كما تقولون : السلفية منهج يدعوا للتمسك بالقرآن والسنة بفهم سلف الأمة " خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم " الصحابة والتابعين وأتباع التابعين
وكما تقولون : الوهابية تسمية خاطئة لأنها توهم من يسمعها بأن الشيخ ابن عبد الوهاب مبتدع وهذا غير صحيح
وبناءً على هاتين المقدمتين ، فالسلفي من اعتقد منهج السلف سواء في أمور العقيدة أو في الأمور الحياتية والمستجدات العصرية ، وليس السلفي من يدين بالولاء لشيخ الإسلام ابن تيمية - الذي يملك قلبي - أو للشيخ محمد بن عبد الوهاب
لأن ألف باء سلفية هي :
الألف : استدل ثم اعتقد ولا تعتقد ثم تستدل سواء في أمور العقيدة أو في الفقه وأمور الحياة
شرح : فلا تعتقد إباحة أمر أو حرمته ثم تقرأ في الأدلة باحثاً عن دليل يؤيد وجهة نظرك
بل تعامل كالأعمى واقرأ الأدلة كلها في الموضوع وانساق وراءها فيكون تسليمك وإذعانك للأدلة وليس لوجهة نظرك التي تبحث عن أدلة تدعمها
الباء : العبرة بالدليل ولو جاء على لسان سفيه ، ولا عبرة لغير الدليل ولو جاء على لسان أكبر الشيوخ المشهورين
شرح : فمنهج " التلميذ في يد شيخه كالميت في يد من يُغَسِّله " ما هو من السلفية إلا كما يكون الجنوب من الشمال والشرق من الغرب ، فالتلميذ لا يُسَلِّم لكلام شيخه إلا لو دَعَّم الأخير كلامه بالأدلة النقلية .
هذه هي السلفية التي أعرفها
فمن درس المنهج السلفي أو العقيدة السلفية من هذا المنطلق فهو سلفي لو التزم بما درس
ولا غضاضة عليه إن كان يجهل أسماء أعلام السلفية كابن حنبل وابن تيمية وابن عبد الوهاب وقبلهم جميعاً سيدنا الصديق أبو بكر الذي قال " أي سماء تظلني وأي أرض تقلني لو قلت في كتاب الله برأيي "
لأن السلفي هو من يتبع منهج السلف في حياته من أمور الدين والدنيا وليس من يمتلئ ذهنه بأشخاص زائلون
لأن هؤلاء الأعلام أنفسهم ما أرادوا من الناس تبجيلهم بل أرادوا من الناس تبجيل منهجهم والسير على خطاه
وأنا لما درست العقيدة ، تكرر على سمعي ابن تيمية ، وكانت الإقتباسات من كلامه هو وتلميذه ابن القيم كثيرة ، فأحببتهم رغم أني لا أعرف عن سيرتهم إلا الندر اليسير
لكن الشيخ محمد بن عبد الوهاب ما سمعت عنه أثناء دراستي للعقيدة لأن من قام بتدريسها لي اعتمد على مؤلفات ابن تيمية وابن القيم لأنهما الأصل وما الشيخ عبد الوهاب إلا ناقل عنهما رحمه الله وطَيَّبَ ثراه
فجهلي بحياة الشيخ عبد الوهاب أو بكتبه أو بمواقفه السياسي من الدولة العثمانية لا يخلع عني صفة " السلفي " للسبب السابق ذكره .