط فهذا خطأ عظيم وكذلك قد يجد عبارة : ويصح كذا وكذا , والصواب : ولا يصح كذا وكذا , فيختلط الأمر عليه لعدم بصيرته , ولعدم علمه , فلا يعرف الخطأ الذي وقع في الكتاب , وما أشبه ذلك .. أ هـ كلامه رحمه الله