بسم الله الرحمن الرحيم
كيف تكون محسنًا؟

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد،
فهذا بحث مختصر في مفهوم الإحسان في الإسلام:
أولاً _ فضل الإحسان:
قال الله عز وجل:
(وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)( آل عمران: من الآية134).
(إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ)(الن حل:128).
(فَأَثَابَهُمُ اللهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ)( المائدة:85).
(إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ)( لأعراف: من الآية56).
(وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ)( الحج: من الآية37).
(وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)( العنكبوت: من الآية69).
(لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ )(يونس: من الآية26).
ثانيًا _ معنى الإحسان: للإحسان معنيان:
المعنى الأول: التفضل بما لم يجب:
وحكمه الاستحباب، حيث يثاب فاعله، ولا يعاقب تاركه، ومن أمثلته:
أ_ نوافل العبادات:
ودليله ما أخرجه البخاري عن طلحة بن عبيد الله قال: " جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ _ صلى الله عليه وسلم _ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ ثَائِرَ الرَّأْسِ يُسْمَعُ دَوِيُّ صَوْتِهِ وَلَا يُفْقَهُ مَا يَقُولُ حَتَّى دَنَا فَإِذَا هُوَ يَسْأَلُ عَنْ الإِسْلامِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ _ صلى الله عليه وسلم _: خَمْسُ صَلَوَاتٍ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ. فَقَالَ هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا ؟ قَالَ: لا إِلاَّ أَنْ تَطَوَّعَ. قَالَ رَسُولُ اللهِ _ صلى الله عليه وسلم _: وَصِيَامُ رَمَضَانَ. قَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهُ ؟ قَالَ: لا إِلاَّ أَنْ تَطَوَّعَ. قَالَ: وَذَكَرَ لَهُ رَسُولُ اللهِ _ صلى الله عليه وسلم _ الزَّكَاةَ. قَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا ؟ قَالَ: لا إِلاَّ أَنْ تَطَوَّعَ. قَالَ: فَأَدْبَرَ الرَّجُلُ وَهُوَ يَقُولُ: وَاللهِ لا أَزِيدُ عَلَى هَذَا وَلا أَنْقُصُ! قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَفْلَحَ إِنْ صَدَقَ "[1].
ب_ التسامح في المعاملات:
ومن أدلته: قال الله تعالى: (وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134)(آل عمران).
ومن أدلته: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَلَقَّتْ الْمَلائِكَةُ رُوحَ رَجُلٍ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَقَالُوا: أَعَمِلْتَ مِنْ الْخَيْرِ شَيْئًا؟ قَالَ: لا. قَالُوا: تَذَكَّرْ. قَالَ: كُنْتُ أُدَايِنُ النَّاسَ، فَآمُرُ فِتْيَانِي([2]) أَنْ يُنْظِرُوا([3]) الْمُعْسِرَ، وَيَتَجَوَّزُوا ([4]) عَنْ الْمُوسِرِ! قَالَ: قَالَ اللهُ _ عَزَّ وَجَلَّ _ تَجَوَّزُوا([5]) عَنْهُ! "([6]). أي لا تعاقبوه، وصدق الله القائل: (هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إِلاَّ الإحْسَانُ)(الرح من:60).
قال بعض العلماء _ القرطبي عند تفسير قوله تعالى: (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى) _ قال: زكاة العدل الإحسان، وزكاة القدرة العفو، وزكاة الغنى المعروف، وزكاة الجاه كتبُ الرجل إلى إخوانه.
المعنى الثاني للإحسان: الإتقان:
وحكمه الوجوب؛ فيثاب فاعله، ويعاقب تاركه.
قال القرطبي وهو يفسر قول الله تعالى: (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)(ال نحل:90). قال:
(الإحسان مصدر أحسن يُحسن إحسانًا. ويقال على معنيين:
أحدهما: متعدٍّ بنفسه، كقولك: أحسنت كذا، أي حسنته وكملته، وهو... من حسن الشيء.
وثانيهما: متعد بحرف جر، كقولك: أحسنت إلى فلان، أي أوصلت إليه ما ينتفع به. قلت: وهو في هذه الآية مراد بالمعنيين معًا)[7]. لأنه جاء اسمًا.

وأما الأدلة على وجوب الإحسان _ الذي هو بمعنى الإتقان _ فكثيرة جدًّا، فالله تعالى كتب على نفسه إحسان الصنعة وإتقانها، وجعل ذلك بين عباده واجبًا.
أما انه كتب الإحسان على نفسه _ عز وجل _ فلقول الله تعالى: (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الأِنْسَانِ مِنْ طِينٍ)(السجدة:7).
وقوله سبحانه: (لَقَدْ خَلَقْنَا الأِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ)(التين :4).
وقوله جل جلاله: (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَصُوَر َكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ)(التغ ابن:3).
وقوله عز وجل: (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ)(الن مل:88).
وأما أن الله تعالى قد جعل الإحسان بين عباده واجبًا فلقول الله تعالى: (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)(ال نحل:90)[8].
وقوله تعالى: (وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ)(القصص: من الآية77).
وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)( البقرة: من الآية195).
وكذلك قول الرسول r: " إِنَّ اللهَ كَتَبَ الإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ... "[9].
وقوله: " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يُتْقِنَهُ "[10]. وفي رواية: " إن الله لا يقبل عمل امرئٍ حتى يُتْقِنَهُ"([11]).
(وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لا تَشْعُرُونَ (55) أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56) أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (58)(الزمر)
وحتى التطوعات التي مرت في الحديث الشريف _ وما شابهها _ فإنها وإن لم تكن واجبة في أصل مشروعيتها، لكن الشروع فيها يوجب إتقانها وحسن أدائها. فعلى سبيل المثال صلاة الضحى، إنها _ بلا ريب _ ليست واجبة، بل هي مستحبة، يثاب فاعلها، ولا يعاقب تاركها، لكن الشروع فيها يوجب حسن أدائها وإتقانها، فمن أداها بغير اطمئنان كان أسوأ السارقين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أَسْوَأُ النَّاسِ سَرِقَةً الَّذِي يَسْرِقُ مِنْ صَلاتِهِ! قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَيْفَ يَسْرِقُ مِنْ صَلاتِهِ؟! قَالَ: لا يُتِمُّ رُكُوعَهَا وَلا سُجُودَهَا. أَوْ قَالَ: لا يُقِيمُ صُلْبَهُ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ "[12].
فعليك _ أخي المسلم _ أن تتقن عملك سواء أكان العمل واجبًا، أو مستحبًّا، أو مباحًا.
ثالثًا _ مجالات الإحسان:
للإحسان _ بمعنييه: التفضل بما لم يجب، والإتقان _ مجالات كثيرة جدًّا في حياة المسلم، نقف مع بعضٍ منها، وبما يخص المعنى الأهم للإحسان، وهو الإتقان، فمن ذلك:
أ _ الإحسان في أداء العبادات، ومنها الصلاة:
قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَسْوَأُ النَّاسِ سَرِقَةً الَّذِي يَسْرِقُ مِنْ صَلاتِهِ! قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! وَكَيْفَ يَسْرِقُ مِنْ صَلاتِهِ ؟ قَالَ: لا يُتِمُّ رُكُوعَهَا وَلا سُجُودَهَا. أَوْ قَالَ: لا يُقِيمُ صُلْبَهُ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ "[13].
وقال رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ لجبريل _ عليه السلام _ لما سأله عن الإحسان: "... قَالَ: أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ... "[14]. وهو الخشوع في الصلاة، وهو من إحسانها أو إتقانها، وفيه يقول الله تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ. الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ)(المؤ منون:1،2).
ب _ الإحسان في بناء العلاقات الاجتماعية:
قال الله تعالى: (وَاعْبُدُوا اللهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَي ْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً) (النساء:36).
وهناك أمور مهمة على المسلم أن يتقيد بها كي يكون سويًّا في بناء علاقاته الاجتماعية، وهي داخلة في الإحسان الذي هو بمعنى الإتقان، وهي ثابتة في الأدلة الآتية:
1 _ إحسان القول: قال الله تعالى: (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً)(البقرة: من الآية83). وقال تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ)(فصلت: من الآية33).
2 _ إحسان الاستماع: قال الله تعالى: (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ)(ال زمر:18).
3 _ إحسان الجدال _ الحوار _: قال الله تعالى: (وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)(النحل: من الآية125).
4 _ إحسان التحية: قال الله تعالى: (وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً)(النساء :86).
5 _ إحسان القرض والمطالبةِ به: قال الله تعالى: (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)(الب قرة:245). قال الله تعالى: (وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)(الب قرة:280).
6 _ إحسان الطلاق: قال الله تعالى: (الطَّلاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ)(الب قرة: من الآية229).
ج _ الإحسان في أداء الأعمال الدنيوية : (صناعة وتجارة وزراعة وطب، وطرق تدريس...): قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ كَتَبَ الإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ؛ فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ؛ وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ "[15].
رابعًا _ جزاء الإحسان: ويكون في الدنيا كما يكون في الآخرة، وذلك بناءً على الأدلة الآتية:
قال الله تعالى: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ)(ا لنحل: من الآية30). فقد أثبتت الآية جزاء الإحسان في الدنيا والآخرة.
وهناك آيات كريمة تثبت للإحسان جزاءً مطلقًا عن الزمان؛ فقد يكون دنيويًّا عاجلاً، وقد يكون أخرويًّا آجلاً؛ يقول الله تعالى:
(إِنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)( التوبة: من الآية120).
(هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إِلاَّ الإحْسَانُ)(الرح من:60).
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً)(الكهف:30) .
(وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ)( البقرة: من الآية58).
(إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا)(الإسراء : من الآية7). فالله _ سبحانه _ لا تضره إساءة العبد، كما لا ينفعه إحسانه، فالتاجر _ على سبيل المثال _ إذا كان سمحًا في بيعه وشرائه، ونصوحًا لزبائنه، ومتقنًا في انتقاء بضاعته، فهو بحق تاجر محسن، تكثر زبائنه، ويعظم ربحه، وهذا في الدنيا، وله في الآخرة أجر عظيم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " التَّاجِرُ الصَّدُوقُ الأَمِينُ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِين َ وَالشُّهَدَاءِ "[16].
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين.
طالب دعائكم أخوكم:
كمال الدين جمعة بكرو
ــــــــــــــ
[1]رقم: 46 في " الإيمان ".
([2])عبيده، أو خَدَمُه.
([3])ينتظروه حتى يجد مالاً يسدد به دينه.
([4])أي: الرفق بالمطالبة.
([5])أي: أمر الله سبحانه ملائكته بأن لا يعاقبوه لأن (تجاوز عنه) بمعنى عفا عنه.
([6])أخرجه مسلم برقم: 1560في كتاب " المساقاة " من صحيحه.
[7] (ج 10 / ص 166).
[8]اشتملت الآية على ثلاثة منهيات للتحريم، وعلى ثلاثة أوامر، منها الإحسان.
[9]مسلم: 1955 في " الصيد والذبائح ". عن شداد بن أوس، رضي الله عنه.
[10]البيهقي: عن عائشة _ رضي الله عنها _ وهو حسن؛ انظر: _ الجامع الصغير وزيادته _ ج1 ص277، رقم: 2761. وهو في صحيح الجامع: 1880.
[11]حسن؛ انظر: _ إصلاح المساجد من البدع والعوائد: تحقيق: الألباني _ ص45.
[12] أحمد: 22642، صحيح، وهو عن أبي قتادة، رضي الله عنه.
[13] تقدم تخريجه.
[14]البخاري: 50 في " الإيمان ".
[15]مسلم: 1955 في " الصيد والذبائح ". عن شداد بن أوس، رضي الله عنه.
[16] الترمذي: 1130 في " البيوع "، وحسنه، وهو عن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه، وأخرجه ابن ماجه عن ابن عمر، رضي الله عنه _ مرفوعًا _ برقم: 2130 في " التجارات ".