وفاة الصاعقة – 15 شعبان 805هـ
أتدرون كيف مات السلطان المجاهد العظيم الصاعقة "بايزيد الأول"؟!!
مات السلطان "بايزيد" بعد ثمانية شهور كمداً في أسره.. ظل يرسف في أغلاله حتى مات رحمه الله تعالى... لم يتحمل (رحمه الله) الذل والهوان والأسر، كيف لا وهو السلطان المجاهد العظيم الصاعقة الذي تعود على النصر والذي لم يركن إلى الراحة يوماً واحداً وظل في جهادٍ دامَ أكثر من أربعة عشر عاماً حتى وصلت جيوشه أماكن لم تُرفع فيها راية للمسلمين من قبل، ورُفع الأذان في عهده في "القسطنطينية" التي كادت أن تُفتح على يديه، وهو السلطان الذي كانت ترتعد فرائص ملوك الروم عند ذكر اسمه فقط.

وعندما مات السلطان "بايزيد الأول" سمح "تيمورلنك" لابنه الأمير "موسى" بأخذ جثمان أبيه ودفنه بجوار مسجده في مدينة "بروصة" في "الأناضول"، وقبره بها مازال معلوماً إلى الآن.

لقد فرحت الدول النصرانية في الغرب بنصر "تيمورلنك"، وهزها الطرب لمصرع "بايزيد" وما آلت إليه دولته من التفكك والانحلال، وبَعَثَ ملوك "إنجلترا" و"فرنسا" و"قشتالة" وإمبراطور "القسطنطينية" إلى "تيمورلنك" يهنئونه على ما أحرز من النصر العظيم والظفر المجيد، واعتقدت أوروبا أنها قد تخلصت إلى الأبد من الخطر العثماني الذي طالما روعها وهددها
وكانت الصدمة شديدة جداً على المسلمين في أنحاء الأرض، حتى أن "تيمورلنك" قام بفتح بعض البلاد الساحلية الصليبية وانتزعها من أيدي فرسان القديس "يوحنا" مُحاولاً بذلك أن يُبرر موقفه أمام الرأي العام الإسلامي الذي اتهمه بأنه وَجَّهَ ضربة قاضية وشديدة للإسلام حين قضى على الدولة العثمانية وقضى على السلطان المجاهد العظيم الصاعقة "بايزيد الأول"
لكن أبى الله إلا أن يُخَلِّد ذكر الصاعقة "بايزيد الأول"، ويأتي من نسله أبطال عظماء لطالما استمتعنا بقراءة سيرهم وبطولاتهم، مثل "محمد الثاني" فاتح القسطنطينية؛ فهو "محمد الفاتح" بن "مراد الثاني" بن "محمد جلبي" بن السلطان "بايزيد الأول"، ذرية بعضها من بعض.

مات السلطان بايزيد الأول وقد بلغ من العمر 44 عاماً.

وظلت سيرة السلطان "بايزيد الأول" وستظل دائماً نوراً ونبراساً يُضيء لنا الدرب إلى الجهاد وإلى نصرة دين الله
قال الإمام الحافظ المحدث العلامة "ابن حجر العسقلاني" (رحمه الله) عن السلطان "بايزيد الأول": ((كان من أكبر ملوك الإسلام، وأتمهم يقينا، وأيمنهم نقيبة، وأكثرهم غزواً في بلاد الكفار، وكان يُنكر على ملوك عصره تقاعدهم عن الجهاد وأخذهم المكوس)).. وقال رحمه الله: ((وكان أبو يزيد بن عثمان (بايزيد الأول) من خيار ملوك الأرض، ولم يكن يلقب بلقب ولا أحد من آبائه وذريته، ولا دُعي بسلطان ولا ملك، وإنما يُقال "الأمير" تارة و"خوند خان" تارة، وكان مُهاباً يحب العلم والعلماء ويُكرم أهل القرآن)).. وقال رحمه الله: ((وكان يجلس بكرة النهار فى براحٍ متسع، وتقف الناس بالبعد عنه بحيث يراهم = فمن كانت له ظِلامة رفعها إليه فأزالها في الحال)).. وقال رحمه الله: ((وكان الأمن فى بلاده فاشياً بحيث يمر الرجل بالحمل مطروحاً بالبضاعة فلا يتعرض له أحد))

سبحان الله!!!


أرأيتم كيف كان السلطان "بايزيد الأول" (رحمه الله) وكيف كان ثناء الإمام الحافظ "ابن حجر العسقلاني" (رحمه الله) عليه؟!!!

والله يا إخوة إن مما يحزن ويدمي القلب أن شبابنا الآن لا يعرفون شيئاً عن هذا البطل العظيم!!

والله المستعان