تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: محاولة تحقيق رسالة مخطوطة في تفسير قوله تعالى: " فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله "

  1. #1

    افتراضي محاولة تحقيق رسالة مخطوطة في تفسير قوله تعالى: " فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله "

    بسم الله الرحمن الرحيم
    تـــمــــهـــيـ ـــد

    لقد اهتم المغاربة بجميع العلوم الدينية، لكن تآليفهم في التفسير قليلة مقارنة بمؤلفات المشارقة، وقد عاملوا هذا العلم بنوع من الحذر ولا نكاد نجد إلا قلة قليلة ممن سمت عزائمهم إلى الخوض فيه. ولم يعتن المغاربة كثير الاعتناء بالإمعان في هذا الفن ناحية التفسير للمعاني لكننا نجد أنهم يعتنون به من الناحية الإعرابية أو اللغوية هذا وقد كانت قراءة التفسير ممنوعة في مراكش، ولما تصدى لذلك العلامة الإفراني صاحب الصفوة قامت ضجة كبيرة، وذلك في عهد المولى إسماعيل. ومما يلفت النظر كما ذكر صاحب سوس العالمة :"أن التأليف في التفسير قليل جدا من المغاربة حتى لا نكاد نتجاوز من ذلك نحو عشرة"[1].
    وإن كنا نرى أن هذا القول فيه نوع من التقليل من شأن المغاربة في هذا الفن، وبرجوعنا إلى كتب فهارس المخطوطات بالخزانات المغربية نجد كثيرا من العلماء والفقهاء المغاربة ساهموا بحظ وافر في تفسير القرآن الكريم، ونذكر على سبيل المثال لا الحصر بعض التفاسير وإن كانت هذه التفاسير تقتصر على التقييدات وشروح بعض الآيات والحواشي ومن ذلك:
    الفوائد المسجلة في شرح البسملة والحمدلة لمحمد بن حمدون بناني الفاسي ت 1245هـ.
    - تقييد على البسملة لعبد العزيز الهلالي الفلالي ت 1096هـ.
    - رسالة في تفسير الفاتحة بطريق الإشارة لعبد الرحمن بن محمد بن يوسف ت1035هـ.
    - تفسير الفاتحة لابن عجيبة ت 1214.
    - الفوائد الجميلة على الآيات الجليلة لحسن بن علي الرجراجي 899هـ.[2]
    - تقاييد للسلطان المولى سليمان في تفسير بعض الايات.
    - تفسير آيات من القرآن الكريم لحمدون بن الحاج السلمي مع تفسير سورة الإخلاص لنفس المؤلف.
    - تفسير الفاتحة لابن زكري.
    - تفسير القرآن الكريم لأحمد بن عبد العزيز الهلالي السجلماسي 1175هـ.
    - تفسير ابن عجيبة المسمى بالبحر المديد[3].
    ومن بين مفسرينا نجد الطيب بن محمد بن عبد المجيد بنكيران الذي أدلى بدلوه في هذا الميدان. وتذكر كتب التراجم عنه أن له تفسيرا ينتهي بسورة غافر (حم) وهذا التقييد الذي بين أيدينا.


    ترجمة المؤلف
    العلامة المحقق الشيخ الطيب بن عبد المجيد
    ابن كيران رحمه الله


    هو الشيخ العلامة، المشارك، المطلع، الحافظ، المحقق، النقاد، حامل لواء العلوم المعقولية بالمغرب زمانه، محمد الطيب بن عبد المجيد بن كيران، له اطلاع واسع ومعرفة جيدة، متقن تفرد في وقته بالجمع بين علمي المعقول والمنقول، والفروع والأصول، يعرف أكثر الفنون على أنه مجتهد فيها لا مقلد، وهو ممن حصل رتبة الاجتهاد في زمنه كما وصف بذلك في "الروض المعطار" وغيره، أخذ عن التاودي بن سودة وبناني، ونظرائهما.
    ذو قلم سيال، وفهم غزير، وإدراك ثاقب، تخرج عليه عدة من العلماء كالفقيه أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن الحجرتي.، وألف تآليف عديدة مفيدة كانت من الشهرة بمكان لتحقيقها وحسن أسلوبها، منها:
    تفسير للقرآن يبتدئ من قوله تعالى في سورة النساء ﴿شهد الله أنه لا إله إلا هو و الملائكة﴾، الآية وينتهي بقوله تعالى في سورة غافر: ﴿إنما هذه الحياة الدنيا متاع﴾، الآية واخترمته المنية قبل إنهاء التفسير.
    ومنها تفسير الفاتحة.
    ومنها: شرحه على الحكم العطائية، ألفه بأمر من السلطان سيدي محمد ابن عبد الله.
    ومنها: شرح ألفية العراقي في السيرة.
    ومنها: شرح الخريدة للشيخ حمدون بن الحاج في المنطق.
    ومنها: شرح توحيد ابن عاشر، بإشارة من المولى سليمان.
    ومنها: شرح لتوحيد الرسالة – لم يتم –.
    ومنها: شرحه للعشرة الأخيرة من الأربعين حديثا للإمام النووي.
    ومنها: حاشيته على محاذي الألفية لابن هشام، لم يؤلف مثله في كتب النحو، لم يتم، أوصلها إلى الإعراب.
    ومنها: تقييده في الاستعارة وأقسامها نثرا.
    ومنها: تقييد على قول صاحب التلخيص: فإن وإذا للشرط في الاستقلال.
    ومنها: تقييد في حقائق تحتاج إلى معرفة الفرق بينها لاشتباه بعضها ببعض، وهي النكرة واسم الجنس، والمعرف بلام الحقيقة ولام العهد الذهني ولام الاستغراق ولام العهد الخارجي.
    ومنها: تقييد على قول الغزالي "ليس في الإمكان أبدع مما كان".
    ومنها: شرحه لكتابي العلم والإيمان من الإحياء للغزالي
    ومنها: تقييد على قول التلخيص: الجامع الخيالي.
    ومنها: شرح الصلاة المشيشية، احتصره من شرح ابن زكري.
    ومنها: تقييد على جواز حذف كلمة قال بين رجال سند الحديث لفظا كما تحذف اختصارا.
    ومنها: تقييد في حذف الهمزة المسهلة و حقيقة التسهيل.
    ومنها: تأليف سماه عقد نفائس اللآلي في تحريك الهمم العوالي.
    ومنها: تقييد تزاور أهل الجنة وتحسرهم.
    ومنها: تقييد في قول النبي صلى الله عليه وسلم "لا يدخل الجنة ولد زنى ولا ولد ولده".
    ومنها: هذا التقييد في تفسير قوله تعالى "فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم" وهو موضوع التحقيق والدراسة.
    ومنها: تقييد في الرد على الوهابي القائم في ناحية الشرق.
    ومنها: تقييد في حكم السترة نظما و نثرا.
    ومنها تقييد في توجيه رفع اسم الجلالة ونصب العلماء في قراءة من قرأ ﴿إنما يخشى الله من عباده العلماء﴾.
    ومنها: شرحه لرسالة مولانا سليمان في الكسب.
    ومنها: شرحه لنصيحة الشيخ أحمد الهلالي.
    ومنها: أرجوزة في الشرفاء القادريين، إلى غير ذلك من التآليف والتقاييد.
    كانت ولادته رضي الله عنه عام اثنين وسبعين ومائة وألف، وتوفي في سابع عشر محرم عام سبعة وعشرين ومائتين وألف من هجرة من له العز و الشرف صلى الله عليه وسلم، ودفن بروضة العلماء بالقباب، قرب ضريح الشيخ الوزير الغساني، وهو من أشياخ المولى سليمان رحمه الله.[4]











    المنهج الذي سلكه الطيب بن كيران في تفسيره لهذه الآية

    إن اللافت للنظر تفسير الطيب بن كيران لهذه الآية: ﴿فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم﴾ هو تنوع واختلاف العلوم والمنطلقات المعرفية في تفسير هذه الآية وشرحها. ففي المرتبة الأولى يأتي الفقه باعتبار أن المفسر طغى الفقه على تكوينه العلمي كسائر علماء المغرب. فهو فقيه نقاد وصل إلى درجة الاجتهاد كما وصفه مترجموه. ففي الوهلة الأولى ناقش التعوذ من وجهة نظر فقهية صرفة، فبين اختلاف الفقهاء فيها. موردا كل الآراء بين من رأى الإباحة ومن رأى الكراهية ومن رأى أيضا الجهر أو الإسرار بها، مرتكزا على مذهب الإمام مالك مرجحه على ما سواه (قال أشهب/ روي عن مالك، قال ابن حبيب/ ولشافعي قولان/و غيرها...).
    وإلى جانب الفقه الذي حظي بالأولية لم يهمل المفسر علوما أخرى تشكل حجر الزاوية في كتب التفاسير، ومن بين ذلك علم المنطق، فقد طرح الآية كقضية منطقية مبنية على الشرطية وعمل على تفكيك الآية وتناولها لفظا لفظا معتمدا على كتب اللغة والقواميس كالقاموس المحيط لفيروزآباذي، والصحاح للجوهري وغريب مفردات القرآن للراغب الأصفهاني، (شيطان- قراءة- تلاوة...) وفي بعض شرحه للكلمات راح يبحث عن العلائق الإسنادية التي تجمعها أي إنه دخل في مباحث علم النحو والصرف، ولم يهمل مفسرنا طرح القضية و المسألة المبحث. على علماء القراءات مرجحا قراء المدينة.
    وكل ذلك يجمعه خيط رفيع، نعني أن هذه المباحث والعلوم اتخذها كوسيلة لإجلاء وتوضيح كل القضايا التي يمكن أن تساعد على كشف حقائق الآية.
    أما التفسير بالمأثور عند الطيب بن كيران فكان قليلا بالمقارنة بالتفاسير المشهورة، فالمؤلف قد اعتمد على الأحاديث المروية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو لا يتقيد بذكر الأسانيد ولعل قصده من ذلك عدم التطويل، وخاصة أن السنن قد تم تدوينها لذا فهو ليس في حاجة إلى ذكر الأسانيد في تفسيره، كما نجد أن مفسرنا ليس له باع طويل في علم الحديث وذلك أنه أورد تقييده هذا بعض الأحاديث الضعيفة والموضوعة والتي لا أصل لها عند أهل الصنعة، كما سنرى في بعض هوامش التحقيق.
    تأثر ابن كيران في تفسيره بكثير من العلماء حيث رجع إلى مصادر عدة ذاكرا اسمها في تقييده ومنها ما ورد في المتن ولم يشر إلى أنه نقل عنه، ومن أهم هذه المصادر نذكر:
    - حلية الأولياء لأبي نعيم.
    - النشر في القراءات العشر لابن الجزري.
    - كتاب المحاذي لمحمد بن عبد السلام الفاسي.
    - الحكم العطائية لابن عطاء الله .
    - إبراز المعاني في شرح حرز الأماني لأبي شامة.
    - تفسير الرازي.
    - كما رجع إلى الكتب المعتمدة في الفقه المالكي وإن لم يذكر أسماء هذه الكتب، كما أننا نستشف من خلال هذا التقييد إطلاع المؤلف الواسع على كثير من كتب التفسير السابقة كتفسير ابن كثير، وتفسير ابن عطية الأندلسي، وهذا لا يدل على أن الطيب بن كيران كان مجرد ناقل عن من سبقوه، بل يدل على أنه قد كانت له وقفات تدل على شخصية علمية قوية، إذ نجده يناقش المسائل ليخلص إلى مجموعة من النتائج.
    لقد اعتمد الطيب بن كيران على التفسير الصوفي في شرح هذه الآية، فهو يفسرها انطلاقا من أقوال المتصوفة كابن عطاء الله، ومالك بن دينار ومحمد بن واسع.
    من خلال كل ما سبق نستطيع أن نستشف من هذا التقييد بعض الخلاصات والملاحظات منها:
    - الخلو من التعقيد.
    - إيراد الأحاديث الضعيفة الموضوعة دون التنبيه على ضعفها.
    - بساطة الأسلوب ويسر عبارته مع التركيز على المناقشات اللغوية والنحوية.
    - اشتماله على جوانب علمية متعددة، فقد جمع فيه الأحكام الفقهية والمأثور والمنطق والنحو وأقوال السلف.
    - استفادته من المفسرين السابقين وخاصة الرازي وابن كثير دون ذكره لأسمائهم، يمكننا أن نعزو عدم ذكرها إلى شهرة هذه الكتب.
    - تأثره بمذهبه المالكي.
    - تأثره بخطاب التصوف الذي شاع كثيرا في المغرب وكان له مؤيدون ومساندون.













    عـمـلـنا فـي الـكـتــاب
    مما لاشك فيه أن لكل محقق منهجيته، التي يعمل بها على إيصال ما أعده من التراث للقارئ، على الوجه الأكمل ولأتم. وضرورة هذه المنهجية تكمن في مدى الاهتمام بنقل الفكر التراثي من دائرة الظل إلى دائرة النور.
    وقد ارتأينا أن نبدأ هذا التقييد بمقدمة تكون بمثابة المدخل إلى معرفة اهتمام المغاربة بعلم التفسير، ثم عرفنا بمؤلفه، ـ ثم قمنا بدراسة للمنهج الذي سلكه المؤلف في تفسيره.
    وبعد ذلك قمنا بالخطوات التالية:
    - عرفنا بالأعلام الذين ورد ذكرهم في المتن
    - رددنا الآيات إلى مواضعها من الكتاب الكريم
    - خرجنا الأحاديث ودللنا على مواضعها في المطبوع من كتب السنة، وحرصنا على ضبطها بالشكل.
    وقد اعتمدنا نسخة فريدة في تحقيق هذا التقييد، وهي نسخة الأزهر الشريف تحت رقم:331153.
    حصلنا عليها عن طريق الشبكة العنكبوتية جازى الله القائمين على هذا الموقع خيرا، لما يقدمونه من خدمات جليلة لطلاب العلم.
    وصف المخطوط:
    هذا التقييد عبارة عن رسالة في تفسير قوله تعالى" فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم "، للشيخ الطيب بن عبد المجيد بن كيران الفاسي، وقد وقف هذا المخطوط محمد عبد العظيم السقا وأخوه محمد إمام السقا على روح والدهما إبراهيم السقا، ينتفع به العلماء وطلبة العلم بالجامع الأزهر، وكان ذلك سنة ألف وثلاثمائة وسبعة وثلاثين هجرية.
    به خروم دقيقة بسبب الأرضة، لكن ليس لها تأثير كبير في المتن
    مسطرته: 17 سطر في الصفحة.
    عدد كلماته: 8 كلمات في السطر.
    معقبة بالكلمات في آخر الصفحة.
    الفصول تحتها خط بالأحمر، مثال:(الرابعة، الخامسة، السادسة )
    الاستنتاجات تحتها خط بالأحمر، مثال: (الحاصل، ومنها، ومنها)
    استعمال إشارات باللون الأحمر فوق كلمات الحيثيات، مثال: ومن حيث.
    ونظرا لاعتمادنا على نسخة فريدة، فإننا رجعنا إلى الكتب التي اعتمدها المؤلف في تفسيره، حتى نقف على الاختلافات الموجودة بينهما، وقمنا بتوثيق بعضها قدر المستطاع
    وقد وضعنا الكلمات التي رأينا أن المعنى لا يستقيم بدونها بين معقوفتين، وأشرنا إلى ذلك في الهامش، وفي النص بعض الكلمات لم نتبين قراءتها وضعناها كذلك بين معقوفتين ودللنا عليها كذلك.
    ثم بعد انتهائنا من المتن المحقق، اختتمناه بفهارس متنوعة للأعلام والآيات القرآنية والأحاديث النبوية والأبيات الشعرية.



    [1] مختار السوسي، سوس العالمة، ص34-35.

    [2] - انظر فهرس مخطوطات خزانة تطوان قسم القرآن و علومه

    [3] انظر فهارس المخطوطات الخاصة بالخزانات المغربية

    [4] أنظر ترجمة المؤلف ، سلوة الانفاس 3/2،شجرة النور/376، معجم المطبوعات /308، الأعلام6/178،الفكر السامي4/351

  2. #2

    افتراضي تتمة

    [

    بـدايـة الـمـخــطــوط

    نــهـــايـــة الـمـخـطــوط
    الحمد لله قوله تعالى: ﴿فإذا قرأت القرآن فاستعد بالله من الشيطان الرجيم﴾[1]، فيه مسائل:
    إحداها: أن الاستعاذة للقراءة مشروعة، وقد أجمعوا على ذلك، ومطلوبة أيضا وعليه الأكثرون. وحكى المسيبي[2] عن أصحابه من قراء المدينة، أن عملهم على تركها رأسا[3]. قيل وهو يؤدي بحمل الأمر في الآية على الإباحة قلت: ووجهه رفع توهم من يتوهم أن القرآن لما كان أعظم الكلام، وأفضل الذكر لم يحسن أن يقدم عليه ما هو دونه في الفضيلة، فأباح تعالى تقديم الاستعاذة، والتمهيد بها لقراءته، لأنها وإن كانت مفضولة فلا محذور في جعلها وسيلة للمقصد الأفضل، لأن مدلولها الخاص له نفع في القراءة وتقوية على ما هو المقصود منها، فإن قيل ليس لنا دعاء مباح إباحة مستوية الطرفين لورود الترغيب الكثير في مطلق الدعاء. قلت: لم يجعل هؤلاء الإباحة راجعة إلى نفس الاستعاذة بل إلى إيقاعها في هذا الموضع الخاص، كما قال الفقهاء: يجوز صوم الجمعة منفردا، والصوم في نفسه لا يكون مباحا لأنه قربة لكن إيقاعه في يوم الجمعة على الخصوص هو المباح. وأما نفعها فلا يتوقف عليها لجواز حصوله بالاعتصام بالله باطنا عند الشروع وانحياش القلب إليه والتحصن به من كل ما يضير، ثم على مطلوبيتها فالجمهور على أن الطلب ندب، لأن استعمال غالب الأدعية والأذكار مندوب غير واجب فحمل الأمر بالاستعاذة على الغالب في جنسه، وذهب عطاء بن أبي رباح[4] وداود[5] وأصحابه إلى وجوبها لكل قراءة ولو في الصلاة، بناء على أن الأمر للوجوب حقيقة وللتكرار مطلقا أو أن[...][6] ولابن سيرين[7] تجب القراءة مرة في العمر[8]، بناء على أن الأمر للوجوب مع المرة أو للماهية ويقع الامتثال بالمرة مع أن لفظ الآية قضية شرطية متصلة موجبة مهملة من السور، والمهملة في قوة الجزئية، لأن ذلك القدر هو المحقق منها، كما تقرر في المنطق.
    وبعضهم قال بوجوبها في حق المصطفى صلى الله عليه وسلم دون أمته نظرا لظاهر الخطاب، وهو قول "واه"، لأن الأظهر أن الخطاب عام لكل قارئ، لا لخصوص النبي صلى الله عليه وسلم، ولو سلم أنه له خاصة فالقصد منه التشريع للأمة لأنهم أحوج منه إلى الاستعاذة، ثم الأمر عند مالك[9] مقيد بغير صلاة الفرض، فيكره التعوذ فيها ويجوز في النافلة، وروى أشهب[10][...][11] تركه في النفل، أيضا وروى ابن حبيب[12] يتعوذ في أولى النافلة فقط، واستحبه هو في كل ركعة منها وللشافعي[13] القولان ورجحا: وهو فيها قبل الفاتحة، وعن مالك بعدها، ولعله ليجمع بين كونه بعد الفاتحة، وعن القراءة وقبلها باعتبار السورة، وإذا تعوذ ففي جواز الجهر به وكراهته قولان، رواية ابن حبيب وأشهب عن مالك.
    وللقراء في الجهر به مطلقا مذهبان اختيار الشاطبي[14] الجهر في القراءة الجهرية فقط، إظهارا لشعيرة القراءة كالجهر بالتلبية و تكبير العيد إظهارا لشعيرة النسكين وسنة العيد ولفظه[15]:
    إذا ما أردت الدهر تقرأ فاستـعـــــــــ ذ جهارا من الشيطان بالله مسجــــــلا
    على ما أتى في النحل يسرا و إن تزد لربك تنزيها فلست مجـهـــــــــــ ـلا
    وقد ذكروا لفظ الرسول فلم يـــــــــزد ولو صح هذا النقل لم يبق مجمــلا
    وفيه مقال في الأصول فـروعـــــــــه فلا تعد منها باسقا و مظلـــــــــــل ا
    وإخفاؤه فصل أباه وعـاتــنـــــــ ـــــــا وكم من فتى كالمهدوي[16] فيه أعملا
    وقوله فصل أي بين ما هو قرآن وغيره، وفاؤه إشارة لحمزة[17]، و ألف أبا لنافع[18] واختار أبو شامة[19] أن القارئ إذا قرأ في الصلاة أو لنفسه خاليا فالإخفاء، وإذا قرأ على المقرئ أو على من يسمع فالجهر لئلا يفوت السامع شيء، إذ لو أخفاه ثم جهر بالتلاوة لم يصغ السامع إلا بعد فوات جزء من المتلو، فإذا جهر بالتعوذ كان منبها للسامع فيصغي لجميع المتلو[20]
    المسألة الثانية: أن محل التعوذ قبل القراءة عند الأكثرين، والآية من إقامة المسبب مقام السبب القراءة مسببة عن إرادتها، فأقيمت مقام الإرادة التي هي سببها فالتقدير: فإذا أردت قراءة القرآن فاستعذ كما أشار إليه الشاطبي في كلامه السابق. ونظيره ﴿إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا﴾[21] ﴿و كم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا﴾[22]، وحديث" إذا أتى أحدكم الجمعة فليغتسل"،[23] أي إذا أردتم القيام، وأردنا إهلاكها، وإذا أراد أحدكم أن يأتي الجمعة، وقيل: محله بعد القراءة لظاهر الآية، ونسب إلى حمزة وأبي حاتم[24] و أبي هريرة[25] وابن سيرين والنخعي[26] وداود وعن قولة لمالك وأنكره في النشر[27]. وقال: لا يصح عن واحد من هؤلاء وحكى الإمام الرازي[28] قولا: أنها تسبق وتتأخر[29].
    الثالثة: أن التعوذ مشروع لقراءة القرآن لا لمجرد التلفظ بما هو قرآن، قال في القاموس[30]: "القرآن التنزيل قرأه وبه كنصرة ومنعه قرءا وقراءة وقرآنا فهو قارئ من قرأة وقراء وقارئين تلاه كاقترأه".
    وظاهره أن القراءة والتلاوة بمعنى [واحد][31] وقال شيخنا العلامة خاتمة المحققين أبو عبد الله سيدي محمد بن عبد السلام الفاسي[32] رحمه الله في كتابه المحاذي[33] ما نصه: "فالقراءة قال الراغب[34]: "ضم حروف التنزيل وكلماته بعضها إلى بعض"[35]، ثم قال: "وأما التلاوة فهي كما قال الراغب: "اتباع القرآن تارة بالقراءة وتارة بالارتسام لما فيه من أمر ونهي أو ترغيب أو ترهيب أو ما يتوهم فيه ذلك قال وهي أخص من القراءة"[36]. قال: "فإذا كانت القراءة ما ذكر فمن قرأ المعوذتين أو غيرهما من القرآن مسترقياً بهما أو مستحفظاً غير قارئ، ومن قرأ آية أو أكثر مستشهدا بها على حكم من أحكام الشريعة، أو لبيان لغة، أو إعراب ،أو غير ذلك كوعظ ،أو ترقيق ،أو تزهيد، أو ترغيب، أو ترهيب، أو تشويق، كما يفعله الخطباء والوعاظ، غير قارئ أيضا. ومن فتح على إمامه من مأموم أو غيره، أو على قارئ تارة أو توقف فيفتح عليه ليرده إلى الصواب،أو ليهديه غير قارئ، ومن استفتى شيخه في إلقاء جزء من القرآن أو في كيفية قراءة آية أو في بيان خلافها، أو بيان إعرابها، أو تصريف بها، أو بيان اشتقاق، أو استطعمه كما يفعله المتعلمون عند تلقي ما يكتبونه في ألواحهم، فليس واحد من المستفتي والمفتي، ولا من المستطعم والمطعم بقارئ فالتلميذ السائل غير قارئ والمعلم المجيب غير قارئ كذلك.
    والحاصل أن حقيقة القارئ هو المشتغل بتعلم جزء منه ليستحصله، أو درسه لتعبد أو درسه بين يدي شيخه ليتعلم كيفية أدائه، أو ألقاه الشيخ عليه لذلك، فهؤلاء لا بد لهم من التعوذ، وأما غيرهم فالذي شاهدناه من

    [1] سورة النحل الآية 98.

    [2] المسيبي: محمد بن إسحاق بن محمد بن عبد الرحمان المسيبي المدني قرأ على والده و حدث عن سفيان بن عيينة و محمد بن فليح و غيرهم و كان من العلماء العاملين توفي سنة 236 انظر معرفة القراء الكبار: 1/177.

    [3] ورد هذا القول عند ابن الجزري و هذا لفظه: "روي عن ابن المسيبي أنه سئل عن استعاذة أهل المدينة أيجهرون بها أم يخفونها؟ قال ما كنا نجهر و لا نخفي، ما كنا نستعيذ البتة" النشر :252.

    [4] عطاء بن أبي رباح بفتح الراء و اسم رباح أسلم القرشي مولاهم المكي ثقة فقيه فاضل، لكنه كثير الإرسال من الثالثة مات سنة 114هـ انظر تقريب التهذيب: 2/22 و وفيات الأعيان: 3/262.

    [5] أبوسليمان داود علي بن داود بن خلف الأصفهاني ، وهو أول من استعمل قول الظاهر ، وأخذ بالكتاب والسنة وألغى ما سوى ذلك من الرأي والقياس ، وكان فاضلا صادقا ورعا توفي سنة 270هـ.

    لم نعرف قراءتها.[6]

    [7] هو محمد بن سيرين الأنصاري، أبو بكر بن أبي عمرة البصري ثقة تبث عابد كبير القدر، كان لا يرى الرواية بالمعنى من الثالثة مات سنة 110هـ تقريب التهذيب: 2/169 و فيات الأعيان: 4/181.

    [8] ذكره الرازي في تفسيره: "و قال ابن سيرين: إذا تعوذ الرجل مرة واحدة في عمره فقد كفى في إسقاط الوجوب و قال الباقون: إنها غير واجبة". انظر تفسير الرازي: 1/60.

    [9] مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو الأصبحي أبو عبد الله المدني الفقيه إمام دار الهجرة، رأس المتفننين و كبير المتثبتين قال البخاري أصح الأسانيد كلها مالك عن نافع عن ابن عمر من السابعة مات سنة 179هـ انظر تقريب التهذيب: 2/22 وفيات الأعيان: 4/135 شجرة النور:52.

    [10] أبو عمر أشهب بن عبد العزيز بن داود القيسي العامري المصري ولد سنة سنة140هـ روى عن الليث والفضيل بن عياض و مالك و به توفي سنة 204هـ انظر شجرة النور :59، وفيات الأعيان: 1/238.

    [11] لم نعرف قراءتها لكن بالرجوع إلى مصادر المذهب المالكي ، وخاصة المنتقى لأبي الوليد الباجي ، وجدنا أنه روى عن أشهب في العتبية "استحب تركه في النفل أيضا" أنظر المنتقى :1/207

    [12] ابن الحبيب الإمام العلامة فقيه الأندلس، أبو مروان عبد الملك بن حبيب ولد في حياة افمام مالك بعد السبعين و مائة، كان عالما بالفقه و النحو و الشعر و العروض و الأخبار و الأنساب متصرفا في فنون العلم صاحب تصانيف كثيرة انظر الديباج المذهب/154.

    [13] هو أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي القرشي المطلبي، كان ملما بعلوم الكتاب و السنة و كلام الصحابة، و اللغة و الشعر ولد سنة 150هـ توفي بمصر سنة 204هـ وفيات الأعيان: 4/163، تقريب التهذيب: 2/143.

    [14] هو الإمام القاسم بن وفيرة بن خلف الشاطبي الضرير إمام علامة ولد سنة 538هـ بشاطبة من الأندلس، كان أعجوبة في الذكاء، كثير الفنون، حافظا للحديث بصيرا بالعربية و اللغة مع الزهد استوطن مصر و توفي بها سنة 590هـ .انظر غاية النهاية: 2/20.

    [15] هذه الأبيات من الأماني و وجه التهاني المعروفة بالشاطبية في القراءات و هي منظومة على بحر الطويل انظر المنظومة :10.

    [16] هو أبوالعباس أحمد بن عمار المقرئ المفسر ، مؤلف الكتب المشهورة ، منسوب الى المهدية من بلاد افريقية قال الدهبي توفي بعد 430هـ أنظر غاية النهاية 1/92، و إبراز المعاني:1/226

    [17] هو أبو عمارة حمزة بن حبيب بن عمارة الكوفي الزيات مولى أل عكرمة بن ربعي التيمي ولد سنة 80هـ و أدرك الصحابة بالسن فعله رأى بعضهم تصدر للإقراء مدة و قرأ عليه عدد كثير و كان إماما حجة قيما بكتاب الله تعالى مات سنة 156 انظر معرفة القراء 1/111 و غاية النهاية 1/261.

    [18] أحد القراء العشرة، تابعي مدني مشهور رفيع الذكر، قرأ القرآن على مولاه عبد الله بن عياش المخزومي و غيره من الصحابة، و أقرأ الناس قبل وقعة الحرة أوتى به إلى أم سلمة رضي الله عنها و هو صغير فمسحت على رأسه و دعت له بالبركة توفي سنة 132، انظر معرفة القراء: 1/72 غاية النهاية: 2/382.

    [19] عبد الرحمن بن اسماعيل بن ابراهيم المعروف بأبي شامة ولد سنة 599هـبدمشق تلقي العلم من كبار علماء عصره كابن عساكر والسخاوي والحافظ السلفي ، له تصانيف عديدة في مختلف الفنون ، كابراز المعاني ، توفى سنة 665هـ، أنظر ذيل الروضتين /37

    [20] انظر إبراز المعاني لأبي شامة 1/225.

    [21] المائدة الآية 6

    [22] الأعراف الآية 5.

    [23] رواه البخاري في كتاب الجمعة باب فضل غسل يوم الجمعة مج 1/212 و مسلم في كتاب الجمعة 3/2 وأبي داود 1/94 و الإمام مالك 1/102.

    [24] أبو حاتم السجستاني سهل بن محمد بن عثمان نحوي البصرة و مقريها في زمانه و إمام جامعها، صاحب التصانيف روى عنه أبو داود و النسائي في كتابيهما توفي سنة 255، انظر معرفة القراء 1/179 و غاية النهاية 1/320.

    [25] أبو هريرة .الدوسي.الصحابي الجليل حافظ من المكثرين في الرواية عن رسول الله مات سنة سبع و قيل سنة ثمان و قيل تسع و خمسين و هو ابن ثمان و سبعين سنة انظر تقريب التهذيب ص 680.

    [26] أبو إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود النخعي أبو عمران الكوفي الفقيه ثقة لأنه يرسل كثيرا مات سنة 96هـ و هو ابن خمسين أو نحوها أنظر تقريب التهذيب 1/46.

    [27] النشر في القراءات العشر للإمام ابن الجزري.

    [28] هو أبو عبد الله محمد بن عمر التميمي البكري الطبرستاني في الأصل الرازي المولد الملقب بفخر الدين الفقيه الشافعي له تصانيف عديدة منها تفسير القرآن ولد سنة 544 بالري و توفي سنة 606 بمدينة هراة انظر وفيات الأعيان 4/248.

    [29] حكى ذلك الرازي في تفسره حيث قال: "و أقول/ هاهنا قول ثالث: و هو أن يقرأ الاستعاذة قبل القراءة بمقتضى الخبر، و بعدها بمقتضى القرآن جمعا بين الدليلين بقدر الإمكان" تفسير الرازي 1/60.

    [30] القاموس المحيط للفيروزآ باذي فصل فاء و القاف باب الألف مادة" القرآن" / 24.

    [31] إضافة من عندنا ليستقيم المعنى.

    [32] أبو عبد الله محمد بن عبد السلام بن محمد بن عبد السلام الفاسي الشيخ الفقيه له تآليف عديدة منها شرح لامية الأفعال و حاشية على الحعبري لحرز الأماني و حاشيته على شرح الجرابردي لشافيه ابن الحاجب و طبقات المقرئين و فهرسة في أشياخه توفي سنة 1214 و عمره 84 سنة شجره النور/ 374، سلوة الأنفاس 2/318 الزركلي الأعلام 6/206.

    [33] لم أقف على هذا الكتاب فيما بحث من المصادر.

    [34] الراغب الأصفهاني هو أبو القاسم بن محمد بن المفضل المعروف بالراغب الأصفهاني له تصانيف عديدة منها كتاب في التعبير و المفردات في غريب القرآن توفي سنة 502 انظرمقدمة مفردات غريب القرأن/3

    [35] الراغب الأصفهاني في مفردات غريب القرآن / 606.

    [36] انظر مفردات غريب القرآن للراغب الأصفهاني / 100.

  3. #3

    افتراضي تتمة الموضوع

    أشياخنا وغيرهم ترك التعوذ وهو البين، فإن قطع واحد منهم قراءته بكلام أجنبي طلب بإعادتها إذا رجع للقراءة بلا كلام، وإن قطع بكلام غير أجنبي فلا يعيد، قال في النشر وقيل: إنه يستعيذ[1] فانظره انتهى كلام شيخنا، وانظر تفريعه كون ما عداه غير قراءة على تعريف الراغب لها، فإن تعريف الراغب لا يعطي كون ذكر القرآن لتلك الأغراض غير قراءة، وحينئذ قال: فالشيخ لم يعين ضابطا مما يطلب فيه التعوذ وماله، وإنما ذكر مواضع لا يطلب فيها التعوذ ومواضع يطلب فيها فقد يقال، ما الفرق مثلا بين ذكر الآية لاستفتاء الشيخ في كيفية قراءتها أو بيان اختلاف وجوه القراءة فيها وبين درس جزء بين يدي الشيخ ليتعلم كيفية أدائه حتى طلب التعوذ في هذا دون ما قبله؟ فنقول: الضابط في ذلك قصد التعبد وعدمه، فمتى قصد التعبد لله تعالى بإجراء لفظ القرآن على الجلالة طلب بالتعوذ، سواء قصد التعبد بمجرده أو مع استحصال وحفظ، أو مع تعلم كيفية الأداء، أو تعليمها فإن حال من يريد الحفظ أو تعلم الأداء أو تعليمه لا يخو من قصد إلى التعبد باللفظ المنزل، بخلاف حال المسترقي به أو المستحفظ أو المستشهد على حكم أو الواعظ به أو الفاتح على القارئ أو المتعرف لاختلاف القراء أو المطعم أو المستطعم، فإنه ليس معه قصد إلى التعبد باللفظ المنزل لأن غرضهم الأصلي شيء آخر، فمقابلة الشيخ بين الدرس للتعبد والدرس للاستحصال أو تعلم الآداء أو تعليمه إنما هي لتجرد التعبد، تارة وعدم تجرده تارة، فإن الثلاثة المذكورة مصحوبة بقصد التعبد، لكنه لم يتجرد فيها، ولذا طلب التعوذ فيها، كما طلب إذا تجرد قصد التعوذ للتلاوة، وبهذا تعلم أن القراءة في قوله تعالى: ﴿فإذا قرأت القرآن﴾[2] بمعنى التلاوة، لأن القراءة وإن كانت أعم من التلاوة لتعلقها بالمفرد "كقرأ" فلان اسمه ولا يقال تلاه، إلا أن المفرد لا يظهر فيه قصد التعبد، فلا تطلب الاستعاذة له، و لو نوى كونه قرآنا، و أيضا المفرد يخرج بقوله القرآن، لأن لفظ القرآن يطلق على الكل وعلى كل من الأبعاض التي لها نوع اختصاص به، كما قال الكمال بن أبي الشريف[3] قال: "وهذا القيد للاحتراز عن نحو "قل" و "افعل" من الأبعاض التي لا تسمى قرآنا في العرف لعدم الاختصاص" هذا ولم يرو عن النبي صلى الله عليه سلم أنه كان يتعوذ للقراءة في الخطبة مع أنه كان يقرأ فيها، ففي الصحيح عن بنت الحرث بن النعمان[4]: " ما حفظت "ق" إلا من في رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب بها في كل جمعة"[5] و في حديث[6]: كان لا يدع قراءة: ﴿يأيها الذين أمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا﴾[7] قال [...][8] قال النووي[9]: لم يختلف في مشروعية القراءة في الخطبة، والصحيح عندنا وجوبها وأقلها آية، قلت: وقد قيل في مذهبنا باشتراط قراءة شيء من القرآن في الخطبة.
    الرابعة: أن المطلوب يتأدى بما يسمى استعاذة لغة والأنسب [أن يكون][10] بلفظ الآية، "أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم" والشائع: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"، أخرج غير واحد عن ابن مسعود[11] "قلت قبل القراءة: أعوذ بالله من السميع العليم من الشيطان الرجيم فقال لي: "قل يا ابن أم عبد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، هكذا أقرأني جبريل عن اللوح عن القلم"[12]" ، وذلك أن طلب الإعاذة الذي هو معنى الاستعاذة حاصل من أعوذ مع زيادة الدلالة على مباشرة العبد العوذ بنفسه، وعلى إلصاقه نفسه بجانب مولاه، وفراره بنفسه إليه، فمعنى أعوذ: اعتصم، واستجير، وأتحصن بالله، وألتجئ إليه، وهو خبر لفظا قصد به إنشاء اللجإ إلى الله تعالى، ولم يقل اللهم أعذني لنظير ما ذكرناه في اختيار أعوذ على أستعيذ، ولم يقل عذت بلفظ الماضي لأن المضارع للحال فهو أنسب لما قصد منه الإنشاء، وأدخل في الامتثال، ولم يقل نعوذ بنون المشاركة أو العظمة لأن العائذ مشغول بشهود فاقته واحتياجه إلى الخلاص من يد عدوه، عن شهود غير من يخلصه ويحفظه فضلا عن شهود افتقارهم أيضا. وشهود فاقته. واحتياجه إلى المخلص مناف لإثباته لنفسه نوعا من العظمة، وقدم أعوذ على ما بعده لأن المقام مقام تحصن وتمنع فجل القصد متوجه إليه فكان أهم بالنظر إلى المقام، وإن كان اسم الله أهم في نفسه، كما قيل في تقديم الفعل في: ﴿اقرأ باسم ربك﴾[13]. وأما الاختصاص فليس بمقصود في المقام إذ ليس هناك من يدعي أنه ينبغي الاستعاذة بغير الله حتى يرد عليه بالحصر، وإن كانت العرب في الجاهلية ربما استعاذوا برؤساء الجن قال تعالى ﴿وإنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا﴾[14] ولو سلم قصد الاختصاص فهو حاصل بتعليق العوذ بالاسم الخاص، أعني اسم الجلالة الدال على الذات العلية دلالة جامعة لمعاني الأسماء الحسنى كلها، ما علم منها وما لم يعلم، ولذلك خص هذا الاسم بالذكر دون غيره فدل على أن المعوذ به هو من له ما لا يتناهى من صفات الكمال، وليس إلا الله وحده. وهذا معنى الحصر.
    والحاصل أنه لم يقل أعوذ بالسميع أو العليم أو الرحمان أو الرحيم مثلا، بل جيء بالاسم الجامع حتى كأنه قيل: أعوذ بالسميع العليم القادر القوي المعين القهار الجبار النافع الضار الرحمن الرحيم إلى غير ذلك من صفات الجلال والجمال، وكلا القسمين مناسب للمقام لأن قهر العدو وصرفه عن العبد من آثار الجلال بنسبة إلى المدفوع، ومن آثار الجمال بنسبة للمدفوع عنه، لأنه إكرام له وإحسان إليه. والباء للتعدية والإلصاق لأن العائذ يلصق نفسه بالله، ويفر إليه ليحفظه من عدوه الذي بيده ناصيته و قدم اسم الجلالة على المستعاذ منه مناسبة لقصد المستعيذ، إذ قصد أن يفر إلى مولاه وينحاش إلى باريه، ويتعلق بجنابه، ليرفع عنه شر عدوه، فصار الفرار إليه سببا، ودفع كيد العدو مسببا عنه، [والسبب سابق عن المسبب][15]، فجاء اللفظ على طبق هذا الترتيب. و"من" ابتدائية لأن التحفظ ممتد من المستعاذ به إلى جانب العائذ، والشيطان كل متمرد عات من الجن والإنس والدواب، من شطن أي بعد، لأنه بعيد عن الخير والصلاح أو من شاط بمعنى هلك أو عجل أو احترق أو بطل، والشيطان هالك، عجل إلى الشر، والمخالفة، محترق في الدنيا بالشهب، وفي الآخرة بنار جهنم، ذو باطل، فعلى الأول: النون أصلية، فينصرف وإن سمي به، وعلى الثاني: زائدة فلا ينصرف إن سمي به، وأما قبل التسمية فينصرف خلافا للجوهري[16] لأنه وإن كان صفة ذات زيادتين فأنثاه بالتاء شيطانة وقد قال في الخلاصة[17]:
    وزائد فعلان في وصف سلم من أن يرى بتاء التأنيث ختم
    واستدل بأصالة النون بقولهم تشيطن دون تشيط وأجيب: بأن التشيطن مشتق من الشيطان في فعله. و"أل" استغراقية بالاستعاذة من جميع شياطين الإنس والجن، أو عهدية على أن المراد خصوص إبليس، والرجيم فعيل بمعنى فاعل أي راجم لأنه يرجم الناس بحجارة وسوسته واحتقاره لهم، ألا ترى إلى قوله: ﴿أنا خير منه﴾[18] ﴿أأسجد لمن خلقت طينا﴾[19] ﴿لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حمإ مسنون﴾[20] أو بمعنى مفعول أي مرجوم، لأنه يرجم بالشهب أو باللعنة من الله، أو على ألسنة الخلق إلى يوم الدين، وذكر الشيطان الرجيم للإفادة علة التعوذ، أي أعوذ منه لتشيطنه ورجمه فهو من تعليق الحكم على الوصف المناسب ليفيد علة الوصف للحكم.
    الخامسة: إن كان المراد إبليس بخصوصيته فخص بالاستعاذة منه لأمور منها: أنه أول من عصى فهو قدوة العصاة، ومعاصيهم في صحيفته، وهو الحامل لهم عليها، فالاستعاذة منه تتضمن الاستعاذة من كل عاص ومعصيته وتتضمن بغضهم كما قيل[21]:
    أحب الصالحين ولست مـنـهــم لعلي أن أنال بهم شفاعــــه
    وأبغض من بضاعته المعاصي وإن كنا سواء في البضاعه
    ومنها أن معصيته شر معصية في الوجود لأنه عصى الأمر الوارد عليه مباشرة، وأصر على المخالفة، واحتج لنفسه، وخطأ الحكمة الإلهية، وأما آدم فعصى، متأولا ولم يصر بل أناب واستغفر، وذريته إنما يتوجه إليهم الأمر بالوسائط، وشأن المؤمن أن يبعد نفسه من المعاند المصر على الباطل، ومما يدل على إصراره ما ورد أن الله قال له على لسان النبي إن كنت تريد أن يتوب الله عليك فاذهب إلى قبر آدم واسجد له فقال: "لم أسجد له حياً فكيف أسجد له ميتاً"[22]. ومنها أنه ألصق عدو بالإنسان لجثومه على قلبه وجريه منه مجرى الدم فلا عدو أعسر للإنسان للخلاص منه، و ينظر إلى هذا المعنى قول الشاعر[23]:
    ومن محن الدنيا على المرء أن يرى عدوا له ما من صداقته بد
    ومنها أنه أضر عدو لتسلطه على أشرف عضو - أعني القلب-، فلا أحق منه بالاستعاذة منه. ومنها أنه ظلوم تكثر ملابسة الإنسان له، فلو لم يستعذ منه كان ركونا إليه وقد قال تعالى: ﴿ولا تركنوا﴾[24] ومنها أنه كافر أقرب شيء إلى الإنسان. وقد قال تعالى: ﴿يا أيها الذين أمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار﴾[25] وقتاله بالاستعاذة منه وبسائر الأذكار ومنها أنه معرض عن ذكر الله و لم يرد إلا الحياة الدنيا لقوله ﴿انظرني إلى يوم يبعثون﴾[26] وقد قال تعالى: ﴿فأعرض عمن تولى عن ذكرنا و لم يرد إلا الحياة الدنيا﴾[27] والاستعاذة منه إعراض وزيادة، ومنها أنه مستكبر، والاستكبار يثير الاستعاذة قال تعالى: ﴿إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه فاستعذ بالله﴾ ومنها أنه حاسد وهو أول من حسد، وحسده لآدم وذريته أن أبى السجود له وأخرجه من الجنة وقد قال تعالى: ﴿قل أعوذ برب الفلق﴾[28] إلى قوله: ﴿ومن شر حاسد إذا حسد﴾ ومنها انه متخلق بكل ذميمة من الكفر فما دونه، فمن لم يستعذ منه كان مصاحبا له فيسرق منه تلك الرذائل أو بعضها.
    إذا كنت في قوم فصاحب خيارهـــم ولا تصحب الأردى فتردى مع الردى
    عن المرء لا تسأل وسل عن خليلــه فكل فريق بالمقارن يقتــــــــــــ ـــــدي[29]
    ولهذا قال الشيخ أبو الحسن: و"باعد بيننا وبين العناد والإصرار والشبيه بإبليس رأس الغواة".
    السادسة: أن الاستعاذة شعار القرآن قدمت عليه لأمور خمسة، أحدها: تطهير اللسان، والقلب من ملابسة الشيطان فيصلحا لمس حروف القرآن و معانيه إذ لا يمسه إلا المطهرون.
    ثانيا: أنها جعلت عنوان القراءة ومقدمة لها تنبه السامعين على أن ما يعقبها قرآن، فيتهيئوا لما يجب عليهم من استماعه ﴿وإذا قرئ القرآن﴾[30] وهذا الوجه يقتضي إجهارها كلما قرأ.
    ثالثها: أن يحترز بها عن الوسوسة المانعة من التدبر، وعن الرياء والسمعة والتصنع التي تحبط الأعمال والطاعات التي القرآن أصلها وأساسها، وهي متشعبة منه، وعن التشبه بالشيطان في عصيانه الأمر المتوجه إليه بخطاب الله، و القرآن خطاب إليه يأمر التالي وينهاه، وعما ما يلقيه الشيطان في المتشابهات القرآن وغيرها من التأويلات الزائفة والتحريف والقول فيه بغير علم، وعن التخليط والخطإ والغلط في التلاوة، لأنه وإن حفظ القرآن من تبديله وتغيره فله "تسلط على قارئه بتغليطه وإنسائه وتشكيكه ونحو ذلك.
    رابعها: "أن القرآن بستان العارفين فأينما حلوا منه حلوا بنزهة" كما قاله محمد بن واسع[31] حسب ما نقله في حلية[32] والنزهة في البستان لا تكمل إلا بغيبة العدو البغيض.
    خامسها: أن القارئ محتاج إلى الفيض الإلهي لاستفادة علوم القرآن وتأثر القلب بها حتى تكون القراءة/ نافعة لصاحبها مترتبا عليها مقصودها وذلك لا ينال إلا برجوع العبد إلى كرم مولاه وتبرئه من حوله وقوته، وصرف مولاه العوائق والموانع عنه. والاستعاذة متضمنة لذلك، وعلى قدر تحقق العبد من نفسه بالعجز والضعف والفاقة لربه يرد عليه فتحه ومدده قال في الحكم: "تحقق بأوصافك يمدك بأوصافه، تحقق بعجزك يمدك بقدرته، تحقق بفقرك يمدك بغناه، تحقق بضعفك يمدك بحوله وقوته، ﴿إنما الصدقات للفقراء﴾[33] وقال: "ورود الفاقات أعياد المريدين"[34] ربما وجد العارف في الفاقات ما لا يجده في الذكر والصلاة".
    السابعة: من خواص الاستعاذة أنها دلت على تهويل أمر الشيطان وتوهينه وتفخيم أمرها. أما التهويل فقال مالك بن دينار[35]: "إن عدوا يراك ولا تراه لشديد المؤنة إلا على من عصم الله وقد أقسم الشيطان ليغوين بني آدم أجمعين و ليقعدن لهم الصراط المستقيم، وقال تعالى له: ﴿واستفزز من استطعت منهم﴾[36] وأما التوهين فهن ثلاثة أوجه من حيث إنه مقهور في قبضة خالقه كسائر الخلق لا سلطان له إلا على من مكنه الله منه: ﴿إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك﴾[37] ﴿وما كان لي عليكم من سلطان﴾[38] فكيده وإن قوي يضعف بالرجوع إلى مالكه عما يرجع في دفع شر الكلب العقور إلى صاحبه، وفي الحكم: "إذا علمت أن الشيطان لا يغفل عنك فلا تغفل أنت عمن ناصيتك بيده"[39] ومن حيث إن الله جعله منديلا تسمح فيه أوزار هذه الدار أدبا مع الله، لئلا يصرح بنسبتها إليه تعالى، وإبقاء على العبد حتى لا يستعظم المعصية فيقطعه ذلك عن التوبة، وقد قال موسى عليه السلام ﴿هذا من عمل الشيطان﴾[40] وفتاه ﴿وما أنسانيه إلا الشيطان﴾[41] ويوسف "من بعد أن نزع الشيطان﴾[42] وهذا مما اعتاده العام والخاص، ومن حيث إن عداوته تحمل على الاستعاذة بالله منه فيتولى الله عبده ويقربه ويطرده عنه، فصار من وهن أمره يحوش عدوه إلى رضا ربه على رغم أنفه، قال في الحكم: "جعله لك عدوا ليحوشك به إليه"[43]، فحاله في حصول عكس مطلوب له قيل:
    يا واشيا حسنت فينا إساءته نجى حذارك إنساني من الغرق[44]
    وقيل:
    أحسنت لي من حيث لا تدري وإن كنت المسيء فأنت أعدل جائر[45]
    وأما تفخيم أمرها فلأنها مع قلة حروفها سلاح يقاتل به المؤمن أعدى الأعادي، وذريته وخيله ورجله على كثرة عددهم وعددهم، فينصره الله بها عليهم ﴿ألا إن حزب الله هم المفلحون﴾[46] ﴿ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون﴾[47].
    الثامنة: أنها جهاد للعدو الباطن كما أن قتال الكفار بالسيف والسلاح جهاد ظاهر، وهما عدوان ظاهر يجاهد ظاهرا كما قال تعالى: ﴿ قاتلوا الذين لا يومنون بالله﴾[48] وباطن يجاهد باطنا كما قال تعالى: ﴿إن الشيطان لكم عدو﴾ ومرد الله تعالى في الثاني أقوى لأنك إن حاربت العدو الظاهر أوشك أن تمد بالملائكة على ما يليق بك وأما إن استعذت من الباطن فإنه لا يبقى له عليك سلطان، ودخلت في زمرة المخلصين الذين استثناهم الشيطان من إغوائه رغما وأيضا محاربة العدو الباطن أولى لأن ضرره في الدين وضرر الظاهر إن وجد ففي الدنيا وأيضا إن غلبنا الظاهر بلا إدبار كنا مأجورين وإن غلبنا الباطن ولا يكون إلا مع إدبار كنا مأزورين وأيضا من قتله الظاهر كان شهيدا ومن قتله الباطن كان طريدا
    تعلم شفاء النفس قهر عدوها فبالغ بلطف في التحيل والمكر[49]
    وذلك بالمواظبة على الاستعاذة بالله.
    التاسعة: أن الاستعاذة تطرد إبليس عن القلب، وقلب المومن أشرف البقاع للحديث القدسي: "لم تسعني أرضي ولا سمائي ووسعني قلب عبدي المومن"[50] فهو بستان الإيمان والمعرفة كما أن الجنة بستان العارفين وقد طرده الله تعالى من بستان العارفين، فطردك له عن بستان المعرفة أحق وأولى وأيضا طرده الله بعصيانه له وهو لا يضره، فطردك له بالاستعاذة لكونه يضرك أولى، وأيضا خرج بسببه من الجنة من أقسم [له هو][51] أنه ناصح له، فكيف صنعه مع من أقسم ليضلنه؟ فاستعذ بالله منه، وأيضا كما كان يراك هو قبيله من حيث لا تراه، كان وجه الخلاص منهم الاستعاذة منهم بمن يراهم ولا يرونه وهو الله.
    العاشرة: أن الاستعاذة من قبيل الدعاء والذكر، فما ورد في مطلقها من الفضائل يجري فيها؛ وفي خصوصيتها من الفضائل ما هو مشهور في الكتب فلا نطيل به كحديث البخاري عن سليمان بن صرد[52] استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم، وأحدهما يسب صاحبه مغضبا وقد احمر وجهه، فقال صلى الله عليه وسلم: إني لأعلم كلمة لو قالها هذا لدهب عنه ما يجد: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فقالوا: ألا تسمع ما يقول النبي صلى الله عليه وسلم قال: إني لست بمجنون"[53].
    واستعاذ نوح عليه السلام بقوله: ﴿رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم﴾[54] فخلع الله عليه خلعتين السلام والبركات كما في بقية الآية وقال يوسف: ﴿معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي﴾[55] فصرف الله عنه السوء والفحشاء وقال أيضا: ﴿معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده﴾[56]، ﴿فرفع أبويه على العرش وخروا له سجدا﴾[57] واستعاذ موسى عليه السلام في قوله: ﴿أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين﴾[58] فبرأه الله وأحيا له القتيل. واستعاذت امرأة عمران لمريم وذريتها، وتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا، وقالت مريم: ﴿أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا﴾[59] فبرأها الله على لسان ابنها، وجعله سريا ذا مزايا عظيمة وقال تعالى: ﴿وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين﴾[60] ﴿وإما ينزعنك من الشيطان نزع﴾[61] و ﴿قل أعوذ برب الفلق﴾[62] السورتين.
    والله تعالى أعلم انتهى ونجز والحمد لله رب العالمين.


























    [1] انظر النشر في القراءات العشر لابن الجزري / 259.

    [2] النحل الآية 98.

    [3] محمد بن محمد بن أبي بكر بن علي بن أبي الشريف كمال الدين ، علامة محقق نقاد ، له حواشي على جمع الجوامع وغيرها توفي سنة 903هـ.أنظر الضوء اللامع 9/65، الفكر السامي 4/419

    [4] أم هشام بنت حارثة بن النعمان الأنصارية ، قال أبو عمر أم هاشم وقيل أم هشام، قال أحمد بن زهير : سمعت أبي يقول عن أم هشام بنت حارثة بايعت بيعة الرضوان . أنظر الإصابة 2/480

    [5] رواه مسلم في كتاب الجمعة، باب تخفيف الصلاة و الخطبة 3/13 و أبي داود في سننه 1/288، و ابن خزيمة في صحيحه 3/144.

    [6] رواه الروياني في مسنده 2/214.

    [7] سورة الأحزاب الآية70

    [8] لم نعرف قراءتها.

    [9] هو محي الدين ولي الله أبو زكرياء يحي بن شرف الدين النووي الشافعي المتوفى سنة 676هـ انظر الرسالة المستطرفة /206.

    زيادة من عندنا ليستقيم المعنى.[10]

    [11] عبد الله بن مسعود صحابي جليل يكنى أبا عبد الرحمن و هو سادس من أسلم هاجر إلى الحبشة مرتين و شهد المشاهد كلها، و كان من أعلم الصحابة بالقرآن توفي بالمدينة سنة 32 هـ انظر تقريب التهذيب 323 شجرة النور 82.

    [12] لم أجد هذا الحديث و هو مروي عند صاحب النشر بأسانيد عالية، و قد ضعفه الإمام أبي شامة في شرحه على الشاطبية و ذكر أنه حديث لا أصل له في كتب أهل الحديث "انظر ابرز المعاني" 1/223.

    [13] سورة العلق الآية1.

    [14] سورة الجن الآية 6

    فعل سبق لا يتعدى بعن، وصواب العبارة أن يقال: "يسبق المسبب".[15]

    [16] إمام اللغة أبي نصر إسماعيل بن حماد التركي الأثراري مصنف كتاب الصحاح، وأحد من يضرب به المثل في ضبط اللغة، مات مترديا من سطح داره بنيسابور سنة 393 هـ. انظر سير أعلام النبلاء 17/23.

    [17] ألفية بن مالك في النحو و الصرف باب ما لا ينصرف /38

    [18] الأعراف الآية12

    [19] الإسراء الاية61.

    [20] الحجر الاية33

    [21] هذه الابيات من بحر الوافرمنسوبة الى الامام الشافعي مع وجود بعض الاختلافات أنظر ديوان الشافعي/75

    [22] لم أجد هذا الحديث عن المهتمين بالحديث، و قد وجدته عند صاحب بدائع الزهور في وقائع الدهور ص 61.

    [23] البيت للمتنبي وهو في ديوانه، ورواية البيت هكذا: ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى عدوا له ما من صداقته بد

    [24] هود الآية 113

    [25] التوبة الآية 123

    [26] الأعراف الأية14

    [27] النجم الأية29

    [28] سورة الفلق الآية1

    البيتين لعدي ابن زيد كما في العقد الفريد وزهر الأكم لليوسي.[29]

    [30] الأعراف الآية 204

    [31] هو أبو عبد الله ،كان من الزهاد المنقطعين للعبادة ومن القارئين للقرآن الكريم مات سنة 127هـ، أنظر حلية الأولياء2/332

    [32] أنظر حلية الأولياء 2/347

    [33] الحكم العطائية 74.

    [34] الحكم العطائية نفس.الصفحة و قد وقع للمؤلف خلط بين الحكمتين إذ أضاف "إنما الصدقات" للحكمة الأولى بينما يجب أن تضاف إلى الحكمة الثانية.

    [35] هو أبو يحي مالك بن دينار البصري من موالي بني شامة بن لؤي القرشي عالم زاهد توفي سنة 131 هـ بالبصرة 4/139.

    [36] سورة الإسراء الآية 65.

    [37] سورة الحجر42

    [38] إبراهيم الأية22

    [39] الحكم العطائية/83.

    [40] سورة القصص الآية 15

    [41] سورة الكهف63.

    [42] سورة يوسف الآية100.

    [43] الحكم العطائية/83.

    [44] البيت لمسلم بن الوليد، وهو في ديوانه وفي الشعر والشعراء لابن قتيبة، ومعاهد التنصيص على شواهد التلخيص.

    [45] البيت لابن الفارض، وهو في ديوانه.

    [46] المجادلة الأية22

    [47] المجادلة الأية 19

    [48] سورة التوبة الآية 29

    [49] لم نقف على قائله

    [50] حديث موضوع انظر المغني عن الأسفار 3/14، المقاصد الحسنة/373 التمييز/146 وا لأسرار/433 تنزيه الشريعة1/148، كشف الخفاء 2/195 تذكرة الموضوعات/ 30و أسنى المطالب/ 198،و الفوائد الموضوعة/ 102.

    زيادة من عندنا ليستقيم المعنى.[51]

    [52] سليمان بن صرد بن أبي الجون بن سعد بن ربيعة ، صحابي جليل روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن علي وأبي الحسن وجبير بن مطعم وروى عنه أبواسحاق السبيعي ويحي بن يعمر وعبد الله بن يسار وكان خيرا فاضلا مات مقتولا سنة65هـ،أنظر الإصابة 2/74والاستيعاب 2/61.

    [53] رواه البخاري في كتاب الأدب باب ما ينهى من السباب و اللعن 4/84 و في باب الحذر من الغضب 4/99 و رواه مسلم 7/31 سنن أبي داود 4/249 و الترمذي 5/167.

    [54] سورة هود 46

    [55] سورة يوسف الآية 24.

    [56] سورة يوسف الأية79

    [57] سورة يوسف الآية 100.

    [58] سورة البقرة الآية67

    [59] سورة مريم الآية 18

    [60] سورة المؤمنون الآية97

    [61] سورة الأعراف الآية 200

    [62] سورة الفلق الآية 1.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •