أيمن الشعبان
11/1/2013
الحمد لله الحكم العدل القدير، السميع البصير، الذي خلق كل شيء فأحسن التقدير، والصلاة والسلام على البشير النذير، والسراج المنير، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
كثيرا ما نسمع آيات تزلزل القلوب وتقشعر لها الأبدان، فتذهب بنا الخواطر والأذهان، مبتعدين عن التأمل والتدبر، أو التمعن والتفكر، وكأنها لا تعنينا بل تعني غيرنا فحسب؛ من الجبابرة والقياصرة والمتكبرين المتجبرين، من العتاة المجرمين والطغاة الظالمين، من ذلك قوله تعالى( ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار)[1]، فهذه الآية وما بعدها من آيات غالبنا يحفظها، وكثيرا ما نرددها ونسمعها، لكن هل وقفنا وقوف المحاسب لنفسه المراجع لحاله!
لا شك ولا ريب أن كل جبار ومستبد وطاغية ومتجبر، تنطبق عليه هذه الآيات المحذرة من الظلم وعقوبته ومآلاته وخطورته وبشاعته، لكن هل نحن بمنأى عن هذه الآيات؟! وهل الظلم متحقق بفئة قليلة دون غيرها؟! أم أننا أيضا قد نقع في الظلم؟
والظلم: هو وضع الشيء في غير موضعه، والجور ومجاوزة الحد والميل عن القصد[2].
الظلم اسم تبغضه النفوس، وتستنكف من نطقه الألسن، وتنزعج من سماعه الآذان، فهو خُلق قبيح ومرتعه وخيم، ومآله خطير وعاقبته سيئة ونهايته مفجعة، ولا يقبله عقل أو دين، والظلم وصف لا تحبه أدنى العقول، حتى الظالم لا يرضى الاتصاف به!
والظلم حفرة قعرها عميق، وطريق شائك بعيد ما سلكه أحد فسلم، ( وإنما ينشأ الظلم عن ظلمة القلب، لأنه لو استنار بنور الهدى لاعتبر، فإذا سعى المتقون بنورهم الذي حصل لهم بسبب التقوى اكتنفت ظلماتُ الظلمِ الظالمَ، حيث لا يغني عنه ظلمه شيئا)[3].

لمتابعة المقال انقر على الرابط:
http://www.samtnet.info/play.php?catsmktba=963