تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: الفرق بين لذة الطاعة..ولذة المعصية

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    2,120

    افتراضي الفرق بين لذة الطاعة..ولذة المعصية

    مقارنة بين لذة الطاعة..ولذة المعصية:-

    بسم الله الرحمن الرحيم..

    ما من شك أن للإيمان طعما فقد قال عليه الصلاة والسلام"ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا"..وهذا الطعم حلو المذاق وإنما يشعربه أهل الذائقة السليمة من مرارة المعصية شهوة كانت أو شبهة..وآية ذلك شروط ثلاثة..قال عليه الصلاة والسلام:"ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان
    -أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما
    (وهذا يلزم منه تقديم محاب الله ورسوله على محابه هو وأهوائه وملذاته..فينفي بهذا الشهوات بصنوفها)
    -وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله(وهذا عمل القلب المبرهن على صحة التوحيد فيه..فيثبت له بهذا الولاء في الله والبراء من أعدائه
    ومعنى الحب في الله أن يحبه لأجل ما هو عليه من الأعمال الصالحة التي يحبها الله فانتقض بذلك مذهب المرجئة من أساسه)
    -وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار
    (وهذا الحد من الكره للكفر ضمين لتحقيق هذا البند من شروط وجدان حلاوة الإيمان..
    فإذا كان سعيدا بإيمانه وفرحا بنجاته..كفرح الناجي من النار المحققة..فكان كارها للكفر ككرهه أن يقذف في النار
    دل على الشعور بالظفر الحقيقي..وهذه أمارة اليقين بالله تعالى وكما قيل من يخطب الحسناء لم يغله المهر..وحين يزداد اليقين في القلب..فإنه يرفرف شوقا بما يرضي ربه سبحانه ويفرحه فتراه يندفع لفعل الخيرات وعمل الصالحات بكل ما أوتي من عزم ولهذا يقول المجرمون يوم القيامة:"ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون")
    فاشتمل ذلك على :-
    -العناية بتحقيق التوحيد ونفي ما يضاده..وبهذا يسلم من الكفر والبدعة
    -والعناية بتقوى الله تعالى..وبه يسلم من المعاصي
    بيد أن النصّ على هذه الثلاثة له أرب وليس من قبيل التمثيل المجرد
    لأن الشرط الأول يقتضي لزوم الإسلام..ولزوم السنة..وهذا قول الله تعالى"قل بفضل وبرحمته فبذلك فليفرحوا"
    والشرط الثاني يقتضي موالاة من يلزمهما
    والشرط الثالث يقتضي البراءة ممن تنكبهما..
    وفي الأول نص على الحب للخالق..لأن آية الحب الاتباع"قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني"..
    وفي الثاني نص على مقتضى الحب فيما يتعلق بالمخلوق..
    وفي الثالث نص على الكره..وهو لازم ما سبق
    بعد هذه المقدمة..لعلك عرفت الفرق..!

    ومن باب نشر ما لُفّ آنفا..إليك شيئا يبسُط الأمر ويجليه:-
    -لذة المعصية..موقوتة بزمانها..ولذة الطاعة لنكهتها في الأفواه الزكية ديمومة..
    -لذة المعصية..يعقبها ضيق في الصدر..لا يستراح منه إلا بهروب لمعصية أخرى..أو بالنوم..
    وقالت العامة:نوم الظالمين عبادة!..ولذة الطاعة..يعقبها طمأنينة القلب واستراحة النفس وتحليق الروح
    -لذة المعصية..هي في الأصل مرة على الفطر السليمة..لكن إبليس لذذها..فهي أشبه بالمخدر..
    والمخدر ليس علاجا..ولا دواء..ولا شفاء
    -لذة المعصية..طمعها لاذع..مع نكتة في القلب سوداء تورثها..ولذة الطاعة طعمها حلو..مع زيادة طهر في القلب
    ومن يلذع لسانه كثيرا يوشك أن يهتريء فلا يحس ..ومن يحلّي لسانه على الدوام..فلن يحلو فيه إلا ما كان حلوا

    وحتى يتضح المقال..يكون أوجه أن يساق المثال:-
    هذان شخصان..كلاهما قاما من جماع
    أحدهما مع زوجته..والثاني بالزنى مع عشيقته..
    فالأول ما أن يقضي وطره..إلا قام شاكرا لأنعم الله على ما أباح..محبا لزوجه..طاهر الجنان..محصّنا لأنه استحل فرجها بكلمة الله تعالى..بل محتسبا فوق ذلك كله الأجر"وفي بضع أحدكم صدقة"
    والثاني..يقوم وقد وقر في قلبه احتقار هذه البغي وإن أوهمها بالعكس...وطار من وجدانه شبق الشهوة..ووجد في قلبه غصة مكتومة..ويظلل وجهه ذل المعصية..وفي أحسن أحواله..يقوم عنها.ولا قيمة لها في عينه ألبتة كالكلب ينصرف عن الكلبة..لا يرجعهما إلا سُعار الشهوة..وإطفاؤها بالحرام..يوقدها نارا يجد حرها في قلبه..
    ولهذا نهى رسول الله عن ضرب الزوجة ضرب الحمار في النهار ثم مضاجعتها في الليل
    فمثل هذا الزوج ممن لا هم له إلا الفرج..أشبه البهائم..وكذلك الزناة..

    والله المستعان

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    6

    افتراضي رد: الفرق بين لذة الطاعة..ولذة المعصية

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بارك الله فيكم علي العرض الطيب المبارك
    جعله الله في ميزان حسناتكم وطيبكم بطيب الجنه
    وجعلنا وإياكم من المتحابين في الله
    احبكم في الله

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    275

    افتراضي رد: الفرق بين لذة الطاعة..ولذة المعصية

    فرحت بطلعتكم يا أبا القاسم ، أسأل الله أن يحفظك .
    مسكين من ضيع نعيم الجنة بشهوة ساعة!!

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    2,120

    افتراضي رد: الفرق بين لذة الطاعة..ولذة المعصية

    أخي ابن هزّاع..أكرمك الله تعالى كما أكرمتني بدعائك الطيب..ولك بمثل..وأحبك الله تعالى
    أخي الفاضل رشيد..أفرحك الله بطاعته على الدوام..وجمعني وإياك على محابه ومراضيه..شاكرا لك تلطفك الجميل
    والحمد لله رب العالمين

  5. #5

    افتراضي رد: الفرق بين لذة الطاعة..ولذة المعصية

    السلام عليكم ورحمة الله .
    جزاكم الله خيرا .
    وللفائدة :
    قال عميد الأدب العربي الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله - عن نفسه -
    فكرت في ما كنت أكابده من ألم الطاعة فإذا الألم قد ذهب وبقي الثواب ونظرت في ما استمتعت به من لذة المعصية فإذا هو قد ذهب وبقي الحساب فندمت على كل لحظة لم أجعلها في طاعة .
    ------------------------------
    المصدر : رسالة في جعبة جوالي .
    ولعلها في مذكرات الشيخ رحمه الله .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •