تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: بَابٌ فِي الرَّجُلِ يَسْتَدْفِئُ بِالمَرْأَةِ بَعْدَ الغُسْلِ

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2011
    المشاركات
    7,011

    افتراضي بَابٌ فِي الرَّجُلِ يَسْتَدْفِئُ بِالمَرْأَةِ بَعْدَ الغُسْلِ

    < الرجل يستدفئ بالمرأة بعد الغسل >

    قال الإمام الترمذي رحمه الله في سننه :

    بَابٌ فِي الرَّجُلِ يَسْتَدْفِئُ بِالمَرْأَةِ بَعْدَ الغُسْلِ

    حَدَّثَنَا هَنَّادٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ حُرَيْثٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: رُبَّمَا اغْتَسَلَ

    النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الجَنَابَةِ، ثُمَّ جَاءَ فَاسْتَدْفَأَ بِي، فَضَمَمْتُهُ إِلَيَّ وَلَمْ أَغْتَسِلْ.

    قال أبو عيسى < أي الترمذي > : هَذَا حَدِيثٌ لَيْسَ بِإِسْنَادِهِ بَأْسٌ .

    وَهُوَ قَوْلُ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالتَّابِعِينَ : أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا اغْتَسَلَ فَلاَ بَأْسَ بِأَنْ يَسْتَدْفِئَ بِامْرَأَتِهِ ، وَيَنَامَ مَعَهَا قَبْلَ أَنْ تَغْتَسِلَ الْمَرْأَةُ، وَبِهِ يَقُولُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَالشَّافِعِيُّ ، وَأَحْمَدُ، وَإِسْحَاقُ اهـ .

    قلت : الحديث في إسناده نظر ، ومن أسند فقد أحالك ، وقد قال به بعض الصحابة والتابعين رضي الله عن الجميع ، فلا بأس من العمل به ، والله تعالى أعلم .
    رقمي على الواتس أب
    00962799096268



  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: بَابٌ فِي الرَّجُلِ يَسْتَدْفِئُ بِالمَرْأَةِ بَعْدَ الغُسْلِ

    الشرح:
    ترجم المصنف -رحمه الله- بهذه الترجمة لهذا الحديث الذي ذكره .
    وقوله " يستدفئ " : المراد بالاستدفاء طلب الدفء والسين والتاء للطلب ؛ والسبب في ذلك أن الرجل إذا اغتسل بالماء فإنه من طبيعة ذلك أن يبرد وخاصة في الشتاء فإنه يعظم وقع الغسل عليه فيحتاج إلى أن يستدفئ والاستدفاء بالمرأة أبلغ وهومن باب الإلف والمعاشرة لما فيه من إدخال السرور ، وكذلك قوة الرحمة بين الزوجين .
    وقوله -رحمه الله-" باب ماجاء أن الرجل يستدفئ بالمرأة " : قصد المصنف -رحمه الله- من هذه الجملة أن يبين أن الجنابة لا توجب وصف المرأة بكونها نجسة -كما تقدم معنا في الحديث الذي سبق حديث الباب المتقدم حيث ذكرنا حديث أبي هريرة الثابت في الصحيحين- ، وعلى هذا فتكون مناسبة هذا الباب بما تقدم أن وقوع المرأة في الجنابة لا يوجب وصفها بالنجاسة وهذا أمر مستفاد من عموم قوله -عليه الصلاة والسلام- : (( سبحان الله!! إن المؤمن لا ينجس)) فبين -صلوات الله وسلامه عليه- أن المؤمن لا ينجس ، وفي هذا دليل على أن مخالطة الجنب لا توجب الحكم بالنجاسة لمن خالط ولا توجب الحكم بسريان الجنابة إلى من خالط ، وعلى هذا اعتنى المصنف -رحمه الله- بإيراد هذه الأبواب تلو بعضها .
    وهذا الحديث الذي ذكره فيه حريث بن أبي مطر الفزاري الكوفي وقد تكلم العلماء عليه ، وهو حريث بن أبي مطر واسم أبيه عمرو وقد طعن فيه غير واحد من العلماء والعمل عند طائفة من المحققين من العلماء من أئمة الشأن أن الحديث ضعيف وأنه لا يصح عن رسول الله-- صلى الله عليه وسلم -- ، وقد ضعَّف الإمام البخاري-رحمه الله- حريث هذا ، وأما ما اشتمل عليه هذا الحديث من الدلالة على جواز استدفاء الرجل بزوجته فإنه أمر جائز ولاحرج فيه فلا بأس للرجل إذا اغتسل من الجنابة أن يستدفئ بزوجه وقد قال الله-- عز وجل -- : {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ}(1) واللباس هو التعبير باللباس يدل على المخالطة والمداخلة وهذا مطلق في كتاب الله-- عز وجل -- فالمرأة لا بأس أن يستدفئ بها الرجل ولوكانت عليها الجنابة ، وقد كان اليهود لايعاشرون المرأة ولايضاجعونها ولا يؤاكلونها ولا يشاربونها إذا كانت حائضا ورفع الله عن عباده هذا العنت فأجاز للمسلم أن يستدفئ بزوجه ولا بأس بذلك ولا حرج.
    شرح الترمذي ( كتاب الطهارة )
    للشيخ محمد المختار الشنقيطي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Dec 2011
    المشاركات
    7,011

    افتراضي رد: بَابٌ فِي الرَّجُلِ يَسْتَدْفِئُ بِالمَرْأَةِ بَعْدَ الغُسْلِ

    قال المحدث أبو العلا محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفورى رحمه الله (المتوفى: 1353هـ) في
    تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي :


    (باب في الرجل يستدفىء بِالْمَرْأَةِ بَعْدَ الْغُسْلِ)
    أَيْ يَطْلُبُ الدَّفَاءَةَ بِفَتْحَتَيْنِ وَالْمَدِّ وَهِيَ الْحَرَارَةُ بِأَنْ يَضَعَ أَعْضَاءَهُ عَلَى أَعْضَائِهَا .

    قَوْلُهُ : (ثُمَّ جَاءَ فَاسْتَدْفَأَ بِي) أَيْ طَلَبَ الْحَرَارَةَ مِنِّي بِأَنْ وَضَعَ أَعْضَاءَهُ الشَّرِيفَةَ عَلَى أَعْضَائِي مِنْ غَيْرِ حَائِلٍ ، وَجَعَلَنِي مَكَانَ الثَّوْبِ الَّذِي يُسْتَدْفَأُ بِهِ لِيَجِدَ السُّخُونَةَ مِنْ بدني كذا في اللمعات ، وفي المرقاة قال السَّيِّدُ جَمَالُ الدِّينِ : أَيْ يَطْلُبُ مِنِّي الْحَرَارَةَ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى (لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ) أَيْ ما تستدفؤون بِهِ ، وَفِيهِ أَنَّ بَشَرَةَ الْجُنُبِ طَاهِرَةٌ لِأَنَّ الِاسْتِدْفَاءَ إِنَّمَا يَحْصُلُ مِنْ مَسِّ الْبَشَرَةِ كَذَا في الطيبي وفيه بحث انتهى .

    قال القارىء: وَلَعَلَّهُ أَرَادَ أَنَّ الِاسْتِدْفَاءَ يُمْكِنُ مَعَ الثَّوْبِ أَيْضًا (فَضَمَمْتُهُ إِلَيَّ وَلَمْ أَغْتَسِلْ) وَالْحَدِيثُ رَوَاهُ بن مَاجَهْ وَلَفْظُهُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يغتسل من الجنابة ثم يستدفىء بي قبل أن أغتسل .
    قال القارىء فِي الْمِرْقَاةِ سَنَدُهُ حَسَنٌ اهـ .
    رقمي على الواتس أب
    00962799096268



الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •