الفَوائدُ الزَّكِيّةُ
مِن دُروسِ الشَّمائلِ المُحمَّديَّة
المجلس رقم: (1)
شرح فضيلة الشيخ
فؤاد بن يوسف أبو سعيد حفظه الله تعالى
دونها
طالبه الأخ: محمود بن محمد حمدان جزاه الله خيرا


الحَمْدُ للَّـهِ الَّذي امْتَنَّ علينا بِبِعثَةِ خَيْرِ البَريَّة، وجَعَلَ (شَمَائِلَهُ) نِبَراسًا للبَشَرِيَّة، والصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى صَاحِبِ الخِلال (المُحمَّديَّةِ) ، والخِصَالِ (المُصْطَفَوِيّ ة)، وعلى آله وصحبه أُولي الهِمَّةِ العَليَّة، أمَّا بعدُ:
فقد ابتدأَ شيخُنا الفَاضِل فؤاد بن يُوسُف أبو سعيد -حَرَسَ اللهُ مُهجَته- مساء يوم الأربعاء 20/ 2/ 1434هـ، وفق: 2/ 1/ 2012م، شَرْحَ كتاب: «الشَّمائل المُحمَّدية» للإمامِ أبي عيسى التّرمذيِّ –عمَّهُ الله برحمته-؛ لحاجتِنَا –عمومًا وخصوصًا- ؛ للاقتداءِ بِسَيِّدِ المُرسلين صلى الله عليه وسلم في أحوالهِ –كُلِّها- عَمَلاً بالتَّنزيل: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}.
ووسيستمر ذلكَ بمشيئة الله الأربعاءَ مِن كُلِّ أسبوع، في مسجدهِ العَامِر (الزَّعفران)، بين العِشاَءَيْن.
وقدْ دوَّنتُ بعضَ الفوائد ممّا جادت بهِ الذّاكرة، واستطعتُ تقييدَهُ أثناء الدَّرس، ولم استقصِ كُلّ الفوائد!، ولكن كما يُقال: «يكفي مِن القِلادة ما أحاطَ بالعُنُق»!.

* فوائد المجلسُ الأوَّل:
1. كتبَ العُلماءُ –رحمهمُ اللهُ- في (الشَّمائل)؛ مُفرَّقًا في: كُتب الحديث، والسِّيَر، ومُفردًا كما في كتاب: (الشَّمائل المُحمَّدية) للإمام التّرمذي –صاحب السُّنن- .
2. أُلِّفَت كُتُبٌ كثيرة في هذا الباب، لكنّ هذا الكتاب –شمائل الترمذي- كانَ له القَبُول مِن بينِهم .
3. لم يَشترط الإمام التّرمذي –رحمه اللهُ- الصِّحةَ؛ وإنما جاءَ بالسَّنَد، و«من أسندَ فقد أحالكَ، ومن أَرْسَلَ فقد تَكَفَّل لكَ»!.
4. ابتداء المُصنِّف بالبَسملة؛ مِن أجلِ البَرَكة، كما في كُلِّ الكُتُب، وهي طلب الاستعانة من الله –تعالى-، أي: أستعينُ بالله.
5. لفظ الجلالة (الله): اسمٌ لذاتِ الحقِّ، مختصٌّ به –سبحانه وتعالى-.
6. (الشَّيخ): هو مَن كانَ أُستاذًا في فنٍّ مِن الفُنون، ولو كانَ شابًّا، بخلاف معناها في اللُّغة.
7. مُعظَم الصَّحابة -رضيَ اللهُ عنهُم- حدَّثُوا في شَبَابِهِم، وإسحاق بن راهُويَة –رحمه الله- مَدَح تلميذه البُخَاري وهو في شبابه؛ لمعرفته في علم الحديث.
8. البُخاريُّ -رحمه اللهُ- في سن (الحاديةَ عَشْرَ) مِن عُمُرهِ، ردَّ على مَشايخه مِن حفظِهِ، ورجعوا لقوله.
9. الإمامُ مالكٌ أَفَادَ وَهُوَ ابْنُ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً أَوْ عِشْرينَ سَنَةً.
10. الإمامُ الشَّافعيُّ تَلْمَذَهُ العُلماء وهو في حَداثة سنِّهِ؛ لعلمِه وفَهمِه.
11. (الحَافِظ): المُرادُ به: حافِظُ الحديثِ لا القُرآن؛ لأنَّه في زمنِ الصَّحابة من البَدِيهي أن يكون حتَّى الطفل يحفظ القرآن، وثمةَ احتمالٌ أن يكونَ الإمام التّرمذي جمع بين الأمرين.
12. و(الحَافِظ) –عندَ المُحدِّثين-: مَن أحاطَ علمه (بمائةِ ألفِ) حديث سنَدًا ومَتنًا، وبرجال الحديث: اسمه، وكُنيته، وميلاده، وأقوال العلماء فيه.
13. (الحُجَّة): مَن أحاطَ علمه (بثلاثمائةِ ألفِ) حديثٍ إسنادًا ومتنًا، ورواته: جرحًا وتعديلاً وتاريخًا.
14. (الحَاكِمُ): الذي أحاطَ علمه بجميعِ الأحاديثِ المرويَّة؛ إسنادًا ومتنًا، ورواتها: جرحًا وتعديلاً وتاريخًا.
15. (الرَّاوي): الَّذي يروي الحديثَ بالإسنادِ.
16. (المُحَدِّث): مَن تحمَّل رواية الحديثِ، واعتنى بدرايته.
17. قال بعض العُلماء: إنَّ هناكَ نَهْيًا عن التَّكنِّي بـ (أبي عيسى)؛ لأنَّه يُوهِم بأنَّ عيسى –عليهِ السَّلام- وُلدَ من أبٍ، وهذا خلافُ الصوَّاب!.
وهذا النَّهي لم يثبُت في حديثٍ مرفوعٍ، وإنَّما مِن قول عمر –رضي اللهُ عنه-.
والتّرمذي اشْتُهِر بهذه الكُنية، وتجَوَّز بعض العُلماء؛ لمن اشْتُهرِ بذلك !
18. (سَوْرَة) –جدّ التّرمذي- على وزنِ طَلْحَة، والسَوْرَة في اللغة: سرعة الغَضَب!
19. اسم التّرمذي كاملاً: محمَّدُ بنُ عيسى بْنِ سَوْرَةَ بنِ الضَّحَّاكِ السُّلَمِيّ.
20. يُقال إنَّ التّرمذي وُلِدَ أكْمَهَ= والأكمهُ الذي يُولَد أعمى!.
21. جامع التّرمذي –السُّنَن-: كافٍ للمُجتهد، وشافٍ للمُقلِّد.
22. ضمَّنَ التّرمذي (جامعه) أحكامًا شرعيَّة.
23. مِن مَناقب التّرمذي أنَّ شيخَه البُخَاريَ رَوَى عنه حديثًا –في غير الصَّحيحِ-.
24. للتّرمذيِّ ثلاثيٌّ واحدٌ ، قالَ التّرمذيُّ: حدَّثَنَا إِسمَاعيلُ بن مُوسَى الْفَزَارِيُّ ابْنُ بِنْتِ السُّدِّيِّ الكُوفِـيِّ، حدَّثَنَا عُمَرُ بن شَاكِرٍ، عَنْ أنسِ بن مَالِكِ، قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ الصَّابِرُ فِيهِمْ عَلَى دِينِهِ كَالْقابِضِ عَلَى الجَمْرِ».
قلتُ (محمود): أَروي هذا الحديثِ سماعًا عن جمعٍ مِن شُيُوخي بالإسنادِ المُتَّصِل للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وللهِ المِنَّة.
25. توفيَ التّرمذي بترمذ عام 279هـ ، وله سبعون سنة.
26. نُقِلَ عن التّرمذي: كانَ جَدِّي مَرَوزِيًّا أيام ليث بن سيار، ثمَّ انتقلَ إلى ترمذ.
27. لا فرقَ بين التَّحديث، والإخبار، والإِسْمَاع، والإِنْبَاء عندَ المُتقدِّمين أمثال: (الزُّهري، ومالك، وغيرهِما).
28. بعض المُتأخرين يَرَوْن التَّفرقة بين صِيَغ الأَداء وجَرَى على هذا: (ابن جُريج، والأوزاعي، والشَّافعي، وغيرهم).
29. قيل: إنَّ الإمام مَالكَ بْنَ أنس، مَكَث في بطنِ أُمِّه ثلاث سَنَوات!.
30. قالَ النَّوويُّ اسم التّرمذي يُضبط على ثلاثة أوجُه:
أ. التِّرمِذي -بكسر التَّاء وتشديدها، وكسر الميم-.
ب. التَّرمِذي -بفتحِ التَّاء وتشديدها، وكسر الميم-.
ج. التَّرمُذي -بفتحِ التَّاء وتشديدها، وضمِّ الميم-.
31. ترمذ على طرفِ بَلْخ، ويُقال لها: مدينة الرِّجال!.
32. قال الخطيب –رحمهُ اللهُ- : ينبغي لمن أرادَ أن يروي عن شيخه، أن يُصدِّر اسم شيخه بالكُنيةِ، ثمَّ الاسم، ويرويَ عنه.
قلتُ (محمود): كما فعل تلاميذ الترمذي عندما صدَّرُوا الشمائل بقولهم: قالَ الشَّيخُ الحافِظُ أبو عيسى محمدُ بنُ عيسى بن سَوْرَةَ التّرمذي.
33. الأُدْمَة: شدة السَّواد.

انتهى درسُ شيخنا الفُؤاد، وتوقَّف عن منتصف الحديث الأوَّل!، على أملِّ اللقاء في الأربعاء القادم.
وصَلَّى اللهُ وسَلَّمَ على سَيِّدِنا محمَّدٍ وعَلَى آلهِ وصَحبِهِ أجمعين.