من المؤسف - حقا- أن نقدم - طواعية- ما حارب عليه المحتلون أباءنا و أجدادنا سنين عدة ليظفروا بمعشاره ، تمثل ذلك في الانسلاخ من الهُوية الإسلامية ، والتعري من أظهر سماتها ، و أبرز ملامحها ، اللغةَ العربيةَ، فأصبح سعيُّ الوجهاء الدؤوب تعليمَ أولادِهم لغةَ أعدائهم ؛ ليس ليعرفوا نقاط ضعفهم ، و مواطن إتيانهم ، و لكن جفاءً للغة الأم ،و ازدراءً لها ، بعدما قذف الله في قلوبهم الوَهْنَ .
من أمثلة ذلك الأسماء ؛ فإن الاسم في اللغة العربية له مكانته ، وفَهِمَتِ العربُ أن الاسم وضع لدلالة علي مسماه ؛ ليعرف به إذا ذكر ، ويشار به إليه ، فكانت تختار لأولادها أسماءً ترهب الأعداء و تحمل في طياتها معان النبل و الكرم و الجود.
فكانت إذا أرادت أن تذكر أحدهم وصفته بما يُعرَفُ به ، و ليس هناك أعرفُ للمرئ من عائلته التي ينسب إليها فكانوا يصفونه بأبيه - أولا - ثم بجده حتي ينتهوا إلى أشهر نسب له ، نحو : محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن ... بن ... بن إسماعيل بن إبراهيم ( عليهما وعلى نبينا الصلاة ،و السلام).
ثم و قعت البلية و طمست الهُوية و انسلخت الشخصية العربية فصارت عرضة لكل لغة ردية ، وغرضا لكل رمية ؛ فحذفت كلمة ( ابن ) الدالة علي الوصف ، و صار الاسم يكتب- فضلا عن النطق-متصلا بما هو وصف له ، فيقال : " محمد عبد الله سريع الوديان ، و هو ما لا تعرفه العربية إلا كاسم واحد ، اما هو في صورته تلك فتعرفه الفارسية التي ألقت بظلالها الثقيلة على لو لكن بالكسر على الإضافة فتقول :"محمدِ عبدالله ِ...."، ولكن لأن الفارسية لا تعرف علامات الإعراب فقد عاملنا الاسم الأول بعلامتنا الإعرابية بالضم و الفتح في لغة مخنثة ممجوجة ثقيلة
و للحديث بقية