الشيخ عمرو ثابت يكتب : " نقض نظرية الكسب عند الاشاعرة وبيان بطلانها " 3
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
نقض نظرية الكسب عند الاشاعرة وبيان بطلانها : الكسب هى مسأله متعلقه بالقضاء والقدر وهى من أكثر المسائل غموضا وتناقضا عندهم حتى اعترف كبار علمائهم بهذا وحتى ضرب لها المثل فى الخفاء يقولون فى المثل ( أخفى من كسب الاشعرى) والكسب معناه عندهم كما قال شارح أم البراهين(مقارنة لقدرة الحادثه للفعل من غير تأثير) فالله هو الفاعل الحقيقى دون أن يكون للعبد أى تأثير فى الفعل انما فعل العبد مجرد شكل فقط يصاحب الفعل من غير تأثير فيه والذى دفعهم لهذا فرارهم من أن يقولوا بقول الجبريه فقالوا بالكسب وهو اثبات للعبد اختيارا وقدره حادته ثم أرادوا الفرار من قول المعتزله فقالوا بعدم تأثير قدرة العبد فى الفعل وحقيقة قولهم هى الجبر أو الجبر المتوسط وهذا الذى قاله التفتازانى فى شرح المقاصد( أن الانسان مضطر فى صورة مختار) وكلامهم ظاهر البطلان والتناقض اذ كيف يسمى كسبا مع عدم تأثيره فما فى دام العبد ليس بفاعل وليس له قدرة مؤثرة فى الفعل فالزعم أنه كاسب وتسمية فعلا كسبا لاحقيقة له لأن القائل بذلك لا يستطيع أن يوجد فرقا بين الفعل الذى نفاه عن العبد والكسب الذى أثبته له ويلزم ايضا من ذلك القول تكليف العاجز ولقد اتفق اهل السنة مع الاشاعرة فى وجه وخالفوهم فى وجه اتفقوا على أن افعال العبد مخلوقه واختلفوا فى تعلق الافعال بالعباد فهم قالوا العبد لاتأثير له فى الفعل وأهل السنة قالوا ان الله خالق أفعال العباد فالله خلق قدرة العبد والعبد يفعل بهذه القدره والنار تحرق بما أودع الله فيه من صفة الحرق والعبد يفعل بما خلق الله فيه من القدرة والمشيئه قال تعالى ( وماتشاءون الاان يشاء الله) فأثبلت مشيئة العبد الا انها لاتخرج عن مشيئة الرب والمستقر فى الفطر ان من فعل الظلم فهو ظالم ومن فعل الكذب فهو كاذب فان لم يكن العبد فاعلا لظلمه وكذبه لزم أن يكون االله هو المتصف بذلك وهذا من أبطل الباطل ولق د صرح ائمتهم بعدم فهمهم للكسب فلعمرى كيف يكلف الله عباده امرا من الامور الاعتقاد يجب عليهم اعتقاده وهو لا يفهم ولايعقل قال الرازى( الكسب اسم بلا مسمى) وقال السبكى( ان الكسب لاتكليف بمعرفته لصعوبته) وقال صاحب هداية المريدالى جوهرة التوحيد(مسألة الكسب من أدق مسائل الاصول واغمضها ولا يزيل اشكالها الاالكشف وقد قيل قديما ثلاث من المحالات (الكسب عند الاشعرىوالحال عند البهشمى وطفرة النظام) فلله الحمد ان هدانا للحق الذي يوافق المنقول والمعقول