بسم الله الرحمن الرحيمأحببتُ أن أذكر لكم هذه القصة التي تعجبتُ منها...
قال أحدهم: قالت لي إحدى قريباتي وكانت في فرنسا: التقيتُ بيهودية ونحن ننتظر النقل، فقالت: أنا ذاهبة لأتعلم الخياطة حتى أخيط لي ولبناتي، فالملابس التي تباع في المحالّ التجاريّة لا تلائمنا، وهي ملابس فاضحة !
فهذا قول العقلاء من الكفار من اليهود وغيرهم، فما بالنا نسعى لتقليدهم في ملابسهم، وحركاتهم وسكناتهم، وما هو مخالف للفطرة، وما هو من خصائصهم !
وفي هذا دليل على أنّ ديننا موافق لبعض شرع من قبلنا، كما في قضية الرجم، وتحريم الزنا، والسرقة...
((فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون))، أي أهل الكتاب، من أهل الإنصاف.
وأما بعض الناس لما يرى ابنته تخرج في ثوب حازق، ومتبرجة، فيقول: ما فيها شيء ! لا زالت صغيرة ! حتى تتزوج !! لا نتشدد !؛ ويصبّر نفسه لأنها تعمل وتأتيه بالقوت !
وقال أحدهم: ذهبتُ للأسواق حتى أشتري لأختي لباسا وكانت صغيرة، لم نلبسها الحجاب بعد، فما وجدت لباسا يستر إلى القدمين ! إلا السراويل، وما كان ضيِّقا، وما كان إلى نصف الساق أو الركبة ! فما اشتريت، وأوصينا من ذهب للعمرة حتى يأتيها بلباس يناسبها.
فلا حول ولا قوة إلا بالله... أناس همهم الدنيا، ولا يميزون فيما يستوردون، أو يبيعون !
حتى الرجل لم يسلم، فتجده يقلب في شيء يناسبه خاصة إذا كان يعمل في شركة ويوجبون عليه نزع القميص، فلا يجد في الغالب إلا السروال الضيق، وما هو مصبوغ بالأبيض تبيينا لمواطن العورة، أو المُقطّع المرقّع كما في هذه الموضة الوافدة..
فنصيحتي للتجار باختصار أن يتقوا الله...
وأحذِّرهم سواء البائع أم المستورد أم المتعاون معهما من الوعيد المذكور في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ التُّجَّارَ يُبْعَثُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فُجَّارًا إِلاَّ مَنِ اتَّقَى اللَّهَ وَبَرَّ وَصَدَقَ)).
نسأل الله أن يصلح حال المسلمين، والله أعلم وصلى الله وسلم على محمد.