سلامٌ على تلـك الديـار وأهلهـا = ومن حل فيها من مقيـمٍ وظاعـنِ
وأخـدار آرامٍ شغفـت بحبـهـا = فخلَّفن قلبي بيـن صَـبٍّ وحائـنِ
بعثن سهام العين تخطـر بالقنـا = فأجرين دمع الهاديـات الهواتـنِ
ألست تراني ساهم الطرف شاحبًا = أعدُّ نجوم الليل خلـف الظعائـنِ
طرقن بسهم العين قلبي فلم يـزل = يكابد أشـواق المحـب المهـادنِ
فعالجنني مـن أول الليـل نظـرةً = قطعتُ بها ليلًا طويـل المراسـنِ
برزن من الأخـدار ثـم ولجنهـا = فألقين قلبـي بيـن جـم المفاتـنِ
أنا الحضريُّ الصبُّ أَرْدَتْـهُ غلـةٌ = من الشوق تجلو عن نحور البهاكنِ
فرفقًا بهذا القلب يـا قـوم إنمـا = مضى بسناه كـل أحـورَ شـادنِ
فأقسمت بالرحمن فاطـر حسنهـا = ألمَّتْ بهذا القلـب نظـرة ماكـنِ
فمن مبلغ عني على الغيب مَأْلكًـا = بفيضِ هواها بين تلـك المحاسـنِ
هو الحب أرداني فما أنـا صانـعٌ = وليس غويُّ القلـب منـه بآمـنِ
وإن تسألي صِدْقَ العهـود فإننـي = صدوقٌ وفيُّ العهد لسـت بخائـنِ
تولهتُهـا مـن بعـد يـوم وليلـةٍ = فدع عنك تسآلي بتلـك الضغائـنِ
فلو كانت الصحراء تفصل بيننـا = ومِن دونها الأنهار بيـن المدائـنِ
لجاوزتهـا غيـر اتقـاءٍ لهلْكـةٍ = تلمُّ بنا مِـن دون تلـك القواطـنِ
شعر/ حسن عبد الفتاح خلف الحضري
21/11/2010م
من الجزء الثالث من ديواني، الصادر سنة ألفين وإحدى عشرة.